عثمان ميرغني، “قنع من خيرٍ فيها” .. ودولة النهر والبحر تزهد في القضارف وكسلا!
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
بقلم: إبراهيم سليمان
منذ أن أنضم الأستاذ عثمان ميرغني صاحب ورئيس تحرير صحيفة التيار، بعلمه إلى جوقة الذين ولغوا في فرية مقتل حميدتي، فقد مصداقيته، طار صوابه، وفقد المنطق. بتلك السقطة اللاأخلاقية الشنيعة، انضم رغم أنفه إلى مدرسة إسحق فضل الله (إسحق غزالة) الصحفية، والتي لا ترى بأسا من الكذب البواح، من أجل التكسب السياسي، لخدمة مشروع الحركة الإسلامية، والتي توارت في أقماط الكساد والبوار.
كتب السيد عثمان ميرغني مقالاً بعنوان: (خيارات الراهن.. ثلاث ولايات فقط تعادل مساحة تركيا) نشره بداية شهر أغسطس الجاري، بدى فيه زاهداً في الحفاظ على الدولة السودانية الموحدة، بل زهد حتى في مثلث حمدي، وتقّزمت لديه دويلة النهر والبحر، إلى مجرد رقعة على فيافي جرداء، شبه خالية من السكان.
ورغم ذلك بصورة تضليلية، أجرى الأستاذ عثمان ميرغني، مقارنة مضحكة بين الدويلة التي رست عليها طموحاته المحدودة والمتشائمة، بدولة تركيا بجلالة قدرها! من حيث المساحة، مسقطاً كافة الجوانب الأخرى، كمقومات لدويلة النهر والبحر، التي ظلت تتقزم وتتقزم.
خلاصة ما أورده الصحفي "الكيزاني" الضليل رئيس تحرير صحيفة التيار ما يلي:
"ثلاثة ولايات فقط، البحر الأحمر، ونهر النيل والشمالية، وهي الولايات التي لها حدود مباشرة مع الجارة الشقيقة مصر، مساحتها مجتمعة تقترب من مساحة دولة تركيا. بعبارة أخرى تمثل قطرا كاملا بكل مزاياه المتنوعة من موارد اقتصادية هائلة في الزراعة والتعدين و غيرها."
لتبيان خطل هذه المقارنة نورد الحقائق التالية بالأرقام:
ـــ يبلغ عدد سكان تركيا العام الحالي 2024م 86,182,798 نسمة، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال حملته الانتخابية عام 2023م، إن الناتج المحلي الإجمالي لتركيا سجل للمرة الأولى تريليونا و119 مليار دولار، مضيفا أن تركيا شكلت الدولة الأسرع نموا بين دول الاتحاد الأوروبي 14 ربعا متتاليا.
ــ عدد سكان السودان، في يوليو عام 2017م كآخر إحصائية 40,782,700 نسمة
ــ عدد سكان الولاية الشمالية وولاية نهر النيل والبحر الأحمر مجتمعةً 3,833,600 نسمة، أي أقل من أربعة ملايين نسمة.
الأرقام أعلاها توضح أن التعداد السكاني لدولة تركيا، تساوي ضعف سكان السودان بكامل ولاياته الستة عشر، وأنه يزيد عن تعداد سكان 20 دويلة، كدويلة النهر والبحر (أقل من أربعة مليون نسمة) حسب ترسم السيد عثمان ميرغني.
فما فائدة المساحة أذن؟
السيد عثمان ميرغني، يتجاهل أصوات أبناء البجا، وعلى رأسهم شيبه ضرار، والذين ظلوا يجأرون بالشكوى من سطوة أبناء الولاية الشمالية، طمعاً في الميناء كمنفذ لدويلة النهر والبحر، وعشماً في إيراداتها، لكن قطعاً أبناء الشرق، لن يرضوا بأن يكونوا تُبع، لدويلة لا مانع لديها من الهروب من تبعات سوءاتها، للالتحاق بجمهورية مصر الشقيقة، بعشم أثني بحت. إذ لا يفوت على فطنة القارئ وحصافته، ابتسار هذه الدويلة، في الولايات التي لها حدود مباشرة مع مصر! وهو المعيار الذي أخرج ولايتي القضارف وكسلا، واللتين كانتا ضمن حدود دويلة النهر والبحر، والتي ظل أخوة عثمان يبشرون بها.
والغريب في الأمر أن السيد عثمان ميرغني، يقول: "احسان ادارة موارد هذه الولايات الثلاث وحدها كاف لقوامة الوطن والمواطن والمحافظة على جسم السودان كاملا في أفضل حال"
كيف يستقيم، اختزال البلد في ثلاث ولايات (الشريط النيلي)، للحفاظ على جسم السودان كاملا وفي أفضل حال!
هذا النصح، لا صدر إلا من إنسان مهزوم وطنياً، لدولة تتداعى، وأن مقارنة دويلة النهر والبحر في نسختها "العثمانية" بدولة تركيا، سلسلة إمبراطورية عثمان أطرغول، ومحمد الفاتح، وسليمان القانوني بلا شك أنها مقارنة غبية، ولا يمكن أن تصدر إلا من صحفي غير جاد أو كسول، أو ضلالي، والأخير أرجح فيما نظن.
//أقلام متّحدة ــ العدد ــ 162//
ebraheemsu@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
تركيا تدين بقوّة احتجاز إسرائيل لقارب “مادلين” وتطالب بتحرّك دولي فوري
أنقرة (زمان التركية) – في وقتٍ تتصاعد فيه الإدانات العالمية لاحتجاز الاحتلال الإسرائيلي لقارب “مادلين” في المياه الدولية واعتقال ناشطين على متنه، تصدّرت تركيا واجهة المواقف المنددة، رسميًا وشعبيًا، لا سيّما بعد تأكد وجود مواطن تركي بين المحتجزين، وهو الناشط شعيب أوردو.
موقف رسمي حازموزارة الخارجية التركية أكدت أن هذا الاعتداء “يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا لأمن الملاحة”، ووصفت إسرائيل بأنها “دولة إرهاب”. وأوضحت أن أنقرة على تواصل مع عدة دول أخرى تتقاطع معها في وجود رعايا محتجزين على متن القارب.
من جانبه، وصف فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، الهجوم بأنه “جريمة ضد الإنسانية”، مشددًا على أن إسرائيل “تمارس دمارًا ممنهجًا وتمنع حتى المساعدات الأساسية عن غزة”.
أما رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش فاعتبر العملية “اعتداء دنيئًا على الكرامة الإنسانية”، بينما رأى مستشار السياسة الخارجية للرئيس، عاكف تشاغاطاي كيليتش، أن ما جرى “يُظهر بوضوح التوجه الإرهابي لحكومة نتنياهو، التي تستخدم الجوع سلاحًا ضد الأبرياء”.
مواقف حزبية موحدةندّد عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، بالهجوم، داعيًا إلى “محاكمة من أصدروا ونفذوا الأوامر”. وأكد أن “منع المساعدات أصبح سلاحًا في يد الاحتلال”.
وفي موقف لافت، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزال إنهم “يدعمون أي رد حكومي بكل قوة”، مطالبًا بموقف موحد.
كما دعا رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو إلى “تحرك عاجل لإنقاذ الناشطين من براثن البربرية”، مؤكدًا أن “دعم الأساطيل الإغاثية المقبلة بات واجبًا إنسانيًا”.
الشارع التركي يتحركشهدت إسطنبول مظاهرة حاشدة أمام ميناء كراكوي، حيث طالب المتظاهرون بوقف الإبادة في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين، وقطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل. واستُعيدت في الشعارات ذكرى “مافي مرمرة”، السفينة التي قتلت فيها إسرائيل عشرة أتراك قبل 15 عامًا.
موجة تضامن على مواقع التواصلتداول ناشطون عبر منصة “إكس” دعوات للتضامن مع المحتجزين، وكتب حساب باسم “مُعلّم”:
“لا يمكننا أن نكون بشجاعة هؤلاء الأبطال، لكن يمكننا أن نرفع أصواتهم. نحن مادلين.”
وسخر آخرون من تعامل إسرائيل، التي منعت الغذاء عن غزة ثم قدّمت “شطائر” للناشطين المعتقلين في مشهد وصف بـ”المهزلة”.
معلومات عن القاربيضم قارب “مادلين” 11 ناشطًا من جنسيات متعددة، بينهم فرنسيون، وأتراك، وهولنديون، وألمان، وسويديون، وإسبان، وبرازيليون، إلى جانب مراسل “الجزيرة مباشر” عمر فياض.
Tags: اسرائيلالحرب الاسرائيلية على غزةتركياغزةقارب الحريةقارب مادلين