خبير عالمي لـ«الأسبوع»: هذه أسباب ظهور أسماك الأرنب السامة ونمو قنديل البحر وتهديد بيئة المتوسط
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
خرج عم محمد عبد العاطى فى الصباح الباكر إلى حقله على الطرف الآخر من نهر النيل فى منطقة أهناسيا بمحافظة بنى سويف ليلدغه ثعبان من نوع لم يتعود أهلونا فى هذه القرية رؤيته وكأنه هبط من الجبل الى الحقول.. لينطلق أهل عم عبد العاطى الى الوحدة الصحية التى لم تكن مجهزة بالأمصال المناسبة للدغ العقارب والثعابين والتى بحسب علما ءالبيئة وتغير المناخ ستترك تلك الكائنات الزاحفة جحورها التقليدية وتخرج نتيجة شدة الحرارة فى باطن الأرض.
وهو ما أكده رئيس قسم الأرصاد الجوية بوزارة الزراعة من خروج تلك الزواحف إلى المدن ذات الطبيعة الصحراوية والجبلية مثل مناطق 6 أكتوبر، والشيخ زايد، والتجمع الخامس، ومحافظات الوجه القبلي.
تحذيرات ومخاطر يرصدها الدكتور عاطف محمد كامل أحمد - سفير النوايا الحسنة - مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس - أستاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان - عضو اللجنة العلمية لاتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة - الأمين العام المساعد للحياة البرية بالاتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية.
أكد عاطف أن تغير المناخ لن يؤثر على البشر فقط بل على الحياة البرية والبحرية وله تأثيرات مدمرة للإنسان وللطبيعة إذا لم يتوقف عن الاستهانة بقضايا التغير المناخى.
سألناه: من المعتاد ان تقوم الثعابين فى الأماكن غير المأهولة بلدغ البشر ولكن هل تؤدى درجات الحرارة المرتفعة لزيادة وجودها؟يقول دكتور عاطف إنه مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض، ستواجه الأنواع الحيوانية والنباتية في جميع أنحاء العالم ظروفا معيشية جديدة لا يمكن التنبؤ بها، مما قد يغير النظم البيئية بطرق غير مسبوقة، فبسبب الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة ستخرج العقارب والثعابين، وتهدد المتواجدين بالمناطق الريفية والصحراوية.
ولماذا تنتشر العقارب والثعابين خلال ارتفاع درجة الحرارة؟لأن سخونة سطح الكرة الأرضية تجعل معظم الكائنات التي تسكن تحت سطح الأرض، تخرج بسبب شدة الحرارة وتختبئ هذه الكائنات تحت الأرض الطينية اللينة.
ويعرف فصل الصيف بارتفاع عدد حالات الإصابة بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي فعلى سبيل المثال أعلن قطاع الصحة بمحافظة الوادي الجديد، عن رصد 78 حالة لدغ عقرب وثعابين فى يونيو الجاري.
وهذا يعنى تأثر البيئة المصرية بارتفاع درجات الحرارة.. وظهور الثعابين والعقارب في تلك المناطق التى لم نكن معتادين عليها من قبل بحثًا عن أماكن أكثر رطوبة.
وهل تتفاعل الزواحف مع تقلبات الطقس الموسمية؟بالطبع تتأثر فبحسب دراسة جديدة حول أهمية درجة الحرارة في تحديد مكان وجود الأنواع الحيوانية لفهم كيفية تأثير ارتفاع درجة حرارة المناخ على المكان الذي قد يعيشون فيه في المستقبل. الدراسة تمت على 460 نوعا من الحيوانات ذات الدم البارد حيث اختبر الباحثون دور درجة الحرارة كعامل يمكن أن يحد من نطاق الموائل المحتملة للأنواع، وقارنوا درجات الحرارة والمناطق التي يعيش فيها 460 نوعا من الحيوانات ذات الدم البارد حاليا مع درجات الحرارة والمناطق التي يمكن أن تعيش فيها بناء على مدى تحملها لدرجات الحرارة ووجدوا أنه على عكس الأنواع التي تعيش في المحيطات، فإن الحيوانات البرية مثل الزواحف والبرمائيات والحشرات لديها نطاقات عيش أقل تأثرا بشكل مباشر بدرجة الحرارة. ويقول الباحثون إنه كلما زاد ارتفاع أعداد نوع من تلك الحيوانات في خط عرض ما، قلّ ميله للعيش في مناطق قريبة من خط الاستواء مع درجات حرارة يمكنه تحملها. وهذا يعني أنه بدلا من تحمل درجة الحرارة، فإن التفاعلات السلبية مع الأنواع الأخرى - مثل المنافسين أو الطفيليات - يمكن أن تكون هي التي تبقي هذه الأنواع بعيدة عن هذا الموطن المحتمل.
إذن فالخلل فى درجات الحرارة يفقدنا التنوع البيولوجى فهل التأثير خطير؟يلعب التنوع البيولوجى دورا أساسيا فى كل مناحى الحياة إذ يوفر للبشرية الموارد الأساسية والوظائف وخدمات الأنظمة البيئية. ويسهم فى التخفيف من حدة الفقر أو القضاء عليه، لاسيما أن أكثر من 70% من الأشخاص الذين يعيشون فى فقر يعتمدون - جزئياً على الأقل - على الموارد الطبيعية لكسب معيشتهم، سواء من خلال الزراعة أو صيد الأسماك أو الغابات أو الأنشطة الأخرى القائمة على الطبيعة. كما يعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي أي ما يعادل 44 تريليون دولار أمريكي تقريبا بشكل كبير أو متوسط على الطبيعة. وأيضا يسهم فى الحفاظ على الاستقرار البيئي حيث إن جميع الكائنات الحية تؤدي دورها الطبيعي في البيئة، وتسير العمليات الحيوية وغيرها بطريقة سليمة وطبيعية.
وما الخسائر المترتبة على فقدان التنوع البيولوجي فى أرقام؟يهدد خطر الانقراض أكثر من 26 ألف نوع من الثدييات وبنسبة13% من الطيور وقرابة نصف البرمائيات، وفقا لبيانات الاتحاد الدولى لصون الطبيعة.. فقد انخفضت أعداد الحيوانات الفقارية بما يزيد على النصف خلال الـ40 عاما الماضية. كما انخفضت أعداد الأنواع الحيوانية والنباتية البرية خلال العقد الماضى بنسبة 42% وتغيرت ثلاثة أرباع البيئة البرية ونحو 66% من البيئة البحرية بشكل كبير بسبب الأنشطة البشرية..
كما تأوي الغابات ما يزيد على 80% من أنواع الحيوانات والنباتات والحشرات الأرضية، فى حين أن مساحة الغابات في العالم الآن تغطي نحو 68% فقط من المساحة التي كانت مغطاة في حقبة ما قبل الصناعة.
كما ان أكثر من نحو 150 مليون طن من مخلفات البلاستيك متراكمة في محيطات العالم، حيث يتسرب سنويا إلى المحيطات نحو 13 مليونا من مخلفات البلاستيك مما يتسبب في قتل 100 ألف من الكائنات البحرية سنويا مع ارتفاع درجات الحرارة..
هل باتت ثروة البحر المتوسط في خطر؟بالطبع هناك خطر كبير فقد ارتفعت درجات الحرارة منذ يوليو الماضي في البحر المتوسط ووصلت إلى مستويات قياسية ما ألحق الضرر بالنظام المائي حيث أثبت العلماء أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، تتعرض الكائنات البحرية لخطر الاختناق لأن الغازات مثل الأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون تذوب بشكل أفضل في الطقس البارد، ما يعني أنه كلما زادت درجة حرارة الماء، قل الأوكسجين اللازم لتنفس الكائنات البحرية.
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي الى زيادة التمثيل الغذائي ما يدفع الكائنات البحرية إلى التنفس بشكل أكبر من المعتاد.مضيفا أن كلا الأمرين يزيد من خطر موت الكائنات البحرية.
كما أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تسريع عملية الأيض فيما تحتاج الكائنات الحية إلى المزيد من الغذاء للحفاظ على معدل الأيض.
وتوفر المياه الأكثر سخونة فرصة لنمو الطحالب ما يعني استهلاك المزيد من الأوكسجين، فضلا عن أنها تنتج سموما ضارة بالأسماك والثدييات البحرية فيما يمتد الضرر إلى الطيور.
وما الكائنات البحرية الأكثر عرضة للخطر؟البحر المتوسط يزخر بأنظمة بيئية غنية بالتنوع البيولوجي، وسوف نفقد المزيد منها خاصة في المياه الضحلة. وتعتبر درجات حرارة المياه المرتفعة أكثر ضررًا للكائنات الحية التي تعيش في قاع المحيطات أو البحيرات أو الأنهار بما في ذلك الشعاب المرجانية وبلح البحر والإسفنج ونجم البحر والرخويات وحتى النباتات مثل أعشاب البحر فيما من الصعب أن تقدم هذه الكائنات البحرية على الانتقال نظرا لأنها تكون متصلة في الغالب بالصخور. وقد رصد علماء تعرض الكائنات التي تعيش في قاع البحر للموت الجماعي على طول آلاف الكيلومترات من ساحل البحر المتوسط بين عامي 2015 و2019.
وهل كائنات قاع البحر تتأثر بالاحتباس الحرارى؟طبعا تتأثر بل تفقد دورها الهام لأن هذه الكائنات البحرية التي تعيش في القاع تلعب دورا بارزا في الحفاظ على النظام البيئي البحري حيث تقوم بتنظيف المياه لأنها تتغذى على الكائنات الميتة فيما يعد بعضها مصدرا غذائيا لكائنات أخرى فضلا عن دور الشعاب المرجانية الناعمة والأعشاب البحرية والأعشاب البحرية في توفير موائل حاضنة لبعض الأسماك واللافقاريات.
كذلك هناك نباتات بحرية "البوسيدونيا" تعانى من ارتفاع درجات الحرارة وتفقد وظيفتها الهامة فى كونها من أهم النباتات في البحر المتوسط حيث توفر الأوكسجين وسط البحر وتحطم الأمواج العاتية وتحافظ على الرمال من التيارات البحرية بفضل عروقها ما يعني أنها حلقة أساسية في سلسلة التوازن البيئي. كما أن هذه النبتة تشكل أهمية خاصة للبشر، لأنها بمثابة حوض طبيعي رئيسي لتخزين الكربون ما يجعلها أحد أكثر النظم البيئية فعالية في تخزين الكربون على المدى الطويل.
هل يمكن أن يكون الطقس الحار مفيدا؟لن يستفيد من ارتفاع درجات الحرارة من الكائنات البحرية سوى قنديل البحر حيث ينمو فى تلك الظروف بشكل أسرع كما أن الصيد الجائر وفقدان الموائل الحاضنة للأسماك يعني أن وجود عدد أقل من الكائنات التي قد تفترس قناديل البحر، الذى تؤدى زيادته إلى زيادة الاحتباس الحرارى.
ويضم البحر قرابة ألف نوع من الكائنات الغازية وهو الأعلى في العالم. ورغم أن هذا الأمر لا يرتبط بشكل مباشر بتغير المناخ أو ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن دراسات حديثة تشيرإلى أن الطقس الحار يخلق ظروفا مناسبة لنمو كائنات غريبة غازية مثل (سمكة الأرنب) التي تعيش في المحيطين الهندي والهادئ وبسبب تغير المناخ وجدت موطئ قدم لها في شرق البحر المتوسط.
ما ضرر ارتفاع درجة حرارة مياه البحر المتوسط على البشر؟يؤثر ارتفاع درجة حرارة البحار بالفعل على أنشطة الصيد في المنطقة حيث يقوم الصيادون بصيد عدد أقل من الأنواع المألوفة فيما يجدون أنواعا أكثر من الأسماك الغازية التي يصعب بيعها في الأسواق.
وما الحل إذا؟
اتفق الباحثون على أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الموائل الحاضنة للأسماك في البحر المتوسط تتمثل في وقف انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وإنه لا توجد طريقة مباشرة لحماية الموائل الحاضنة للأسماك في أعماق البحر المتوسط من الإجهاد الحراري، لكن يمكن جعلها أكثر مقاومة عن طريق مكافحة تكاثر الطحالب.
ويأمل العلماء في أن يصب ما أعلنته الأمم المتحدة من حماية 30% من البحار بحلول عام 2030، في صالح الحفاظ على البحر المتوسط، لأنه حتى الآن لم يتم توفير حماية إلا لقرابة 8%فقط من مساحته.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة عين شمس الشيخ زايد 6 أكتوبر الأرصاد الجوية البحر المتوسط الطب البيطرى قنديل البحر أسماك الأرنب السامة ارتفاع درجات الحرارة الکائنات البحریة البحر المتوسط الحیاة البریة درجة الحرارة التی تعیش فی من الکائنات ارتفاع درجة درجة حرارة یمکن أن أکثر من یعنی أن کما أن
إقرأ أيضاً:
الأرصاد تحذّر من ارتفاع درجات الحرارة في الجنوب مع أجواء مستقرة بالشمال
أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية تقريره عن حالة الطقس المتوقعة في ليبيا ابتداءً من يوم الجمعة 01 أغسطس 2025، مع توقعات تستمر خلال اليومين القادمين.
وتشير النشرة إلى أن درجات الحرارة ستكون معتدلة على أغلب مناطق الشمال، وتتراوح بين 30 و37 درجة مئوية، بينما ترتفع على مناطق الجنوب لتصل بين 37 و42 درجة مئوية.
ومن المتوقع ارتفاع درجات الحرارة يوم السبت على مناطق الشمال الغربي وغدامس، يلي ذلك انخفاض تدريجي يبدأ من يوم الأحد على الساحل ثم يشمل باقي المناطق.
وفي مناطق راس جدير حتى سرت (سهل الجفارة وجبل نفوسة)، السماء صافية إلى ظهور بعض السحب، مع رياح شمالية شرقية إلى متغيرة الاتجاه، معتدلة إلى خفيفة السرعة، ودرجات حرارة تتراوح بين 29 و33 درجة على الساحل، و34 إلى 38 درجة على الدواخل مع توقع ارتفاع خلال اليومين القادمين.
أما الخليج وسهل بنغازي حتى أمساعد، فحالة السماء قليلة السحب، مع تكاثر للسحب على مرتفعات الجبل الأخضر واحتمال بسيط لسقوط أمطار خفيفة، والرياح شمالية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة على بعض المناطق الساحلية، ودرجات الحرارة القصوى بين 28 و32 درجة مئوية.
وفي مناطق الجفرة وسبها وغات وغدامس والحمادة، السماء صافية إلى ظهور بعض السحب، والرياح شمالية شرقية خفيفة إلى معتدلة تتحول جنوبية شرقية في غدامس والحمادة، مع درجات حرارة مرتفعة بين 37 و43 درجة مئوية.
كما تبقى الأجواء في الواحات والسرير وتازربو والكفرة صافية إلى ظهور بعض السحب، مع رياح شمالية إلى شمالية شرقية معتدلة السرعة، ودرجات حرارة تتراوح بين 35 و40 درجة مئوية.
وتشهد مرتفعات الجبل الأخضر تكاثرًا متقطعًا للسحب مع سقوط زخات مطرية خفيفة أحيانًا، ويستمر نشاط الرياح الشمالية الغربية على المناطق الساحلية.
ومن المتوقع أن تسود أجواء معتدلة على كافة مناطق البلاد بدايةً من منتصف الأسبوع القادم.