أثار إعلان الجماعة الحوثية تشكيل الحكومة الانقلابية الجديدة موجة من التندر في الأوساط الشعبية والسياسية؛ بعدما جاءت التشكيلة معبرة عن الأجنحة المتصارعة داخل الجماعة وخالية من وعود التغييرات الجذرية، باستثناء إزاحة جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء.

ووفق مصادر سياسية يمنية، فإن الجماعة استبعدت جناح «المؤتمر الشعبي» في صنعاء، بعد أن طالب الحزب بصلاحيات كاملة لوزرائه في حال دخل في التشكيلة، حيث رُفض طلبه.





ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»عن المصادر بأن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وفي مسعى لاحتواء الصراعات الداخلية أقرَّ تشكيل الحكومة الانقلابية الجديدة من أجنحة الجماعة حتى تتقاسم السلطة والمال، مع التضحية بجناح حزب «المؤتمر الشعبي»، الذي ظل ممثلوه دون صلاحيات في الحكومة الانقلابية السابقة طوال الأعوام الستة الماضية منذ مقتل الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.

وتعني تشكلية الحكومة الانقلابية الجديدة -وفق المصادر- أن الحوثيين قد استفردوا بحكم مناطق سيطرتهم؛ لأنهم يتهمون جناح حزب «المؤتمر الشعبي» بعدم الجدية في التحالف معهم، وأنه قَبِل بوضعيته ليتجنب حله ومصادرة ممتلكاته واعتقال قيادته.

ونبهت المصادر بأن الحكومة الجديدة لن يكون لها أي دور باعتبار أن الهيئات الموازية التي استحدثها الحوثيون وعيّنوا فيها عناصرهم العقائديين، هي التي تمتلك السلطة الفعلية.

ردود شعبية

على الصعيد الشعبي كانت ردود الأفعال من حكومة الانقلاب الجديدة سلبية حيناً، ومتندرة في أحيان أخرى، إذ رأى الناشط عبد الله منصور أن الحوثيين فشلوا فشلاً ذريعاً في إدارة الدولة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي، ومكافحة الفساد، وتعزيز سلطة الدستور والقانون، وحماية الحريات العامة والخاصة. في حين وصف البرلماني المعارض أحمد سيف، التشكيلة، بأنها «حكومة محاصصة بين أجنحة الجماعة»، وأكد أن الولاء على رأس معايير الاختيار.

ويجزم خليل أحمد، موظف حكومي، أن السكان لن يستفيدوا من التغيير في شيء، وأن الحوثيين هم المستفيدون؛ ‏لأنهم وبكل بساطة لا يبحثون عن الحلول، ‏وكان هدفهم من تأخير إعلان الحكومة الانقلابية هو استمرار المكاسب الشخصية، غير أن فؤاد النهاري، وهو من سكان صنعاء، يرى أن الشيء الإيجابي الوحيد في التشكيلة الانقلابية الجديدة هو تقليص عدد أعضائها، ودمج الوزارات، ما يعني تقليص النفقات والاعتمادات.

لكنه عاد ليقول إن الواقع متخم بالهيئات والمؤسسات الحكومية، وقد تشهد الأيام المقبلة ولادة هيئات ومؤسسات أخرى، وتوقع نتائج سلبية في كل الأحوال، لاختلاف المسميات والوزارات مع الحكومة المعترف بها دولياً، ما سيؤثر على بعض معاملات المواطنين، ويضاعف من معاناة الناس.

تندر وسخرية

تندر اليمنيين من حكومة الانقلاب الحوثية امتد إلى عملية دمج الوزارات؛ إذ يستغرب مطهر، وهو ناشط يمني في صنعاء، من دمج وزارتي النقل والأشغال مع أنه لا توجد علاقة مشتركة بينهما سوى أن مقريهما بجوار بعضهما. وقال إن منصب وزير هذه الوزارة منح هدية لمحافظ الحوثيين في الحديدة محمد عياش قحيم.

وكذلك الأمر فيما يتعلق بوزير الشباب والرياضة الجديد في حكومة الانقلاب محمد المولد، إذ سخر النشطاء اليمنيون من تعيينه، وذكروا أنه كان يعمل أميناً عاماً لجامعة البيضاء، وهو عضو في رابطة علماء الدين التابعة للحوثيين، كما أنه لا يمارس الرياضة، ولا يتابع أي لعبة رياضية، ولا يشجع أي فريق محلي أو دولي.

وامتد التندر إلى النائب الأول لرئيس الحكومة الانقلابية محمد مفتاح، وهو خطيب جامع، وسبق أن هاجم الموظفين المطالبين بصرف رواتبهم المقطوعة منذ عام 2016، وقال إن الرواتب لم تذكر في القرآن الكريم. وتساءل المعلقون بسخرية عما سيقوله للموظفين وهو صاحب القرار الأول في الحكومة؛ لأن رئيسها أحمد الرهوي مجرد واجهة.

ويؤكد ناشطون في حزب «المؤتمر الشعبي» أن التشكيلة المعلن عنها أنهت الشراكة الشكلية مع الحزب، بعد استبعاد أسماء بارزة، وإن لم يكن لها أي قرار.

أما البرلماني والوزير السابق في حكومة الانقلاب الحوثية عبده بشر، فيرى أن «التغيير الجذري» ومحاربة الفساد اللذين وعدت بهما الجماعة لم يتما، كما لم يتم تشكيل حكومة كفاءات، وقال إن الحوثيين حمّلوا جناح حزب «المؤتمر الشعبي» سبب فشل الحكومة الانقلابية السابقة، ومع هذا عادوا واختاروا ‏رئيس وزراء من الحزب دون حتى الرجوع لحزبه.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

أزمة مياه خانقة في تعز وسخط شعبي متصاعد ضد حكومة الارتزاق

 

الثورة /
تتفاقم أزمة المياه في مدينة تعز يوماً بعد آخر، وسط انهيار كامل في البنية التحتية للخدمات الأساسية، وعلى رأسها توفير المياه الصالحة للشرب، ما فاقم من معاناة السكان ودفعهم إلى طوابير طويلة بانتظار قطرة ماء.
وبحسب مصادر محلية، فقد بلغ سعر «وايت الماء» إلى ما يقارب 100 ألف ريال يمني في واحدة من أعلى مستويات الأسعار التي شهدتها المدينة على الإطلاق، هذا الارتفاع الجنوني يأتي في وقتٍ تشهد فيه المدينة شحًا شديدًا في مصادر المياه، وانقطاعًا متواصلًا للخدمة منذ أسابيع.
مقاطع فيديو تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وثّقت طوابير طويلة من المواطنين، رجالًا ونساءً وأطفالًا، يصطفون لساعات أمام خزانات مياه أو نقاط بيع متنقلة، في مشهد يكشف حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بأهالي تعز.
ويُضطر الكثير من الأهالي إلى شراء المياه بأسعار باهظة تفوق قدرتهم المعيشية..في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة، وغياب أي تدخل فاعل لاحتواء الأزمة أو التخفيف من حدّتها.
واتهم المواطنون في تعز، حكومة الاحتلال بالتقاعس التام عن أداء مسؤولياتها، وترك المدينة تواجه مصيرها دون أدنى خطة طوارئ أو تدخل عاجل.
وأكد عدد من أبناء المدينة أن حكومة الاحتلال لم تقدم أي حلول ملموسة رغم تفاقم الأزمة، مشيرين إلى أن هذا الإهمال يعكس حقيقة الفساد المستشري في مؤسسات السلطة، وعجزها الكامل عن تلبية أبسط حقوق المواطنين.
إلى ذلك اغتال مسلحون مجهولون، أمس، مرتزق عسكري رفيع في احدى الميليشيات الموالية للسعودية، أثناء مروره في طريق العبر وسط تصاعد الخلافات بين قيادات الميليشيات العسكرية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي.
وقالت مصادر مطلعة أن القيادي المرتزق السلفي البارز المقرب من السعودية “أحمد عبدالله شثان” قتل في كمين مسلح استهدفه أثناء عبوره طريق العبر الدولي بمحافظة حضرموت وهو في طريقة إلى منفذ الوديعة لدخول السعودية.
موضحة أن الكمين وقع قرب معسكر تابع لفصيل عسكري، وأن المسلحين امطروا سيارته بوابل من الرصاص ما أدى إلى مقتل “شتان” عل الفور ومرافقه محمد اليافعي وأصيب نجله.

مقالات مشابهة

  • "الضيعة" يشيد بإعلان سلطات الضالع فتح طريق "الضالع صنعاء" ويدعو الحوثيين لفتحها من قبلهم
  • أزمة مياه خانقة في تعز وسخط شعبي متصاعد ضد حكومة الارتزاق
  • مصادر لـ "الموقع بوست" تنفي بدء فتح طريق الضالع صنعاء في ظل عدم إعلان موافقة الحوثيين
  • مدفعية القوات الحكومية ترد على خروق مليشيا الحوثي شرقي تعز وتقتل قناصاً
  • مليشيا الحوثي تستبدل معدات اتصالات إيرانية بأخرى من ‘‘روسيا والصين’’
  • مصادر سياسية:السوداني قدم تنازلات استثمارية لبعض الدول من أجل الولاية الثانية
  • هل يتسبب أجر الخادمة في انفصال زوج وزوجته بالقاهرة الجديدة.. اعرف التفاصيل
  • جماعة الحوثي: سنوجه ضربات لتل أبيب خلال الساعات المقبلة
  • جماعة الحوثي: سنوجه ضربات لتل أبيب في الساعات المقبلة
  • الحوثي تتوعد بضرب مطار بن غوريون خلال الساعات المقبلة انتصارا لغزة