ناقد فني: مهرجان «نبتة» في العلمين الجديدة يهتم بالطفل ويعزز ثقافته
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
أكد الناقد الفني علي الكشوطي، أن مهرجان العلمين في نسخته الثانية يرضي كل الأذواق ويقدم أنشطة تتناسب مع الفئات العمرية المختلفة، «في مهرجانات سينما ومسرح لا تضع في اعتبارها الفئة المستهدفة لكن مهرجان العلمين وضع في اعتباره كل الفئات لأنه يقدم أنشطة لكبار السن والشباب والأطفال».
وأضاف «الكشوطي»، في مداخلة هاتفية ببرنامج «العالم علمين»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن مهرجان «نبتة» يهتم بالطفل ويعزز من ثقافته ويُفتش عن مواهبة وقدراته وتنميتها، بالإضافة إلى الحفاظ على هويته في ظل الغزو الفكري الذي يستحوذ على الجيل الحالي.
وأكد الناقد الفني أن مصر قوة ناعمة ضاربة في كل المجالات، ليس بشهادة النقاد والخبراء فقط، وإنما بشهادة الوطن العربي كله، مشيدًا بفكرة التنظيم ووضع الخُطط الواضحة لتقديم القوة الناعمة بشكل يليق بحجم الدولة المصرية وتاريخنا الفني والثقافي والفكري.
وأشاد بدور الشركة المتحدة للخدمات لاهتمامها بالطفل وتقديم أعمال وبرامج تتعلق به وتُقدم له كل ما ينقصه من أعمال تناقش هويته المصرية بعيدًا عن الأعمال الترفيهية الأجنبية التي تتضمن عادات بعيدة تمامًا عن عادتنا وتقاليدنا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين مهرجان العلمين رالي السيارات
إقرأ أيضاً:
النقد الغائب.. والنقاء المهدد!
في زمن تطغى عليه الضوضاء، وتتصارع فيه الصور والكلمات بلا هوادة، تكاد تسمع صرخة حادة تبحث عن أذن تسمع: أين هم النقاد؟ ليس أولئك الذين يوزعون الشهادات الرخيصة، بل حماة الذائقة، وحراس الجودة، وضمير المجتمع الحي في شتى المجالات.
لم يعد النقد رفاهية أو ترفاً فكرياً، بل تحول إلى ضرورة حيوية، هو الميزان الذي يمنع انهيار الجودة، والنور الذي يكشف زيف الرديء عن قيمة الأصيل..ومع ذلك فنحن نواجه غياباً مريباً لسلطته، وتراجعاً صارخاً لدوره، في لحظة تاريخية نحتاج فيها إلى صوته أكثر من أي وقت مضى.
لماذا غاب الناقد؟
لأن العالم اليوم يركض خلف السرعة: إنتاج سريع، واستهلاك أسرع، و"إعجابات" تقاس بالثواني..في هذا الزخم، لا مكان للقراءة الهادئة، ولا للتفكير المتعمق، ولا للكلمة الصادقة التي تبحث عن الحقيقة قبل أن تبحث عن الإطراء..لقد ضاقت المساحة حول الناقد، وتحولت كلمته في نظر الكثيرين من دعامة إصلاح إلى تهديد شخصي، فآثروا خطاب المديح الآمن الذي يربت على الأكتاف ولا يبني أفقاً.
النتيجة: غياب النقاء
وبطبيعة الحال مع غياب النقد، يغيب "النقاء" – نقاء التقييم، وصدق الموقف، وصفاء الرؤية..في الفن والإعلام، في التعليم والسياسة، في الاقتصاد والإدارة، يختلط الحابل بالنابل، ويتساوى الجهد العميق مع الادعاء السطحي..حيث يصبح الاحتفاء الحقيقي – المبني على معايير صلبة – هو الخطوة الأولى لأي نهضة تُرجى.
أين نماذجنا التي نفتقدها؟
لطالما كانت الحياة الثقافية العربية تزخر بمن كانوا ضميراً يقظاً..كان طه حسين ناقداً صارم العين، جريء السؤال، قبل أن يكون عميداً..وكان العقاد صاحب القلم الذي يحلل بعمق ولا يجامل..وظهرت أمينة رشيد كنموذج للنقد المنفتح المتوازن..ومارس يوسف إدريس نقداً حياً ينبض بتجربة المبدع وقدرة القاصّ على رصد التفاصيل. .لقد احترموا عقل القارئ، واستفزوا أسئلته، ولم يخشوا سوى التزييف والزيف.
هل من أمل في العودة؟
نعم.. العودة ممكنة.. لكنها تحتاج إلى إدراك جماعي أن النقد الحقيقي ليس هدماً، بل هو بناء..هو محاولة لإقامة ميزان عادل، وفتح باب للحوار الجاد، الناقد الحقيقي لا يكتب ليسقط أحداً ،بل ليرفع السقف، وليضيء الطريق.
عندما نعيد الثقة في الحوار، ونحترم العقل كقيمة عليا، ويعود الاحترام للكلمة الموضوعية، سيعود الناقد إلى مكانه الطبيعي: حارساً للنقاء، وشرطاً لأي تميز، وضرورة لأي حياة فكرية وثقافية حقيقية تستحق أن تحتفى.