موقع حيروت الإخباري:
2025-10-12@18:31:48 GMT

قراءة في أحداث محتملة قادمة

تاريخ النشر: 16th, August 2024 GMT

قراءة في أحداث محتملة قادمة

 

وضاح اليمن الحريري

تتطور الاحداث في اليمن بصورة سريعة، نحو فرض تسوية شاملة بين أطراف الحرب في اليمن، الحوثي والشرعية بأجنحتها المتعددة، كما يبدو من خلال توجه دولي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، باستخدام أداتين رئيسيتين متكاملتين، هما دور السعودية كوسيط ودور المبعوث الاممي ومكتبه كأداة مطبقة ومتابعة لبنود التسوية، هذه التسوية المتوقع أن تكون مبنية على اساس الحفاظ على مصالح القوى الاقليمية المتدخلة بحرب اليمن، ضمن صراع النفوذ فيما بينها.

إن هذه المقدمة تعني أن يتم تمهيد الساحة المحلية في اليمن، كي تكون مهيأة لاستيعاب ما سيترتب من اجراءات وتوازنات تنتجها التسوية، للتأكد من حفظ المصالح الاقليمية لدول الحرب في اليمن، لذلك لو امعنا النظر في مجريات الامور في الفترة الاخيرة، في مناطق الشرعية، او على مستوى الاتصال الحوثي السعودي، سنجد ان دول التحالف كل على حدة يسعى لهيمنة كاملة عبر أذرعه المحلية، في مناطق نفوذه، كما أن معادلة القوى المحلية ترتكز على نفس مبدأ الهيمنة، مع محاولات مختلفة لتحقيق اختراقات في صفوف الحلفاء المنافسين في مناطق أخرى.

حيث يمكن ان تكون خصائص المقاربة في هذه الحالة تقوم على اساس الافتراضات الاتية:

١. بينما الوضع العسكري في الحقيقة يحتاج تدخلا يعدل ميزان القوى في مواجهة الحوثي وتجبره..أنما ذلك لن يحدث بالضرورة وستمضي التسوية مع وجود قوة الحوثي طالما والسعودية قابلة بهذا الوضع.

٢. ينظر الامريكان الى ان معادلة الوضع الذي ستسفر عنه التسوية لن يكون شماليا جنوبيا انما سيكون حوثيا من جهة او كفة وائتلاف واسع جنوبي شمالي لمواجهته تقوده شخصيات وقوى تتفاوت في حجمها واوزانها ونفوذها المحلي.

٣. لن يمضي الجنوب بصيغة انعزالية انفصالية لان ذلك سيضعف التحالف المقابل للحوثي لكنه ايضا لن يدخل الى التحالف مستضعفا حفاظا على المصالح الاماراتية انما دون تسيد مطلق.

إذن فإن التوليفة القادمة يتم وضع خطوطها العريضة وتشكيلة شخوصها من الان..خارج اي اعتبارات او توقعات تحمل بعدا وعمقا وطنيين يتسعان افقيا في كل اليمن وانما من خلال بقع محلية على خريطة اليمن كانها ثوب قديم مرقع..وهذا يعني زيادة مسئولية الجنوبيين تجاه الوحدة بحكم توازن المصالح اكثر من توجههم الى جنوب لن يتمكنوا بسهولة من الحصول عليه.

تتزامن هذه الترتيبات بتهيئة أرض الملعب ولو بالتعسف السياسي او العنف العسكري واستعراض القوة الذي قد يتطلبه الامر، من وقت الى اخر، يمر الوقت بتسارع في تغيير وتحسين شروط المفاوضات وتحقيق المكاسب وفق معايير كل قوة او طرف في الساحة السياسية، لتتدخل متغيرات جديدة على الارجح ستفرضها القوى الدولية، كما في مسألة رفع العقوبات عن آل عفاش الاب والابن، على أمل صياغة معادلة متزنة لليمن القادم المشروط بقائه بتكافؤ المصالح الاقليمية ومن خلفها.

أين ستذهب الشرعية؟!

يبدو للوهلة الأولى، نتيجة لعدم انسجام أداء أطراف الشرعية الثمانية، وعدم تحقيقهم اي نجاح يذكر، أن الشرعية ستدفع ثمن انتحارها بالمجان بتوقيعها على اتفاق التسوية، لسبب بسيط وهو ان اي ترتيبات قادمة بالتأكيد ستمس هيكلها، بل قد تعبث به تماما، بينما الحوثي وفريقه سيظهرون على قائمة اللاعبين الاساسيين في التشكيلة الجديدة، هذا الوضع سيكون هو المرحلة الاولى من التسوية الشاملة، لكن لابد له من آلية عمل وزمن كي تتحقق بقية مستلزماته، وهنا تظهر اهمية المرحلة الانتقالية، التي سيقودها رجال لابد ان يكونوا مقبولين من كافة اطراف التسوية ظاهريا او ضمنيا، هؤلاء الاشخاص سيمنحون دعما مريحا من دول التحالف، مع قبول المختلفين محليا بأدوارهم.

الاحزاب على الهامش

نتيجة اتساع رقعة العمل الحزبي التقليدي، نجد ان الاحزاب هي الاخرى، من الوارد جدا أن تعتبر في محل العقبة الثانية بعد الشرعية في مواجهة المشروع الجديد لليمن، بارادتها او رغما عنها، لكن من السهل ان توضع بين خيارين، اما أن يتم استقطابها وتمزيقها بين الاطراف واما أن توضع على هامش الحدث حتى اشعار اخر، لهذا فإن ازاحتها او تجميعها مرة تلو مرة، يصبح لعبة احترافية تستدعى عند الطلب على طريق اليمن الجديد، اذن تشكل الاحزاب السياسية عبأ اضافيا امام التسوية، عليهم ان ينفذوا بجلودهم في هذه الحالة او يعيدوا ترتيب علاقاتهم و ادوارهم وشراكاتهم.

ماذا سيفعل الانتقالي؟!

لا توجد خيارات وفرص كثيرة امام الانتقالي في ادراك مشروعه وانفاذه على ارض الواقع الا من منطلق وحيد وهو التسيد على المنطقة التي تريد السيطرة عليها دولة شريكة في التحالف تدعمه ليلا ونهارا، بالتالي فاقصى نسبة قد يحققها من توقعه لن تتجاوز ٣٠ % من الحصص في التسوية الشاملة وهي التي في حالة استثنائية جدا قد تسمح له بالانفصال بها، خياراته وفرصه المحدودة هي التي تجعله يزداد قلقا واهتزازا كل يوم مع ابسط مشكلة قد تكون حتى فردية.

القوى الدينية على ثلاثة محاور

اعداء في القتال، شركاء في التسوية، هذه حال القوى الدينية المسيسة، كانت جماعة الاصلاح من الاخوان او حركة الحوثيين او قوات العمالقة، هؤلاء جميعا غير قلقين على مواقعهم، ايضا هم ليسوا مقلقين فمتى ما طلب منهم الاقتتال سيقتتلون ومتى ما طلب منهم الاكتفاء والتوقف سيتوقفون هذه آلية عملهم المعتادة، ولن يجدوا صعوبة في التواجد وسط كل حصة من حصص الدولة اليمنية الجديدة، شمالا او جنوبا او شرقا او غربا، كما انه ليس مطلوبا منهم اي مناورات سياسية معقدة كالتي ستواجهها الاحزاب.

ما بعد الفترة الانتقالية

إن ما يحتاجه الابن أحمد فقط، هو كيف يمكن ان يمنح شرعية كافية ومقنعة، في هذه الحالة ليس امامه الا الحصول على الدعم الامريكي، ومؤتمر حوار يمني او ما شابهه للدفع به الى صدارة المشهد..أو أن يكون مرشحا رئاسيا تنتخبه الجماهير فيما يلي المرحلة الانتقالية، من المتوقع اذن ان تنقضي الفترة الانتقالية في التمهيد له للنجاح لاحقا الى الرئاسة او الدفع به الى الخضم منذ الان مما قد يتسبب في احراقه مبكرا نتيجة سخونة المشهد السياسي وما يحتدم تحته من امكانية حرب محددة الفترة ومحكومة الاجهاد لتعديل موازين القوى عسكريا لانجاز التسوية، بعد فترة البيات التي مر بها خلال السنوات الماضية، وبالمناسبة قد لا يواجهه اي احد قوي كمرشح رئاسي منافس..ومن هنا تنبع اهمية استخدامه كورقة مستقبلية.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

الآلاف في شوارع وارسو وأصوات تصدح: أوقفوا الهجرة غير الشرعية ولا لاتفاقية ميركوسور!

تظاهر الآلاف في العاصمة البولندية يوم السبت احتجاجًا على الهجرة غير الشرعية وللتعبير عن معارضتهم لاتفاقية الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول ميركوسور. وقد تزامنت المظاهرات مع إعلان رئيس الوزراء دونالد توسك في اليوم نفسه أن بولندا ستُستثنى من اتفاقية الهجرة الأوروبية. اعلان

وأعرب المتظاهرون، الذين حملوا الأعلام البولندية وساروا في شوارع العاصمة، عن معارضتهم للهجرة غير الشرعية والائتلاف الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء دونالد توسك.

قبل بدء المظاهرة، خاطب ياروسلاف كاتشينسكي رئيسُ حزب القانون والعدالة، المشاركين في المسيرة حيث ناشدهم ألا يثقوا بكلمات رئيس الوزراء، واصفًا إياها بـ"الألاعيب القديمة".

وكان توسك قد استبق الاحتجاجات بنشر تغريدة على منصة X مفادها: "قلت أنه لن يكون هناك نقل للمهاجرين في بولندا! إنه أمر محسوم. سنغلق الحاجز الحدودي مع بيلاروسيا - وهي الحدود الأكثر حراسة في أوروبا اليوم. سنُشدد قوانين التأشيرات واللجوء - وقد أصبحت بولندا نموذجًا يُحتذى به للآخرين. نحن نفعل، ولا نتكلم!"

وتعليقا على منشور رئيس الوزراء، قال كاتشينسكي، وهو المنظم الرئيسي للمسيرة: "اليوم يعلن دونالد توسك فجأة أنه في العام المقبل لن يكون لدينا هجرة وهو نفسه الذي قال منذ وقت ليس ببعيد إن بولندا يجب أن تُعاقب، لأن هذا هو القانون، فقط لأن حكومتنا (برئاسة حزب القانون والعدالة - حزب الشعب البولندي) قد نجحت وقتها في منع دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ واستمرت لسنوات عديدة.

وأضاف: "لا تنخدعوا، هذه ألاعيب قديمة"، داعيا لإسقاط حكومة توسك.

Related آلاف البولنديين يتظاهرون في وارسو ضد الهجرة قبل أسبوع من الانتخابات الرئاسيةآلاف البولنديين يتظاهرون احتجاجا على صد السلطات للمهاجرين عند الحدود مع بيلاروس

وخاطب ياروسلاف كاتشينسكي رئيسُ حزب القانون والعدالة المشاركين في المظاهرة قائلا: "لقد نجحنا في الوصول ببولندا إلى مستوى أوروبا الغربية، ولكن يجري الإعداد لفرض الحماية عليها، وهو ما سيكون بمثابة كارثة تضاهي التقسيم. يجب أن نُقيل توسك ونتركه يرحل بعيدا. يجب أن نعيد بناء كل ما دمّرته هذه الحكومة."

كما حضر التجمع أيضًا العديد من السياسيين الآخرين من حزب القانون والعدالة، بمن فيهم رئيسا الوزراء السابقان بياتا شيدلو وماتيوش مورافيتسكي والمسؤول السابق في وزارة الدفاع ماريوس بلاشيتشاك.

دعت شيدلو في كلمتها أمام المتظاهرين إلى وحدة اليمين المحافظ وتحدت كلمات رئيس الوزراء.

وأضافت: "يجب أن نتحد كفريق واحد وندعو كل من يرى ما يحدث في بولندا اليوم ويشعر بالقلق على مستقبله".

وهاجمت شيدلو بروكسل ورئيسَ الوزراء البولندي قائلة: "اليوم هو الوقت الذي يجب أن نكون فيه معًا. لا يمكنكم تصديق توسك، ولكن لا يمكنكم أيضًا أن تصدّقوا من يحكمون الاتحاد الأوروبي".

وسألت الحاضرين إذا كانوا يعتقدون أن بولندا لن تلتزم باتفاقية الهجرة: "يبدو الأمر كما لو أنكم تُصدقون أنجيلا ميركل، التي قالت، عندما جلبت هذه الكارثة إلى أوروبا، إن كل شيء سيكون تحت السيطرة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الآلاف في شوارع وارسو وأصوات تصدح: أوقفوا الهجرة غير الشرعية ولا لاتفاقية ميركوسور!
  • رئيس مصلحة خفر السواحل يؤكد استمرار مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية
  • باحثون يكتشفون صلة محتملة بين تململ الساقين وباركنسون
  • تراجع الهجرة غير الشرعية لحدود الاتحاد الأوروبي 22% خلال 9 أشهر
  • ريندركنيتش «مواجهة محتملة» مع ابن العم في شنغهاي
  • كامل إدريس يصف زيارة أسمرا: خطوة تاريخية ناجحة وشراكات إنتاجية واعدة قادمة في الطريق
  • ما بعد اتفاق غزة.. أيّ انعكاسات محتملة على الجبهة اللبنانية؟
  • التحالف على القطعة
  • ترامب يقترح طرد إسبانيا من حلف الناتو
  • اليمن يحصد ميداليتين في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى