اتحاد أدباء العراق يناقش التحضيرات لمؤتمر السرد الخامس
تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT
أغسطس 18, 2024آخر تحديث: أغسطس 18, 2024
المستقلة/- أقام نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق،السبت، جلسة ثقافية ناقشت المحاور والمقترحات الأدبية التي تعضد مؤتمر السرد الخامس الذي سيعقد للمدة من (٢٦_٢٨ ) أيلول ٢٠٢٤، بحضور نخبة كبيرة من الأدباء والنقاد والمهتمين بالسرد.
وبين رئيس نادي السرد القاص والروائي خضير فليح الزيدي، في افتتاح الجلسة أن سمة المؤتمر ستكون عربية بوجود ضيوف عرب وستكون مختلفة لأنها ستنبثق من أعضاء النادي وستكون نسخة خاصة بكتاب العراق من حيث المقترحات والآراء والشهادات وموجهة لوجوه جديدة في السردية العراقية، فيما قدم الروائي رياض داخل، عينات من المقترحات المقدمة للمؤتمر من قبل مجموعة كبيرة من أدباء العراق والمهتمين بجنس السرد.
واوضح أمين الشؤون الثقافية في اتحاد الأدباء الشاعر منذر عبد الحر، أن الاتحاد حرص على أن يكون أدباء العراق مطلعين على المقترحات لهذا المؤتمر، وقد وضع منها الكثير وسيكون فاعلاً ومهماً في حياتنا الثقافية.
وذكر أن المؤتمر سيتضمن ثلاثة مسارات هي البحوث والشهادات القصصية والطاولات الحوارية وهذه الأخيرة تتحمل الجزء الأكبر من المؤتمر وستكون أكثر فعالية وبعيدة عن العشوائية.
ونوه عبد الحر الى ان اللجنة التحضيرية للمؤتمر ستحاول عدم تكرار الأسماء التي شاركت في الدورات السابقة لكي “نتيح الفرصة أمام الأسماء الجديدة للمشاركة كما نطمح لأن يكون المؤتمر عربياً”.
منذر عبد الحرفيما أشار الروائي طه حامد الشبيب، إلى أن القصة القصيرة تكاد تنسى بالرغم من حضورها الفاعل في العراق، متمنيا أن يخصص المؤتمر بدورته الخامسة مساحة لها.
طه الشبيبوقال الناقد يوسف عبود جويعد إن الموتمر يجب أن يتضمن محوراً لروايات التغريب والرعب، فيما لفت الناقد حمدي العطار لضرورة الاهتمام بقضية الرمزية في السرد العراقي، بينما أكد الناقد أمين الموسوي، أن قيمة أي مؤتمر تأتي من تأثيرها في الواقع المعاش داعياً اللجنة العليا للمؤتمر لترجمة بعض الأعمال الروائية العراقية والعربية للغتين الفرنسية والإنجليزية لغرض التعريف بالأدب العربي والالتفات لفن السيرة.
أما الناقد القدير فاضل ثامر فقد أكد أن الأفكار التي طرحت اليوم غنية جداً وتحتاج لأكثر من مؤتمر مبيناً ضرورة أن تكون هناك اتجاهات فرعية ورئيسية فضلاً عن تخصيص محور لقراءة النقدية العراقية الخاصة بالسرد ومحور خاص بالرواية النسوية ومحور نقدي يختص بقضايا التجنيس.
فاضل ثامرفيما دعا القاص والكاتب نزار السامرائي الى ان يكون المؤتمر تحت عنوان وشعار معين يمنح له خصوصيته، كما اقترح الاهتمام بالسرد في الفنون غير الأدبية.
نزار السامرائيكما دعت المقترحات لضرورة تسويق الرواية والقصة والقصة القصيرة العراقية والاهتمام بالروائيات العراقية خارج العراق واستقطابهن في هذه الدورة، وغيرها الكثير من المقترحات.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
حرب أم مشروع انقلاب؟ قراءة فيما وراء دخان المعركة
«في الحروب لا تنتصر الحقيقة، بل تنتصر الرواية التي تصمد أطول في ساحة الوعي».
من دفتر ملاحظات كاتب في زمن التحولات.
حين سكت صوت المدافع وأُعلن وقف إطلاق النار، لم تهدأ الأسئلة، بل بدأت، وبينما انشغلت بعض الصالونات السياسية والمنصات الإعلامية في تكرار المعزوفة القديمة: «من ربح ومن خسر.. .؟»، كان المشهد الحقيقي يتشكل في الظلال، بعيدًا عن الشاشات والتعليقات السطحية، في العمق، كانت هناك حرب أخرى، أشد خطورة من تبادل الضربات: حرب على الوعي، وصراع على طبيعة ما جرى، ومن الذي خطط، ومن الذي أفشل.
السؤال الجوهري لم يكن عن النتيجة، بل عن النوايا: هل كانت هذه حربًا تقليدية، أم مشروعًا انقلابيًا مكتمل الأركان أُجهض في لحظاته الأولى؟ الرد الإيراني، السريع والدقيق، لم يأتِ من فراغ، بدا واضحًا أن طهران كانت تستعد منذ وقت طويل لمثل هذا السيناريو، وتملك «خطة طوارئ» كاملة تشمل نقل القيادة، وتفعيل منظومات كشف وتفكيك خلايا تجسس نائمة، بعض أفرادها داخل المؤسسات العليا، وقد أشارت تقارير مسرّبة إلى كشف أكثر من 700 عنصر في شبكة تجسس منظمة، وتوقعات بأن العدد قد يصل إلى الضعف، وهو ما يؤكد أن ما جرى لم يكن مجرد رد على قصف، بل إحباط لانقلاب ناعم ــ صلب ــ مخطط له بدقة.
ما يدعو للتأمل، أن بعض التحليلات العربية ــ للأسف ــ تعاملت مع الحدث بعقلية «المسرحية»، مدفوعة بتاريخ طويل من التلاعب بعقول الجماهير، ثقافة الشك الدائم، التي ترى في كل مواجهة كبرى «صفقة بين الأطراف»، ساهمت في تعميق الفجوة بين الواقع والتحليل، وكأن العقل العربي قد فقد القدرة على التمييز بين المعركة الحقيقية والاستعراض الدعائي، ربما تعود هذه الذهنية إلى تجارب مؤلمة من التضليل، لكنها باتت تُستخدم اليوم كوسيلة للهروب من مسؤولية الفهم، وتحولت إلى استقالة جماعية من التفكير النقدي.
وهنا، تسلل إلى ذهني سؤال لم يفارقني، عندما شاهدت القواعد الأمريكية تتعرض لضربات مباشرة من الجانب الإيراني: هل كانت الولايات المتحدة تبحث عن ذريعة.. .؟ هل كانت تخطط لتكرار سيناريو أزمة كوبا، عبر افتعال مذبحة صغيرة لجنودها أو ضرب منشآت تابعة لها، لتُقدمها للعالم كتبرير أخلاقي لتدخل شامل وإسقاط النظام.. .. ؟ لم يكن هذا السيناريو غريبًا على من يقرأ عقل المؤسسة الأمريكية، فالسوابق كثيرة، والذاكرة الاستراتيجية مليئة بحالات مشابهة، لكن يبدو أن الرد الإيراني كان أسرع من التوقع، وأقوى من أن يُحوّل إلى سبب للحرب الشاملة، بل ربما كسر ميزان المبادرة لدى الطرف الآخر، وأغلق نافذة الذريعة قبل أن تُفتح.
وفي خضم تلك الأحداث، كان واضحًا أن المشروع لم يكن إيرانيًا فحسب، العراق كان على القائمة التالية، وربما لبنان وبعض الدول الخليجية وتركيا، ضمن خطة متدرجة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بملامح جديدة، الرئيس التركي نفسه لمح إلى «سايكس ـ بيكو جديدة» تلوح في الأفق، لم يكن مجرد تحليل سياسي، بل إشارة مباشرة إلى معلومات استخباراتية تؤكد أن ما يحدث أكبر من مجرد تصعيد بين عدوين تقليديين.
أما الرواية الأمريكية الرسمية، فقد تصدعت سريعًا، صحف أمريكية مرموقة، ومراكز أبحاث مستقلة، كشفت أن المواقع المستهدفة لم تكن مأهولة، وأن «الضربة الكبرى» التي هلل لها الخطاب السياسي، كانت أشبه بفقاعة إعلامية أكثر منها عملية عسكرية نوعية، لكن البعد الإعلامي لم يكن تفصيلًا ثانويًا، الولايات المتحدة خاضت حربًا إعلامية موازية، تهدف لتشكيل وعي عالمي مؤيد، بينما كانت وسائل إعلامها الاستقصائية ــ مثل «سي إن إن» و«نيويورك تايمز» ــ تقوّض هذه السردية من الداخل، مدفوعة بحرية صحفية لا تزال، رغم كل شيء، تصر على كشف ما يُخفى.
وفي هذه الحرب النفسية المركبة، حاولت واشنطن بناء صورة المنتصر، بينما كانت طهران تمارس سياسة ضبط النفس المدروس، وتلعب أوراقها بالتدريج، وتفرض إيقاعها على الأرض وفي الإعلام على حد سواء. وهو ما أربك إسرائيل، التي وجدت نفسها في لحظة ما تطلب التدخل الأمريكي لوقف استنزاف غير متوقع.
بالتوازي، ساد القلق في عواصم عربية وإقليمية، خاصة الخليجية، من أن تكون الأحداث تمهيدًا لفوضى عابرة للحدود.فإسقاط النظام الإيراني، إن حدث، لن يكون نصرًا لأحد، بل بداية لفصل من الفوضى والفراغ، لا يعرف أحد من سيملأه، لذا بدا الترقب حذرًا، والمواقف الرسمية مشوبة ببرود متعمد، يُخفي خشية حقيقية من أن تمتد النيران.
وفي إسرائيل، لم يُخفِ نتنياهو أن الهدف كان إسقاط النظام، وليس مجرد توجيه ضربة تكتيكية. وقد دعا علنًا الإيرانيين إلى الثورة، لكنها دعوة سقطت في فراغ، بعدما أظهرت المعارضة الإيرانية، رغم خلافها مع النظام، تماسكًا وطنيًا غير مسبوق في رفض التدخل الأجنبي.
في المحصلة، فإن السؤال عن «من ربح ومن خسر؟» ليس فقط سطحيًا، بل خطيرا أيضًا، لأنه يختزل تعقيد المشهد في ثنائية لا تُنتج فهمًا، القضية ليست في عدد الصواريخ، بل في من قرأ النية مبكرًا، وفكك الشبكات، وأفشل الخطة، وفرض معادلة جديدة، لا تُقاس بالدمار بل بالبقاء في موقع الفعل. الإجابة واضحة لمن يقرأ تحت الدخان، لا فوقه، أما بقية التفاصيل، فستتكفل بها الأيام، والتسريبات القادمة من العقول التي لا تنام.. .!!
مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض تقييد صلاحيات ترامب في الحرب مع إيران
وكالة الطاقة الذرية تؤكد ضرورة أن يواصل مفتشوها أنشطتهم للتحقق في إيران
«ترامب» يهدد وسائل إعلام أمريكية بدعاوى قضائية بسبب تقارير عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية