لجريدة عمان:
2025-11-22@14:18:32 GMT

حتى لا نفقد قوة الموسيقى العُمانية الناعمة

تاريخ النشر: 18th, August 2024 GMT

منذ بداية الكتابة في هذا العمود، تطرقت إلى موضوعات موسيقية عديدة، ناقشت فيها الظاهرة الموسيقية العُمانية كممارسة اجتماعية وثقافية مع محاولات لربط حلقاتها التاريخية بعضها مع بعض كلما كان ذلك ممكنا. من هنا كان معظمها (المقالات) في سياق التأريخ للموسيقى العُمانية، فيما احتوت أخرى على ملاحظات وآراء بشأن أحوال الموسيقى والغناء في بلادنا العزيزة، آملا أن تكون نافعة ومفيدة ومساهمة متواضعة من واقع التجربة والممارسة في الجهود المخلصة الساعية إلى تنمية وتطوير المجال الموسيقي العُماني.

ورغم الجهود الكبيرة والمقدرة إلا إنني في الواقع أرى أن المؤسسات الثقافية والإعلامية ودار الأوبرا السلطانية المعول عليها كثيرًا من الوسط الموسيقي لم تبلور بعد رؤية واضحة مشتركة بشأن تنمية وتعزيز القوة الناعمة للموسيقى والغناء تستجيب لواقع الممارسة وتعكس تنوعها واحتياجاتها، وتستثمر ما هو موجود بالفعل من قدرات وممارسات وتوجهات فنية معاصرة في الموسيقى العُمانية، الأمر الذي لا يتناسب مع تاريخ وتراث هذا البلد الجميل ومبدعيه الكثر. من هنا لا غرابة أن فضل هواة الغناء والموسيقى من الشباب العُماني أغاني بعض مطربي الخليج والجزيرة العربية واختاروا أداءها في المناسبات العامة والخاصة بسبب تأثرهم بها وضعف تأثير القوة الناعمة للموسيقى العُمانية، ومهرجان الأغنية العُمانية الأخير مثال جيد على هذا الوضع، وهذه الملاحظة ليست جديدة، وقد أشرت إليها في أكثر من مقال سابق.

ولا أعني هنا بالقوة الناعمة الفكر الموسيقي العُماني من أنماط الموسيقى وقوالبها الفنية بتنوعاتها وتوجهاتها التراثية والحديثة، أو البحث الموسيقي والقيادة الفنية والتأليف والتوزيع والغناء وأساليب العزف فحسب بل وكذلك طرق وأساليب الاشتغال في المجالات الفنية المساعدة مثل: كتابة النصوص الشعرية والإنتاج الفني، وإدارة وتشغيل أنظمة الصوت والإضاءة وكفاءتها، ومهارات الإخراج المسرحي والسينمائي والتلفزيوني وبرامج عمل القاعات والمسارح وغيرها. وفي حين لا أرى تطورًا جوهريًا في سياسات الإنتاج الموسيقي منذ مدة زمنية ليست بالقصيرة، أود التأكيد في هذه المناسبة بشدة على أن قدرات ومهارات الموسيقيين العُمانيين اليوم وكل المنظومة الفنية التي أشرت إليها ليست كما كانت قبل عشرين أو ثلاثين سنة الماضية، وهي (المنظومة) قادرة مع قليل من الصبر والمثابرة على خلق صناعة فنية كبيرة ومؤثرة، فالظروف تغيرت والقدرات والمهارات تنوعت وتطورت في جميع هذه المجالات ولم يبق من وجهة نظري سوى الاستثمار الحسن والمدروس لها، وللطاقات الإبداعية الموسيقية والغنائية العُمانية ومشاريعها الفنية وتهيئة الظروف الملائمة لهذه الصناعة الكبيرة. وإنَّ الذي كان مناسبًا من أدوات وفعاليات قبل عشرين سنة أو أكثر لم تعد كذلك نافعة للاستيراد من وجهة نظري المتواضعة دون إحداث تغييرات جوهرية في أصل الفكرة وإدارة تنفيذها.

إنَّ تطوير الأغنية في عُمان لن تبلغ الأثر والمردود المنشودين إلا عبر تسخير منظومة كاملة من الإمكانات والقدرات العُمانية البشرية والمادية والمعنوية، وفتح المنابر والفرص المتنوعة لمختلف الممارسات والتجارب الإبداعية وروادها دون تمييز، متطلعًا أن تضع المؤسسات الرسمية والخاصة المعنية بالموسيقى والغناء استراتيجية مشتركة من شأنها تنمية القوة الناعمة الموسيقية العُمانية، ووقف الهدر للطاقات البشرية الإبداعية الموسيقية والغنائية ومشاريعها الفنية، ودراسة الفعاليات الموسيقية جميعها دراسة وافية بما يتفق مع الاحتياجات الفعلية لواقع الممارسة والأهداف الاستراتيجية المتفق عليها من جميع الأطراف الحكومية والخاصة بما في ذلك الموسيقيين ومكونات المنظمة الفنية كلها. إن اليد الواحدة لا تصفق كما يقول المثل، وأتطلع إلى تعاون وشراكة تامة في هذا السياق.

إن الواقع الموسيقي بحاجة من وجهة نظري إلى استيعاب فكره المتنوع وتطوير أدوات التعامل معه، ليس فقط كتراث فحسب بل وكذلك كفكر موسيقي حديث ومتجدد. ومن المهم جدًا ملاحظة تطور الممارسة من البديهية إلى التعبيرية في اللغة الموسيقية وأنماطها وآلاتها الموسيقية وأساليب أدائها وعلاقتها الوطيدة بالشعر. قال شاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت، رضي الله عنه:

تَغنَّ في كُلِ شِعرِ أنتَ قائلُهُ.. إن الغناءَ لهذا الشِعرَ مضمارُ

يَميزُ مُكفَأهُ عنهُ ويعزِلُهُ.. كما تَميزُ خبيثَ الفضةِ النّارُ

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانیة

إقرأ أيضاً:

أحمد صبور: مصر تفتح ذراعيها للاستثمارات العُمانية وتوفر كل أوجه التعاون والتسهيلات

ألقى المهندس أحمد صبور، الأمين العام لمؤتمرات "The Investor"، كلمة أكد فيها عمق العلاقات المصرية - العُمانية، قائلاً إن الروابط بين البلدين تاريخية وسياسية واستراتيجية، وقد بلغت "أفضل حالاتها" خلال السنوات الأخيرة بفضل روح التعاون والتكامل بين القيادتين.

وأشار صبور خلال مؤتمر "عُمان مصر.. أرض الفرص"، التي تنظمه سلطنة عُمان بالقاهرة، بالتعاون مع شركة "بلاك دايموند" لتنظيم المؤتمرات والمعارض، إلى أن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو تنشيط العلاقات التجارية والاستثمارية وتعزيز الشراكات بين مجتمعَي الأعمال في البلدين.

وأوضح صبور، أن هناك قطاعات واسعة يمكن لمصر وسلطنة عمان العمل فيها معًا، من بينها الزراعة والصناعات الغذائية، والنقل واللوجستيات، والتطوير العقاري، والصناعة وغيرها من المجالات الواعدة.

وكشف صبور عن نجاح التجربة المصرية في السوق العُمانية، مشيرًا إلى السوق العُماني يشهد إقبالًا متزايدًا من جانب الشركات المصرية، من بينها شركات كبرى مثل الأهلي صبور، والعتال وغيرهما، نظرًا لكونه سوقًا خصبًا يمتلك فرصًا كبيرة للنمو.

وأشاد بالتعاون الاستثنائي من وزارة الإسكان العُمانية، مؤكدًا أن أي تحديات كانت تُحل بسرعة كبيرة، وهو ما يعكس جدية السلطنة في جذب الاستثمارات المصرية.

ودعا صبور في كلمته المستثمرين العُمانيين والقطاع الخاص إلى التوسع في الاستثمار بمصر، مؤكدًا أن مصر تفتح ذراعيها للاستثمارات العُمانية وتوفر كل أوجه التعاون والتسهيلات.

وأشار صبور إلى أنه يجري حاليًا إعادة تشكيل الجانب المصري في مجلس الأعمال المصري-العُماني، بما ينسجم مع رغبة البلدين في تعزيز التعاون الاقتصادي وفتح آفاق جديدة للشراكات المشتركة.

وأطلقت سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة، بالتعاون مع شركة "بلاك دايموند" لتنظيم المؤتمرات والمعارض، اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025، النسخة الرابعة من مؤتمر «The Investor»، بفندق الجيزة بالاس- الشيخ زايد، على هامش الاحتفال باليوم الوطني العُماني، وبمشاركة رفيعة من كبار المسؤولين والمستثمرين من سلطنة عمان ومصر.

طباعة شارك مستثمرين كبار معارض

مقالات مشابهة

  • وفاة أيقونة الموسيقى الشعبية في إيطاليا عن 91 عاما
  • أمين شباب النواب: دولة التلاوة” نموذج مُلهم لاستعادة الريادة المصرية وصناعة الوعي
  • نائب يدعو لتسويق برنامج «دولة التلاوة» عالميًا لتعزيز القوة الناعمة لمصر
  • «الإنشاد الديني» تتغنى بمؤلفات العشق الإلهي في معهد الموسيقى
  • هيئه الاستثمار: 112 شركة عُمانية في مصر باستثمارات 52 مليون دولار
  • أحمد صبور: مصر تفتح ذراعيها للاستثمارات العُمانية وتوفر كل أوجه التعاون والتسهيلات
  • عرض أزياء للملابس العُمانية التقليدية في واشنطن
  • غروندبرغ يبحث عن وساطة عُمانية لتحريك ملف المحتجزين الأمميين في صنعاء
  • الأمين العام للاتحاد الدولي للمثقفين العرب: أنا معجب برؤية الرئيس السيسي في دعم الثقافة
  • العلاقات البحرينية العُمانية.. نموذج خليجي راسخ للأخوة والمحبة