بوابة الوفد:
2025-07-29@02:26:25 GMT

أمجد مصطفى يكتب: حكاية مهرجان الناس الغلابة

تاريخ النشر: 20th, August 2024 GMT

استطاع مهرجان القلعة للموسيقى والغناء أن يخلق علاقة وطيدة وجسرًا للتواصل مع الطبقات الشعبية، حتى أطلقنا عليه فى فترة من الفترات مهرجان الناس الغلابة، لأنه أسس من أجل تلك الطبقة، سواء من أبناء القاهرة أو المحافظات، لدرجة أنه أصبح معشوقهم الأول الذى ينتظرونه من العام إلى العام، لأنه ظل لسنوات طويلة يقدم لهم مجموعة من أهم نجوم الصف الأول فى مصر والعالم العربى.


ففى الوقت الذى كانت تُقدم الحفلات داخل الأوبرا المصرية بمئات الجنيهات، وصلت الآن إلى الآلاف، كانت الحفلات تقدم لهم بشكل مجانى أو بتذكرة شبه مجانية لا تتعدى العشرين جنيهًا، وصلت هذا العام إلى 60 جنيهًا، لنجوم تخطت تذاكر حفلاتهم الألف جنيه داخل جدران المسرح الكبير، كما ذكرت، لذلك يشعر أهل القلعة ومنشية ناصر والسيدة زينب والحسين والغورية والعباسية أن هناك حفلات تقام طوال أسبوعين من أجلهم، هدفها منحهم قدرًا كبيرًا من البهجة والمتعة، إلى جانب الخدمة الثقافية، وهى الإطلاع على موسيقات لا تقدم لهم مثل الأعمال التى يقدمها الأوركسترا أو فرقة الأوبرا أو فرق عالمية مثل كايرو ستبس ــ الفرقة القادمة من ألمانيا، أو الفلامنكو ــ القادم من إسبانيا، أو غالية بن على القادمة من بلاد المهجر بلجيكا، حاملة ثقافة وطنها تونس، أو فرقة تراثية من الصين أو الهند، أو الجزائر.. فهو مهرجان يتحدث بكل اللغات والثقافات، وبالتالى فهو أهم نافذة للناس الغلابة على فنون العالم.

مهرجان القلعة هو رئة للفن الهادف ولجمهور دائمًا يبحث عن فن راقٍ وهادف. مهرجان القلعة للموسيقى والغناء بجانب أنه حقق المتعة للناس الغلابة، فهو أيضًا ينتصر للفن الجاد، أرقام الحضور على مدار الدورات الـ31 الماضية تضعه على رأس المهرجانات العربية من حيث الأكثر حضورًا.
أهمية هذا المهرجان واستمراريته طوال 32 عامًا بهذا النجاح والإقبال ليس سببها الوحيد انخفاض قيمة التذكرة، لكن لأنه مهرجان يعتمد على التنوع فى برنامجه، فهو يضم ألوانًا غنائية وموسيقية مختلفة، نجوم الغناء الأوبرالى بجوار نجوم الغناء الشرقى، الموسيقى الكلاسيك «الغربى» بجوار الموسيقى العربية، فرق الشباب بجوار حفلات الإنشاد الدينى، الطرب، المديح، الربابة بجوار الكمان، الجيتار والعود، الكل يقدم الشكل الذى أبدع فيه.


زاد من أهمية هذا المهرجان مشاركة مجموعة كبيرة من كبار نجوم الطرب فى عالمنا العربى وفرق عالمية غنائية واستعراضية عالمية، تمثل ثقافات وأشكال غنائية مختلفة من الهند والأرجنتين وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، وهذا العام البرتغال.
ميلاد هذا المهرجان بدأ بفكرة لفاروق حسنى ــ وزير الثقافة الأسبق، اعتمدت على ضرورة نقل فنون الأوبرا «أوركسترا سيمفونى، وباليه، وموسيقى عربية، وجاز وفرق شابة، إلى جانب الفنون الشعبية» إلى الجمهور العادى البسيط الذى لا يستطيع أن يزور دار الأوبرا، وقتها كان المواطن البسيط يخشى من السير بجوار الأوبرا، وقام المايسترو مصطفى ناجى الذى كان رئيس البيت الفنى بالأوبرا، لتنفيذ الفكرة، وبدوره عهد بإدرة المهرجان إلى المايسترو الشاب وقتها شريف محيى الدين، ليكون مديرًا للمهرجان والمسئول عن تحويل فكرة الوزير إلى واقع ملموس وبالفعل نجح شريف» بدعم هائل من «ناجى» وازداد بريق المهرجان، وأصبح أكثر لمعانًا، عندما تولى مصطفى ناجى مجلس إدارة الأوبرا وقتها، وبالفعل أصبح هذا المهرجان المتنفس الوحيد للبسطاء من الناس، وأطلق عليه «مهرجان الناس الغلابة» ومن وقتها عرف بهذا الاسم.


الفارق الوحيد بين المهرجان وقت رئاسة الدكتور مصطفى ناجى للأوبرا وكذلك وقت وجود الدكتور سمير فرج على مقعد رئيس مجلس الإدارة، أن المهرجان كان أشبه إلى بانورما يطل من خلالها المواطن العادى على مختلف الفنون، إذ كان المهرجان يقام على خمسة مسارح فى وقت واحد، تبدأ الحفلات بعد صلاة المغرب وتستمر حتى منتصف الليل، كل مسرح كان يقدم لونًا موسيقيًا مختلفًا عن الآخر، كان الجمهور يتنقل بين تلك المسارح فى حالة نشوة وبهجة غريبة. كان الحضور يضم كل أفراد الأسرة من كل طبقات المجتمع، حتى إن المهرجان تحول من كونه للناس الغلابة إلى مهرجان يجذب كافة الطبقات، استطاع المهرجان أن ينفذ إلى قلوب الناس بسبب تنوع الفقرات، كما أن الأوبرا تركت الناس منذ اليوم الأول تتعامل بطبيعتها وشيئًا فشئيًا تمت السيطرة وتهذيب السلوك الفنى لدى الجماهير، وبالتالى استساغ الجمهور بعض الفنون التى كان يرفضها مثل الغناء الأوبرالى والأوركسترالى التى كانت تقدم لهم السيمفونيات العالمية، وهى فنون غريبة على بعض الطبقات.
ومع مرور السنوات أصبح الجمهور بالآلاف وأصبح أكبر المهرجانات المصرية من حيث الحضور الجماهيرى ومن حيث الأهمية، وجذب نجومًا كبارًا للغناء فيه عبر دوراته منهم محمد منير وعلى الحجار ومحمد الحلو ونادية مصطفى وهانى شاكر وإيمان البحر درويش ومدحت صالح، إلى جانب أسماء أخرى مثل خالد سليم وحكيم ومجد القاسم وهشام عباس، فايا يونان وعبير نعمة ونوال الزغبى، ووليد توفيق إلى جانب الفرق العالمية.


جمال هذا المهرجان أنك تعيش فى أجواء موسيقية مختلفة وحولك مكان تاريخى له عراقته، قلعة صلاح الدين، وحولها حزام من الأحياء العريقة تستنشق منها رائحة مصر، نعم المهرجان خلال السنوات الأخيرة انكمش داخل القلعة فى مسرح واحد هو مسرح محكى القلعة، وزادت قيمة التذكرة إلى ستين جنيهًا، لكن زيادة الأعباء على الأوبرا ربما تكون السبب، وهذا لا يمنع أو يقلل من قيمة المهرجان، لكن كل ما يرجوه المواطن ألا تزيد قيمة التذكرة وحالة الانكماش، أكثر من ذلك، لأنها فى النهاية خدمة ثقافية لنوعية من الناس، لها حق على وزارة الثقافة فى وصول العدالة الثقافية إليها.


وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مهرجان القلعة استنسخ فى دندرة فى قنا، ومهرجان أبيدوس فى سوهاج، ومهرجان رشيد فى بحرى، خلال العام الأخير للدكتورة إيناس عبدالدايم على مقعد وزير الثقافة، لكن خلال تولى نيفين الكيلانى نفس المقعد تخلت عن الفكرة، ومع بداية فترة تولى الدكتور أحمد هنو مقعد الوزير، أتمنى أن تعود تلك المهرجانات إلى أهالينا فى الصعيد، لأنها المتنفس الوحيد له، هذه المهرجانات هى بمثابة هدية من الوزارة إلى كل الشعب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان القلعة للموسيقى والغناء الأوبرا المصرية مهرجان القلعة هذا المهرجان إلى جانب نجوم ا

إقرأ أيضاً:

وكيل إمارة منطقة الجوف يفتتح مهرجان "خيرات الجوف" الرابع

افتتح وكيل إمارة منطقة الجوف حسين بن محمد آل سلطان أمس، مهرجان "خيرات الجوف" في نسخته الرابعة، الذي ينظّمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، ممثلًا بمكتب الوزارة بمدينة سكاكا، وذلك بحديقة النخيل.

ويهدف المهرجان إلى دعم المزارعين والأسر المنتجة، والتعريف بمنتجاتهم وفتح قنوات تسويقية جديدة، بمشاركة عدد من المزارعين والأسر المنتجة، إضافة إلى عدد من الجهات الحكومية والجمعيات الزراعية.

ويتضمن المهرجان أركانًا لعرض المنتجات المحلية، وفعاليات توعوية وترفيهية، وورش عمل، إلى جانب محاضرات تعريفية ببرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة "ريف"، الهادف إلى دعم صغار المزارعين ومنتجي العسل والمحاصيل البعلية والفاكهة في المناطق المستهدفة.

ويُعدّ المهرجان إحدى المبادرات الداعمة لتعزيز الاقتصاد المحلي، وتحقيق الاستفادة المثلى من المميزات الزراعية التي تتمتع بها منطقة الجوف، في إطار مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنمية القطاع الزراعي وتمكين المجتمعات الريفية المنتجة.

مهرجان خيرات الجوفقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الفنانة نسمة عبد العزيز لـ الأسبوع: الإسكندرية في قلبي.. وسعيدة بمشاركتي في مهرجان صيف الأوبرا
  • صور- وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان فعاليات المهرجان الصيفي للأوبرا
  • وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان فعاليات المهرجان الصيفي للأوبرا في الإستاد
  • وكيل إمارة منطقة الجوف يفتتح مهرجان "خيرات الجوف" الرابع
  • إيهاب توفيق يشعل أجواء استاد الإسكندرية في افتتاح مهرجان «صيف الأوبرا 2025»
  • انطلاق مهرجان «صيف الأوبرا 2025» لأول مرة داخل استاد الإسكندرية
  • المهرجان الصيفي 2025
  • جمال عاشور يكتب: من خشبة الأوبرا إلى قلب الناس
  • أحمد جمال ونسمة عبد العزيز يستعدان لإحياء أمسية فنية ضمن مهرجان الأوبرا الصيفي بالإسكندرية
  • مصطفى يونس ينتقد مجلس إدارة القلعة الحمراء