شاركت المرأة فى العمل الدعوى منذ عهد النبى المصطفى، فكانت المرأة مع الرجل من حيث وجوب طلب العلم، وهى مع الرجل سواء فى إبداء الرأى والنظر فى ما يقبل مثله الاجتهاد والنظر، كل ذلك فى ظل أحكام الشريعة، وما تسمح به القواعد، فالإسلام برىء من التقاليد البالية والأعراف الباطلة التى تنادى بالحجر على النساء بمنعهن من إبداء الرأى والاجتهاد، فالإسلام لا يتعمّد تغييب المرأة عن الاجتهاد متى حازت شروطه وتوافرت الظروف المناسبة لذلك.

«آمنة»: زوجات الرسول كُنّ داعيات

وقالت د. آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن دور المرأة فى مجال الدعوة يسير بصورة مبشرة لخدمة الدين، فكثيرات من زوجات الرسول كُنَّ مُعلمات وداعيات بين السيدات فى إطار النبوة، فعمل المرأة بالدعوة قديم، ولو عُدنا إلى تاريخنا لوجدنا الكثير من السيدات كنّ راويات للحديث وفقيهات ومعلمات، وجامعة الأزهر تخرّج سنوياً الآلاف من الفتيات فى الكليات والأقسام الشرعية، مضيفة: «أقر التشريع القرآنى حق المرأة فى ميدان الدعوة إلى الإسلام، والمرأة فى الإسلام شريكة الرجل لا تختلف عنه، سواء فى الأحكام الدينية أو الأمور الدنيوية، إلا ما وضع الشارع الحكيم من ضوابط تختص بها المرأة وتناسب طبيعتها كأنثى، ولذا حدّثنا التاريخ كيف أن المرأة فى العهود السابقة فى عصر الصحابة ومن بعدهم كانت مشاركة للرجل فى أعماله كافة، كانت ترعى الأبناء وتنشر العلم وتجاهد فى سبيل الله، وعليه يجوز للمرأة الاجتهاد كالرجل تماماً.

بدوره، قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامى والخطيب بالأوقاف: «التنوع مطلوب فى المجال الدعوى بين الرجال والنساء حتى لا يكون لأحد حجة ومعذرة بجهل أو عدم معرفة بدين الله الذى جعله الله أمانة فى أيدى شيوخه ودعاته إلى يوم الدين، ولعل ما تقوم به المرأة فى المجال الدعوى من أهم الأدوار الدعوية، التى يحتاجها المجتمع، وظهر ذلك منذ السنوات الأولى للإسلام، حيث كان للسيدة عائشة أم المؤمنين هذا الدور الرائد والمهم، والذى استمر حتى عصرنا الحالى، فكانت أكثر من روى أحاديث سيدنا رسول الله بتفاصيل خاصة، ولم يكن لغيرها أن يرويها للمسلمين، ليتعلم منها عامة المسلمين، حيث كان الناس يستفتونها فى أمور الدين، حيث كاد الناس أن يأخذوا العلم فى نصف الدين كله من السيدة عائشة بعد رسول الله، لما لها من فضل على أمة المسلمين لقول سيدنا رسول الله «وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».

فيما قال د. علوى أمين، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن دور المرأة فى المجال الدعوى مشهود، بدءاً من الأدوار الدعوية التى قامت بها أمهات المؤمنين فى مسيرة الدعوة الإسلامية، من بداية البعثة النبوية وحتى وفاة النبى، وحتى يومنا هذا، وتوجد قامات دعوية مثل د. سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بالأزهر، والراحلة عبلة الكحلاوى، هما من الداعيات لنصرة هذا الدين. وأوضح «أمين» أن الأزهر يشهد تخريج 10 آلاف طالبة أزهرية كل عام، نصفهن متخصصات فى مجال الدعوة إلى الله، مشيراً إلى أن الدور الدعوى النسائى فى الإسلام، لا يقل أهمية عن دور الرجال، فالدعوة إلى دين الله واجب شرعى على الرجال والنساء معاً.

وأضاف: الأدوار الدعوية لأمهات المؤمنين فى العصر النبوى تنوعت فى شتى مجالات الحياة الخاصة والعامة، وقد وقفن بجانب النبى لتبليغ هذا الدين العظيم على أكمل وجه، وفى سيرتهن المثل والقدوة لنساء المسلمين فى الدعوة إلى دين الله القويم، وكذلك لم تكن دعوة أمهات المؤمنين محض أقوال ومواعظ فحسب، بل قرنت أمهات المؤمنين فى دعوتهن بين القول والعمل، وفى تطبيقهن العملى للدعوة إلى الله حرَصْنَ على توجيه الدعوة إلى مختلف طبقات المجتمع؛ من ولاة وعلماء وأقارب وعامة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: واعظات مصر الأزهر الشريف وزارة الأوقاف ختان الإناث الدعوة إلى المرأة فى

إقرأ أيضاً:

تكريم السفيرة سها جندي من (UN Women) ضمن كوكبة من القيادات النسائية المصرية الملهمة

 

أعربت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السابقة، عن بالغ فخرها واعتزازها بتكريمها من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women)، ضمن كوكبة من القيادات النسائية المصرية الملهمة.

 

 وذلك خلال الاحتفالية التي نظمها المكتب القطري للهيئة في مصر بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على اعتماد أجندة مؤتمر بكين للمرأة (بكين +30).

وجاء هذا التكريم تقديرًا لمسيرة السفيرة سها جندي المهنية وإسهاماتها الممتدة في تمكين المرأة ودعم قضاياها، إلى جانب دورها المحوري في إدارة عملية التفاوض لإنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة خلال عملها الدبلوماسي، في خطوة تُعد من أبرز المحطات التي أسهمت في تعزيز مكانة قضايا المرأة على الساحة الدولية.

وأكدت السفيرة سها جندي أن شعور التقدير يحمل قيمة خاصة، ولا سيما عندما يأتي من الأمم المتحدة، لكونه يعكس اعترافًا دوليًا بجهودها في دعم المرأة المصرية والدفاع عن حقوقها.

 وأضافت أن هذا التكريم يكتسب أهمية مضاعفة بوجودها ضمن مجموعة من القيادات النسائية المصرية المتميزة اللاتي أسهمن كلٌ في موقعها في ترسيخ دور مصر الريادي في ملف تمكين المرأة وتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار.

واختتمت السفيرة سها جندي بكلمات مؤثرة وجهت فيها شكرها للأمم المتحدة، وتحيتها لكل امرأة مصرية قدمت من وقتها وجهدها ومحبتها الكثير لتظل راية مصر عالية وخفاقة دائمًا، مؤكدة أن دور المرأة يظل ركيزة أساسية في قوة المجتمع ونهضته.

FB_IMG_1765569501834 FB_IMG_1765569506583 FB_IMG_1765569513663 FB_IMG_1765569510047 FB_IMG_1765569504752 FB_IMG_1765569498376

مقالات مشابهة

  • تكريم السفيرة سها جندي من (UN Women) ضمن كوكبة من القيادات النسائية المصرية الملهمة
  • القومي للمرأة يهنئ مجلة «حواء» لفوزها بجائزة أفضل مجلة مصرية
  • هل يجوز للمرأة حضور صلاة الجمعة؟ الإجابة الشرعية من الكتاب والسنة
  • المستشارة أمل عمار تشارك في احتفالية أجندة بيكين +30 وتؤكد التزام مصر بتمكين المرأة
  • طالبة حقوق قنا تحصد المركز الأول في مسابقة لمناهضة العنف ضد المرأة
  • فعالية للهيئة النسائية في البيضاء بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
  • جامعة بنها تشارك بالملتقى التنسيقي لوحدات مناهضة العنف ضد المرأة
  • المرأة تتصدر مشهد اليوم الأول من انتخابات الدوائر الملغاة.. حضور واسع وطوابير ممتدة
  • ندوة ثقافية في سنحان بذكرى ميلاد الزهراء عليها السلام
  • مسيرتان نسائيتان في إب ويريم إحياءً لليوم العالمي للمرأة المسلمة