12 فيلمًا حظيت بدعم الدوحة للأفلام تشارك في مهرجان البندقية السينمائي
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
اختارت اللجنة المنظمة للنسخة 81 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، 12 فيلمًا حظيت بدعم مؤسسة الدوحة للأفلام للمشاركة في فعالياته التي ستقام في الفترة من 28 أغسطس/آب إلى السابع من سبتمبر/أيلول 2024.
ومن المنتظر أن تشهد نسخة 2024 من الحدث مشاركة أشهر الأسماء في السينما العالمية، لعرض وجهات نظر متنوعة في سرد القصص.
وتعكس الأفلام المشاركة تنوع الدعم الذي تقدمه مؤسسة الدوحة للأفلام للأصوات السينمائية المستقلة، حيث تتضمن القائمة أعمالًا من مصر والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس واليمن.
الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة حسن الرميحي قالت "نفتخر بمواصلة النجاح في المهرجانات الدولية من خلال عروض الأفلام للمواهب العربية في مهرجان البندقية السينمائي الدولي. تقدم هذه الأفلام وجهات نظر جديدة عن الحياة وتعكس الآمال والتطلعات والتحديات الإنسانية، وتقدم للجمهور العالمي أصواتًا سينمائية مميزة ومهمة من العالم العربي".
وأضافت "مهمتنا هي دعم المبدعين المستقلين في قطاع السينما، واختيار أفلامهم المبدعة في البندقية هو شهادة على التزامنا بتسليط الضوء على القصص التي تتجاوز الحدود وتقدم وجهات نظر فريدة. ونأمل أن تحظى هذه الأفلام بالثناء والاهتمام الذي تستحقه ".
وسيتم عرض الأفلام الـ12 المختارة في أقسام البرامج الرئيسية للمهرجان، بما في ذلك "آفاق جديدة" و"آفاق جديدة – الأفلام القصيرة"، إلى جانب البرامج الجانبية وتتضمن "أسبوع النقاد"، و"يوم المؤلفين"، و"فاينال كت" (النسخة النهائية)، وقسم "سوق التمويل".
ويعد قسم "آفاق" المسابقة الدولية المتخصصة بالأفلام التي تمثل أحدث التوجهات السائدة في عالم السينما، وسيشهد مشاركة فيلم "عايشة" (تونس، فرنسا، إيطاليا، المملكة العربية السعودية، قطر) للمخرج مهدي برصاوي. ويدور الفيلم حول آية التي تترك حياتها السابقة في توزر وتشرع في رحلة تعيد فيها اختراع نفسها في تونس.
ومن الأفلام الأخرى التي ستشارك في هذا القسم فيلم "ينعاد عليكو" (فلسطين، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، قطر) للمخرج إسكندر قبطي، والذي يروي قصة طالب يتعرض لحادث بسيط يتسبب في سلسلة من الأحداث المتتالية.
أما قسم آفاق للأفلام القصيرة، فيشهد عرض فيلم "ظلال" (الأردن، فرنسا، قطر) للمخرجة رند بيروتي. ويتتبع العمل تجربة أحلام الأولى في المطار، حيث يطغى الحزن على حماستها بسبب ترك ماضيها خلفها.
ويشارك "سودان، يا غالي" (تونس، فرنسا، قطر) للمخرجة هند مدب بدوره في قسم "أيام المؤلفين". ويصور العمل صورة جماعية لجيل يناضل من أجل الحرية بكلماته وقصائده وترانيمه، ويتتبع مجموعة من الشباب السودانيين في العشرينيات من العمر، وهم ناشطون سياسيًا ومبدعون فنيًا.
وفي أسبوع النقاد، يشارك فيلم "معطر بالنعناع" (مصر، فرنسا، تونس، قطر) للمخرج محمد حمدي، حيث يروي قصة علاء، وهو طبيب يبلغ من العمر 30 عامًا وصديقه مهدي، الذي يحتاج إلى مساعدة بشأن ظاهرة غريبة تصيبه.
أما قسم "فاينل كت"، فيشهد مشاركة 4 أفلام حصلت على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام، وهي ورشة تهدف لتقديم المساعدة القوية لإنجاز الأفلام. وهذه الأفلام هي:
"عائشة لا تستطيع الطيران": (مصر، فرنسا، ألمانيا، تونس، السودان، لبنان، المملكة العربية السعودية، قطر) للمخرج مراد مصطفى، ويدور حول عائشة، التي ترعى المرضى المسنين في القاهرة بين مجتمع المهاجرين الأفارقة وتشهد التوتر بين المجموعات المختلفة. "ورشة": (لبنان، فرنسا، المملكة العربية السعودية، قطر) للمخرج نديم تابت، يحكي قصة طارق، وهو سوري يبلغ من العمر 30 عاما، ينضم إلى موقع بناء في لبنان ويواجه ظروف عمل صعبة. "كولونيا": (مصر، النرويج، المملكة العربية السعودية، فرنسا، قطر) للمخرج محمد صيام، يتتبع العلاقة غير السليمة بين الابن ووالده الذي يعود إلى المنزل بعد غياب طويل. "المراقبون": (المغرب، بلجيكا، فرنسا، قطر) للمخرجة كريمة سعيدي، المستوحى من والدة المخرجة، وهي مهاجرة من الجيل الأول في بلجيكا.وفي قسم سوق التمويل في المهرجان، تشارك 3 أفلام حصلت على دعم المؤسسة، وهي:
"ماري وجولي": (تونس، فرنسا، قطر) للمخرجة أريج سحيري، ويحكي قصة امرأتين في بلد جديد حيث يجب على كل منهما أن تجد مكانها. "المحطة": (اليمن، الأردن، فرنسا، هولندا، ألمانيا، النرويج، قطر)، للمخرجة سارة إسحاق، ويتناول قصة ليال التي تدير محطة وقود خاصة بالنساء وتكافح من أجل إبقاء أعمال العائلة طافية وسط أزمة وقود. "سرقة النار": (فلسطين، كندا، فرنسا، قطر) للمخرج عامر الشوملي، ويصوّر فنانًا فلسطينيًا يكافح من أجل تنفيذ عملية سرقة جريئة داخل أحد السجون.إلى جانب الأفلام التي اختيرت للعرض في المهرجان، يُعرض أكثر من 35 مشروعا من العالم العربي والجنوب حصلت على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام ضمن المعرض المتعدد الوسائط "أطيافنا أطيافكم: رؤى واعدة لسينما رائدة" في أي سي بي بالازو فرانكيتي، والذي يستمر لغاية 24 نوفمبر/تشرين الأول المقبل.
ومعرض "أطيافنا، أطيافكم: رؤى واعدة لسينما رائدة" تقدمه متاحف قطر ويشارك في تنظيمه كل من مؤسسة الدوحة للأفلام، والمتحف العربي للفن الحديث، ومتحف مطاحن الفن المستقبلي، بالتعاون مع آرت كابيتال بارتنرز.
وينقل المعرض الجمهور في رحلة من الصور المتحركة عبر التجارب المعاصرة للحياة والذاكرة المجتمعية، حيث تقدم من خلال رؤية فنية عن صناع الأفلام الحاليين من المنطقة العربية والمناطق المجاورة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المملکة العربیة السعودیة مؤسسة الدوحة للأفلام
إقرأ أيضاً:
مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكيَّة «25»
مع اندلاع الحرب الباردة، وجثوم صراعاتها المتعددة، الرَّئيسة والمتفرِّعة، على صدور البشر فـي كل أرجاء المعمورة، استجدَّت الثِّيمات التي أعقبت اهتمامات ومشاغل الحرب العالمية الثانية، وجاء عدد هائل من الأفلام حول ذلك. وفـي الحقيقة، ولأسباب عديدة، «أوكِلَت المهمة»، إذا ما جاز التعبير، لهوليوود كي تشارك فـي الصراع ضد «الأعداء» فـي مقدمة الخنادق. ومع ذلك، فإنه لم يحدث نقاش رصين، لغاية الآن، حول الطريقة التي كَتَبَت (inscribed) بها هوليوود شخصيَّة الشَّيخ العربي فـي سياق ذلك الصِّراع لتجنيد الأفئدة، والعقول، وتحديد الاتجاه الذي ينبغي أن تُصوَّب إليه البنادق.
والحقيقة أيضًا انه جرى إقران وتلازم شخصية الشَّيخ العربي فـي كل السِّياسات الدوليَّة المتعلِّقة بالنفط فـي أفلام السبعينيَّات من القرن الفائت، خاصَّة مع الأزمة النَّفطية التي تمخَّضت عن حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973. لكنني أزعم أن ذلك التَّلازم قد حدث فـي وقت أبكر من ذلك التَّاريخ. فلنتأمل، على سبيل المثال، فـي فـيلم «جون جولدفارب، من فضلك عُد إلى البلاد» [John Goldfarb, Please Come Home] (من إخراج جي لي ثومبسُن J. Lee Thompson، 1964)؛ فأحداث هذا الفـيلم تتدفق اعتبارا من هبوط طائرة تجسُّس أمريكيَّة من طراز “U-2”، وهي فـي طريقها إلى الاتحاد السوفـييتي، فـي بلاد شيخ عربي، صحراويَّة وغنيَّة بالنفط. وقد كانت خطط الحكومة الأمريكية أن تبني قاعدة جويَّة فـي بلاد ذلك الشَّيخ، وهذا بسبب أن تلك الخطوة ستكون «حيويَّة لأمن العالم الحر». والحقيقة أن مصير طائرة التجسُّس، ومصير موطن الشَّيخ العربي، وخطط الحكومة الأمريكيَّة، قد شُوِّشَ عليه لأن الفـيلم تسبب فـي جدل وإثارة كبيرين مصدرهما دعوى قانونيَّة رفعتها جامعة نوتردام الأمريكيَّة (وهي جامعة كاثوليكيَّة محافظة)، وقد فشلت الدعوى فـي نهاية المطاف ضد الأستوديو المنتج (وهو 20th Century- Fox)، اعتراضًا على مشاهد من قبيل اختلاط لاعبي كرة قدم (بالطَّريقة الأمريكيَّة) من تلك الجامعة وهم سكارى، وعلى نحوٍ غير مقبول، بفتيات يمثلن حريم الشَّيخ. وفـي الوقت الذي تنبغي فـيه دراسة هذا الفـيلم -الذي كان فشلا نقديَّا وتجاريَّا كبيرا- بدقِّة وعناية، فإن البحث ينبغي ألا يتجاهل أفلاما مثل «فتاة الحريم» ] [Harem Girl(من إخراج إدوَرد برندز Edward Bernds، 1925)، «”السيدة الحديدية» [The Steel Lady] (من إخراج إدوَرد أندريه دِبونت Edward Andre Dupton، 1935)، و«الفرار من الظَّهران» [Escape from Zahrain] (من إخراج رونَلد نييم Ronald Neame، 1962)، و«حيث يوجد الجواسيس» [Where the Spies Are] (من إخراج فال جست Val Guest، 1965)، و«طائش» [Harum Scarum] (من إخراج جين نِلسُن Gene Nelson، 1965).
لكن كان، ولا يزال، تأسيس الدولة الصهيونيَّة على أرض فلسطين فـي عام 1948، وتلازم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الداخليَّة والخارجيَّة معه منذ ذلك التاريخ مشاركة، ودعما ماليَّا، وعسكريَّا، وإسنادا سياسيَّا ودبلوماسيَّا، الحدث الأكبر الذي يعود له سبب تأزُّم العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكيَّة والعالم العربي (بدرجات متفاوتة من العلنيَّة، والسِّرية، والمواجهة، ومحاولة الاحتواء، وصولا إلى التطورات السياسية الراهنة من تطبيع ومقاومة). والحدث نفسه -أي قيام الدولة اليهوديَّة- حدَّد، وأقام، وصَنَع، ونَشَر، وأقنعَ، ووزَّع، وداوَل، مواقف وصورا عن «العربي» (بما فـي ذلك، بالطَّبع، «الشيخ العربي») ليس فـي الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة وحدها فحسب، بل عبر نظام دعائيّ متقن ومُحكَم فـي كل قارات العالم. ومن هنا، فإن «العامل الإسرائيلي» فـي بناء، وتحويلات، واستدامة، صورة الشّيخ العربي الهوليوودي فـي هذا الإطار ينبغي أن يكون حاضرا تماما، وبعيون فائقة اليقظة والانتباه فـي أي بحث يبتغي دراسة الموضوع. لقد انتجت هوليوود، ولأسباب هي أوضح من أن تذكر، عشرات الأفلام حول ذلك الحدث وتداعياته.
بيد أن هناك فـيلمين «كبيرين» (إن جاز القول) أنتجهما المصنع السينمائي الأمريكي لا بد من ذكرهما. أما الفـيلم الهوليوودي الأول الذي يسرد ولادة دولة «إسرائيل» (من وجهة نظر صهيونيَّة بالطَّبع) فهو «الخروج اليهودي» [Exodus] (من إخراج أوتو بريمنجر Otto Preminger، 1960) والذي «أسَّس صورة الأرض الجديدة مرَّة وإلى الأبد، فـي أذهان مشاهدي السينما الأمريكيين»، وكان من أعلى الأفلام الأمريكيَّة إيرادا فـي ستينيَّات القرن الماضي (1). يقول إدوارد سعيد Edward Said إن «أصدقاء أوتو بريمنجر الإسرائيليين المُمْتَنِّين قالوا [فـي عام 1987] إن «الخروج اليهودي» قد خدم الدولة اليهوديَّة فـي سنواتها المبكرة تقريبا أكثر مما فعل أي دعم خارجيّ آخر» (2). أما الفـيلم الثاني فهو «الظِّل العملاق» [Cast a Giant Shadow] (ملفل شفلسُن Melville Shavelson، 1966) فقد تضمَّن بدوره شخصيات شيخيَّة تمتح من تمثيلات الشَّيخ العربي طوال تاريخ السِّينما الأمريكيَّة. وما يهم كثيرا فـي فـيلم «الظِّل العملاق» اعتناق يهودي أمريكي، هو ديفد مايكي ماركُس (أدى دوره كيرك دوغلاس Kirk Douglas) الصهيونيَّة فـي مرحلة مبكرة من تأسيس الدَّولة اليهوديَّة. يضع سرد الفـيلم اليهودي الصهيوني الأمريكي فـي مقابل شيخ عربي، هو أبو ابن قادر (حاييم توبول Hayem Topol)، فـي فلسطين (3). وسيكون على دراسة صورة الشيخ العربي أن تفـيد من وصف مخرج «الظِّل العملاق» لتجربته فـي صنع هذا الفـيلم، والتي سطَّرها فـي كتاب (4). كما أن على البحث أن يعرِّج على معلومات ووثائق حول الارتباطات السياسيَّة والأيديولوجية المتضمَّنة فـي اختيار أماكن تصوير، وتمويل، وصناعة، وتوزيع الأفلام الأمريكيَّة التي تتعامل مع ثيمات الصِّراع العربي «الإسرائيلي»؛ إذ لا يمكن، على سبيل المثال، عن غض النظر أن بعض تلك الأعمال قد صُوِّر فـي فلسطين المحتلة بتنسيق ومباركة كاملين من السُّلطات الصَّهيونيَّة، لتوزَّع وتُشاهد بعد ذلك عبر مختلف القنوات فـي كل مكان فـي العالم، بما فـي ذلك البلدان العربيَّة.
---------------------
(1). Erens, 217. مصدر سابق الاقتباس
(2). Said, The Politics of Dispossession: The Struggle for Palestinian Self-Determination 1969-1994 (New York: Pantheon, 1994), 130.
(3). من الشَّائع والنَّموذجي للغاية فـي الأفلام السينمائيَّة الاستشراقيَّة الأمريكيَّة (بما فـي ذلك أفلام الشيخ) دعوة الشَّخصيَّات العربيَّة بأسماء اعتباطيَّة، ومغلوطة، بل وتجديفـيَّة (من وجهة النَّظر الإسلاميَّة)؛ إذ لا يعقل أن يكون هناك شخص عربي اسمه «أبو ابن قادر»، خاصة وان «قادر» من دون ورود صفة «عبد» قبلها تحيل إلى «القادر»، وهو اسم من أسماء الألوهيَّة فـي العقيدة الإسلاميَّة.
(4). Melville Shavelson, How to Make a Jewish Movie (Englewood Cliffs: Prentice-Hall, 1971).
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عُماني