أتذكر- وأنا صاحب ذاكرة السمك- حينما أخذنى والدي- رحمة الله عليه- لكى يصورنى للتقديم لدخول المدرسة، وكانت آلة التصوير حينها على شكل صندوق، ويُدِخل المصور رأسه داخل الصندوق، مغطيًا إياها بقماشة سوداء، ليبهرنا بصورة أبيض وأسود، ما أنزل الله بها من سلطان، وكانت هذه الآلة بالشارع، لا داخل استديو.. فرحتى وقتها لم تسعنى، لمَ لا، وأنا سأقابل مجتمعًا جديدًا على، فقد شغفنى حبًا من كثرة كلام إخوتى عنه.
سيادة وزير التربية.. المدرسة عندى هى التى تشارك والديّ فى تربيتى، وتزودنى بالقيم المثلى، وتَبنى شخصيتى، وتظهر قدرتى المختلفة فى شتى المجالات، وتُعَدُّ أول رحلة لى لكى أواجه فيها الحياة الاجتماعية، بعيدًا عن منزلى وأهلى، كما أننى من خلالها أعيش الواقع، ولا أنفصم عنه.
سيادة وزير التربية.. المدرسة جدرانها حائط الصد لكل فكر خاطئ وهوى.. وحوش المدرسة وألعابها الرياضية العمود الفقرى والصحى لأولادنا، وسبورتها صورة الحياة أمام أطفالنا، فإن أغلق عليهم شيء فيها، فمعلمهم هو بوصلة الاتجاه الصحيح لديهم، والكتاب دليلهم إن ضلوا الطريق أو مالوا عنه.
** سيادة وزير التعليم، المدرسة هى التى تمدنى بالعلم والمعرفة، وهى التى تقضى على الروتين والملل، الذى أشعر به حال بقائى فى منزلى يوميًا، فينعكس على شخصيتى.
فى المدرسة يستوى الجميع فى التعليم، فهم أمام مدرس واحد.. سبورة واحدة.. شرح واحد.. لا صراع على أولوية الحصول على العلم والتعلم، وإلغاء الفروق الاجتماعيّة بين الطلبة.. فيخرج مجتمع سوى لا حقد طبقيًا فيه.
سيادة الوزير، المدرسة تساعد على اكتشاف المواهب وتطويرها.. فينتفع المجتمع بالطالب ويرتقى.
سيادة الوزير.. التعليم عن بعد لا يخرج لنا نشئًا سويًا يبنى مجتمعًا.. فأبناؤنا يعكفون على الأجهزة فى الغرف المغلقة ليل نهار.. التوحد وصفهم.. والانعزالية طبعهم.. والجهل المجتمعى سمتهم.. سيادة وزير التعليم.. العلم لزيم الواقع لا ينفصم عنه، ورديفه المعمل، لا ينفك عنه.. فكبرى الدول تعتمد على التعليم التطبيقى جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا؛ لذا ضع طفلًا نشأ بين جدران المجتمع المدرسى مستعينًا بتكنولوجيا متوسطة فى الميزان أمام طفل (أون لاين) حبيس جدران الغرف المنعزلة؛ مستعينًا بأكثر التكنولوجيا حداثة.. بمن ستستفيد أكثر فى رفعة الوطن؟
سيادة الوزير لا تدَّعِ تطويرًا وهميًا بدون عودة المدرسة كمن سبقك.. فالمدرسة ثم المدرسة.. ولأن تترك التطوير عامًا أو عامين استثناء متفرغًا لعودة الانضباط للمنظومة التعليمية خير من تخبط كل هذه السنوات دون ثمرة لهذا التطوير، بذلك ستدخل التاريخ لنجاحك فيما فشل فيه الآخرون.
فإن أنت أعطيتنا مسكنًا بتصريح هنا، أو تصريح هناك عن أهمية جدران المدرسة فى تنشئة الطفل، وكان كل هذا عن الواقع ببعيد سيذهب تطويرك للتعليم سدى.
قالها الدكتور طارق شوقى وزير التعليم السابق: «عدم السماح للطالب الذى لم يحقق نسبة حضور فى المدرسة قدرها (85%) من عدد أيام الدراسة الفعلية على الأقل بدخول الامتحان»، والنتيجة صفر.
وفى تصريح آخر: «مش هنسمح لطلاب الثانوية العامة 2023 إنهم مايجوش المدرسة، وستكون هناك عقوبات مشددة على أى طالب من طلاب الثانوية العامة 2023 يغيب عن مدرسته العام الدراسى المقبل»، والنتيجة صفر.
وقالها الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التعليم الأسبق «لا تهاون مع أى طالب أو معلم يغيب دون إذن»، متخذًا النظام الإلكترونى فى إثبات الحضور والغياب، وإثبات 10 درجات لحضور طلاب الثانوية العامة لعودة الانضباط للمنظومة التعليمية، والنتيجة صفر.
سيادة الوزير لقد قطعت جهيزة قول كل خطيب حينما أرسلت لك برسالة قالها أمير الأدب الفرنسى فيكتور هوجو: «من يفتح باب مدرسة يُغلق باب سجن»، فى دلالة على أهمية دور المدرسة فى التنشئة والحدِ من انتشار الجريمة فى المجتمعات.اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دخول المدرسة تشارك شخصيتي وزير التعليم وزیر التعلیم
إقرأ أيضاً:
الهيئة القومية لضمان جودة التعليم تمنح شهادة الاعتماد لـ 36 مدرسة بقنا
أعلن هانى عنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم بـ قنا، اليوم الخميس، منح الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لرئاسة مجلس الوزراء لقطاع التعليم ما قبل الجامعي شهادة الاعتماد لـ 36 مؤسسة تعليمية تابعة لمديرية التربية والتعليم بقنا بنسبة 100% للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2024 / 2025.
وهنأ وكيل وزارة التربية والتعليم بـ قنا، إدارات وهيئة التدريس بالمدارس التي حصلت على الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم، لافتاً إلى أن الاعتماد يؤكد اهتمام المديرية بدعم العملية التعليمية والإصرار على الارتقاء بالمنظومة التعليمية.
وأشاد عنتر، بمنظومة فريق العمل المتميزة بقيادة الدكتورة دعاء عسران، مدير إدارة الجودة بمديرية التربية والتعليم بقنا وفريق الجودة بالإدارات التعليم لنجاحهم في دعم وتوجيه 18 روضة من رياض الأطفال، 16 مدرسة بالمرحلة الابتدائية، ومدرستان بالمرحلة الإعدادية وتحقيق معايير الاعتماد المؤسسي الصادرة من الهيئة القومية؛ لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لرئاسة مجلس الوزراء.
أكد وكيل وزارة التربية والتعليم بـ قنا ، بأن استراتيجية وزارة التربية والتعليم، تسعى إلى تحقيق الجودة في المؤسسات التعليمية، بما يخدم اهداف التنمية المستدامة ويسعى الى توفيق أوضاعها وتحسين أدائها للتأهل والحصول على الاعتماد من هيئة ضمان جودة التعليم قبل الجامعي.
وفى سياق آخر كرم هانى عنتر الصابر وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا اليوم الخميس، موجهى أوائل اللغة الانجليزية ومدربي برنامج TEA والذي تم تنفيذه فى إطار البروتوكول الموقع بين وزارة التربية و التعليم والتعليم الفنى و المجلس الثقافي البريطاني، بحضور الدكتور وائل سيد النجمي مدير عام التعليم العام، ووفاء الملقب، موجه عام اللغة الإنجليزية، وأسامة قدوس مصطفى، مدير إدارة العلاقات العامة، في خطوة تعكس اهتمام وزارة التربية والتعليم بتطوير المنظومة التعليمية وتدريب المعلمين.
وأشاد مدير تعليم قنا بالمدربين المشاركين في البرنامج، مؤكدًا أنهم أحد الأعمدة الأساسية في تحقيق هذا التطوير المنشود، وأن المديرية تضع على رأس أولوياتها ملف التنمية المهنية المستدامة للمعلمين وجميع العاملين بالمؤسسات التعليمية، وستواصل العمل على توفير برامج تدريبية متطورة للمعلمين، بما يتناسب مع احتياجاتهم ويواكب التطورات الحديثة في مجال التعليم.