بوابة الوفد:
2025-08-01@17:28:23 GMT

أوبنهايمر وحدود التطور العلمى

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

نتطلع إلى العلم باعتباره طوق نجاة للبشر من الأوبئة الفتاكة، وقسوة الطبيعة، والتوحش الإنسانى. لكن فى بعض الأحيان يتحول العلم الحديث إلى آلة شر كريهة، ويصبح التطور التكنولوجى والعلمى عدوًا للإنسان، فتصدق مقولة «ومن العلم ما قتل».

ولا شك أن سيرة العالم الأمريكى الشهير روبرت أوبنهايمر التى قدمها فيلم جديد كتبه وأخرجه كريسوفر نولان، وعرض مؤخرا فى كثير من البلدان ومنها مصر تعد نموذجا واضحا على قصة العلم الذى يضر بالبشر، والذى قد يجعل صاحبه يشعر دائما بعذاب الضمير تجاه إنجازاته.

لقد سافر روبرت أوبنهايمر إلى ألمانيا لدراسة الفيزياء فى إحدى جامعاتها الشهيرة، فى ظل صحوة علمية عظيمة شهدتها ألمانيا فى مختلف العلوم خلال الربع الأول من القرن العشرين، وهناك حصل على درجة الدكتوراه ليعود بعدها أستاذا لمادة الفيزياء، وواحدا من أهم المتخصصين فيها فى بلاده.

وفى سنة 1939 وبعد هروب ألبرت أينشتاين من مختبرات النازية وهجرته إلى الولايات المتحدة، وقع الرجل على خطاب مرسل إلى الرئيس الأمريكى روزفلت ينبه فيه إلى أن ألمانيا النازية قد تتمكن من تطوير قنبلة ذرية نتيجة الأبحاث العلمية المتطورة التى أجرتها فى مجال الانشطار النووى لليورانيوم.

وبناء على ذلك الخطاب قررت الولايات المتحدة إنشاء مشروع مانهاتن، وعهد لأوبنهايمر برئاسته للوصول إلى تصنيع القنبلة الذرية قبل ألمانيا، وتم تخصيص أكبر ميزانية لذلك. ورغم وطنية أوبنهايمر فإنه كان يشعر دائما بتشكك فى آثار ما يعمل على تطويره، وكثيرا ما ذهب إلى صديقه وأستاذه أينشتاين طالبا المشورة، فقال له إن عليه أن يواجه عواقب إنجازه. ويتزايد قلق الفيزيائى الأمريكى بعد عمل تجربة للقنبلة الذرية، ثُم يشعر بعدها بالأسى الشديد عندما يقرر الرئيس الأمريكى ترومان إلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتى هيروشيما ونجازاكى باليابان لتعصفا بحياة مئات الآلاف من البشر وتحولا حيوات الأحياء إلى جحيم.

وساعتها يُدرك الرجل أنه تم توظيفه وتوظيف عبقريته العلمية فى جريمة إنسانية بشعة، يحاول المرة تلو المرة التبرؤ منها، لكنه يتعرض لضغوط واتهامات تشكك بوطنيته وتربط بينه وبين الشيوعية.

ويبتكر الفيلم محاورات خيالية بين العالمين العبقريين إينشتاين وأوبنهايمر تثير فى نفوسنا تساؤلات آنية مكررة حول حدود استخدام العلم الحديث وسبل تقنين التطور التكنولوجى وتحجيمه وقصر استخدامه على الجوانب السلمية والحضارية.

ويأتى ذلك ونحن نشهد بالفعل جدلاً جارياً حول حدود التطور العلمى خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى، وطرح البعض لضرورة وضع ميثاق أخلاقى للذكاء الاصطناعى له تخوفاً من استخداماته ضد الإنسان.

إن كل ذلك يؤكد لنا أن التطور العلمى مهما بلغ من الرفعة فى حاجة لقيم أخلاقية محصنة لتوجيهه لخير البشرية، فما فائدة منجزات الحضارة إن لم تحد من تمدد الشرور فى العالم؟.

ولا شك أن مثل هذا الجدل، وهذه القضية تحديداً يستفز كثيراً من عقول الشباب فى مصر، والتى أسعد كلما لامست حماسها وسعيها لمواكبة العلم الحديث واللحاق بالعلوم التكنولوجية المتقدمة. وهذا أمر عظيم ومبشر خاصة فى ظل كثير من الإحباطات المحيطة.

وسلامٌ على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طوق نجاة

إقرأ أيضاً:

الغندور: محمد الشناوي يشعر أن هناك حملة ضده

كشف الإعلامي خالد الغندور، عن مفاجأة صادمة بشأن حارس مرمى الأهلي محمد الشناوي عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وكتب الغندور: “محمد الشناوي حارس مصر الأول يشعر أن هناك حملة ضده من احد الإعلاميين بسبب هدف البنزرتي و تكلم مع الكابتن يوسف في هذا الأمر”.

من الأحق بحراسة مرمى الأهلي شوبير أم الشناوي؟.. إكرامي يكشف

وقرر الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بالأهلي إجراء تعديل علي البرنامج التدريبي استعداداً لإنطلاق بطولة الدوري المقرر لها 8 اغسطس بمواجهة مودرن سبورت ، وسيواجه الفريق الأحمر نظيره بتروجيت مساء الأحد المقبل بديلا لسيراميكا الذي اعتذر لإستمراره معسكره في السويس.

وستكون مواجهة بتروجيت هي البروفة الأخيرة للفريق الأحمر قبل إنطلاق الدوري والتي سيطبق فيها التشكيل وخطة اللعب، وكان الفريق قد واجه إنبي مساء الثلاثاء والتي انتهت بهدفين نظيفين وشهدت غياب كريم فؤاد بسبب الإصابة بكدمة خفيفة وكذلك احمد نبيل كوكا والذي أقترب بشدة من الرحيل الي قاسم باشا بعد أن تم التوافق علي كافة التفاصيل المالية.
 

طباعة شارك محمد الشناوي الاهلي اداء محمد الشناوي الغندور

مقالات مشابهة

  • هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟.. يسري جبر: ليسوا في غفلة
  • رئيس الأركان يشهد فعاليات اليوم العلمي للكلية الفنية العسكرية.. فيديو وصور
  • هزة أرضية يشعر بها سكان إسطنبول
  • شردي: الإخوان لا يملكون الحق في الحديث باسم مصر أو العروبة
  • الغندور: محمد الشناوي يشعر أن هناك حملة ضده
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأمريكى تطوير العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين
  • عاد الحديث عنها بعد طوفان الأقصى.. ما حل الدولتين؟ وهل هو ممكن؟
  • برلماني: الحديث عن تثبيت العقود دعاية انتخابية وحكومة السوداني لاتملك هذه الصلاحية
  • رئيس الأركان يشهد إنطلاق فعاليات المؤتمر العلمى الدولى الخامس للإتصالات
  • الصيام المتقطع… بين العلم والتجربة