محللون: الضفة على صفيح ساخن وانتفاضة ثالثة وشيكة بسبب التصعيد الإسرائيلي
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
يرى محللون سياسيون أن الضفة الغربية باتت على صفيح ساخن بسبب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وتزايد الظاهرة المليشياوية بين المستوطنين المتطرفين، فيما رأى أحدهم أن انتفاضة ثالثة أصبحت وشيكة بسبب هذا التصعيد.
وكان المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، حذر من أن الضفة الغربية قد تتحول إلى "برميل بارود" نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي، محذرا من أن ذلك سيؤدي إلى عنف مميت ويؤجج التوترات.
ووافقه الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، حيث يرى أن الأوضاع في الضفة الغربية على وشك الانفجار وأنها تمر بحالة تنذر باندلاع انتفاضة ثالثة، لافتا بأنه ليس لدى الفلسطينيين خيار سوى النضال دفاعًا عن حقوقهم، خاصة مع توسع الاستيطان الذي تجاوز بناء 32 ألف وحدة جديدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أضاف البرغوثي أن المستوطنين المتطرفين يمارسون إرهابًا بدعم من الجيش الإسرائيلي، حيث استشهد 633 فلسطينيًا واعتُقل أكثر من 10 آلاف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر، مؤكدا أن إسرائيل تمارس تطهيرًا عرقيًا في الضفة الغربية والقدس.
ويرى البرغوثي أن إسرائيل دمرت أي أفق سياسي، مما دفع الفلسطينيين إلى المقاومة بأشكال مختلفة، بعد أن أُغلقت أمامهم كل السبل السياسية، مضيفا أن ما يزعج إسرائيل هو الصمود البطولي للفلسطينيين وإصرارهم على التمسك بأرضهم، على الرغم من الضغوط الإسرائيلية.
وأوضح أن الفاشية الصاعدة في إسرائيل تسبب عزلة سياسية، وأن اتفاق أوسلو لم يعد قائمًا، حيث فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها الأمنية على مناطق "أ". كما فقدت سيطرتها المدنية على المنطقة "ب".
3 مشكلات لإسرائيلوأوضح البرغوثي أن "الإرهاب اليهودي" يسبب 3 مشكلات كبرى لإسرائيل، أولاها صعود الفاشية والثانية تشجيع حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، والثالثة تلاشي وهم الدولة الديمقراطية صاحبة الجيش الأخلاقي، وهو ما يؤدي في النهاية لفشل المشروع الصهيوني.
بدوره، قال الدكتور مهند مصطفى، الخبير بالشأن الإسرائيلي، إن تأثير تحذيرات جهاز الشاباك على الحكومة الحالية أصبحت محدودة مقارنة بالسابق، مرجعا ذلك إلى أن من يتصدر الحكومة الآن هم المستوطنون أنفسهم، والذين دخلوا الحكومة لتحقيق مشروع الاستيطان في الضفة الغربية وضمها لإسرائيل.
وأضاف مصطفى أن جوهر المشروع السياسي للحكومة الحالية يتمثل في الاستيطان، والدليل على ذلك هو أن هذه المليشيات أصبحت منظمة ومسلحة، تهاجم الفلسطينيين وتسيطر على أراضيهم. وأكد أن حتى جهاز الشاباك، رغم مسؤوليته عن الأمن، لا يقوم بواجباته في ملاحقة الإرهابيين اليهود.
وأشار مصطفى إلى أن المليشيات تحظى بدعم سياسي وقضائي، حيث تُظهر الإحصاءات أن 3% فقط من لوائح الاتهام الموجهة ضد المستوطنين تصل إلى مستوى الإدانة، مما يعكس دعمًا قضائيًا لهذه المليشيات.
وأضاف أن هذه الظاهرة تهدد أمن إسرائيل من الداخل وتهدد تركيبة المجتمع والدولة، حيث إنها تناقض ما أقام عليه بن غوريون دولة إسرائيل بعد أن حل المليشيات، والتي بدأت تعود الآن مرة أخرى وتتحول إلى كيانات منفلتة لا يمكن التحكم بها.
اتساع دائرة المقاطعةولفت مصطفى إلى أن تصاعد التيارات المناهضة لإسرائيل في الغرب واتساع دائرة المقاطعة الاقتصادية يقلقان إسرائيل، التي تبذل الكثير من الموارد لمواجهتها.
فيما يرى الدكتور بنجامين فريدمان، أستاذ الأمن الدولي بجامعة جورج واشنطن، أن سلبية الإدارة الأميركية تجاه الحكومة الإسرائيلية متكررة، مشيرًا إلى أن إدارة جو بايدن فرضت عقوبات على بعض المستوطنين لكنها لم تُرِد فرض أي عقوبات على الحكومة نفسها.
وأضاف فريدمان أنه من غير المرجح أن تُحْدِث الحكومة الأميركية الحالية أي تأثير كبير على سياسات إسرائيل في الضفة، مشيرًا إلى أنه قد يتعين انتظار حكومة إسرائيلية جديدة لتحقيق أي تقدم.
وأشار فريدمان إلى أن هناك قلقًا داخل الحكومة الأميركية بشأن دعم الحكومة الإسرائيلية للمليشيات، لكن لا توجد رغبة في اتخاذ خطوات جادة لتغيير الوضع.
وحول إمكانية فرض المقاطعة والعقوبات على إسرائيل، قال فريدمان إنه يعتقد أن الجرائم التي تُرتكب في الضفة وغزة قد تؤدي في النهاية إلى وقف الدعم الأميركي، لكن ذلك قد يستغرق وقتًا طويلا وربما لا يحدث في هذا العام ولا العام المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الضفة الغربیة فی الضفة الضفة ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية
شنت القوات الإسرائيلية فجر الأربعاء حملة اعتقالات واسعة في محافظات الضفة الغربية واعتقلت 15 فلسطينيًّا في الخليل وجنين وقلقيلية وطولكرم وبيت لحم، ووسّعت انتشارها الميداني عبر مداهمات مكثفة لمنازل المواطنين.
وسجّلت محافظة الخليل أكبر عدد من المعتقلين بعد اعتقال 7 مواطنين من بلدة بيت أمر، وداهمت القوات منازلهم وفتشتها وعبثت بمحتوياتها خلال أجواء باردة وماطرة، واقتادتهم إلى معسكر داخل مستعمرة كرمي تسور المقامة شمال الخليل. وذكر الناشط الإعلامي محمد عوض أنّ القوات اعتقلت محمد يوسف قوقاس اخليل ونجله أمير، ورضوان شفيق قوقاس اخليل ونجله مالك، ووليد محمد رضوان قوقاس ونجله محمد، بالإضافة إلى حكم أيمن فايق قوقاس.
وفجّرت القوات الباب الرئيسي لمنزل المواطن محمود يوسف قوقاس الذي لم يكن متواجدًا في منزله أثناء الاقتحام، واستولت على كميات من المصاغ الذهبي، ووسّعت عمليات التفتيش في بلدة يطا جنوب الخليل واعتدت على عدد من الأهالي، ونصبت حواجز عسكرية وأغلقت طرقًا رئيسية وفرعية في المحافظة.
واعتقلت القوات الإسرائيلية في محافظة جنين مواطنين من بلدتي عرابة وبير الباشا، وهما الأسير المحرر محمد العارضة من عرابة، والأسير المحرر محمد غوادرة من بير الباشا، بعد اقتحام منازلهما ومداهمة منازل ومحال تجارية أخرى في المنطقتين.
واقتحمت القوات مدينة قلقيلية واعتقلت عبادة داود وهشام حمدان بعد انتشارها في حيي شريم وآل داود، وجابت آلياتها بلدات حبلة وكفر ثلث وعزون وأماتين قبل انسحابها دون تسجيل اعتقالات إضافية.
واعتقلت القوات الإسرائيلية في محافظة طولكرم الأسير المحرر قسام رياض محمد بدير البالغ 36 عامًا بعد اقتحام منزله في ضاحية ارتاح جنوب المدينة، كما اعتقلت خليل عماد خليل العمور البالغ 30 عامًا من بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم بعد تفتيش منزله.
وتواصل القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات ميدانية يومية في الضفة الغربية تشمل مداهمات واعتقالات واقتحامات لمختلف المحافظات الفلسطينية مع توسيع الإجراءات العسكرية على مداخل المدن والبلدات.
يشهد الضفة الغربية تصاعدًا في الاقتحامات والاعتقالات منذ أعوام، وازدادت وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة مع تشديد الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، ما أدى إلى ارتفاع أعداد المعتقلين وتوسّع رقعة العمليات العسكرية داخل المدن والبلدات الفلسطينية.