الوطن:
2025-07-31@21:18:31 GMT

 د. دعاء الهلاوي تكتب: الابتكار كمؤشر للحوكمة

تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT

 د. دعاء الهلاوي تكتب: الابتكار كمؤشر للحوكمة

«الابتكار يميز بين القائد والتابع» - ستيف جوبز

الابتكار يُعتبر مؤشراً مهماً من مؤشرات الحوكمة. إذا كانت البيئة تشجع على الابتكار وتدعم التطوير والإبداع فإن ذلك يعكس نوعاً من الحوكمة الصالحة.

وتتضح علاقة الابتكار بمؤشرات الحوكمة الجيدة من خلال تشجيع الشفافية والمساءلة مما يحفز على الابتكار والإبداع، لأن الأفراد يشعرون بالثقة فى أن أفكارهم ستحظى بالتقدير والدعم ولا سيما استقرار السياسات، فالحكومات التى تتمتع بالاستقرار والتوجهات والاستراتيجيات الواضحة تسهل بيئة مناسبة تدعم حقوق الملكية الفكرية، فوجود نظام قوى لحماية حقوق الملكية الفكرية يجعل المبتكرين يشعرون بالأمان بشأن حقوقهم وعملهم، وسن التشريعات واللوائح التى تحمى البيئة الريادية يعكس مستوى جيداً من الحوكمة

والابتكار يحقق تقدماً اقتصادياً يمكنه أن يلعب دوراً حاسماً فى تحسين مستوى العيش للأفراد والمجتمع وخلق فرص عمل جديدة، من خلال نمو الصناعات الجديدة واستثمار التكنولوجيا الحديثة، فيساهم فى تخفيض معدلات البطالة وتعزيز دخل الفرد مما يزيد فى الإنتاج، لأنه بواسطة الابتكار يمكن تحسين عمليات الإنتاج وتقليل التكاليف فتزيد قدرة الشركات على تحقيق أرباح وتوسيع نطاق العمل، فيؤثر ذلك فى تحسين جودة المنتجات والخدمات المقدمة للعملاء.

يؤدى ذلك بالتبعية إلى تعزيز التنافسية، فالشركات التى تبتكر وتتبنى التكنولوجيا والأفكار الجديدة تكون أكثر تنافسية وقادرة على تلبية احتياجات السوق، مما يسهم فى نمو الاقتصاد، ولكن آلية تحقيق ذلك تكون من خلال اقتحام سوق جديدة وتطوير منتجات أو خدمات جديدة تلبى احتياجات السوق وأيضاً إنشاء شركات ناشئة، فالابتكار يمكن أن يدفع رواد الأعمال لإنشاء شركات ناشئة جديدة، وهذه الشركات غالباً ما تكون مصدراً رئيسياً لخلق فرص عمل جديدة، وهناك العديد من الشركات الناجحة التى استثمرت فى الابتكار وكان لها تأثير إيجابى على الاقتصاد مثل:

1- آبل (Apple): شركة آبل قامت بالاستثمار الكبير فى الابتكار، خصوصاً فى مجال التكنولوجيا والإلكترونيات الاستهلاكية.

2- جوجل (Google): شركة جوجل هى رائدة فى مجال التكنولوجيا وتقديم الخدمات الرقمية.

3- تسلا (Tesla): شركة تسلا متخصصة فى تصنيع وتطوير السيارات الكهربائية وتكنولوجيا البطاريات. بفضل ابتكاراتها فى مجال السيارات الكهربائية، ساهمت «تسلا» فى تغيير صناعة السيارات وتعزيز استخدام الطاقة المستدامة.

هذه الشركات هى أمثلة على كيف أن استثمار الابتكار يمكن أن يؤدى إلى نجاح تجارى كبير وتأثير إيجابى على الاقتصاد ولكن هناك العديد من التحديات التى تواجه عملية الابتكار فى الاقتصاد:

1- نقص التمويل: غالباً ما تكون عمليات الابتكار تحتاج إلى استثمارات كبيرة. من أجل التغلب على هذه التحديات، ويمكن البحث عن مصادر تمويل بديلة مثل القروض البنكية أو رأس المال الاستثمارى.

2- البيروقراطية: قد تواجه الشركات صعوبات بسبب الإجراءات البيروقراطية والقوانين المعقدة.

3- نقص الموارد البشرية الماهرة: قد تكون الشركات بحاجة إلى موظفين متخصصين وذوى خبرة لتنفيذ عمليات الابتكار.

4- المنافسة الشديدة: قد يكون من الصعب التفوق وتميز الابتكار بين الشركات فى سوق منافسة.

بشكل عام، الابتكار له تأثير إيجابى كبير على النمو الاقتصادى المستدام والتنمية الاجتماعية. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الابتكار التطوير التكنولوجيا الإبداع

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: ما وراء البريق الخادع للشهرة السريعة

في زمنٍ أصبحت فيه الشهرة تُقاس بعدد المشاهدات، وتصنعها الخوارزميات لا الجدارة، لم يعد مستغربًا أن نرى بثًا مباشرًا يتجاوز دخله مئات الآلاف من الجنيهات خلال دقائق، دون أن يحمل أي مضمون حقيقي أو قيمة معرفية.

تنتشر مشاهد لفتيات وشباب يحتفلون بما يُسمى "النجاح الرقمي"، وهم يتلقون سيلًا من الهدايا الافتراضية: ورود، نجمات، وأيقونات رقمية تبلغ قيمة بعضها عشرات الآلاف من العملات داخل التطبيق. عند هذا الحد، تبدأ الأسئلة:
من أين تأتي هذه الأموال؟ ولماذا تُمنح بهذا السخاء لمحتوى سطحي؟

خلف الستار: صناعة الترند

ما يبدو للمتابعين كنجاح عفوي، تقف خلفه منظومة منظمة تديرها ما يُعرف بـ"الوكالات الرقمية"، وهي جهات تمثل بعض صانعي المحتوى وتتحكم في ظهورهم، ومسارهم، وحجم أرباحهم.

تقوم هذه الوكالات باختيار أشخاص بعينهم ممن يمكن دفعهم إلى مقدمة المشهد، بغض النظر عن نوعية المحتوى الذي يقدمونه، وتعقد معهم اتفاقات يُقتطَع بموجبها جزء كبير من العوائد، مقابل الترويج والدعم المستمر.

غير أن الخطر الحقيقي لا يكمُن فقط في الترويج للسطحية، بل في توظيف هذه المنصات كوسيلة حديثة لعمليات غسيل الأموال، وهي ظاهرة باتت تثير قلق المهتمين بالشأن الاقتصادي والأمني.

كيف تتم العملية؟

يبدأ السيناريو من طرفٍ يمتلك أموالًا نقدية يصعب إدخالها إلى النظام المصرفي نتيجة غياب مصدر قانوني واضح. يبحث هذا الطرف عن قناة تُخرج أمواله في صورة شرعية، فيلجأ إلى بعض الوكالات الرقمية التي تتولى تحويل هذه المبالغ إلى "دعم" ظاهر على المنصة.

يُقدَّم الدعم لصناع محتوى مختارين مسبقًا على هيئة هدايا رقمية، تُحتسب كأرباح رسمية تصل إلى حساباتهم المصرفية. ثم تُعاد غالبية هذه الأموال إلى المصدر الأصلي، بعد اقتطاع نسبة بسيطة منها كأرباح شكلية لصانع المحتوى، بينما تدخل الأموال إلى النظام المالي وقد تم "غسلها" رقميًا.

الخوارزميات وتفكيك الوعي الجمعي

لا يمكن فصل ما يحدث على منصات التواصل عن السياق الأوسع الذي يُعيد تشكيل وعي الشعوب وفق مخططات دقيقة وممنهجة. فالخوارزميات التي ترفع بعض الشخصيات السطحية إلى صدارة المشهد، لا تفعل ذلك اعتباطًا، بل تعمل وفق معايير تستهدف إعادة توجيه الذوق العام، وتشويه منظومة القيم، وإضعاف البناء الثقافي للأمة.

هذه الاستراتيجية تتقاطع — بشكل أو بآخر — مع ما ورد في ما يُعرف بـ"بروتوكولات حكماء صهيون"، تلك الوثائق المثيرة للجدل التي، وإن اختلف البعض حول مصدرها، فإنها تُظهر بوضوح نوايا استهداف الشعوب من خلال إغراقها في اللهو، وتشتيت وعيها، وتفريغ مفاهيم القدوة والمعرفة والعمل من معناها الحقيقي.

إن صناعة نجوم من فراغ، والترويج لمحتوى فارغ من المعنى، وتمرير الأموال عبر قنوات تبدو ترفيهية، ليست مجرد عوارض رقمية، بل جزء من منظومة أوسع تسعى — ربما بوعي أو دون وعي — إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط ثقافيًا واجتماعيًا، بما يخدم مصالح القوى التي ترى في وعي الشعوب خطرًا على مشاريعها التوسعية.

أثر اجتماعي مدمِّر

تكمن الخطورة في الأثر الاجتماعي والنفسي الذي تخلّفه هذه المشاهد.
فالشباب الذين يجتهدون في دراستهم أو يعملون بكدّ لا يمكنهم إلا أن يشعروا بالخذلان حين يرون من يُحَقق مكاسب طائلة دون جهد معرفي أو إبداع حقيقي.
ويُعاد تشكيل الوعي العام ليُصدِّق أن "الظهور السهل" طريق للنجاح، وأن الجهد لم يعد شرطًا لنيل التقدير.

الثمن الحقيقي

المال الذي يُكتسب عبر طرق غير مشروعة، ولو بدا لامعًا في ظاهره، فإنه يحمل في طياته ثمنًا باهظًا:
ثمنًا أخلاقيًا، وربما قانونيًا، ناهيك عن التآكل الداخلي الذي يصيب صاحبه.
فمن يُستخدم أداةً في منظومة كهذه سرعان ما يُستغنى عنه، وقد يدفع وحده ثمن التورط.

بوصلة الوعي
في عالم يزداد ضجيجه يوماً بعد يوم، ينبغي علينا أن نُعيد الاعتبار للمعنى، لا للرقم.
أن نُعلّم أبناءنا أن الرزق لا يُقاس بالسرعة، بل بالنزاهة،
وأن المال حين يُكتسب من باطل، فلا بركة فيه ولا استقرار.

الطريقان لا ثالث لهما:
طريق الحلال، وإن طال، يمنح صاحبه الطمأنينة وكرامة النفس.
وطريق الحرام، وإن سهل، يُفضي إلى التيه والندم.

فلنختر الطريق الذي يُشبهنا، لا ذاك الذي يُغري بريقه ويُخفي خيبته.

طباعة شارك النجاح الرقمي صناعة الترند الوكالات الرقمية الوعي الجمعي

مقالات مشابهة

  • استمرار استهداف الشركات المخالفة.. البنك المركزي يوقف 6 منشآت وشركات صرافة جديدة
  • رئيس جامعة القاهرة: الابتكار بصمة شخصية ونستهدف ربط الجامعة بالصناعة والاستثمار
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: ما وراء البريق الخادع للشهرة السريعة
  • هند عصام تكتب.. الملك أمنمحات الثالث
  • التكامل بين الشركات الناشئة والكبيرة.. شراكة استراتيجية للنهوض بقطاع التجارة والتجزئة
  • سفارة الصين بالقاهرة: خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي
  • لجنة من وزارة الشباب والرياضة تتابع تنفيذ البرنامج السنوي للحوكمة بمديرية الجيزة
  • لماذا تسيطر الشركات الأجنبية على قطاع الهايبر ماركت؟
  • صيف الشارقة الرياضي يكرّم أبطال «الابتكار والذكاء الاصطناعي»
  • انطلاق فعاليات برنامج "صُنّاع" بجامعة جدة لتعزيز الابتكار الطلابي