الجزيرة:
2025-12-14@19:36:31 GMT

كيف تعززت شعبية نتنياهو رغم استمرار الحرب على غزة؟

تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT

كيف تعززت شعبية نتنياهو رغم استمرار الحرب على غزة؟

القدس المحتلة- عاد الاستقطاب ليهمين على المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي، في ظل استمرار الحرب على غزة؛ إذ تقلصت الفوارق بين شعبية أحزاب حكومة الائتلاف برئاسة بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، ومعسكر المعارضة بقيادة يائير لبيد رئيس حزب "هناك مستقبل".

وتظهر استطلاعات الرأي أن نتنياهو عزز شعبيته في أوساط الإسرائيليين ليكون الأنسب لمنصب رئيس الوزراء، كما أن حزب الليكود الحاكم وللأسبوع الثالث على التوالي تصدّر قائمة الأحزاب السياسية بالكنيست، بعد تراجع شعبيته على نحو كبير منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأظهر الاستطلاع الأسبوعي الذي نشرته صحيفة "معاريف" الجمعة، تمكّن ائتلاف حكومة نتنياهو من الحصول على 58 مقعدا، ليقلص الفارق مع الأحزاب اليهودية المعارضة التي ستحصل على 52 مقعدا، بينما ستتمثل الأحزاب العربية في 10 مقاعد بالكنيست، لو أجريت الانتخابات اليوم.

وبحسب الاستطلاع، فإن نتنياهو عاد ليعزز شعبيته في أوساط المجتمع الإسرائيلي، حيث قال 41% من الإسرائيليين ممن شملهم الاستطلاع أنهم يرون فيه الشخص الأنسب لرئاسة الوزراء، مقابل 40% لصالح رئيس "المعسكر الوطني" بيني غانتس، الذي انسحب من حكومة الحرب بسبب عدم إبرام صفقة تبادل تفضي إلى إعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

انقسام مؤجل

وفي العودة إلى السجال بين الائتلاف والمعارضة بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، أظهر استطلاع الرأي أن 56% من المشاركين يؤيدون صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، وعبّر 27% عن معارضتهم لمثل هذا الاتفاق، بينما قال 17% إنه لا يوجد لهم موقف.

وعكست نتائج الاستطلاع نهج المراوغة الذي يعتمده نتنياهو بكل ما يتعلق بالصفقة وإعادة المحتجزين، وسعيه لإفشال المفاوضات، إذ أظهر الاستطلاع أن 51% من ناخبي أحزاب الائتلاف يعارضون إنجاز صفقة التبادل، ما يعني أن نهج نتنياهو يحظى بدعم معسكر اليمين الحاكم، بالمقابل فإن 83% من ناخبي أحزاب المعارضة يؤيدون الصفقة وإعادة المحتجزين.

وأمام هذه النتائج والمؤشرات، رأى محللون أن الاستقطاب السياسي هو وجه آخر لحالة الانقسام في المجتمع الإسرائيلي التي كانت سائدة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وغيّبت مع بدء الحرب التي حظيت بإجماع الإسرائيليين، لكن تباينت مواقفهم بكل ما يتعلق بشأن سلم أولويات الحرب وصفقة التبادل وإعادة المحتجزين.

نتنياهو خلال زيارة لجنود الاحتلال في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة (مواقع التواصل) لا بديل عن نتنياهو

واستعرض الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أسباب صعود شعبية نتنياهو وعودة ارتفاع مقاعد حزب الليكود في استطلاعات الرأي مؤخرا، رغم إخفاق الحكومة الحالية في الأداء وعدم تحقيقها أهداف الحرب.

وعزا شلحت في حديثه للجزيرة نت، ذلك إلى غياب دور المعارضة التي لا تقدم أي بديل للرأي العام الإسرائيلي، وكذلك غياب خطاب سياسي حقيقي لما تطرحه حكومة نتنياهو والليكود، إضافة إلى دعم الإدارة الأميركية المطلق للحرب على غزة.

ولفت إلى أن العديد من مركّبات المعارضة كانت شريكة في حكومة الحرب، ولم تقدم أي شيء للمجتمع الإسرائيلي، وكل ما تطرحه هو إعادة المحتجزين، ووقف إطلاق النار ولو بشكل مؤقت، وإسقاط حكومة نتنياهو.

وأشار شلحت إلى أن الغالبية العظمى في معسكر المعارضة تؤيد وتدعم الحرب على غزة، لكنها تختلف مع حكومة نتنياهو على سلم الأولويات، وكذلك تتقاطع معها بشأن أهداف الحرب وعدم تحقيقها، خصوصا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تطرح أي بديل يمكن فرضه على المستوى السياسي.

وحيال هذه التحولات بالمشهد السياسي الإسرائيلي، وتوظيف نتنياهو الحرب على غزة كرافعة لإعادة شعبيته بصفوف الإسرائيليين، يقول الباحث إن "الرأي العام الإسرائيلي بات مقتنعا أن سياسة نتنياهو، حتى وإن كان يواصل الحرب لدوافع سياسية وأسباب شخصية، هي السياسة الأصوب، خصوصا أنه لا يوجد بالمشهد الحزبي الإسرائيلي أي بديل".

ورغم العزلة الدولية، والضغوطات على حكومة نتنياهو، وتصاعد التوتر الأمني على مختلف الجبهات، إلا أن حكومة نتنياهو "تحظى بدعم من أميركا التي لم تترد برصد المساعدات المالية وتوريد شحنات الأسلحة، إذ تعززت القناعات لدى الإسرائيليين أن أميركا داعمة للحرب، رغم ما يرشح من خلافات عبر وسائل الإعلام" وفق ما يرى الباحث.

وأشار شلحت إلى أن حكومة نتنياهو رغم الانتقادات والتحفظات على بعض سياساتها من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، والخلافات بالعلن بين تل أبيب وواشنطن، بيد أن رئيس الوزراء يظهر للرأي العام الإسرائيلي أنه مستعد للصدام مع الرئيس الأميركي ويتحدى سياسات البيت الأبيض، الذي لم ينزع الثقة عن نتنياهو وحكومته المتطرفة.

نقطة الخلاف

الطرح ذاته تبناه المحلل السياسي عكيفا إلدار، الذي يعتقد أن أكبر إنجاز لحكومة نتنياهو هو حصولها على الدعم المطلق للحرب على غزة، حيث تمثل ذلك بالدعم العسكري والمساعدات المالية، في حين بدت الخلافات ثانوية بشأن إعادة المحتجزين ووقف مؤقت لإطلاق النار، وهو ما يبحث عنه بايدن كإنجاز لإدارته خلال الانتخابات الرئاسية.

وأوضح إلدار للجزيرة نت، أن المشهد السياسي الإسرائيلي وإن بات منقسما بين معسكرات اليمين والوسط واليسار، بيد أن مختلف الأحزاب اليهودية تجمع فيما بينها على الحرب، لكنها تختلف على الأولويات.

وأشار إلى أن المعارضة الإسرائيلية التي دعمت وبشكل واضح الإجماع الإسرائيلي على الحرب تحت ذريعة "الحرب الوجودية على البيت" عقب معركة "طوفان الأقصى"، لم تطرح أي مشروع سياسي بديل لما يروج له نتنياهو، خاصة بكل ما يتعلق في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقدر إلدار أن غالبية المجتمع الإسرائيلي يؤيدون الحرب بعد أكثر من 10 أشهر على اندلاعها، وإن طفت خلافات على السطح بشأن أولوياتها أو حتى كيفية إدارتها، ورغم النقاشات بشأن الفشل والإخفاقات.

ولفت المحلل السياسي إلى أن الخلافات بين الإسرائيليين والتي تعبر عنها المعسكرات السياسية والأحزاب، ليست بشأن "معركة الدفاع عن البيت"، كما يسميها نتنياهو، بل إن محورها الأساس هو صفقة تبادل المحتجزين لدى حركة حماس في غزة.

ويعتقد المحلل السياسي أنه في ظل غياب أي خطاب سياسي إسرائيلي لأي تسوية مع الفلسطينيين، حتى وإن كانت مرحلية، سيبقى "الخطاب المراوغ" لنتنياهو هو سيد الموقف، ويحظى بدعم من الرأي العام الإسرائيلي. ويرى أنه "في حال أبرمت صفقة تبادل فإن ذلك سيعزز قوة الليكود وشعبية نتنياهو، الذي سيتربع على العرش بلا منازع".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العام الإسرائیلی حکومة نتنیاهو الحرب على غزة صفقة تبادل إلى أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة: حكومة نتنياهو تُوزع الاتهامات عن هجوم سيدني وتستثني نفسها

قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، مساء اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025، إنه في الوقت الذي ترفض فيه دول العالم، بما فيها العربية والمسلمة، الهجوم على احتفال بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكا) في مدينة سيدني الأسترالية، تصرّ الحكومة الإسرائيلية على استغلال الحادث المأساوي سياسياً.

والمتابع للساحة الإسرائيلية، يفهم أن غرض حكومة بنيامين نتنياهو الأول من ذلك هو صدّ الاتهامات لها بأنها تتحمل قسطاً وافراً من المسؤولية عن الكراهية للإسرائيليين واليهود في العالم، جرّاء ما ارتكبته من جرائم في غزة .

ومنذ اللحظات الأولى للهجوم، خرج جميع المسؤولين الإسرائيليين بتصريحات توزع الاتهامات لحكومة أستراليا بإهمال أمني كبير أتاح تنفيذ هذه العملية الإرهابية، والتشديد على أنهم قالوا إنهم كانوا قد حذّروا أستراليا من الارتفاع الهائل في عدد الاعتداءات على يهود ومؤسسات يهودية في البلاد.

وأعلن الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، أنه يُحمّل الحكومة الأسترالية مسؤولية ما وصفه بـ«التقاعس في مواجهة معاداة السامية»، مؤكداً أن التحريض المستمر وترك الساحات العامة دون ردع أدى إلى هذا الهجوم.

كما دعا المجتمع الدولي إلى التعامل مع الاعتداء بوصفه هجوماً إرهابياً يستهدف اليهود أينما وجدوا.

وكذلك جاء تعليق نتنياهو متناغماً، فقال إن هذا الهجوم نتيجة تساهل الحكومة الأسترالية مع «العداء للسامية».

أما وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، فقال إن الهجوم نتيجة مباشرة لاعتراف حكومة أستراليا بالدولة الفلسطينية، في حين رأى وزير الخارجية، جدعون ساعر، أن الهجوم «كان متوقعاً، في ظل سنتين من المظاهرات والشعارات المعادية لليهود في شوارع سيدني»، مشدداً على أن «التساهل مع دعوات (عولمة الانتفاضة) يفضي في النهاية إلى العنف المسلح.

وطالب ساعر الحكومة الأسترالية باتخاذ خطوات فورية وحازمة.

كما زعمت مصادر أمنية في تل أبيب، أن هناك «بصمات إيرانية لهذا الهجوم، لكن الخارجية الإيرانية نددت بالهجوم ووصفته بأنه (إرهابي)».

ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله: «نُدين الهجوم العنيف في سيدني بأستراليا، ويجب رفض وإدانة الإرهاب وقتل البشر أينما ارتُكب».

وبدا واضحاً أن الحكومة الإسرائيلية تُحاول تفادي اتهامها بالمسؤولية عن انتشار مظاهر الكراهية والحقد ضد الإسرائيليين واليهود في العالم بسبب الحرب على غزة، وما ترافق معها من جرائم قتل وإبادة جماعية للفلسطينيين في القطاع خلال سنتين بلا توقف، ما تسبب في قتل أكثر من 70 ألفاً بينهم 25 ألف طفل، فضلاً عن المجاعة والتدمير الشامل.

وتُقدر الإحصائيات الإسرائيلية الرسمية بأن هناك 138 ألف يهودي في أستراليا.

وظلّت أستراليا ساحة هادئة وخالية تقريباً من أي اعتداءات على اليهود والمؤسسات اليهودية طيلة 19 عاماً (من 1995 وحتى 2014)، لكنها بدأت تشهد اعتداءات متنامية منذ الحرب على غزة في 2014.

وحسب الإحصائيات الإسرائيلية نفسها، فإن معدل الاعتداءات ضد اليهود في أستراليا تضاعف 5 مرات منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة ردّاً على «هجوم حماس » في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ففي سنة 2024، نفذت 1654 اعتداءً على مؤسسات وبيوت وأشخاص يهود. وارتفع هذا العدد إلى 2024 اعتداءً في سنة 2025.

وبسبب هذه الاعتداءات، ارتفع عدد اليهود الذين هاجروا من أستراليا إلى إسرائيل بنسبة 47 في المائة، إذ هاجر 125 في سنة 2023، وارتفع عدد المهاجرين إلى 200 في سنة 2024 وأكثر من 200 حتى شهر سبتمبر (أيلول) 2025.

وتسببت تلك المؤشرات، حتى قبل توثيقها، في دفع كثير من دعاة التعقل والسلام في إسرائيل إلى التحذير من تداعيات الصور التي انتشرت في العالم عن بشاعة ووحشية الممارسات الإسرائيلية في غزة.

وفي تقدير هؤلاء، تسببت جرائم القتل والتجويع وقطع الماء والكهرباء وتدمير المستشفيات وإحراق الخيام وأهلها الفلسطينيين الأحياء وغرق الخيام في الأمطار وموت الأطفال من البرد، في ارتفاع مذهل في الكراهية لإسرائيل وحتى لليهود في العالم.

ورغم التشديدات الأمنية المتزايدة حول العالم لمنع جرائم معاداة اليهود، فإن التقديرات تشير إلى أن «الحل يكمن في تبني سياسة سلمية للصراع، لوضع حد لهذه الكراهية، وإحداث تحول إيجابي في حياة شعوب الشرق الأوسط».

ومع ذلك، تواصل الحكومة الإسرائيلية سياستها الحربية العدوانية والتهرّب من الالتزام بالسلام، محاولةً التملص من مسؤوليتها عن معاداة اليهود، من خلال نشر دعاية تصوّرها على أنها مجرد «عداء للسامية».

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية 3 شهداء في غارات للاحتلال الاسرائيلي على الجنوب اللبناني توغل إسرائيلي في القنيطرة وإقامة حاجز جديد محدث بالفيديو والصور: 12 قتيلا في إطلاق نار خلال فعالية يهودية بمدينة سيدني الأكثر قراءة الاتحاد المصرى للدارتس يعلن عن بطولات شرم الشيخ 2025  التربية: تأجيل جلسة امتحان اللغة العربية لطلبة غزة إسرائيل تزعم الكشف عن شبكة صرافة سريّة تديرها حماس في تركيا قمة أميركية إسرائيلية قطرية رفيعة لبحث مستقبل اتفاق غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يدرس تعيين رئيس المحكمة العليا لتمثيل المعارضة في تحقيقات أحداث 7 أكتوبر
  • صحيفة: حكومة نتنياهو تُوزع الاتهامات عن هجوم سيدني وتستثني نفسها
  • زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي: حكومة نتنياهو أخفقت في حماية المجتمع اليهودي
  • آلاف المستوطنين يتظاهرون للمطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو
  • غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • المفوضية الأوروبية: دعم أوكرانيا يتواصل ورسالة حازمة لروسيا بشأن كلفة الحرب
  • أمانة العاصمة تشهد وقفات شعبية حاشدة تحت شعار “جهوزية واستعداد.. والتعبئة مستمرة”
  • حكومة نتنياهو تصدّق على إقامة وشرعنة 19 مستوطنة بالضفة الغربية
  • معهد فلسطين: حكومة الاحتلال تدرك أن عمرها السياسي قصير