جريمة أم حادث؟ شكوك تحيط بغرق يخت صقلية “الفاخر” وإيطاليا تحقق
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
**”يعمل مكتب المدعي العام الإيطالي على التحقيق في أسباب غرق اليخت الفاخر “بايزيان”، المملوك لقطب التكنولوجيا البريطاني مايك لينش، والذي أصابته الكارثة قبالة سواحل البلاد، مثيراً موجة من التساؤلات.
وسيتحدث المحققون مع مصمميه، وفق “دايلي ميل”، للكشف عن السبب المحتمل لهذا الغرق غير المتوقع لليخت البالغ قيمته 30 مليون جنيه إسترليني، خاصة وأنه واجه عواصف من قبل دون أن يتضرر.
كان على متن القارب الفاخر 22 شخصاً، بينهم 12 ضيفاً و10 من أفراد الطاقم، عندما اجتاحته العاصفة وغرق سريعاً. وتمكن 15 منهم من الفرار، فيما ظل لينش وابنته هانا، ورئيس مورجان ستانلي الدولي جوناثان بلومر وزوجته جودي، ومحامي كليفورد تشانس كريس مورفيلو وزوجته نيدا، في عداد المفقودين. وعُثر على جثة رئيس الطهاة ريكالدو توماس على متن القارب بعد وقت قصير من وقوع الحادث.
والغريب أن يخت بايزيان غرق، بينما تمكنت القوارب الأخرى القريبة من البقاء طافية أثناء العاصفة الغريبة.
وسيركز جزء من هذا التحقيق على عارضة السفينة، التي كانت مرتفعة جزئياً وقت العاصفة، وفق “دايلي ميل”.وسيركز جزء من هذا التحقيق على عارضة السفينة، التي كانت مرتفعة جزئياً وقت العاصفة، وفقاً لما ذكرته “دايلي ميل”. ولم يتم إنزال العارضة بالكامل على الرغم من سوء الأحوال الجوية التي تم التنبؤ بها قبل ساعات.
يأتي ذلك في الوقت الذي اكتُشف فيه مقطع فيديو من عام 2019 تم تصويره في أوكلاند بنيوزيلندا، يظهر ما يجب أن يحدث عندما تنقلب سفينة مثل البايزيان في طقس عاصف.
وفي وقت سابق، كشف روبرت هاردمان من صحيفة ذا ميل عن لقطات من كاميرات المراقبة تُظهر إعصاراً يدفع يختاً كبيراً، بنفس نمط الصاري للبايزيان، على جانبه. ولكن بدلاً من الانقلاب، يعود الصاري بسرعة إلى وضعه المستقيم.”
ريبةوقال الخبراء للصحيفة إنه من المعتاد ألا يتم إنزال العارضة بالكامل أثناء وجود السفينة في المرسى، ولكن مع توقع العواصف وترك المنافذ مفتوحة، يثار التساؤل حول سبب وقوع المأساة.
ومع تزايد الريبة حول كيف يمكن لسفينة قوية كهذه، التي أبحرت سابقاً في القارة القطبية الجنوبية، أن تغرق، تحدث جيوفاني كوستانتينو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إيطاليان سي”، عن المأساة قائلاً: “تم بناء السفينة وفقاً لمعايير عالية جداً ولم تكن لتغرق إذا اتبع الطاقم الإجراءات المناسبة”.
وأضاف: “تنبأت الأرصاد بعاصفة في وقت سابق، ولم تخرج قوارب الصيد، ومع ذلك لم يتم إغلاق فتحات القارب. غرق اليخت لأنه غمرته كمية هائلة من الماء من خلال تلك الفتحات المفتوحة. كان من الممكن أن تظل السفينة طافية في أي طقس، حتى لو كانت تتأرجح من اليسار إلى اليمين في رياح عاصفة، لكنها لم تكن لتظل طافية مع فتحات القارب المفتوحة”.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
زيارات إماراتية غامضة إلى مالي والنيجر تثير شكوك الجزائر
أجرى وفد إماراتي رفيع بقيادة وزير الدولة في وزارة الخارجية، شخبوط بن نهيان آل نهيان، جولة مكوكية إلى دول الساحل، شملت مالي والنيجر، في خطوة وصفتها مصادر جزائرية بأنها محاولة "لاستثمار التوترات الجيوسياسية وتغذية النزاعات" في منطقة تعيش مرحلة انتقالية هشة.
أمن وتنمية.. أم تدخل سياسي؟
رسمياً، تهدف الزيارة، بحسب ما أعلنه الجانب الإماراتي، إلى "تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي"، لكن توقيت الزيارة، وسياقها الإقليمي المتشابك، وفق صحيفة "الخبر" الجزائرية، يثيران أكثر من سؤال حول أهداف أبو ظبي غير المعلنة، خاصة في ظل التوتر المتزايد بين السلطات المالية الانتقالية والجزائر، بعد تراجع نفوذ الأخيرة في الساحل، بفعل الانقلابات وتغيّر مواقف العواصم الجديدة في باماكو ونيامي.
وبحسب بيان رسمي، التقى الوفد الإماراتي رئيس المجلس الانتقالي في مالي العقيد آسيمي غويتا، لمناقشة "شراكات في الأمن والتنمية"، قبل أن يتوجه مباشرة إلى النيجر للقاء الجنرال عبد الرحمن تياني، قائد السلطة العسكرية هناك.
دعم لسياسات القمع والعسكرة
غير أن مصطلح "التعاون الأمني"، رأته صحيفة "الخبر" غطاءً لدعم سياسات القمع الداخلي، خصوصاً أن الزيارات تأتي في ظل تصاعد التوترات في شمال مالي مع الحركات الأزوادية، واتهامات للسلطة الحاكمة بعرقلة المسار الديمقراطي، وإقصاء القوى السياسية المعارضة، ما يجعل أبو ظبي، وفق مراقبين، "طرفًا مباشرًا في إعادة إنتاج الديكتاتوريات العسكرية بغطاء اقتصادي".
أزمة مكتومة بين الجزائر وأبو ظبي
وتأتي هذه التحركات الإماراتية في ظل توتر غير معلن لكنه متصاعد في العلاقات الجزائرية ـ الإماراتية، ظهر جلياً في مواقف رسمية وشبه رسمية جزائرية، منها تصريحات عبد القادر بن قرينة التي حذر فيها من "أجندات إقليمية تخترق المغرب العربي"، وكذلك انتقادات لويزة حنون لما وصفته بـ"تدخل إماراتي سافر في الشؤون السيادية لدول المنطقة". وقد تفاقم هذا التوتر منذ إعلان أبو ظبي دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربي في الصحراء وافتتاح قنصلية إماراتية في مدينة الداخلة، في خطوة رأت فيها الجزائر "اعتداءً على الحق التاريخي للشعب الصحراوي وتجاوزاً للمواقف المغاربية الجامعة". ويرى مراقبون أن ما يحدث في الساحل اليوم هو امتداد طبيعي لهذه التوترات، حيث تسعى الإمارات، بحسب التحليلات الجزائرية، إلى إعادة رسم خرائط النفوذ الإقليمي، ولو على حساب استقرار دول الجوار.
بوابة الأطلسي ومطامع جيوسياسية
ورجحت صحيفة "الخبر" أن زيارة الوفد الإماراتي تمت بتنسيق بشكل غير مباشر مع المغرب، عبر مبادرات تهدف إلى فتح "نوافذ بحرية" لدول الساحل على المحيط الأطلسي، في تجاوز واضح للترتيبات الجغرافية والسياسية التي أرستها الجزائر لعقود، وهو ما يفسر امتعاض الأخيرة من الحراك الإماراتي المفاجئ.
ردّ مغربي
وفي هذا السياق، قال الإعلامي المغربي نور الدين لشهب في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "اتهام الصحيفة الجزائرية للمغرب هو هروب من مواجهة الحقيقة، وهي الإقرار بفشل ديبلوماسي جزائري". وأضاف: "على العقلاء في الجزائر والمغرب أن يدركوا أن البلدين دولتان محوريتان، وكلاهما قوي، وبالتالي مصلحة الشعبين تقتضي إيجاد حلول للقضايا الخلافية تخدم الشعبين والمنطقة بشكل عام".
وشدد لشهب على أن "الإمارات يمكنها أن تفعل أي شيء، وسمعتها سيئة، ولم تدخل بلداً عربياً إلا وتركته في الفوضى... الإمارات سمعتها إثارة الفتنة". وأردف: "ليس من مصلحة المغرب والجزائر أي تجزئة، لأن ذلك ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة".
تدخل في شؤون داخلية؟
وفي تصريحات خاصة لـ "عربي21" أكد الخبير الأمني المنشق عن النظام الجزائري كريم مولاي، أن مخاوف النظام الجزائري من تحركات النظام الإماراتي في دول الساحل مخاوف مشروعة، بالنظر إلى الدور الإماراتي في عدد من دول المنطقة..
وأضاف: "علينا أن نتذكر أن مالي تعيش أزمة سياسية ودستورية خانقة، في ظل استمرار المرحلة الانتقالية لأكثر من ضعف المدة المتفق عليها، وهو ما يجعل من زيارة الوفد الإماراتي في هذه المرحلة الدقيقة، والتي أعلن فيها قادة مالي القطيعة مع النظام الجزائري بـ"محاولة التأثير على شكل النظام القادم"، بما يخدم مصالح خارجية لا شعبية".
ما يعزز الشكوك برأي مولاي حول دور الإمارات، هو "السجل الحافل" لأبو ظبي في مناطق النزاع، حيث تورطت، بحسب تقارير أممية وإعلامية، في دعم أطراف عسكرية على حساب التحول الديمقراطي في كل من السودان واليمن وليبيا.
لكن مولاي أشار إلى أن هذه السياسات الإماراتية في دول الساحل ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه الآن لولا فشل الديبلوماسية الجزائرية في عدد من الملفات وعلى رأسها العلاقة مع مالي وقبلها مع مجموعات الفاغنر الروسية، وفق تعبيره.