الحرب التي لم تردها إسرائيل والكارثة التي لن تستطيع اجتنابها.. قراءة في كتاب
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
في عام 2015، وفي تقييميه لحرب الجرف الصامد 2014، أصدر مركز القدس للشؤون العامة JCPA كتابا مهما عنوانه "الحرب التي لم تكن تريدها إسرائيل والكارثة التي اجتنبتها"، والذي حوى مقالات لتقييم الحرب وتحذير إسرائيل من كارثة مقبلة ظهرت نذرها في الجرف الصامد. ومن العجيب، أن كلا من التقييم والتحذير قد تضمنا السيناريوهات والمآلات المختلفة لحرب قادمة تبدأ بغزو آلاف المقاتلين الفلسطينيين عبر الأنفاق وفوق الأرض، ويكون نتيجتها وقوع كارثة وخطر وجودي كبير على إسرائيل.
وبمناسبة مرور 10 سنوات على حرب الجرف الصامد التي اندلعت في 8 يوليو تموز 2014، فإننا نقدم موجزا لأهم ما جاء في الكتاب "الحرب التي لم تكن تريدها إسرائيل والكارثة التي اجتنبتها"، والذي أشرف على تحريره السفير دوري جولد مدير المركز القدس للشئون العامة، والباحث هيرش جودمان مؤسس برنامج الاستراتيجية الإعلامية بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وزميل استراتيجي بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وشارك في تأليفه مجموعة من الدبلوماسيين والعسكريين، منهم: آلان بيكر أحد من شاركوا في صياغة اتفاقيات أوسلو وكامب ديفيد ووادي عربة، وجوناثان هاليفي مستشار سابق بوزارة الخارجية الإسرائيلية، والسفير دانيال روبنشتاين الذي أدار مكتب الشئون الفلسطينية والإسرائيلية بوزارة الخارجية الأمريكية.
حرب لم تكن تريدها إسرائيل
قال الكتاب: كانت حرب الجرف الصامد حربا لا تريدها إسرائيل؛ إلا أنه سبقها هجوم فلسطيني داخل إسرائيل، وذلك من خلال شبكة من الأنفاق المتطورة التي بُنيت في عمق الحدود، وتهدف إلى تدفق مئات المقاتلين، إن لم يكن الآلاف في هدوء الليل، وكثير منهم في مهام انتحارية، إلى وجهات يمكنهم فيها قتل أكبر عدد ممكن من الأفراد وترك إسرائيل مدمرة كما لم يحدث من قبل. لذا، كانت إسرائيل تفضل تجنبها.
وعند نشوبها، فعلت كل ما في وسعها للحد منها، ودعمت الجهود الدولية لإنهائها، حتى على حساب ترك البنية التحتية العسكرية لحماس بأكملها في غزة سليمة. فقد كانت تدرك تماما تعقيدات الذهاب إلى المعركة: الكثافة السكانية العالية في غزة، والقضايا القانونية المعقدة، ودعاوى حقوق الإنسان المرتبطة بأي حرب واسعة النطاق في القطاع. لذا، كانت تعقيداتها رادعة لأذهان صانعي السياسة في إسرائيل. وأجمع رؤساء الأجهزة الأمنيةعلى أنه ينبغي احتواء التهديد الصاروخي القادم من غزة و"إدارته" بدلا من التعامل معه بشكل هجومي على نطاق واسع.
كارثة تم تجنبها
كانت حرب الجرف الصامد حدثا مؤثرا بالنسبة لإسرائيل، ولحظة تم فيها تجنب كارثة محتملة كنتيجة غير مباشرة لحرب لم تكن إسرائيل تريدها، وحاولت احتواءها والحد من وقوعها. فلقد بنت حماس بشكل منهجي شبكة متطورة من الأنفاق من شأنها أن تمكن مقاتليها من التسلل إلى إسرائيل وتنفيذ هجمات وعمليات اختطاف على نطاق غير مسبوق. وقد كشفت الجرف الصامد عن شبكة الأنفاق واستهدفتها، ومنعت هجوما مفاجئا مدمرا على جبهة واسعة خلف الخطوط الأمامية لإسرائيل.
كانت حرب الجرف الصامد حدثا مؤثرا بالنسبة لإسرائيل، ولحظة تم فيها تجنب كارثة محتملة كنتيجة غير مباشرة لحرب لم تكن إسرائيل تريدها، وحاولت احتواءها والحد من وقوعها. فلقد بنت حماس بشكل منهجي شبكة متطورة من الأنفاق من شأنها أن تمكن مقاتليها من التسلل إلى إسرائيل وتنفيذ هجمات وعمليات اختطاف على نطاق غير مسبوق.
ما تم اكتشافه خلال هذه الحرب من أنفاق كان شيئا مختلفا تماما عما كان موجودا من قبل، فهي شبكة ذات فروع ومخارج متعددة في مراحل مختلفة من البناء، وكثير منها مقدر له أن يذهب إلى عمق إلى إسرائيل، مع القدرة على تسهيل مرور المئات، إن لم يكن آلاف المسلحين إلى قلبها. ومن المحتمل أن يتعزز هذا الهجوم المخطط له بإطلاق آلاف الصواريخ وهجمات من الضفادع البشرية.
وقد اعتمدت حماس على الأنفاق لتخزين وإطلاق الصواريخ، والهروب بعد إطلاق النار، أو إعادة تحميل قاذفات الصواريخ .وقد أُطلقت هذه الصواريخ على أهداف استراتيجية رئيسية داخل إسرائيل: الموانئ، المجمعات الصناعية، محطات الطاقة والمياه، القواعد العسكرية، ومطار بن جوريون الدولي.
حلقة حاسمة في الكفاح الفلسطيني
اعتبرت حماس حرب 2014، حلقة حاسمة في سلسلة الجهاد والكفاح المسلح، الذي هدفه على المدى الطويل تحرير كل فلسطين. لذا، كانت الأهداف الاستراتيجية لحماس في هذه الحرب هي: زعزعة مفهوم الأمن الإسرائيلي بشكل أساسي من خلال شن هجمات في عمق الأراضي الإسرائيلية، وفرض شروطها لوقف إطلاق النار، وخلق توازن رعب وقدرة ردع لمنع القيادة العسكرية الإسرائيلية من القيام بعملية برية في غزة. وتفسر هذه الاستراتيجية أهمية مشروع الأنفاق. وركزت حماس أيضاء على بناء قوتها العسكرية، والحصول على الأسلحة والقدرات لإلحاق أكبر عدد من الخسائر بالجيش الإسرائيلي، واختطاف إسرائيليين أحياء أو أموات كأوراق مساومة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون عقوبات بالسجن في إسرائيل.
لم يستطع الجمهور الإسرائيلي أن يتعايش مع فكرة أن حماس يمكن أن تخرج من تحت منازلهم في أي وقت. وفي أحد الأنفاق، عثر الجيش على دراجات نارية كان يمكن لحماس أن تستخدمها في شن هجمات واسعة النطاق في عمق إسرائيل، والعودة بسرعة مع رهائن.
"الآن نغزوهم ولا يغزونا"
يذكر الكتاب أن القيادي الحمساوي محمود الزهار، في احتفالية بمناسبة مرور عام على حرب عامود السحاب 2012، كشف عن إحدى العقائد القتالية لحماس: "الآن نغزوهم ولا يغزونا". وتعني كلماته أن حماس انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وأنها تخطط لشن عمليات داخل إسرائيل؛ وليس الاكتفاء بالقتال داخل غزة، أو إطلاق الصواريخ منها على أهداف داخل إسرائيل. وقال رائد سعد، قائد كتائب حماس في مدينة غزة: لا تمر لحظة لا تقوم فيها كتائب القسام بالتحضير والتدريب والتصنيع والتطوير والبناء والحفر والتجهيز لمواجهة العدو. وحذر من أن ضبط النفس بشأن الحصار لن يستمر طويلا.
إن أفضل تفسير لما تريده حماس من حفر شبكة الأنفاق هو قول يحيى السنوار عند اكتشاف إسرائيل لنفق مستوطنة هاشلوشا في تشرين الأول اكتوبر 2012: "اليوم، نحن الذين نغزو الإسرائيليين؛ لا هم".
استراتيجية حماس
وفق تصريحات خالد مشغل، فإن استراتيجية حماس ترتكز على عنصرين رئيسيين متكاملين: العسكري والسياسي، ومن خلالهما يمكن:
ـ التغلب على التفوق العسكري عبر تحقيق مزايا عسكرية تكتيكية تستغل نقاط ضعف إسرائيل.
ـ الحد من الخيارات العسكرية الإسرائيلية باستخدام الأدوات السياسية والقانونية بمساعدة المنظمات اليسارية والحقوقية الغربية.
ـ القيام بحملة سياسية لاستعادة الحقوق الفلسطينية، والتي تتطلب أوراقا قوية على الأرض، وصفوفا فلسطينية موحدة، وإدارة سليمة.
حرب المدن وعامل المفاجأة
تستخدم حماس حرب المدن لتعطيل الجيش الإسرائيلي في منطقة مأهولة، وإلحاق إصابات عديدة به من خلال المباني المفخخة، والقناصة، والهجمات الانتحارية، والأجهزة المتفجرة، والنار عالية المسار. وتستند حماس أيضا على "عامل المفاجأة". لذا، فوجئت إسرائيل بمدى صواريخها، وبالهجمات التي شنتها على تجمعات الجيش الإسرائيلي على طول حدود غزة، وتعتبر حماس أن التنسيق مع جميع المنظمات القتالية في غزة، من خلال غرفة عمليات مشتركة، يعد عاملا مضاعفا للقوة. كما أنشأت حماس جيشا في يعتمد على المشاة،وقوات النخبة، ووحدات إطلاق الصواريخ، ووحدة صغيرة لتشغيل الطائرات بدون طيار، وقوة مظليين لتكرار التسلل عبر الطيران الشراعي.
"هجوم كبير يجري الإعداد له"
في استشراف للمستقبل، وفي تحذير من حرب مباغتة واسعة النطاق تشنها حماس، تحدث الكتاب عن خطورة نشوب حرب مستقبلية واسعة النطاق، وينقل أقوالا لحماس وللإسرائيليين أنفسهم:
ـ خالد مشعل: "في ضوء ميزان القوى الذي تحول نحو إسرائيل، علينا أن نكون مبدعين في إيجاد طرق مبتكرة. لذا، كانت الأنفاق إحدى ابتكاراتنا، فالحاجة أم الاختراع".
ـ اسماعيل هنية: "هناك آلاف من المقاتلين فوق الأرض، وآلاف تحتها، يستعدون في صمت لحملة تحرير فلسطين".
ـ أحد المتحدثين باسم حماس، وبعد وقت قصير من الجرف الصامد، قال: "سيبدأ رجالنا المعركة التالية بأقدامهم على الأرض في مستوطنة ناحال عوز ... والمستوطنات الأخرى حول غزة".
ـ بيني جانتس: "إن الحرب القادمة يمكن أن تبدأ بالتسلل عبر نفق والهجوم على بلدة حدودية إسرائيلية".
ـ ضابط مهندس في الجيش الإسرائيلي: "حُفرت أنفاق واسعة عميقة، وتم تعزيز جوانبها بطبقات من الخرسانة، مع أنظمة اتصالات داخلية، ويمكن المشي فيها منتصبا دون أي صعوبة. لقد فهمنا أن الأمر لم يعد يتعلق بتهديد تكتيكي لقوات الجيش على طول السياج؛ بل هي جزء من شيء أكبر وأكثر خطورة. من الممكن أن تتصور هجوما مفاجئا مخططا له في عمق أراضينا: ثلاثمائة متر أو أكثر".
ـ السفير دوري جولد: "قدمت الأنفاق بعدا جديدا تماما للصراع بالكاد استوعبه محللو حرب غزة. هل استثمرت حماس ملايين الدولارات في نظام الأنفاق حتى تتمكن فرقة من ثلاثة أو خمسة من عناصرها من الوقوف خلف الخطوط الإسرائيلية؟ أم أن شيئا أكثر شؤما بكثير يجري على قدم وساق، يشمل المئات، إن لم يكن الآلاف، من نشطاء حماس يتسللون إلى إسرائيل؟!"
لا يمكن استبعاد احتمال أن حماس قادرة على استخدام شبكة الأنفاق لإرسال مئات الرجال عبر كل نفق، وبالتالي خلق قوة غزو من الآلاف يمكنها التسلل إلى إسرائيل، ويتوقف فقط عدد هذه القوات على مقدار الوقت الذي يستغرقه الجيش الإسرائيلي لاكتشافها والرد عليها.
تقييمات إسرائيلية أخرى مهمة لحرب الجرف الصامد
لم يكن باحثو مركز القدس للشئون العامة هم من أدركوا ما تعد له حماس. ونذكر هنا بعض ما كتبه قادة عسكريون سابقون عن تقييمهم لحرب2014. وهي تقييمات كأنها تتحدث عما جرى فيما بعد في حرب طوفان الأقصى:
1 ـ حرب استثنائية بشكل كبير:
في مقال للمستشار السابق للأمن القومي الجنرال يعقوب عميدرور، على موقع مركز بيجين السادات، عنوانه: "فلتقاتل: إنها ليست الحرب الأخيرة"، في 20 أكتوبر تشرين الأول 2014، قال فيه: "إنها حرب استثنائية من نواح كثيرة". أما لماذا هي استثنائية؟، فيقول:
ـ "كان القتال ضد حماس، عدو صغير ، وتم شنه بالكامل داخل حدود مساحة صغيرة مزدحمة. وقد شعرت حماس بالعزلة الدبلوماسية، ولم تتلق أي مساعدة من أي شخص أثناء القتال.
اعتبرت حماس حرب 2014، حلقة حاسمة في سلسلة الجهاد والكفاح المسلح، الذي هدفه على المدى الطويل تحرير كل فلسطين. لذا، كانت الأهداف الاستراتيجية لحماس في هذه الحرب هي: زعزعة مفهوم الأمن الإسرائيلي بشكل أساسي من خلال شن هجمات في عمق الأراضي الإسرائيلية، وفرض شروطها لوقف إطلاق النار، وخلق توازن رعب وقدرة ردع لمنع القيادة العسكرية الإسرائيلية من القيام بعملية برية في غزة.ـ أطلقت إسرائيل العنان لقواتها الجوية - الرابعة في العالم - على هذه الرقعة الضيقة من الأرض.
ـ كان من المستحيل مفاجأة مقاتلي حماس، الذين كانوا يعملون في مجموعات صغيرة تعرف بالضبط أين ومتى ينتظرون القوات الإسرائيلية في معركة مريرة ومؤلمة على كافة المستويات.
ـ كانت الأنفاق والازدحام العمراني والسكاني لغزة من أكبر التحديات من الناحية التكتيكية، ووضعت قوات الجيش في خطر شديد وجعلت من الصعب على القادة مراقبة قواتهم".
2 ـ حماس وتوظيف الوقت لصالحها رغم الصعوبات الدولية والإقليمية:
في 27 سبتمبر 2018، وعلى موقع مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية، كتب البروفسيور هيلل فريش مقالا عنوانه: "ما هي الاستراتيجية الصحيحة مع حماس: تقديم تنازلات أم قتال؟"، جاء فيه: "أثبتت حماس أنها عدو مبتكر قد يأتي بمزيد من المفاجآت في الجولة المقبلة. وكلما طالت فترة الراحة، كلما زاد احتمال قيامها بذلك. إن الخيار الأفضل لإسرائيل هو إطالة أمد المفاوضات لأطول فترة ممكنة، والتنازل بأقل قدر ممكن، والانتظار حتى تدخل العقوبات ضد إيران حيز التنفيذ الكامل، ثم الاستعداد للجولة الكبيرة التالية".
3 ـ التداعيات الاستراتيجية لعملية الجرف الصامد:
في 22 يوليو تموز 2014، أي بعد أسبوعين فقط من بدء حرب الجرف الصامد، نشر مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية تقييما مهما عنوانه "التداعيات الاستراتيجية لعملية الجرف الصامد" للبروفيسور شموئيل ساندلر الخبير في السياسة الخارجية والأمن القومي، جاء فيه: "سيكون لحرب الجرف الصامد آثار استراتيجية واسعة تتجاوز بكثير النتائج المباشرة في ساحة المعركة. وينبغي إضعاف حماس وتحييدها؛ لكن اقتلاعها بالكامل سيكون له آثار استراتيجية فوضوية، إذ لا يمكن تحقيق هذه النتيجة إلا بغزو عسكري شامل لقطاع غزة، والذي سيكون مكلفا للغاية بالنسبة لإسرائيل بشريا وعسكريا، وله آثار سلبية على مكانتها الدبلوماسية الدولية. كما أن السيطرة العسكرية على غزة ستكون مرهقة لإسرائيل. وعلى الرغم من الخصائص الفريدة للشرق الأوسط، فلا تزال المنطقة عرضة لتقلبات سياسية وظهور العديد من التحالفات الجديدة: كالتعاون الإسرائيلي المصر، ووجود شريك أخر محتمل هو المملكة العربية السعودية".
4 ـ تقييم أداء الجيش والحكومة:
في 8 مارس آذار 2017، نشر مركز بيجين السادات مقالا للجنرال عميدرور عنوانه: "نبادل الأفكار لا الانتقادات اللاذعة"، وذلك تعليقا على تقرير مراقب الدولة عن الحرب، قال فيه:
ـ "توضح الإخفاقات أنه يجب على الجيش البقاء بعيدا عن السياسة، ويجب على مجلس الوزراء الامتناع عن التخطيط التكتيكي.
ـ لدى قليل من الوزراء معرفة أو تدريب في قضايا الأمن القومي.
ـ إذا لم يتمكن المجلس الأمني من الحفاظ على سرية جلساته، فلن يعمل بشكل صحيح.
ـ رغم امتلاك الجيش جميع المعلومات اللازمة، فقد فشل في وضع خطة عملياتية مناسبة لمواجهة التهديد الذي تشكله شبكة أنفاق حماس. وكان ذلك فشلا جوهريا.
ـ يجب على الجيش التركيز على القضايا التكتيكية والعملياتية؛ أماالمساهمة الرئيسية لمجلس الوزراء فهي على المستوى الاستراتيجي".
5 ـ الخذلان والتآمر العربي:
شهدت حرب 2014 خذلانا عربيا، وتآمرا على حماس، ففي الكتاب الذي أصدره معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي INSS في نوفمبر تشرين الثاني 2014، وعنوانه "دروس عملية الجرف الصامد" ، قال عاموس يادلين الرئيس الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: "لم يسبق لإسرائيل في حملاتها أن دولا أخرى في المنطقة،,ولا سيما مصر، اتفقت معها في: عملياتها ضد حماس، وأنه ينبغي توجيه ضربة قاسية لها، وقدمت لها دعما علنيا وعبر قنوات سرية".
الخلاصة
من أراد أن يقرأ الحاضر ويتوقع المستقبل، فعليه أن يقرأ التاريخ. وفي هذا الإطار تقدم خاتمة كتاب معهد دراسات الأمن القومي "دروس عملية الجرف الصامد" موجزا مهما: "عند انتهاء عملية الجرف الصامد، كان الإنجاز الرئيسي لإسرائيل طبقا لنتنياهو رئيس الوزراء هو وقف إطلاق النار دون مكاسب لحماس. وفي المقابل، تمتلك حماس رواية انتصار تستند إلى نجاحها في مواجهة أقوى جيش في الشرق الأوسط، وإطلاقها الصواريخ على معظم إسرائيل، ودفعها الجيش إلى التراجع إلى الحدود، وإلحاقها الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي، وإفراغها المجتمعات القريبة من غزة من سكانها، وقد أثبتت للشعب الفلسطيني أن المقاومة لم تُهزم، وأنها احتفظت بسلاحها، وأن مسارها أفضل من المسار السياسي لحركة فتح".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الفلسطينيين الكتاب عرضة احتلال فلسطين كتاب عرض كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العسکریة الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی تریدها إسرائیل واسعة النطاق داخل إسرائیل الأمن القومی إطلاق النار إلى إسرائیل من خلال فی غزة لم تکن لم یکن فی عمق
إقرأ أيضاً:
ما هي صواريخ إيران الفرط صوتية التي ترعب إسرائيل؟
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحًا بقليل بتوقيت القدس المحتلة فجر اليوم الأربعاء الموافق 18 يونيو/حزيران 2025، عندما انتبه المستوطنون الإسرائيليون من سكان حيفا -الذين لم يذق معظمهم النوم بسبب صفارات الإنذار المستمرة- إلى دوي يشبه دوي الرعد.
ما سمعوه في الحقيقة لم يكن إلا أحدث رشقة صواريخ إيرانية انطلقت لتخترق طبقات الغلاف الجوي بسرعة تقترب من 2 كيلومتر في الثانية الواحدة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"الجيل الخامس" يقود أخطر حرب لإيران ضد إسرائيلlist 2 of 2لماذا تطلق إيران صواريخها الباليستية ليلا؟end of listأعلن التلفزيون الإيراني أن الصواريخ التي استخدمها الحرس الثوري لأول مرة هي صواريخ "فتّاح"، وأن هذه هي المرحلة الحادية عشرة من عملية الوعد الصادق 3، وأن الصواريخ هذه المرة "غير قابلة للاعتراض".
بهذا كشفت وكالة تسنيم الإيرانية عن تصعيد نوعي في المواجهة بين إيران وإسرائيل مقارنةً بالغارات السابقة. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الصواريخ تتمتع بسرعات فائقة وقدرات تدميرية عالية، تُمكّنها من تجاوز أقوى منظومات الدفاع الجوي.
وفي بيان نقلته الوكالة، حذّر الحرس الثوري الإيراني من أن الضربات القادمة "ستشهد استخداما أوسع للصواريخ الفرط صوتية"، ليضع العالم أمام مشهد مفتوح على احتمالات التصعيد ما لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.
لذلك نحتاج البحث عن إجابات لأهم الأسئلة: ما هي الصواريخ الفرط صوتية؟ وما أنواعها؟ وما الذي يميزها عن منظومات الصواريخ الأخرى؟ وما نوعية ترسانة الصواريخ الفرط صوتية التي تملكها إيران؟
الصواريخ الفرط صوتيةتقنيا، يُعرَّف مصطلح "فرط صوتي" بأنه كل سرعة تتجاوز 5 ماخ (6125 كيلومترا في الساعة)، أي خمسة أضعاف سرعة الصوت. وعند هذه السرعات الهائلة، تفرض الفيزياء وقائع جديدة؛ أبرزها الحرارة الشديدة الناجمة عن اندفاع الصاروخ أو المركبة عبر طبقات الغلاف الجوي الكثيفة.
هذه الحرارة، إلى جانب قوى أخرى تتفرد بها بيئة الطيران الفرط صوتي، تضع مصممي تلك المركبات أمام تحديات هندسية ضخمة. فابتكار مركبات جوية قادرة على تحمل هذه الظروف يتطلب مواد تصنيع متطورة، وأنظمة دفع متقدمة، واستثمارات كبيرة.
إعلانلذا، يظهر هنا سؤال مُلح: ما الذي يجعل الصاروخ "فرط صوتيا" فعلا؟
في البداية، ينبغي التأكيد أن السرعة وحدها ليست كافية لتعريف الصاروخ "الفرط صوتي".
فعلى مدى التاريخ، تجاوزت كثير من الصواريخ الباليستية حاجز 5 ماخ في إحدى مراحل رحلتها، وبعضها بلغ أكثر من 20 ماخ خلال الصعود أو العودة عبر الطبقات العليا للغلاف الجوي، مثل الصواريخ الباليستية الحديثة العابرة للقارات، التي تحلق غالبا بسرعات عالية. ومع ذلك، لا يصلح تصنيف الصواريخ الباليستية التقليدية كأسلحة "فرط صوتية" بالمفهوم الحديث.
حيث يكمن الفرق الجوهري في القدرة على المناورة، والزمن الذي يقضيه الصاروخ بسرعات فرط صوتية ضمن الغلاف الجوي. إذ يتفق كثير من الخبراء، مثل أعضاء تحالف الدفاع الصاروخي الأميركي والمجلس الروسي للعلاقات الدولية، على أن السلاح الفرط صوتي الحديث يجمع بين سرعة تتجاوز 5 ماخ وقابلية للمناورة الأفقية والعمودية أثناء الطيران الجوي.
هذه القدرة على المناورة تجعل اعتراض الصواريخ الفرط صوتية أصعب للغاية من اعتراض الصواريخ الباليستية ذات المسارات الثابتة.
أنواع الصواريخ الفرط صوتيةتنقسم الصواريخ الفرط صوتية إلى نوعين رئيسيين، يتميز كل منهما بخصائص واستخدامات محددة. أولهما صواريخ كروز الفرط صوتية، وهي تعمل بالطاقة طوال رحلتها، وتحافظ على سرعة فرط صوتية مستقرة غالبا على هوامش الغلاف الجوي.
وتتيح لها محركاتها المتطورة التحليق لمسافات طويلة على ارتفاعات منخفضة أو متوسطة، مع قابلية عالية للمناورة لتفادي منظومات الدفاع الجوي.
أما النوع الثاني فهو المركبات الانزلاقية الفرط صوتية، التي تُطلق غالبا من على رؤوس الصواريخ الباليستية، فترتفع إلى طبقات عالية من الغلاف الجوي، ثم تنفصل وتنزلق نحو الأرض بسرعات فرط صوتية.
وتكمن ميزتها في قدرتها على تغيير مسارها أثناء الطيران، مما يُعقّد من عملية اعتراضها، على خلاف الرؤوس الحربية التقليدية التي تتبع أقواسا متوقعة تُسهل من قدرة أنظمة الدفاع الجوي على استهدافها.
ما يميزها؟
بالنسبة لأي صاروخ باليستي تقليدي، حتى وإن تجاوز سرعة الصوت، فإن رادارات العدو ليست مضطرة إلى تتبعه بدقة لحظة بلحظة، بل يكفيها أن تراقب مساره لحظة انطلاقه ومن ثم تكون قادرة على التنبؤ بمساره، إذ إنه يظل ثابتا منذ لحظة الإطلاق ولا يتغير.
ينطلق الصاروخ في مسار قوسي واسع، يغادر طبقات الغلاف الجوي نحو الفضاء، ثم يعود ليخترق الغلاف الجوي من جديد قبل أن يصيب هدفه. هذا المسار المتوقع يتيح للرادارات المعادية حساب نقطة الاصطدام بدقة، ومن ثم تفعيل منظومات الدفاع وفق هذا التصور المسبق.
لذلك، فكما ذكرنا، فالسرعة وحدها ليست بطاقةَ دخولٍ إلى نادي الصواريخ الفرط صوتية. ما يميّز الأسلحة الفرط صوتية الحديثة هو قدرتها على الطيران المستمر المناور داخل الغلاف الجوي في منطقة مرتفعة أكثر من مدى صواريخ باتريوت، ومنخفضة أكثر من رادارات الإنذار المبكر، مع قدرة على تنفيذ مراوغات غير متوقّعة.
بذلك يصبح الصاروخ قادرا على تجاوز الصواريخ الدفاعية الاعتراضية بسرعة تفوقها، إلى جانب تخطي مناطق تغطية الرادارات المعادية، والالتفاف حول العوائق أيا كان نوعها سواء جبالا أو مباني أو غيرها.
إعلانالميزة الثانية، وربما الأهم، أن الصاروخ الفرط صوتي يستطيع تغيير اتجاهه إلى مسارات منخفضة قريبة من سطح الأرض، محافظا على سرعته الهائلة. ونتيجة لذلك، فإن رادارات الإنذار المبكر المعادية لا تلتقط إشارات التحذير إلا قبل فترة وجيزة جدا من وصول الضربة، حتى يكاد الوقت بين اكتشاف الصاروخ وتفعيل الدفاعات الأرضية يكون أقصر من الزمن اللازم لوصول الصاروخ إلى هدفه، مما يجعل الاستجابة شبه مستحيلة تقريبا.
مع ذلك، يظل تطوير صواريخ فرط صوتية فعّالة من أعقد التحديات التقنية في التسليح الحديث. إذ يتطلب إنتاج مركبات قادرة على تحمل الحرارة الهائلة، والحفاظ على الاستقرار الهوائي ونقل حمولة فعالة، تقدما علميا وتجريبيا متواصلا.
ولهذا، وبعد عقود من البحث، لا تزال قلة من الدول تملك قدرات حقيقية أو تجريبية في هذا المجال، وهي تقتصر على أربعة دول هي روسيا والولايات المتحدة والصين وإيران.
صاروخ فتّاح 1ذكرت إيران رسميا امتلاكها صاروخين يحققان معايير السلاح الفرط صوتي التي ذكرناها. وقد طورهما الحرس الثوري الإيراني بالاعتماد على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية التي تستخدم الوقود الصلب، مع تعديلات تمنحهما القدرة على المناورة والحفاظ على السرعات المرتفعة.
أول هذين الصاروخين، ويحمل اسم "فتّاح 1"، كُشف عنه في يونيو/حزيران 2023 كأول صاروخ فرط صوتي إيراني، وهو بداية دخول إيران لهذا النادي الحصري. وحسب التصريحات الإيرانية، يمكن لصاروخ "فتّاح 1" أن يصل إلى سرعات تتراوح بين 13 و15 ماخ، وبمدى يبلغ نحو 1400 كيلومتر.
ويُصنف بوصفه صاروخا باليستيا متوسط المدى مزودا بمركبة عودة مناورة، أي رأس حربي قادر على تعديل مساره بشكل موجّه أثناء التحليق.
يتكون الصاروخ من قسمين؛ الجزء الأول يتألف من محرك أساسي يبلغ طوله 10 أمتار، ويمتلك القدرة على دفع الصاروخ بسرعة فائقة داخل الغلاف الجوي وخارجه، وينفصل عن الرأس الحربي على مسافة مئات الكيلومترات من الهدف المنشود.
أما الجزء الثاني، الذي يبلغ طوله 3 أمتار و60 سنتمترا، فهو الجزء الذي يحمل الرأس الحربي الموجّه ويحتوي على محرك كروي وفوهة متحركة تمكنه من المناورة في كافة الاتجاهات.
وتبدأ مهمته بعد انفصال الجزء الأول أي قبل بلوغ المنطقة الخاضعة لتهديدات العدو، فيشرع بالدوران والمناورة ضمن مسار معقد في اتجاهات وارتفاعات مختلفة للإفلات من منظومات الدفاع الجوي.
ويعتمد الصاروخ في التوجيه على نظام الملاحة بالقصور الذاتي مع إمكانية التحديث عبر الأقمار الاصطناعية، كما هو الحال في العديد من الصواريخ الإيرانية الحديثة، ويتيح ذلك تصحيح المسار أثناء الطيران.
يتميز صاروخ "فتّاح 1" بأنه يعمل بالكامل بالوقود الصلب، مما يمنحه ميزة سرعة التحضير للإطلاق مقارنة بصواريخ الوقود السائل. وتظهر التسجيلات الرسمية لحظة الكشف عن الصاروخ بحضور قيادات الحرس الثوري والرئيس الإيراني في يونيو/حزيران 2023، مع الإشارة إلى إجراء تجارب طيران له في وقت سابق من العام نفسه.
وبحسب التسلسل الزمني الرسمي، أُعلن عن تطوير "فتّاح 1" أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 خلال فعالية بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة العميد حسن طهراني مقدم، الذي يُعرف اليوم بأنه أبو البرنامج الصاروخي الإيراني.
وقد صُوِّر الصاروخ في الإعلام الإيراني كقفزة نوعية في تكنولوجيا الصواريخ، مع التأكيد على أنه موجّه بدقة "ولا يمكن تدميره بصاروخ آخر" بفضل قدرته على المناورة على ارتفاعات ومسارات متغيّرة. كما تدّعي إيران أن بإمكانه تجاوز أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا في الولايات المتحدة وإسرائيل.
The domestically-developed hypersonic missile "Fattah", #Iran IRGC's most recent achievement, was unveiled on Tuesday morning (June 6) in the presence of President Ebrahim Raisi. pic.twitter.com/wzwUTRR3ez
— IRNA News Agency (@IrnaEnglish) June 6, 2023
إعلان صاروخ فتّاح 2أعلنت إيران أيضا عن إصدار متطور يحمل اسم "فتّاح 2″، وكشفت عن هذا الطراز في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 خلال معرض القوة الجوفضائية للحرس الثوري بحضور المرشد الأعلى علي خامنئي. وخلال مراسم الكشف عنه، شدد المسؤولون الإيرانيون على أن "فتّاح 2" منتج محلي بالكامل وإنجاز تقني فريد.
تشير التقارير الرسمية وآراء المحللين إلى أن الهيكل الخارجي للصاروخ يشبه النسخة الأصلية منه، لكن الحرس الثوري أعاد تصميم رأسه الحربي ليغدو رأسا انزلاقيا مزودا بمحرك صغير مستقل. بهذا يصبح صاروخ "فتّاح 2" منظومة ذات مرحلتين: الأولى عبارة عن معزز دفع صلب مشابه للمستخدم في نسخة "فتّاح 1″، والثانية رأس حربي متخصص فرط صوتي ينفصل بعد الإطلاق وينزلق بسرعة عالية نحو الهدف.
وتفيد المعطيات المتاحة بأن الرأس الحربي في صاروخ "فتّاح 2" مزود بمحرك صاروخي صغير يعمل بالوقود السائل في قاعدته، ويمنح الرأس دفعة أخيرة فور الانفصال، ثم يواصل انزلاقه بسرعات فرط صوتية عبر الغلاف الجوي.
وبهذا، يصبح من النوع الثاني الذي ذكرناه "المركبات الانزلاقية الفرط صوتية"، وهي مركبة تُطلق عبر صاروخ، ثم تنفصل لتناور وتنزلق بسرعة تتجاوز 5 ماخ.
ولا تتوافر حتى الآن بيانات رسمية كثيرة عن الأداء الميداني لصاروخ "فتّاح 2″، غير أن بعض المحللين، استنادا إلى تصريحات إيرانية، يقدّرون سرعة الرأس الحربي أثناء مرحلة الانزلاق بما يتراوح بين 5 و10 ماخ، وتشير بعض التحليلات الأخرى إلى أن رقم "10 ماخ" ظهر في بعض المصادر، لكن من غير الواضح كم يدوم الحفاظ على هذه السرعة. لكن الواضح أنه صُمم ليحلق دائما بسرعات تتجاوز 5 ماخ.
أما المدى، فقد ألمحت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن النسخة الجديدة قد يتخطى مداها النسخة الأصلية البالغ 1400 كيلومتر ليصل إلى حدود 1500 إلى 1800 كيلومتر، رغم وجود تقديرات مستقلة ترى أن المحرك لم يتغير جوهريا، مما يرجح بقاء المدى قريبا من 1400 كيلومتر.
يستمر نظام التوجيه في هذه النسخة أيضًا بالاعتماد على الملاحة بالقصور الذاتي مع إمكانية تحديث المسار، ويحمل الرأس الحربي شحنة تقليدية مماثلة لتلك المستخدمة في "فتّاح 1".
وتكمن ميزة "فتاح 2" الجوهرية في رأسه الحربي الانزلاقي القادر على المناورة، مما يسمح بتغيير المسار خلال الهبوط، وضرب الأهداف من اتجاهات غير متوقعة وبسرعة عالية. هذا النوع من الرؤوس الحربية يشكل تحديا ضخما أمام منظومات الدفاع الصاروخي، لأنه لا يتبع مسارا باليستيا تقليديا يمكن التنبؤ به.
وفي أبريل/نيسان 2024، وفقًا لمعلومات نشرتها قناة "برس تي في" الإيرانية الرسمية، نجح الحرس الثوري الإيراني في استخدام صاروخ "فتّاح 2" عمليا حين استهدف بنجاح بنى تحتية عسكرية إسرائيلية حساسة.
وأكدت شبكة "إيه بي سي نيوز"، نقلا عن مسؤول أميركي، أن الضربة أصابت قاعدتين جويتين في إسرائيل، وتعرضت قاعدة "نيفاتيم" الجوية لأضرار كبيرة. وشملت الأهداف بنية تحتية حيوية، من بينها طائرة نقل عسكرية ومدرج للطائرات ومنشآت تخزين.
وبالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن تواصل إيران مساعيها لتطوير صواريخها الفرط صوتية وسط تقارير تشير إلى توجهات نحو إصدارات بمدى أطول يتجاوز 1400 كيلومتر أو برؤوس حربية أثقل وزنا. كما قد تسعى إلى دمج أنظمة توجيه متطورة أو تطبيق تقنيات تصغير حديثة بهدف رفع كفاءة الأداء وتحسين قدرات المناورة والدقة في إصابة الأهداف.
في النهاية، هل ستحسم الصواريخ الفرط صوتية الحرب؟ الإجابة ستكون لا على الأرجح، فالحروب تُخاض بالتحالفات واللوجستيات، والتوقيت قد يكون أهم العوامل! فهذه الصواريخ ستحدد إيقاع الحرب لأن الإسرائيليين، الذين كان لديهم ساعات في السابق لتوقع أي تهديد أو الرد عليه، صاروا يحتاجون إلى دقائق، والآن قد لا تسعفهم الثواني.