علق الكاتب الصحفي عماد الدين حسين على التطورات الأخيرة في التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، مشيرا إلى أن ما جرى خلال الأيام الماضية كان مدروسًا بعناية من الجانبين، وانتهى بتهدئة متوقعة بعد استهداف قاعدة "العديد" في قطر.

 قال حسين خلال مداخلة عبر "زووم" مع الإعلامى أسامة كمال في برنامج مساء dmc على قناة  دى أم سى : "توقعت حدوث تهدئة بين الطرفين، خاصة أن كل منهما حصل على ما يريد، واكتشف أنه لا يمكن تحقيق نصر مطلق".

وأضاف أن الضربة الإسرائيلية التي وقعت في 13 يونيو لم تكن عشوائية، بل جاءت وفق تخطيط مسبق وتحديد أهداف دقيقة، وألحقت ضررا بالغا بمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية.

وأشار حسين إلى أن ما حدث جزء من سيناريو مدروس، حيث كان لدى الطرفين قناعة بعدم القدرة على الإطاحة بالآخر. وقال: "إسرائيل لا تستطيع الانتصار في أي حرب دون دعم أمريكي، وفي المقابل لا يمكن لإيران التغلب على إسرائيل في ظل هذا الفارق الهائل في الإمكانيات التكنولوجية".

وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يهوي بأسعار النفطأسامة كمال: لم أقتنع بعدم امتلاك إيران دفاعًا جويًالماذا قبلت إيران وإسرائيل بوقف إطلاق النار؟.. اللواء هشام الحلبي يجيبالتيار السلفي التزم الصمت.. ثروت الخرباوي: الإخوان أردوا ظهور أنفسهم في حرب إيران وإسرائيلغرفة الشركات السياحية: خسرنا وفودًا لـ سانت كاترين بسبب الحرب على إيران

وتابع قائلا : بالتأكيد الخاسر الأكبر في هذا التصعيد هو المنطقة العربية، التي تدفع الثمن جراء هذه المواجهات غير المباشرة بين قوى إقليمية ودولية.

طباعة شارك عماد الدين حسين إسرائيل إيران أسامة كمال

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عماد الدين حسين إسرائيل إيران أسامة كمال

إقرأ أيضاً:

الصفعة الختامية في الحروب.. كيف تكتب سردية الانتصار في الدقيقة التسعين؟

لا تقاس النتائج العسكرية، في الحروب، فقط بحجم الدمار أو عدد القتلى والأهداف التي ضربت، بل غالبا تختزل في النهاية التي كتبت بها، أو ما يعرف بالضربة الختامية، والتي يوجه عبرها أحد أطراف الحرب، ضربة حاسمة تحمل طابعا رمزيا وعسكريا في آن واحد.

وتكتسب هذه الضربة أهمية كبيرة لإثبات التفوق الميداني، وفرض واقع قبل الدخول في أي ترتيبات سياسية، بعد وقف إطلاق النار.

وتعد الضربة الختامية أداة استراتيجية ذات طابع نفسي وإعلامي لترسيخ صورة المنتصر، وتعزيز موقفه التفاوضي والحصول على مكاسب في اللحظات الختامية من عمر الحرب، قبل سريان وقف إطلاق النار، مثل اغتيال شخصية هامة أو تدمير هدف عال القيمة.

وخلال الحرب التي وقعت بين الاحتلال وإيران، حرصت الختامية على تسجيل لمستها في اللحظة الختامية من الحرب، وأعلنت عن ذلك مرارا منذ اندلاعها، ونجحت في ذلك في الضربة الختامية قبل دقيقتين من بدء سريان وقف إطلاق النار، عبر تدمير مجمع في بئر السبع وقصف أهداف عسكرية وإلحاق قتلى بالاحتلال.

ما هي الضربة الختامية؟

الضربة الختامية في الحروب، هي العملية العسكرية الختامية والحاسمة، والتي ينفذها أحد الأطراف المتحاربة، بقصد فرض نهاية أو وضع حد للحرب بشروطه، أو إحداث صدمة في صفوف خصمه، وربما تسجيل صورة انتصار لا يمكن محوها من الذاكرة.



والضربات الختامية ليست مجرد إجراء عسكري، وربما تتسم بطابع رمزي، أو مجرد التهديد لحظة وقف إطلاق النار، لحرمان الخصم من الإقدام على عمل عسكري يكسب فيه الصورة الختامية ويضع له حدا.
لماذا تحرص عليها أطراف الحرب؟

تحرص أطراف الحرب على الضربة الختامية، لترسيخ صورة النصر، وتمنحه فرصة تسويق نفسه على أنه حقق الإنجاز الأكبر والانتصار للتغطية على صورة الخسائر والانتكاسات التي تكبدها خلال الحرب.

كما تمنح منفذها فرصة لفرض الشروط السياسية، وإعطاء نفسه صورة مالك اليد العليا في نهاية القتال، ومنحه إمكانية فرض شروطه في الاتفاقيات اللاحقة للحرب أو الهدنة.

ويترك الأثر المدوي في اللحظة الختامية للحرب، سواء عن طريق تدمير منشأة استراتيجية أو اغتيال قائد كبير، رسالة قوة وردع للخصم.

وغالبا ما يتحكم صاحب الضربة الختامية في رواية الحرب وسرديتها التاريخية، باعتباره صاحب البصمة الختامية فيها.

كيف انتهت الحروب؟

خلال اللحظات الختامية للحرب العالمية الاولى، وقبل توقيع اتفاق إنهاء الحرب، داخل عربة قطار في غابة كومبيين شمال فرنسا بين ممثلي الحلفاء وألمانيا، والذي سيسري في الساعة 11 بتوقيت باريس، تواصل القصف العنيف على مدار الوقت، وسقط آلاف الجنود في الساعات الختامية دون جدوى عسكرية.

وبرز اسم الجندي الكندي جورج برايس، الذي قتل قبل دقيقتين من سريان وقف إطلاق النار، واعتبر آخر قتيل في الحرب المدمرة.

وكانت القيادات العسكرية، خاصة الامريكان والفرنسيون، تسعى لتحسين الوضع على الأرض، وتعزيز أوراق التفاوض لاحقا.

وفي الحرب العالمية الثانية، ومع انهيار خطوط دفاع الألمان وتفرق القوات، سارعت القوات السوفيتية للتقدم بصورة انتحارية إلى مقر الرايخ الثالث، مقر إقامة هتلر في برلين، والسيطرة عليه رغم المخاطرة الكبيرة بتكبد الخسائر، من أجل اقتناص صورة الانتصار كضربة أخيرة في الحرب لتسجيلها لصالحها.

وبالفعل نجح السوفييت في اقتناص الصورة، وسجلت صورة المقاتل السوفيتي وهو يرفع العلم الأحمر على سطح مقر الرايخ في برلين، وحوله مشهد الدمار الكبير في العاصمة الألمانية، وانتزعت هذه الصورة من الامريكان الذين تأخروا في التقدم.



أما الضربة الختامية التي سجلتها الولايات المتحدة في العالمية الثانية ضد اليابان، فكانت عبر قصف مدينتي ناغازاكي وهيروشيما، بقنبلتين ذريتين، ما تسبب في مقتل مئات الآلاف من اليابانيين وتدمير المدينتين.

ودفعت هذه الضربة اليابان إلى رفع الراية البيضاء، وإعلان الإمبراطور هيروهيتو عبر الإذاعة بعدها بأيام الاستسلام رسميا وخروج بلاده من الحرب، وقبولها الاستسلام المشروط والخضوع الكامل للحلفاء.

مقالات مشابهة

  • الصفعة الختامية في الحروب.. كيف تكتب سردية الانتصار في الدقيقة التسعين؟
  • الرئيس الإيراني: لا يمكن لأمريكا وإسرائيل فرض تطلعات غير مشروعة بالقوة
  • عماد الدين حسين: هجوم إسرائيل على إيران كان بتخطيط مسبق وبنك أهداف واضح
  • أسامة كمال: لم أقتنع بعدم امتلاك إيران دفاعًا جويًا
  • هل يمكن لكل من إيران وإسرائيل وأميركا أن تدعي النصر؟
  • حرب إيران وإسرائيل.. وقف إطلاق النار بوساطة قطرية واقتراح أمريكي
  • بوساطة قطرية واقتراح أمريكي.. مسؤول إيراني كبير: طهران توافق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • عاجل|بعد التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل.. تحذير أمريكي للمواطنين في قطر
  • بنكيران: نحن اليوم مع إيران ضد إسرائيل لأنه لا يمكن أن يُساوى من يدافع عن فلسطين بمن يذبح شعبها