الإمارات.. نجاحات وإنجازات نوعية في ملف تبادل أسرى الحرب الأوكرانية
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
تلعب الدبلوماسية الإماراتية دوراً فاعلاً ومحورياً في الجهود العالمية المبذولة الهادفة إلى نزع فتيل الأزمات والصراعات، حتى أصبحت نقطة انطلاق مركزية لمبادرات إحلال السلام والاستقرار حول العالم، بعد أن أثبتت تميزها وثقلها على الساحة الدولية، عبر نجاحات وإنجازات نوعية.
ومنذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، والإمارات تبذل جهوداً دبلوماسية كبيرة لوقف الصراع عبر التفاوض والحوار، وتكللت تلك الجهود بنجاح الوساطة الإماراتية في العديد من المناسبات في التوصل إلى اتفاقات تبادل 1788 أسيراً بين الطرفين، ما يجسد ثقة العالم وتقديره لقيادة الإمارات.7 وساطات
وكانت آخر إنجازات الوساطة الإماراتية بين روسيا وأوكرانيا، إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 230 أسيراً مناصفة بين الجانبين، وهي سابع عملية تبادل تنجح بفضل الوساطة الإماراتية منذ بداية 2024.
في يناير (كانون الثاني) الماضي، أُنجزت عمليتان لتبادل أسرى حرب، الأولى شملت عودة 248 جندياً إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، والثانية تضمنت 195 جندياً لكلا الطرفين، وفي فبراير (شباط)، جرت ثالث عملية، ةشملت عودة 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيراً.
أما رابع عملية فكانت في مايو (أيار)، إذ أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية عن نجاح جهود الوساطة في إتمام عملية تبادل أسرى حرب جديدة بين روسيا وأوكرانيا، أسفرت عن إطلاق سراح 150 أسيراً.
في 25 يونيو (حزيران) الماضي، أُنجزت خامس عملية تبادل أسرى حرب بفضل الوساطة الإماراتية، شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين، في حين جرت سادس عملية في 17 يوليو (تموز)، وشملت 190 أسيراً مناصفةً بين الجانبين.
إلى ذلك، نجحت الوساطة الإماراتية في ديسمبر (كانون الأول) 2022 في تبادل مسجونَيْن اثنين بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات روسيا الحرب الأوكرانية الوساطة الإماراتیة تبادل أسرى حرب عملیة تبادل
إقرأ أيضاً:
خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، تعيش الفرنسية ناداج تحت وطأة هاجس سيناريو كارثي، وهو أن تجد فرنسا نفسها منخرطة في صراع مسلح مع روسيا، وقد ازداد قلقها هذا الأسبوع عندما صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده "جاهزة للحرب" إذا "أرادها الأوروبيون وبدؤوها".
وناداج ذات الـ70 سنة مقتنعة بأن بوتين لن يحصر طموحاته في أوكرانيا، بل سيحاول يوما ما غزو دول أوروبية أخرى، خصوصا تلك التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي سابقا بعد أن باتت 3 منها اليوم من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
وهذه الدول محمية بالمادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو هو هجوم على الجميع، بما فيهم فرنسا.
وتقول ناداج إنه إذا اضطرت فرنسا للتدخل عسكريا لحماية أحد حلفاء الناتو، فإنها أعدت خطة هروب جاهزة: "أنوي أن آخذ أطفالي وأحفادي في طائرة إلى كندا، حيث يعيش أبناء العمومة الذين أستضيفهم كل عامين، وسيوافقون على استقبالنا"، وتضيف بجدية تامة: "كندا جيدة لأنها بعيدة بما يكفي عن روسيا، ولأن اللغة الفرنسية متداولة فيها".
واللافت أن ناداج ليست الوحيدة التي تشعر بهذا القلق حيال احتمال التهديد الروسي الوشيك، والتي ترى أن الحرب الأوكرانية الروسية أصبحت قضية أمنية أوروبية وفرنسية، فقد زادت حدة المخاوف بسبب توغل طائرات مسيرة في أجواء عدة دول أوروبية، وصولا إلى حدود فرنسا، ثم خطاب الجنرال فابيان ماندون رئيس أركان الجيوش، الذي جاء بنبرة مقلقة.
وتظهر هذه المخاوف أيضا في الأرقام إذ ارتفعت نسبة الفرنسيين الذين يرون روسيا "تهديدا لسيادة دول الاتحاد الأوروبي" من 72% إلى 80% في شهر واحد، وفق استطلاعين أُجري أحدهما في سبتمبر/أيلول والآخر في أكتوبر/تشرين الأول، وعلى مستوى أوروبا، يعتبر 79% من الأوروبيين أن روسيا تشكل تهديدا لدول الاتحاد، والبريطانيون هم الأكثر قلقا بنسبة 85%.
وداخل فرنسا، يشعر كثير من المواطنين بأن السلطات تعدّهم نفسيا لاحتمال اندلاع صراع مسلح، ويشيرون إلى أن هذا الوضع غير مسبوق.
إعلانوكانت الفتاة بلانش مع والدتها عندما قرأت خطاب الجنرال ماندون الذي دعا فيه الفرنسيين إلى "قبول فقدان أبنائهم"، فتقول: "ظننا أولا أنه يقصد التعبئة واحتمال استدعاء المدنيين، فقالت لي أمي: سنخفي أخاك ونذهب إلى بلد آخر بعيد".
ورغم التوضيح أن الحديث يخص العسكريين فقط، فإن بلانش (26 عاما) بقيت قلقة، وتشرح ذلك بأنها "هذه أول مرة يتحدث فيها مسؤولون فرنسيون عن الحرب بهذه الطريقة.. لسنا معتادين على هذا الخطاب"، وتشير أيضا إلى زيادة ميزانية الجيوش، معتبرة أن "الدولة لن تقوم بكل هذه الإجراءات لو لم يكن هناك خطر حقيقي".
ورغم أن بلانش لا تعتبر نفسها شخصا قلقا بطبيعته، فإنها تعترف بأنها كثيرا ما تخشى اندلاع "حرب عالمية ثالثة" قد تشمل دولا أوروبية بينها فرنسا، وأن هذه المخاوف تؤثر في حياتها وخططها، وتقول إنها تفكر في أنه إذا أرادت السفر فعليها فعل ذلك الآن، لأنه ربما لن تتمكن لاحقا من ذلك لو اندلعت الحرب.
هل تخطى الصراع مرحلة جديدة نحو التصعيد؟ وهل تصريحات بوتين فعلا مقلقة؟ جان دو غلينياستي، السفير الفرنسي السابق لدى موسكو، يريد طمأنة الفرنسيين، فيرى أنه "من غير الجدي تخيل دبابات روسية تتقدم في شارع الشانزليزيه"، لأن فرنسا قوة نووية.
لكنه يعترف -في المقابل- بأنه لم يسمع خطابا من السلطات الفرنسية بهذه النبرة "منذ الحرب الباردة"، كما يشير إلى توتر غير مسبوق بعد استهداف ناقلات نفط روسية في البحر الأسود وقرب سواحل السنغال الأيام الأخيرة.
ويضيف أن "هذه أول مرة تتعرض فيها بنى روسية للتدمير في المياه الدولية؛ تركيا أعربت عن قلقها، والكرملين حذر من أنه يحتفظ بحق استهداف السفن التجارية في الموانئ الأوكرانية"، ويحذر من أن الوضع قد يتطور إلى "تصعيد"، وهو احتمال "واقعي جدا".
دور الإعلامويعتقد الفرنسيون الذين استُطلعت آراؤهم أن وسائل الإعلام تزيد هذا الجو المتوتر، فالسيدة ماري -وهي أم (54 عاما) وابنتها تعمل في البحرية- تنتقد القنوات الإخبارية "التي تتحدث وكأن الحرب حتمية، وهذا يقلقها"، وترى أن هذا يختلف عما تسمعه من ابنتها وزملائها العسكريين الذين "لا يتوقعون صراعا مسلحا"، وتلوم الإعلام على تضخيم ما تعتبرها "أخطاء تواصل" حكومية.
وتضيف: "أفهم ما قصده الجنرال ماندون، لكنه خطاب غير مشجع. إذ كيف تريد تحفيز الناس حين تقول لهم إنهم سيموتون؟ الأفضل أن يرفع معنويات العسكريين ويؤكد أنهم شجعان". وتضيف: "طلبوا منا تجهيز حقيبة طوارئ، وأنا على وشك أن أحزم حقيبتي وأرحل"، وهو نفس الشعور الذي يعتري بلانش التي تقول أيضا إنها تصاب بالإحباط كلما قرأت الأخبار.
وما يقلق ماري أكثر من خطر الحرب هو قدرة فرنسا على مواجهة هجوم روسي، لأن "المجتمع منقسم جدا" حسب رأيها، كما أنها لا تثق في (الرئيس الفرنسي) إيمانويل ماكرون في حال اندلاع صراع، وتتهمه بأنه يريد "جر فرنسا إلى الحرب".