الأمم المتحدة: 1250 هجوما اسرائيليا استيطانيا في الضفة منذ بدء العدوان
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
بيت جالا (الاراضي الفلسطينية)"أ ف ب": "برّا!، برّا!".. يصرخ نشطاء مؤيدون للسلام إلى جانب أفراد عائلة قيسية الفلسطينية التي استولى مستوطنون على أرضها في الضفة الغربية المحتلة، في مواجهة القوات الإسرائيلية، وهم يحملون هواتفهم وينقلون ما يجري بشكل مباشرعلى شبكات التواصل الاجتماعي.
نصبت العائلة خيمة في بيت جالا قرب بيت لحم، تحولت نقطة تجمع للفلسطينيين الذين استولى المستوطنون اليهود على أراضيهم، وللناشطين المتضامنين معهم، بمشاركة نواب وحتى حاخامات.
في الموقع، يتحلق أفراد العائلة والمتضامنون معهم يوميا لتناول الطعام والصلاة والغناء أو الحديث عن أساليب المقاومة من دون اللجوء إلى العنف. ويسيرون كل يوم نحو أرض زراعية تبعد عشر دقائق عن الخيمة، وهي حقل عائلة قيسية الذي تمركز فيه مستوطنون اعتبارا من 31 يوليو وأقاموا بؤرة استيطانية.
في ذلك اليوم، قالت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، إن مستوطنين هاجموا، برفقة جنود، "الأرض، واعتدوا على عائلة قيسية والناشطين الذين كانوا يحاولون إبعادهم".
بعد هذه المواجهة، أقيمت الخيمة.
ويقول الناشطون إن مصير هذه العائلة الفلسطينية هو مثال آخر من أمثلة كثيرة على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
والخميس توجه المتضامنون من جديد مع عائلة قيسية لتفكيك السياج الذي أقامه المستوطنون، بينما حاول أفراد العائلة إخراج ما استطاعوا من الموقع من فرشات وكابلات كهربائية وحتى ثمار الرمان المتدلية من الأشجار.
وقع شجار بين المستوطنين والناشطين، كما يحدث في كثير من الأحيان. ولكن هذا لم يضعف عزيمة أليس قيسية التي قالت "سنبقى هنا حتى نستعيد أرضنا".وقالت الشابة وهي في الثلاثينات من عمرها، إن المستوطنين "استغلوا الحرب" التي اندلعت في قطاع غزة إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وبينما تستحوذ غزة على اهتمام العالم ويتجنب العديد من الأجانب القدوم إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، بمن فيهم النشطاء المؤيدون للفلسطينيين، "ظنوا (المستوطنون) أن الأمور ستجري بصمت"، بحسب أليس قيسية التي تشدد على أن "الحال ليست كذلك".
وقُتل في الضفة الغربية ما لا يقل عن 640 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات فلسطينية رسمية. وقُتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا، جنودا أو مدنيين، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات نفذها الجيش في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
وفي الفترة من 7 أكتوبرإلى 12 أغسطس، سجلت الأمم المتحدة 1250 هجوما شنها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في الضفة، من بينها 120 تسببت في وقوع ضحايا فلسطينيين و1000 تسببت بأضرار مادية.
وحضرت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي عايدة توما لزيارة عائلة قيسية "ليرى العالم ما يحدث" على أرضهم، وهي من المساحات الخضراء القليلة في المنطقة، والقريبة من قرية بتير الفلسطينية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.وأثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش غضبا دوليا لدى إعلانه في منتصف أغسطس عن بناء مستوطنة جديدة فيها.
وفي حين تميز إسرائيل بين المستوطنات القانونية وغير القانونية، تعد جميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية وفقا للأمم المتحدة.وحاليا، يقيم فيها 490 ألف مستوطن بين ثلاثة ملايين فلسطيني.
وفي بيت جالا، فقدت عائلة قيسية منزلها ومطعمها اللذين هدمتهما القوات الإسرائيلية في عام 2019. لكنهم تمكنوا في بداية أغسطس من حشد المتضامنين تحت خيمتهم الكبيرة.
تقول الناشطة الفلسطينية مي شاهين من منظمة "مقاتلون من أجل السلام" غير الحكومية "كنت أتمنى لو كانت لدينا كاميرا عندما بدأنا. كنا نجلس على الكراسي، ولم يكن هناك أي شيء هنا".
لكن تحت الخيمة وحولها "يمكننا أن نفعل ما يعبر عنا؛ نرتدي الكوفية، ونغني أغانينا بلغتنا مع رفاقنا "، تقول أميرة محمد، وهي فلسطينية تبلغ من العمر 25 عاماً جاءت من القدس الشرقية التي احتلتها وضمتها إسرائيل.
لكن بعض النشطاء يدركون أن تعبئتهم ليس لها تأثير يذكر في مواجهة وزراء اليمين المتطرف، وهم أنفسهم مستوطنون، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أو سموتريش.
وكتب سموتريش مؤخرا على منصة إكس "لن يوقف أي قرار مناهض لإسرائيل ومعادٍ للصهيونية توسيع المستوطنات. وسنواصل النضال ضد إقامة دولة فلسطينية".
وتقول الناشطة تاليا هيرش بأسى إن هذه التصريحات "لا تحمل الأمل لهذه الأرض ولا رؤية لمستقبل أفضل".ولكنها تقول إن كل ذلك لن يضعف عزيمتها "ليس لدي أي أمل، ولكن، لدي شعور قوي بالمسؤولية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر: الصراع الإيراني الإسرائيلي يُهدد استقرار أفغانستان ويُفاقم أزماتها الإنسانية
حذرت روزا أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيسة بعثة يوناما، من التأثيرات السلبية للصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل على استقرار أفغانستان، مؤكدة أن الصراع يُعطل حركة التجارة، ويرفع أسعار السلع الأساسية والوقود، ويدفع المزيد من الأفغان إلى العودة من إيران إلى بلادهم.
وخلال إحاطة قدمتها لمجلس الأمن الدولي، أوضحت أوتونباييفا أن هذه التحديات تتفاقم في ظل حالة من عدم الاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن الوضع في أفغانستان معقد أصلًا ولا يحتمل مزيدًا من الضغوط الخارجية.
السيسي يؤكد أهمية اضطلاع "الأمم المتحدة" بدور ملموس في تحقيق السلام بالمنطقة (فيديو) الأمم المتحدة: المنطقة تحتاج إلى احترام القانون الدولي وليس مجرد خطوط حمراء مبادرات دولية لدعم اندماج أفغانستان.. وتحذير من تطبيع "الوضع الراهن"أكدت أوتونباييفا أن هناك "نهجًا شاملًا" يجري العمل عليه لإعادة دمج أفغانستان في المجتمع الدولي، مشددة على أن الهدف من هذه الجهود ليس تطبيع الأوضاع الحالية بل الإبقاء على القضايا الحساسة، وخاصة التزامات البلاد الدولية، في صميم العمل الدبلوماسي الدولي.
وأضافت أن المجتمع الدولي لا يزال يشعر بقلق بالغ حيال استمرار تدهور أوضاع النساء والفتيات في أفغانستان، وتراجع الحوكمة الشاملة، وانتهاكات حقوق الإنسان.
تدهور في عمليات إزالة الألغام وتهديد لأمن المدنيينكشفت أوتونباييفا عن انهيار خطير في عمليات إزالة الألغام، حيث انخفض عدد الفرق العاملة ميدانيًا إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، محذرة من أن هذا الانخفاض في التمويل قد يهدد أرواح المدنيين، ويزيد من الخطر في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
تحذيرات من أزمة إنسانية خانقة في ظل ضعف التمويلمن جانبها، حذرت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، من أن الشعب الأفغاني يواجه احتياجات إنسانية طارئة بسبب عقود من الصراع، والفقر المدقع، والتغير المناخي، إلى جانب القيود القاسية على النساء والفتيات، في ظل بيئة تمويلية خانقة.
وأكدت مسويا أن واحدًا من كل خمسة أفغان يعاني من الجوع، و3.5 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما يُقدّر عدد الأطفال خارج المدارس بـ3.7 مليون، منهم 2.2 مليون فتاة مُنعن من التعليم بعد تجاوزهن سن الحادية عشرة.
وشددت على أن معدل وفيات الأمهات في أفغانستان يتجاوز 2.5 ضعف المتوسط العالمي، لافتة إلى أن العاملين الإنسانيين، خصوصًا النساء، يواصلون تقديم المساعدات في ظروف صعبة، ويصلون إلى أماكن لا تصل إليها أي جهات أخرى.
فجوة تمويلية ضخمة ونداء لدعم عاجلأشارت مسويا إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري لم تتجاوز 21% من التمويل المطلوب، ما ترك فجوة قدرها 1.9 مليار دولار.
وأوضحت أن هذا النقص أجبر الوكالات على تقليص المستفيدين من 16.8 مليون إلى 12.5 مليون شخص فقط، ما يهدد بإغفال الاحتياجات الأساسية لملايين من المحتاجين.
ودعت المجتمع الدولي إلى تعزيز تنفيذ الاستثناء الإنساني في قرار مجلس الأمن رقم 2615، وزيادة الاستثمارات في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والرعاية الصحية لضمان صمود المجتمعات الأفغانية.
سيما بحوث: لا يمكن تطبيع قمع 20 مليون امرأةبدورها، نددت سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالقمع الممنهج الذي تتعرض له النساء في أفغانستان، مشيرة إلى أن "قمع 20 مليون امرأة لمجرد كونهن نساء أمر غير مقبول إطلاقًا".
وأكدت أن واقع النساء والفتيات ازداد سوءًا منذ آخر إحاطة قدمتها قبل تسعة أشهر، ولم يُرفع قيد واحد، في وقت تتجاهل فيه الجهات الدولية هذا الملف إلا عند فرض قيود جديدة.
وقالت بحوث: "المرأة الأفغانية لم تستسلم. ولا يمكننا نحن أيضًا أن نستسلم. إنهن ينظمن أنفسهن، ويفتتحن مدارس سرية، ويبنين حياة رغم القيود المفروضة عليهن".
توصيات أممية لدعم النساء ومحاسبة طالبانقدمت سيما بحوث أربع توصيات رئيسية:
عدم تطبيع سياسات طالبان أو دعمها دون قصد في التعاملات الدولية.دعم جهود المساءلة الفعالة في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.تخصيص 30% من المساعدات المالية لدعم النساء والفتيات مباشرة.الاستثمار في محو الأمية الرقمية للنساء والفتيات لتعزيز قدراتهن الذاتية.