بوابة الوفد:
2025-05-30@15:17:58 GMT

نجيب محفوظ ودراما لم تتم

تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT

18 عامًا تمر هذا الأسبوع على رحيل العبقرى نجيب محفوظ، ولم يحاول أى أحد من صناع السينما أو الدراما أن يقدم رائعتيه الفاتنتين (رحلة ابن فطومة/ 1983)، و(العائش فى الحقيقة/ 1985) على الشاشة، سواء الكبيرة أو الصغيرة، وهو أمر أتمنى تداركه سريعًا، وسأشرح لماذا؟

كتب محفوظ الرواية الأولى (رحلة ابن فطومة) وعمره 72 عامًا تقريبًا، بينما أنجز الثانية (العائش فى الحقيقة) وقد تجاوز الرابعة والسبعين، أى أنه تصدى لكتابة هاتين الروايتين بعد أن عاش الحياة بطولها وعرضها.

. بحلوها ومرها، إذ ولد عام 1911 فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى وعدد سكان مصر آنذاك نحو 11 مليون نسمة، ولما كتب هاتين الروايتين تضاعف العدد أربع مرات، فصار 43 مليون إنسان تقريبًا.

من هنا أدرك الرجل كيف يعتصر جوهر الحياة ويقطر أبرز خصائص ذلك الجوهر ليقدمه لنا فى نصوص أدبية بالغة العمق والروعة والجمال.

أرجو ألا تظن أن الأمر يقتصر على خبرات محفوظ المكثفة مع الحياة فحسب، بل مع اللغة العربية الفصحى أيضًا، إذ عرف صاحب نوبل 1988، بامتداد عمره الطويل وعشرات الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات والمقالات التى كتبها، علاوة على موهبته الخارقة، أقول عرف كيف يطور مهاراته اللغوية مع مرور السنين لتغدو أكثر فصاحة وحلاوة وكثافة وتعبيرًا عن مكنون النفس البشرية بكل ما يموج بها من تناقضات وصراعات وأحلام وآمال وإحباطات وخيالات إلى آخره.

أعلم طبعًا أن هاتين الروايتين فى حاجة إلى إنتاج ضخم ليتم تحويلهما من دنيا الورق فى كتاب إلى عالم الأطياف على الشاشة، وأنهما فى حاجة أيضًا إلى مخرج متفرد وسيناريست متميز وممثلين أكفاء كى ينقلوا لنا، قدر المستطاع، السحر الكامن فى تلك الروايتين.. ولا أظن أن مصر ينقصها لا هذا ولا ذاك، فالأموال موجودة، والمبدعون المحترمون حاضرون، فقط ينقصنا الرغبة والإرادة، وعلينا الإلحاح على توافرهما سريعًا.

لا يغيب عن ذكاء القارئ أن المسافة واسعة بين الرواية الجيدة، وبين الفيلم المأخوذ عن هذه الرواية مهما كانت جودته، فالنص المكتوب بإتقان يمنح القارئ الحصيف العديد من المتع عندما يطلع عليه بتركيز، حتى يمكن لهذا القارئ أن يغدو، وهو يقرأ وينفعل بما يقرأ، هو البطل والمخرج والمؤلف.

صحيح أن السينما أو الدراما تعملان على انتشار الرواية واسمها وصاحبها بين ملايين الناس من الطبقات كافة، لكن يظل عشاق اللغة يثمنون النص المكتوب ويجدون فيه أرفع المتع وأكثرها رهافة وحساسية.

ولعل رواية واحدة لمحفوظ، وهى (ملحمة الحرافيش/ 1977) التى قدمتها السينما فى نحو ستة أفلام منفصلة... أقول... لعل قراءة (الحرافيش) لمن يعشق الأدب الراقي، تهبه من المتع أضعاف ما تمنحه هذه الأفلام الستة بنجومها ومشاهدها وموسيقاها التصويرية.

ومع ذلك، علينا الدعوة، بل الإلحاح، على ضرورة تقديم (رحلة ابن فطومة)، و(العائش فى الحقيقة) على الشاشة، حتى يستمتع بهما عشاق السينما والدراما وهم بالملايين.

أجل... نجيب محفوظ كنز لا يفنى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق نجيب محفوظ صناع السينما

إقرأ أيضاً:

مكتبة مصر العامة تحتضن الدورة الثانية من "أيام قنا السينمائية" تحت شعار "السينما في قلب الريف"

شهد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، فعاليات افتتاح الدورة الثانية من مهرجان "أيام قنا السينمائية"، التي أُقيمت بمكتبة مصر العامة بقنا، تحت شعار: "السينما في قلب الريف – نحو تسويق مستدام للسياحة الريفية بمحافظة قنا".

يُقام المهرجان برعاية محافظة قنا، ومؤسسة ابن دقيق العيد للتنمية المستدامة، بالتعاون مع وزارة الثقافة ومكتبة مصر العامة.

حضر الافتتاح عدد من الشخصيات العامة والمهتمين بالشأن الثقافي، من بينهم
مجدي حسن، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، والناقد الفني هيثم الهواري، رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة، وعلي حزين توفيق، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ابن دقيق العيد، وحمادة الأزهري، مدير المهرجان، والدكتورة دعاء كمال، مدير مكتبة مصر العامة بقنا، والدكتور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، وعبدالله القباني، مدير عام إدارة قوص التعليمية،
وشيرين العدوي، نائب مدير مكتبة مصر العامة.

وفي مستهل كلمته، رحّب محافظ قنا بالحضور، مؤكدًا أن استضافة المحافظة لهذا الحدث الثقافي والفني للعام الثاني على التوالي، يُعد خطوة رائدة في إطار تحقيق العدالة الثقافية التي تنتهجها الدولة، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، بأهمية دعم الفن والإبداع باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في بناء الإنسان المصري، وتشكيل وجدانه وفكره، ومواجهة الأفكار المتطرفة.

وأضاف "عبد الحليم" أن صناعة السينما تؤدي دورًا محوريًا في التعبير عن طموحات الشباب وتطلعاتهم، كاشفًا عن استعداد محافظة قنا لتنظيم مهرجان للفنون الشعبية والحرف اليدوية خلال شهر نوفمبر المقبل، في إطار دعمها المتواصل للحراك الثقافي والإبداعي.

وشدد المحافظ على أن قنا تولي اهتمامًا كبيرًا بالثقافة والفنون، من خلال رعاية العديد من الفعاليات والمهرجانات، التي تمثل منصات مهمة لتبادل الخبرات والرؤى، واكتشاف المواهب الشابة في شتى مجالات الإبداع، مما يعزز التواصل بين الأجيال، ويفتح آفاقًا جديدة أمام الفكر الحر الواعي، إيمانًا بدور النهضة الثقافية في تسويق المقومات المتميزة للمحافظة.

و أعرب حمادة الأزهري، مدير المهرجان، عن شكره وتقديره لمحافظ قنا على رعايته الكريمة لفعاليات الدورة الثانية، مشيرًا إلى أن هذه الدورة ستشهد مجموعة من الأنشطة النوعية، من بينها، ورشة عمل حول "استراتيجيات تمويل الأفلام المستقلة"، وندوة بعنوان "صانعات السينما في صعيد مصر وتوفير بيئة عمل آمنة"، فضلا عن حلقة نقاشية عن "صُنّاع سينما الصعيد"، ماستر كلاس في التأليف والإخراج السينمائي.

كما ستُعرض خلال أيام المهرجان مجموعة من الأفلام المتميزة، من بينها، فيلم "احكيلي" للمخرجة ماريان خوري، فيلم "ابنتي" للمخرج مازن لطفي، وفيلم "الأرض" للمخرج الراحل يوسف شاهين، وفيلم "عرق البلح" للمخرج الراحل رضوان الكاشف.


ومن المقرر أن تتواصل فعاليات المهرجان على مدار عدة أيام، وسط حضور جماهيري من مختلف فئات المجتمع، تأكيدًا على أهمية دمج الثقافة والفنون في نسيج الحياة اليومية لأبناء الصعيد، ودورها الحيوي في دفع عجلة التنمية المستدامة.

يذكر ان الاحتفال بدء بعزف السلام الجمهوري، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاه عرض فيلم تسجيلي يبرز الملامح الثاقفية والتراثية التى تتميز بها محافظة قنا تحت عنوان "السياحة الريفية بقنا "،  وفى نهاية الاحتفال  تم عرض فيلم الافتتاح البر التاني للمخرج محمود رمضان.

مقالات مشابهة

  • حسن حسني.. 5 سنوات على رحيل جوكر السينما المصرية
  • محفوظ: صوت الشارع عاد بقوة.. والتجاهل يقود إلى الفراغ والمواجهة
  • الملك يواسي أسرة بوحمالة : فنانة قديرة ورمز الشاشة المغربية
  • «ريستارت» في السينما المحلية اليوم
  • إيرادات السينما أمس .. المشروع x يتصدر ونجوم الساحل في ذيل القائمة
  • كيف تفاعل نجيب ساويرس مع فوز الأهلي بلقب الدوري المصري؟
  • مكتبة مصر العامة تحتضن الدورة الثانية من "أيام قنا السينمائية" تحت شعار "السينما في قلب الريف"
  • سيف علي خان: السينما انعكاس لروح الأمة
  • سلمى الشماع تكشف سر أول ظهور لها على الشاشة .. ومفيد فوزي السبب|فيديو
  • تحذير.. 5 أخطاء خطيرة يفعلها الأطفال تدمر الصحة والنفسية في المراهقة