عربي21:
2025-07-12@04:08:39 GMT

تبخرت في 10 أشهر.. كيف سرق الاحتلال أموال غزة؟

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

تبخرت في 10 أشهر.. كيف سرق الاحتلال أموال غزة؟

امتدت حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة منذ يومها الأول، إلى استهداف صمود الفلسطينيين وسرقة أموالهم، وضرب كل مقومات الحياة؛ وهو ما انعكس بشكل مباشر عبر استهداف البنوك الفلسطينية، وقصف مكاتب الصرافة والصرافين.

وفي الشهور الأولى من الحرب، دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي معظم البنوك الموجودة في مدينة غزة وشمال القطاع، إلى جانب استهداف الفروع البنكية المنتشرة في باقي مناطق القطاع، وتستعرض "عربي21" في التقرير الآتي، العوامل التي ساهمت في اختفاء الأموال من غزة خلال 10 شهور من الحرب.



لم يكن القصف هو التحدي الوحيد أمام البنوك لاستئناف عملها تحت وطأة الحرب، بل شكّلت أزمة انقطاع التيار الكهربائي والفصل المتكرر لشبكة الإنترنت عوامل إضافية، ساهمت في عجز البنوك الفلسطينية عن تنفيذ أساسيات عملها المتمثل في السحب والإيداع.



وفي قطاع غزة يوجد عشرة مصارف محلية ووافدة، وتملك 56 فرعا بأنحاء متفرقة في قطاع غزة، وتخضع لرقابة سلطة النقد الفلسطينية، وتواجه ظروفا لم يسبق أن تعرضت لها خلال الحروب السابقة.

أبرز البنوك العاملة في غزة
 ▝ البنك الوطني الإسلامي وبنك الإنتاج الفلسطيني: مقرهما الرئيسي يقع في مدينة غزة، ولهما فروع في محافظات أخرى، منها خانيونس ورفح، ويقدمان الخدمة بشكل أساسي للموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من الحكومة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة، وقصف الاحتلال منذ بداية الحرب جميع مقرات هذين البنكين.

 ▝بنك فلسطين: تأسس عام 1960 بمدينة غزة، وباشر أعماله في العاشر من شباط عام 1961 كمؤسسة مالية تسعى للنهوض بمستوى الخدمات المصرفية في فلسطين، مع التركيز على تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى أن توسعت خدماته لتلبي جميع الاحتياجات المالية لمختلف الشرائح والقطاعات الاقتصادية.

ويعد بنك فلسطين من البنوك الرئيسية في فلسطين، وتصرف عن طريقه السلطة الفلسطينية رواتب موظفيها العموميين، إلى جانب استفادة موظفي القطاع الخاص منه، وتقديمه خدمات فردية للمواطنين العاديين، وتعرض للقصف والتدمير خلال الحرب المستمرة على القطاع.

 ▝البنك الإسلامي الفلسطيني: يُقدم البنك خدماته المصرفية والمالية والتجارية والاستثمارية من خلال 43 فرعًا ومكتبًا، ونحو 100 جهاز صراف آلي تنتشر في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، وتعرضت أيضا مقراته في القطاع للقصف والتدمير خلال العدوان الإسرائيلي.

وأعلنت سلطة النقد الفلسطينية تعرض عدد من فروع المصارف ومقراتها للتدمير، نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر في كلّ أنحاء قطاع غزة، مشيرة إلى أنه تعذر على البنوك فتح ما تبقى من فروع للقيام بعمليات السحب والإيداع في محافظات القطاع كافة، بسبب القصف والظروف الميدانية القاهرة وانقطاع التيار الكهربائي والواقع الأمني.

سرقة الأموال من جيش الاحتلال
وخلال نزوح الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، أكد فلسطينيون تحدثت معهم "عربي21" أنهم تعرضوا للابتزاز والسرقة من جنود الاحتلال، وأجبروهم على ترك أموالهم ومدخراتهم على الحاجز العسكري، وعبورهم بأنفسهم فقط، وهددوهم بإطلاق النار عليهم بحال اعتراضهم.

وتكررت حوادث السرقة التي نفذها جنود الاحتلال مع الكثير من الفلسطينيين النازحين من شمال غزة إلى جنوبها، إضافة إلى حدوث سرقات من جيش الاحتلال أثناء مداهمات منازل الفلسطينيين خلال العمليات العسكرية البرية في مناطق متفرقة بالقطاع.

وحتى مطلع شباط/ فبراير الماضي، كانت هناك 6 أجهزة صراف آلية (ATM) من أصل 91 تقدم خدماتها في القطاع، بحسب تصريحات سابقة لمحافظ سلطة النقد فراس ملحم.



لكن هذا العدد انخفض أيضا عقب الاجتياح البري الذي نفذه جيش الاحتلال في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة بشهر أيار/ مايو الماضي، والتي كانت تؤوي نحو مليون ونصف مليون نازح، وأجبرهم الاحتلال على النزوح مرة أخرى من المدينة، قبل إحداث تدمير واسع فيها طيلة الثلاثة أشهر الماضية.

وتسببت أوامر الإخلاء التي يصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق الفروع المتبقية من البنوك والصرافات الآلية، والتي كان آخرها إخلاء مناطق عدة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

وعجزت البنوك عن تلبية احتياجات الفلسطينيين المالية، بسبب تكدس النازحين في مناطق محددة واكتظاظهم على مساحات ضيقة، ما دفع الفلسطيني للبحث عن طرق بديلة لاستخراج أمواله سواء الموجودة أصلا في البنوك أو التي يتم إرسالها عبر أقاربهم من الخارج.

ما هي البدائل؟
وتقصت "عربي21" البدائل التي لجأ لها الفلسطينيون خلال الحرب المستمرة على قطاع غزة، للحصول على أموالهم في ظل أزمة "الكاش" والسيولة التي باتت صعبة للغاية، فقد أصبحت البنوك لا تستطيع تقديم الحد الأدنى من عملها، ولا توفر خدمات للسحب والإيداع، إلا عبر تطبيقات إلكترونية.

وكانت التطبيقات الإلكترونية إحدى البدائل التي لجأ لها أهالي قطاع غزة، وتحديدا تطبيق بنك فلسطين عبر الهواتف المحمولة، لكن حتى ترى الخدمة النور، يجب التعاون مع مكاتب الصرافة التي تم استهداف عدد كبير منها خلال الحرب.

وبدأ يتعامل الفلسطينيون مع مكاتب الصرافة التي أيضا تواجه خطرا شديدا في عملها، لكن ظهور مكاتب جديدة خلال الحرب، أدى إلى عمليات ابتزاز واستغلال لحاجة الناس، عبر رفع نسبة السحب أو ما تعرف بـ"العمولة"، ووصولها في بعض الأحيان إلى نسبة باهظة، بحال كانت المعاملة المالية كبيرة.



وعلمت "عربي21" وجود فروق كبيرة في "العمولة" بين مكاتب الصرافة المختلفة، إلى جانب الفروق الواضحة في المعاملات المالية في منطقة وأخرى بقطاع غزة.

وبفعل الحصار الإسرائيلي المطبق المفروض على شمال غزة، باتت عمليات الابتزاز والاستغلال أكبر، وهو ما ظهر بشكل جلي من خلال "العمولة الباهظة" لعمليات تحويل الأموال وسحبها، فعلى سبيل المثال يُصرف الدولار الأمريكي هناك في وقت إعداد التقرير بـ2.70 شيكل لكل دولار.

ويبرر أصحاب المكاتب هذه العمولة الباهظة بشح الأموال في هذه المناطق، وعدم المقدرة على إيصال أموال كثيرة لها، بسبب استهداف الاحتلال لكل مقومات الحياة فيها بما فيها المقومات الاقتصادية.

كيف يعيش أهالي غزة دون أموال؟
وفي ظل هذه الأزمة المالية واشتداد حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، يحاول الفلسطينيون التغلب على شح الأموال وتسيير شؤون حياتهم، من خلال أساليب عدة، تمكنهم من تجاوز الأزمة، أو بشكل أدق "إدارتها".

وتركز هذه الأساليب على المساعدات الإغاثية، نظرا لأن غالبية الفلسطينيين يعيشون بمراكز الإيواء ومخيمات النزوح التي تتركز حاليا في منطقة "المواصي" الواقعة غرب مدينتي خانيونس ودير البلح.

ويتلقى عدد من النازحين مساعدات إغاثية سواء المتوفرة بجهد شخصي أو مؤسساتي، وأصبحت ما تسمى "التكيات" عنوانا للحصول على القليل من الطعام، لسد الجوع.

ولا تغطي هذه "التكيات" جميع النازحين، لكنها توفر جزءا كبيرا من الحد الأدنى للاحتياجات الغذائية اللازمة، في ظل الحرب الأكثر ضراوة التي تمر على قطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال السرقة ابتزاز غزة الاحتلال سرقة ابتزاز اموال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مکاتب الصرافة جیش الاحتلال فی قطاع غزة خلال الحرب

إقرأ أيضاً:

شهداء بغزة ومشاهد لتكدس حديثي الولادة بالمستشفيات

واصل جيش الاحتلال قصفه مناطق عدة في غزة مما خلف عددا من الشهداء والجرحى منذ فجر اليوم الجمعة، في حين أظهرت مشاهد مصورة تكدس أطفال حديثي الولادة (خدج) داخل أحد مستشفيات القطاع بسبب انقطاع الكهرباء، وتوقف عمل المولدات جراء نفاد الوقود.

ووفقا لمصادر في مستشفيات غزة، فقد سقط 15 شهيدا بنيران جيش الاحتلال بالقطاع منذ فجر اليوم بينهم 10 من منتظري المساعدات.

وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد فلسطينين اثنين إثر قصف إسرائيلي على منطقة السطر شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

من جهته، أفاد مراسل الجزيرة بإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف مدفعي إسرائيلي على حي الصفطاوي شمالي غرب مدينة غزة، مشيرا إلى أن مسيّرة إسرائيلية قصفت منازل في حيي الصبرة والزيتون جنوبي مدينة غزة.

كما قالت وسائل إعلام فلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت فجر اليوم الجمعة عمليات نسف كبيرة للمنازل في المناطق الشرقية لمدينة غزة.

وفي وقت سابق، توغلت دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية جنوب مدينة خان يونس، وأظهرت صور حصلت عليها الجزيرة قيام جرافات إسرائيلية بأعمال حفر وتجريف في منطقة كانت مكتظة بخيام النازحين، حيث فر المئات تاركين خيامهم ومستلزماتهم.

في مشهد مروع، وصمت عالمي مطبق..

أطفال خدج يتكدسون في حضانة واحدة داخل مستشفى؛ بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف عمل المولدات؛ جرّاء نفاد الوقود بفعل استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. pic.twitter.com/sMvTu9ZWt9

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 10, 2025

وقد نشرت وسائل إعلام فلسطينية صورة تظهر تكدس أطفال حديثي الولادة (خدج) في حضانة واحدة داخل أحد مستشفيات قطاع غزة بسبب انقطاع الكهرباء، وتوقف عمل المولدات جراء نفاد الوقود.

وكان ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال إنه سُمح للمنظمة بإدخال 75 ألف لتر من الوقود إلى غزة -أمس الأول الأربعاء- مشيرا إلى أن هذه الكمية لا تكفي لتغطية يوم واحد من متطلبات الطاقة في القطاع.

إعلان

وسترافق ذلك ما تعانيه مستشفيات قطاع غزة من نقص حاد في توفير وحدات الدم ومكوناته للجرحى والمرضى.

وقد وأكدت وزارة الصحة في غزة أن ما يتم توفيره من وحدات أقل بكثير من الاستهلاك الشهري، مطالبةً بضرورة تعزيز أرصدة بنوك ووحدات الدم للاستجابة الطارئة للجرحى والمنقذة للحياة.

من جهتها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إنه مع توسيع إسرائيل توغلها غرب خان يونس بات النازحون محشورين في مساحة أصغر أقرب إلى البحر.

وذكرت أن فرقها الطبية اضطرت لإخلاء عيادة العطار، وأن توغل الاحتلال تسبب في وقف حركة سيارات الإسعاف إلى مستشفى ناصر.

وقد أدانت الأمم المتحدة "بشدة" في وقت سابق استمرار استهداف المدنيين في قطاع غزة، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من "دمار هائل" نتيجة تواصل العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) -في بيان- بأن الجيش الإسرائيلي يواصل قصفه وتوغلاته البرية في مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني، مشيرا إلى سقوط عشرات الضحايا، غالبيتهم من النساء والأطفال، جراء قصف استهدف مجموعة من المواطنين الذين كانوا بانتظار الحصول على الغذاء في مدينة دير البلح وسط القطاع.

وأشار المكتب إلى أن الشركاء الميدانيين أنشؤوا 626 مساحة تعليمية مؤقتة في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 تضم نحو 240 ألف طالب، نصفهم تقريبا من الفتيات. إلا أن 299 منها فقط لا تزال تعمل حاليا، بسبب أوامر النزوح المستمرة.

وأمس الخميس، كشف المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أن 80% من الفلسطينيين الذين يستشهدون خلال انتظارهم أو تسلمهم للمساعدات وفقا للآلية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء القطاع هم من فئة الشباب، معتبرا ما يحدث تحت عنوان "مساعدات" فصلا دمويا من فصول الإبادة الجماعية يجب أن يخضع لتحقيق دولي مستقل.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدأت تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية".

ويأتي ذلك بينما تواصل إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • عاجل| مصادر للجزيرة: خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال
  • قناص السرايا يردي جنديا شرق غزة.. وإصابة آخرين بقذيفة شمال القطاع (شاهد)
  • 15 شهيدا بغزة ومشاهد لتكدس حديثي الولادة بالمستشفيات
  • شهداء بغزة ومشاهد لتكدس حديثي الولادة بالمستشفيات
  • صحة غزة تُصدر أحدث حصيلة لضحايا العدوان المستمر على القطاع
  • "فتوح" يُعقّب على مجزرة الاحتلال بحق الأطفال في دير البلح
  • يديعوت: إسرائيل توافق على بدء ضخ أموال لإعمار غزة خلال الهدنة المحتملة
  • إعلام العدو: مقتل 62 جندياً “إسرائيلياً” في غزة خلال أشهر
  • لابيد يتهم نتنياهو بإفشال الاتفاق ويطالب بالانسحاب من غزة وتأمين الغلاف
  • استشهاد 16 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة