سودانايل:
2025-07-03@07:15:32 GMT

أحلام العودة

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

ها أنا أشاهد أحياءَ الخرطوم العتيقة
تنفض عنها رمادَ الحرب والأحزان
تخرج كما الورد طازجةً من أكمامها
ها هي تغتسلُ تحت مطرَ الصحو
يُطهّر المدينة الحزينة من أدرانها
ورياحُ العطر تجرف أنقاضَ البيوت المدمَّرة
هياكلَ السيارات المحرّقة
تجرفها كما لفائف التبغ
على زلطٍ زلقٍ
حتى قاع النهَر
هاهي الطرقُ الحبيبةُ التي نألفها
مطهّمةٌ بالياسمين
والصبايا يتقازفن بين المنازل والمدارس
كالفراشاتِ من غصنٍ إلى غصن
والشبابُ على ضفتيْ النيل
كأسراب الحمام الجبليّ يبتردْ
ها هو ميدانُ عبد المنعم
ساحاتُ الديوم
وملتقى النيلين
علبُ الليل
صالةُ غردون ،سانت حيميس وأفريكانا
تضج بأصوات المغنين والمادحين
فتتماوج تهاليل حاج الماحي
أب شريعة ،أب كساوي ،البرعي وحياتي
مع آهات الخليل ، وردي ومحمد الأمين
ها هم أبناءُ المدينةِ التي نعشقها
في حفلات السمر العائلي والأعراس الجديدة
نساءاً ورجالاً يتمايلون طرباً كالسكارى
مع الكلمات المنتقاة
و ألوان الموسيقى
بحة كيلا، أنغام وليم اندريا
علي عبد الجليل وشرحبيل
ونشيج السكسفون
فرقعة الأصابع على المسابح
دموع الاستغفار
والابتهالات أوقات السحر
الرقص على إيقاعات الطبل والطار
وبوق النحاس القبلي
ها هن الفتياتُ والنساءُ الفاتنات
يتمخطرن إلى ومن
مؤسسات العمل كالطواويس
رافلات في هالات الفرح
هليهن كثيرٌ من سَمت الوقار
و قليلُ من المرح
خطاويهن الثقةُ والاعتدادُ بالنفس والوطن
هاهم شبابُ الثورةِ كأسراب القطا
من كل الاتجاهات
يستشرفون آفاق الإنجاز البعيدة
يفككون كلَ العقد
يا تلك النفسُ المطمئنة
بما نهبتْ أو احتكرتْ
من لا يعيش في ذاكرة الشعب حباً
يسقط في درك العتمةِ وبئر الظُلمات
ثم يذهب بعيدا في التاريخ المنسي كالزبد

 

aloomar@gmail.

com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المحكمة الاتحادية تُنقذ الانتخابات من التعطيل

1 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: أنهى قضاة المحكمة الاتحادية العليا في العراق الجدل المستمر منذ أسابيع، بعدما سحبوا استقالاتهم بشكل مفاجئ، ليعودوا إلى ممارسة مهامهم الدستورية بعد استقرار قيادة المحكمة بتسمية قاض جديد رئيسًا لها، في خطوة فُسرت على أنها تساهم في تجنّب لمأزق دستوري كان يلوح في الأفق مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.

وأعاد هذا القرار الانتظام للمؤسسة القضائية الأعلى في البلاد، بعد أن هزّتها استقالات متزامنة لقضاتها قبل أسابيع، مما أشاع أجواءً من القلق السياسي والدستوري، وأثار تساؤلات حادة عن مصير الانتخابات التي تُعد المحكمة الاتحادية لاعبا رئيسيا فيها، من خلال صلاحياتها في المصادقة على نتائجها وتسمية الكتلة النيابية الأكبر التي تُكلف بتشكيل الحكومة.

و عودة القضاة جاء استجابة لدعوات إنقاذ البلاد من فراغ قضائي قد يعطل العملية السياسية بأكملها، فيما وصفت وسائل إعلام محلية قرار العودة بأنه “تصحيح لمسار خطير كاد أن يُربك الشرعية الانتخابية”.

وحذر مراقبون من أن الاستقالات الجماعية كانت ستفتح الباب أمام أزمة غير مسبوقة، إذ لا توجد آليات دستورية واضحة لتعويض أعضاء المحكمة المستقيلين أو حتى إجراءات فورية لملء الشواغر، ما كان سيتسبب بتعطيل حتمي لأي نتائج انتخابية قادمة.

أعضاء المحكمة استندوا في قرار العودة إلى المادة (93) من الدستور العراقي، والتي تنص على أن المحكمة هي المرجع الأخير في الطعون الدستورية، ما يضع على عاتقها مسؤولية ضمان استمرارية مؤسسات الدولة، لا سيما في ظروف انتقالية وانتخابية بالغة الحساسية.

وغرد المحلل القانوني عادل الحسني عبر “تويتر” قائلاً: “عودة القضاة خطوة عقلانية، تكشف قوة النظام القضائي وعدم تأثره بالتقلبات السياسية”.

ورأت أوساط دبلوماسية أن المشهد العراقي “تجاوز لحظة السقوط الدستوري”، وان بقاء المحكمة موحدة في ذاتها يعني أن خطر  الفوضى الانتخابية المحتملة، قد زال.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • تكدس الجثث داخل مستشفى العودة بعد قصف مخيم النصيرات
  • «صبرت وربنا عوّضني» .. محمد شريف يكشف كواليس العودة للأهلي
  • هامبورج يبدأ الاستعداد لـ «العودة بعد غياب»!
  • هربًا من تذكرة السفر.. رجل يقطع طريق العودة بسرقة 8 سيارات!
  • غضب جماهيري من أداء شيرين عبد الوهاب في ختام موازين.. هل فقدت بوصلة العودة؟
  • ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالسينما
  • عقيدة التماسيح.. أليغيتور ألكاتراز يحقق أحلام ترامب في التخلص من المهاجرين
  • الهلال السعودي يكتب التاريخ ويغتال أحلام مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية
  • المحكمة الاتحادية تُنقذ الانتخابات من التعطيل
  • طهران تضع شرطا قبل العودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن