لجريدة عمان:
2025-05-11@00:11:29 GMT

قَدِمَ لما عَمِلَ لهُ

تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT

هي النتائج إذن التي غالبًا من نقع في مصيدة توقعها بالصورة التي نريد، حيث يبقى من الصعوبة بمكان الجزم بما تؤول إليه نتاج الأعمال، والأنشطة التي نقوم بها؛ إلا العدد القليل منها؛ سواء على مستوياتنا الشخصية، وهي كثيرة ومتعددة، ومتنوعة، أو تلك التي تربطنا بالآخرين؛ وهي الأشد حساسية وأهمية، وترهل؛ وذلك نظير تشتت الآراء، والمواقف، والقناعات، من قبل هؤلاء الآخرين، فوق أن «رضا الناس غاية لا تدرك» والصورة في مجملها غاية في التعقيد، ربما؛ قد لا يلتفت إليها الكثيرون، ومع قرارة أنفسهم معنى: «وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ،

عَسى نَكَباتُ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ» بمعنى ما يدرك اليوم، فقد يكون للغد أمر آخر، وهي الحالة غير المعززة بالتخطيط واحتساب الأمر بخطوة بخطوة، وإنما ترك الناقة في سيرها بلا عقال، وفي ذلك مخاطرة غير محسوبة العواقب.

وغالبا كذلك؛ أن نكون مقتنعين بما نقوم به، فكثير من أنشطتنا تأتي إما مجاملة، وإما محاولة، وإما اضطرارية، وإما على عجل غير محسوبة نتائجه فكثرة الأعمال تشغلنا عن التوقف لمعرفة أين نضع الخطوة التالية، ولأن الأمر كذلك؛ فإن توقع النتائج لن يكون بالصورة التي تحقق لنا مساحة آمنة للفخر، أو للتميز، أو للاطمئنان النسبي على الأقل، حيث تأتي وفق تعبير «تحصيل حاصل» أما الأخرى؛ والتي يرافقها العزم، والتخطيط، والتأكيد؛ فإن لنتائجها حاضنة كبيرة من التحقق المفضي إلى لملمة كل الاختزالات السلبية، ومن التميز، ومن الاطمئنان كمآل يحسب له حساب النهايات والغايات، ولذلك كثيرا ما تقال هذه الجملة «قَدِمَ لما عَمِلَ لهُ» للذي توفاه الله، وغادر هذه الحياة الدنيا، حيث يغيب التأكيد هنا؛ قطعا؛ على ما هو متوقع لهذا الميت من نتائج، وحيث لا يمكن الجزم مطلقا عما قام به من أعمال «خيرها وشرها» وما أنجزه منها، وما لم يقم به أصلا منها كذلك، ولذلك تأتي الجملة أعلاه كخاتمة تقديرية لما سوف يؤول إليه أمره بعد مرحلة الحياة الدنيا، والجملة تحمل حيادا مطلقا بالمرة، وذلك لصعوبة التخمين بمآلات النتائج المتوقعة.

«قَدِمَ لما عَمِلَ لهُ» مسألة في غاية الخطورة، وخطورتها ليس فقط فيما عمل، ولكن لما هو ما ذخر له «لما عَمِلَ لهُ» بالإضافة إلى أي عمل قام به، وهي الخلطة الناتجة من تجربة الخطأ والصواب، ويبقى في حكم الصحيح المتفق عليه، أن كل إنسان معرض للوقوع في مأزق الخطأ، وذلك لعدم قدرته -كبشر- أن يحيط بكل ما هو حاضر، وما هو قادم، ولكن هذه الحالة لا تعفيه -إطلاقا- من أن ينحاز إلى الحكمة وهي «ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها» حسب النص وصحيح أيضا أن الحكمة ليست رصيدا بنكيا مودعا في إحدى مكائن الصرف الآلي، يمكننا الأخذ منه متى شئنا وإنما تتشكل عبر تجربة حياة من الممارسات، والأعمال، والمواقف، والقناعات، والمقارنات، وهل يلزم الإنسان أن يستضيف كل هذه المعززات حتى يؤتى الحكمة، وبكل تأكيد؛ نعم، ولن يكون معذورا تحت أي ظرف لأن ينعتق منها، لاعتبارات ظروف حياة مختلفة؛ لأن من سيدفع ثمن إخفاقاته في خاتمة النهايات هو نفسه، ولن يشاركه أحد فيها، واليقين المعزز لذلك بأنه «قَدِمَ لما عَمِلَ لهُ» ويا لخسارة العمر والحياة عندما يكون «لما عَمِلَ لهُ» غير مستوفٍ شروط استحقاقاته كاملة؛ فالرجوع إلى المربع الأول لتصحيح المسارات يصبح مستحيلا بالمطلق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لما ع م ل

إقرأ أيضاً:

تحليل لـCNN: الصراع بين الهند وباكستان قد يكون أول اختبار للتكنولوجيا العسكرية الصينية

(CNN)-- قد يُتيح الصراع المتصاعد بين الهند وباكستان للعالم لمحة حقيقية أولى عن أداء التكنولوجيا العسكرية الصينية المتقدمة في مواجهة المعدات الغربية المُجرّبة، وقد بدأت أسهم الدفاع الصينية بالارتفاع بالفعل.

وارتفعت أسهم شركة  تشنغدو لصناعة الطائرات الصينية بنسبة 40% هذا الأسبوع، بعد أن زعمت باكستان أنها استخدمت طائرات جي-10 سي المقاتلة التي تنتجها الشركة لإسقاط طائرات مقاتلة هندية- بما في ذلك طائرة رافال الفرنسية المتطورة- خلال معركة جوية، الأربعاء.

ولم ترد الهند على مزاعم باكستان ولم تُقرّ بأي خسائر في الطائرات.

 وعندما سُئل عن مشاركة الطائرات الصينية الصنع، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الخميس، إنه ليس على دراية بالوضع.

ومع ذلك، وبصفتها المورد الرئيسي للأسلحة لباكستان، من المرجح أن تراقب الصين باهتمام لمعرفة أداء منظومات أسلحتها في القتال الحقيقي، وكيف سيُمكنها من ذلك.

مقالات مشابهة

  • لازم الضرر يكون بنسبة.. أحمد موسى يعلق على ملف قانون الإيجار القديم
  • شعبة الدواجن: السعر العادل للكيلو المفروض يكون بـ 80 جنيه
  • من “حارس الازدهار” إلى “الراكب الخشن”.. هل انقلبتِ النتائج؟
  • ماذا يعني أن يكون البابا أميركياً؟
  • تحليل لـCNN: الصراع بين الهند وباكستان قد يكون أول اختبار للتكنولوجيا العسكرية الصينية
  • النمر: مرضى قصور القلب يكون الانقباض لديهم طبيعي فوق 55%
  • النتائج القصيرة وطويلة الأمد الخاصة بالدعامات المغلفة بالبوليمر.. رسالة دكتوراة بـ طب أسيوط
  • خالد الجندي: الرضا أعظم نعمة.. والبلاء قد يكون سببًا في إدراك نعم عظيمة
  • بعد فشل كل المسارات التي اتبعها السودان، يكون قطع العلاقات هو بداية للحل
  • بعد البابا فرنسيس.. من يكون الخليفة رقم 267 للقديس بطرس في الفاتيكان؟