في ظل الاضطرابات السياسية والحروب المستعرة في مناطق تعتبر قلب الإنتاج النفطي العالمي، قد يبدو من المنطقي أن نشهد ارتفاعاً حاداً في أسعار النفط.

الاضطرابات السياسية 

وفي تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، ارتفعت أسعار النفط مؤخرًا بعد فترة من الهدوء نتيجة للنزاع السياسي في ليبيا، والذي أدى إلى تقليص جزء كبير من إنتاجها.

ففي وقت مبكر من يوم الجمعة، كانت العقود الآجلة لخام برنت، وهو معيار دولي، تُباع بسعر يزيد قليلاً عن 80 دولارًا للبرميل، بزيادة تُقدر بنحو 5% عن مستواها قبل عشرة أيام، قبل أن تتراجع مرة أخرى إلى ما دون هذا المستوى، وفق الصحيفة الأمريكية.

مقارنة تاريخية لمستويات الأسعار

عند النظر إلى الأسعار الحالية، نجد أن مستوى الأسعار يمكن وصفه بأنه معتدل إلى حد ما، وليس مرتفعًا مقارنة بالمقاييس التاريخية. فقد أشار جيم بوركارد، رئيس أبحاث أسواق الطاقة في S&P Global Commodity Insights، إلى أن متوسط السعر السنوي المعدل للتضخم لخام برنت من عام 2010 إلى 2023 كان 94.91 دولارًا للبرميل، مما يعني أن الأسعار الحالية ليست مرتفعة مقارنة بالماضي. وأضاف بوركارد قائلاً: “إنه ليس سعرًا مرتفعًا، وليس سعرًا منخفضًا”.

إمدادات نفطية وفيرة

يشير المحللون إلى أن العالم مليء بالنفط، وأن الطلب يستمر في النمو، لكن الإنتاج من المرجح أن يواكب هذا النمو. فقد شهدت البرازيل وكندا وغويانا والولايات المتحدة زيادة في إنتاجها النفطي، وهو ما يواجه التخفيضات التي أقرتها منظمة أوبك وحلفاؤها، والتي بلغت نحو خمسة ملايين برميل يوميًا، أي ما يعادل خمسة بالمئة من الطلب العالمي.

وأضاف بوركارد: “إن معرفة كل ما يمكن أن يصل إلى السوق من نفط يساعد في كبح جماح الأسعار، ولهذا السبب فإن المخاوف الجيوسياسية لا تخلف تأثيرًا كبيرًا”.

الصين وتباطؤ الطلب على النفط

من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بنحو مليون برميل يوميًا فقط في عام 2024، وهو أقل من نصف الزيادة التي شهدناها في عام 2023، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى الصين، التي كانت مسؤولة عن ما يقرب من نصف الزيادات في الاستهلاك في العقدين الماضيين.

وتواجه الصين الآن تباطؤًا في الطلب بسبب تحولها إلى المركبات الكهربائية، مما سيؤدي إلى انخفاض الطلب على الديزل هذا العام وعلى البنزين في عام 2025.

قرارات أوبك والتأثير المستقبلي على الأسواق

في يونيو الماضي، وافقت المملكة العربية السعودية وبعض حلفائها على بدء ضخ ما قد يصل إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميًا من النفط إلى السوق، بدءًا من أكتوبر المقبل.

ويبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت المجموعة ستلتزم بهذا القرار، الذي سيتم مراجعته بانتظام من قبل المنتجين. ومن المرجح أن تبدأ المجموعة في زيادة الإنتاج هذا الخريف، إلا أن هناك مخاوف من أن أي زيادة سريعة في الإمدادات قد تؤدي إلى إغراق الأسواق، مما يضع السعودية في موقف صعب بين التوازن بين العرض والطلب.

في النهاية، تظل أسعار النفط رهينة لمجموعة من العوامل المتشابكة التي تشمل السياسة، العرض، والطلب العالمي، ما يجعل من الصعب التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية بدقة، لكن من المؤكد أن وفرة الإمدادات وتباطؤ الطلب يلعبان دورًا حاسمًا في إبقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية.

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

حكومة شرق ليبيا تهدد بوقف الإنتاج عقب اقتحام مزعوم لـمؤسسة النفط في طرابلس

طالبت حكومة الشرق الليبي المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد بفتح تحقيق موسع في الاعتداء على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة طرابلس، وملاحقة وضبط المعتدين، مهددة بأنها قد تتخذ إجراءات احترازية من بينها إعلان القوة القاهرة على حقول النفط.

وقالت الحكومة، في بيان عبر صفحتها على «فيسبوك»، إنها تابعت واقعة "الاعتداء على المؤسسة الوطنية للنفط"، وتدين الاعتداء على مكتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة وتهديد وترهيب موظفيها باستعمال السلاح".

وأكدت حكومة حماد أن "مثل هذه الاعتداءات المتكررة على مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسات النفطية من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من الحكومة منتهية الولاية، تشكل خطرا كبيرا على قطاع النفط، وعلى أموال وقوت الليبيين بشكل عام، وتقوض جميع فرص توحيد المؤسسات العامة خاصة السيادية منها".


وأضافت أن "المجموعات المسلحة أجبرت المؤسسة على إصدار بيان ينفي حصول الواقعة، والتي حصلت على مرأى ومسمع الكثيرين من الموظفين".

وقالت الحكومة إنها "إزاء هذه الاعتداءات المتكررة على المؤسسة الوطنية للنفط والشركات التابعة لها، فإن الحكومة الليبية قد تضطر لاتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الاحترازية، ومن بينها إعلان حالة القوة القاهرة على الحقول والموانئ النفطية، أو اتخاذ قرارها بنقل مقر المؤسسة الوطنية للنفط مؤقتا لإحدى المدن الآمنة مثل مدينة راس لانوف أو البريقة أو غيرها من المدن".

وفي وقت سابق الأربعاء، أفاد مصدر بالمؤسسة الوطنية للنفط بأن مجموعة مسلحة اقتحمت، الأربعاء، مبنى المؤسسة في طرابلس، وسيطرت على أجزاء منه.


لاحقا نفت مؤسسة النفط الاقتحام، مضيفة أن ما جرى "لا يتعدى كونه خلافًا شخصيًا محدودًا وقع في منطقة الاستقبال".

من جهتها، نفت حكومة طرابلس، المعترف بها دوليا حادثة الاقتحام، ونشرت تسجيل فيديو لمقر المؤسسة الوطنية للنفط وكتبت تعليقا قالت فيه: "تفنيدا لما تم تداوله بشأن اقتحام مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس.. كاميرا منصة حكومتنا ترصد الأجواء في محيط المؤسسة وداخلها، حيث أظهرت استقرار الأوضاع وعدم وجود أي مؤشرات على وقوع اقتحام أو اضطرابات أمنية".


مقالات مشابهة

  • تصل إلى 450 جنيها.. صباح البلد يستعرض أسعار اللحوم قبل عيد الأضحى
  • كيف أطاحت نكتة عن “الأرز” بمنصب وزير ياباني؟
  • التمرد المالي الكردي يعيد شبح الانهيار السياسي في العراق
  • الرسوم الجمركية وتوقعات أوبك بلس تدفع النفط نحو خسارة أسبوعية جديدة
  • رئيس مدينة بورفؤاد: وجهت باستمرار الحملات التفتيشية ومراقبة الأسعار بشكل يومي
  • أسعار النفط تتراجع بأكثر من 1% بفعل مخاوف الطلب الصيني وترقب عقوبات جديدة على روسيا
  • حكومة شرق ليبيا تهدد بوقف الإنتاج عقب اقتحام مزعوم لـمؤسسة النفط في طرابلس
  • الذهب يتراجع 2.4% مع انخفاض الطلب العالمي على الملاذ الآمن
  • ارتفاع في أسعار الأضاحي بتركيا قبل العيد.. ما هي الأسعار في إسطنبول وأنقرة وإزمير؟
  • المتحدثة باسم «الأغذية العالمي» في الخرطوم لـ«الاتحاد»: 25 مليون سوداني يُعانون الجوع الحاد