مشروع ضخم لتأمين احتياجات طنجة الكبرى من المياه..تفاصيل الربط بين سدي واد المخازن ودار خروفة
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
يطمح المشروع الضخم للربط بين سدي واد المخازن ودار خروفة إلى دعم الأنشطة الفلاحية السقوية بمدار دار خروفة وتأمين تزويد طنجة الكبرى بالماء الصالح للشرب.
ويندرج هذا الطريق السيار المائي في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، الذي يتم تنفيذه وفقا للتوجيهات الملكية السامية، كاستجابة استباقية لمسألة تدبير الموارد المائية التي ما فتئ نطاقها يتعاظم خلال السنوات الماضية.
وأكد مراد العلاكي، رئيس مصلحة الهندسة بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باللوكوس، الذي عهد إليه تنفيذ المشروع تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات -قطاع الفلاحة-، أن هذا الطريق المائي الجديد، الذي خصصت له ميزانية قدرها 840 مليون درهم، والذي يتواصل إنجازه على قدم وساق، سيمكن من نقل كمية قدرها 100 مليون م3 من المياه سنويا إلى سد دار خروفة الذي يزود قطب طنجة الكبرى بالمياه الصالحة للشرب.
وأوضح المتحدث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المشروع، الذي يندرج في إطار مشاريع الربط بين السدود لتأمين إمدادات مياه الشرب وتدبير الإجهاد المائي، سيمكن من توفير مياه الري بالمدار السقوي لدار خروفة الممتد على مساحة 21 ألف هكتار.
وأضاف أن هذا المشروع، الأول من نوعه بجهة الشمال، يتضمن أساسا إنجاز محطة لضخ المياه ذات صبيب 3.2 م3 في الثانية، وقنوات الربط والتفريغ والإمداد، مشيرا إلى أنه تم إسناد تنفيذ المشروع إلى شركات مغربية ذات خبرة عالية في هذا المجال.
وجاء إنجاز هذا المشروع تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يضع قطاع الماء في صلب انشغالاته، بالنظر إلى دوره الحيوي في التنمية والأمن المائي والغذائي للمملكة.
ويطمح هذا الطريق السيار المائي إلى تلبية الحاجيات المائية المتزايدة لقطب طنجة الكبرى، في وقت تتراجع فيه نسب ملء السدود ولا تتجاوز 28 في المائة على الصعيد الوطني، مع توزيع غير متوازن بين مختلف الأحواض المائية، وذلك إثر توالي عدة سنوات من الجفاف.
علاوة على ذلك، ومع الضغط الديموغرافي والإفراط في الاستهلاك وتراجع التساقطات المطرية، انتقل استهلاك الموارد المائية من 2560 مترا مكعبا لكل فرد سنويا في العام 1960 إلى 606 مترا مكعبا لكل فرد حاليا.
وتهدف مشاريع البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020- 2027، الذي رفعت ميزانيته من 115 مليار درهم إلى 143 مليار درهم، بشكل أساسي إلى ضمان التزويد المنتظم من الماء الصالح للشرب لكافة السكان، مع تلبية الاحتياجات من مياه الري أيضا.
علاوة على ذلك، وتماشيا مع التعليمات الملكية السامية الواردة في خطاب العرش وفي إطار مواصلة تفعيل هذا البرنامج، تمت برمجة عدة مشاريع لمواجهة الوضعية المائية الحرجة المتسمة بالتغيرات المناخية التي يعرفها المغرب.
ويتعلق الأمر أساسا بتسريع برامج بناء السدود من خلال إعطاء الأولوية للمشاريع الواقعة في المناطق التي تسجل معدلات مرتفعة من التساقطات، وتحلية مياه البحر لتصل إلى حجم 1,7 مليار متر مكعب في السنة، ونقل المياه بين حوضي اللوكوس وأم الربيع بحجم 1 مليار متر مكعب سنويا، واقتصاد المياه في شبكات توزيع مياه الري والشرب.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: طنجة الکبرى
إقرأ أيضاً:
مدبولي: محطة الربط الكهربائي المصري السعودي إحدى ركائز التكامل العربي بمجال الطاقة
تابع اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ميدانياً، مراحل الاختبار والتشغيل التجريبي لمحطة الربط المصري السعودي العملاقة بمدينة بدر، "جهد 500 كيلو فولت تيار مستمر".
ورافق رئيس الوزراء خلال الزيارة، المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، القائم بمهام وزيرة البيئة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والمهندسة صباح مشالي، نائب وزير الكهرباء، والمهندسة منى رزق، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وعددٍ من مسئولي الوزارة، وتحالف الشركات المُنفذة للمشروع.
وتعدُ هذه المحطة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم وتكنولوجيا التصنيع والتشغيل والاستخدام على خطوط الربط مع الشبكات الكهربائية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن زيارته للمحطة اليوم تأتي اتصالاً بالحرص على متابعة الخطوات النهائية لاختبار وتشغيل هذه المحطة؛ التي تُمثل أحد الركائز المُهمة لمشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، والذي يحظى باهتمام ومُتابعة مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظرا لأهمية هذا المشروع كنموذج فاعل للتكامل العربي في مجال الطاقة، ودوره في تعزيز فعالية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المُتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.
بدوره، أشار المهندس محمود عصمت إلى أن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي؛ يهدف لخلق جسر من الطاقة الكهربائية يربط بين البلدين الشقيقين، وذلك في إطار العمل على إنشاء شبكة كهربائية مُتكاملة تربط بين الدولتين، وما ينتج عنه من تبادل للطاقة الكهربائية بكفاءة ومرونة تمهيداً لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء، وذلك انطلاقاً من رؤية واضحة وخطة متكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وإيجاد حلول عاجلة ومستدامة لاستقرار الشبكة الموحدة وتحسين جودة الخدمة، بالإضافة إلى التوسع في الاعتماد على الطاقات المتجددة ورفع كفاءة تشغيل محطات التوليد وخفض استخدام الوقود.
وأضاف وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن هذا المشروع يهدف إلى استغلال الاختلاف في وقت حدوث ذروة الحمل بين شبكتي البلدين، لتعظيم الاستفادة من قدرات التوليد في مصر والسعودية وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادي للشبكة، ويعد ربطاً بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة ونواة لربط كهربائي بين قارات افريقيا وآسيا وأوروبا.
وخلال التفقد، زار الدكتور مصطفى مدبولي ومرافقوه جانباً كبيراً من أقسام المحطة ومركز التحكم والتشغيل، كما تابع مراحل الاختبارات التي تُجرى لجميع المُعدات وكافة المُهمات، ومُكونات المحطة تمهيداً لبدء تشغيل المشروع؛ والربط على الشبكة الكهربائية المُوحدة في مصر والسعودية قبل نهاية العام الجاري؛ في إطار رؤية الدولة لإيجاد حلول مُستدامة للحفاظ على استقرار الشبكة القومية الموحدة، وتحسين جودة التغذية.
وشدد رئيس الوزراء خلال التفقد، على ضرورة الالتزام بالمواعيد المقررة للتشغيل، حيث تمت الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من محطة محولات بدر ومحطة سكاكين طابا ٢، والخط الهوائي ( بدر / طابا ۲ ) جهد ٥٠٠ ك.ف بطول حوالي (٣٢٠ كم)، وكذا الانتهاء من تنفيذ أعمال الكابلات البحرية والأرضية، والتركيبات للمهمات وفرد كابلات الجهد المتوسط والمنخفض وأعمال التغذية الكهربية بالـ (AC - DC)، وتشغيل لوحات التحكم والتركيبات الخاصة بنهايات الكابلات واختبارات لوحات التحكم وشبكة الصرف والمياه والألياف الضوئية (OPGW)، وغيرها من مجريات إنجاز المحطات وخط الربط استعداداً لبدء التشغيل والربط على الشبكة الكهربائية.
وعقب التفقد، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً بموقع المشروع ضم الوزراء والمسئولين وممثلي تحالف الشركات المنفذة، والاستشاريين.
وقد عرضت المهندسة ايمان قداح، ممثل استشاري المشروع، تقريراً تناول الوضع الراهن لمسار مشروع الربط من الجانب المصري، ومعدلات تنفيذ الأعمال، لاسيما البنية التحتية، ومسارات الخطوط الهوائية والكابلات البحرية، بالإضافة إلى استعراض المخطط الزمني الحالي ومواعيد التشغيل النهائي.
وخلال الاجتماع، أشاد رئيس الوزراء بالجهد المبذول من جانب الشركات المنفذة، ووجه بسرعة العمل على الانتهاء من المرحلة الثانية من هذا المشروع؛ ليكون المشروع بمرحلتيه جاهزاً للتشغيل بحلول أبريل 2026.
كما وجه رئيس الوزراء بتصوير هذا المشروع العملاق بشكل احترافي حتى يتسنى إظهار حجم الجهد المبذول به.
من جانبه، تقدم تحالف الشركات المنفذة بالشكر لرئيس الوزراء على المتابعة الدؤوبة لخطى تنفيذ هذا المشروع، وكذا الشكر لوزير الكهرباء والطاقة المتجددة على تيسير الكثير من المهام، وتذليل التحديات المختلفة، والتنسيق مع الجهات المعنية، وتمت الإشارة إلى أن الشركات المُنفذة سجلت نحو 11.6 مليون ساعة عمل حتى الآن في هذا المشروع الواعد.
كما تم خلال الاجتماع الإشادة بكفاءة العمال المصريين الذين تم الاعتماد عليهم في تنفيذه، وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء ضرورة إنشاء مدارس لتعليم شبابنا المهارات الفنية الخاصة بمثل هذه المشروعات مع إمكانية تصدير العمالة لتنفيذ مثل هذه المشروعات في دول أخرى.
يشار إلى أن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي بقدرة 3000 ميجاوات، ويتكون من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ؛ الأولى في شرق المدينة بالسعودية، والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة، ويربط بينهما خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومتراً، وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.