بث مباشر| أردوغان يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي في تركيا
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
كتب- محمد عبدالناصر:
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل قليل، إلى أنقرة، فى زيارة رسمية للجمهورية التركية، تلبية للدعوة المقدمة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضح السفير أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن زيارة الرئيس التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس أردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، سواء ثنائياً أو على مستوى الإقليم، الذي يشهد تحديات جمة تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين.
أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سعادته بزيارته الأولى إلى تركيا ولقاء نظيره الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال الرئيس السيسي- في تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)- "أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي الأولى للجمهورية التركية، ولقائي مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد الزعيم المؤسس مصطفى كمال أتاتورك".
وأضاف الرئيس السيسي "لعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استناداً لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين".
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حادث طابا هيكلة الثانوية العامة سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أسعار الذهب زيادة البنزين والسولار التصالح في مخالفات البناء معبر رفح تنسيق الثانوية العامة 2024 سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان السيسي وأردوغان الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس رجب طيب أردوغان تركيا
إقرأ أيضاً:
ما رمزية ودلالات زيارة بابا الفاتيكان القادمة إلى تركيا؟
أنقرة- أعلن الفاتيكان أن أولى جولات البابا الجديد، ليو الـ14، خارج البلاد، ستكون إلى تركيا بين 27 و30 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بدعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقيادات دينية في البلاد، وستكون أول زيارة بابوية إلى تركيا منذ 11 عاما.
وتكتسب الجولة رمزية استثنائية تجمع بين البعد الروحي والدبلوماسي، إذ تأتي في وقت تحاول فيه أنقرة إبراز نفسها كجسر للحوار بين الأديان والثقافات، في حين يسعى الفاتيكان إلى تأكيد حضوره في الشرق عبر محطات ذات دلالات تاريخية ودينية عميقة.
برنامج الزيارة
وبحسب بيان للمتحدث باسم الفاتيكان، من المنتظر أن تتضمن جولة البابا في تركيا محطات دينية ورسمية متعددة تبدأ من العاصمة أنقرة، حيث يجري لقاءات مع كبار المسؤولين الأتراك في القصر الرئاسي ومؤسسات الدولة، في تقليد دبلوماسي للزيارات البابوية الرسمية.
ويرتقب أن تتناول المباحثات قضايا الشرق الأوسط الحساسة، من القدس والأراضي المقدسة إلى أوضاع اللاجئين والحوار بين الأديان.
وفي اليوم التالي، ينتقل إلى إسطنبول للقاء بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول في مقر البطريركية الأرثوذكسية بحي فنار، في محطة تجدد رسائل التقارب والوحدة بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.
وتختتم الزيارة بحج رمزي إلى مدينة نيقية التاريخية (إزنيق حاليا بمحافظة بورصة شمال غربي تركيا)، حيث يُقام احتفال خاص بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الأول عام 325 ميلاديا، وهو أحد أهم الأحداث في التاريخ الكنسي.
وأكد الفاتيكان أن إدراج نيقية في برنامج الزيارة يحمل دلالة رمزية وروحية عميقة، إذ يربط بين الماضي التأسيسي للمسيحية والحاضر الساعي إلى ترسيخ وحدة الإيمان. كما يتوقع أن يشارك البابا في صلوات واحتفالات مشتركة تجمع قيادات ورموزا من مختلف الكنائس المسيحية في نيقية وإسطنبول.
إعلانوتأتي هذه الجولة تحقيقا لرغبة سلفه الراحل البابا فرانشيسكو الذي كان قد عبّر عن أمله بزيارة نيقية عام 2025، قبل أن يرحل في أبريل/نيسان الماضي. وبزيارته المرتقبة، يؤكد البابا الجديد حرصه على مواصلة نهج سلفه في بناء الجسور بين الكنائس وتعزيز حضور الفاتيكان في الشرق الأوسط.
الفاتيكان: البابا ليو يزور #تركيا في أول جولة خارجية أواخر نوفمبرhttps://t.co/OsggInZjT8 pic.twitter.com/JoxD1D7Tc8
— Turkpress (@TurkPressMedia) October 11, 2025
زيارة تاريخيةوتحل الذكرى الـ1700 لانعقاد مجمع نيقية الأول عام 325 ميلاديا، لتمنح زيارة البابا ليون الـ14 إلى تركيا بعدا تاريخيا وروحيا، فالمجمع، الذي انعقد في مدينة نيقية، يعد أول مجمع مسكوني في تاريخ المسيحية، وفيه وُضعت الأسس العقائدية الجامعة للإيمان المسيحي، وصيغ الجزء الأكبر من قانون الإيمان النيقاوي الذي لا تزال الكنائس بمختلف طوائفها تتلوه حتى اليوم.
ومن المقرر أن يشارك في الاحتفالات التي ستقام في مدينة إزنيق عدد من بطاركة الكنائس وزعماء الطوائف المسيحية من مختلف أنحاء العالم، في حدث يوصف بأنه الأكبر من نوعه منذ قرون.
وسيكون الحج المشترك إلى نيقية الذي سيقوم به البابا ليون الـ14 إلى جانب بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول محطة رمزية غير مسبوقة في مسار التقارب الكاثوليكي-الأرثوذكسي، إذ لم يسبق أن زار بابا وبطريرك القسطنطينية معا موقع أول مجمع كنسي في التاريخ.
وتعد هذه الزيارة الخامسة من نوعها في تاريخ العلاقات البابوية التركية، بعد زيارات البابا بولس السادس (1967)، ويوحنا بولس الثاني (1979)، وبنديكت السادس عشر (2006)، وفرانشيسكو (2014).
وقد مثَّلت كل واحدة من تلك الزيارات محطة فارقة في مسار الحوار الإسلامي المسيحي، إذ شهدت زيارة بنديكت السادس عشر صلاة نادرة في المسجد الأزرق بإسطنبول، تبعها البابا فرانشيسكو بصلاة صامتة في المكان ذاته، في رسالة بالغة الدلالة على الاحترام المتبادل بين أصحاب الديانتين.
ومن المنتظر أن تسير زيارة البابا ليو الـ14 على النهج ذاته، عبر لقاءات مع رجال الدين المسلمين في تركيا، وإطلاق دعوات جديدة لتعزيز قيم السلام والأخوّة الإنسانية.
وفي لقائها مع البابا في الفاتيكان يوليو/تموز الماضي، قالت السيدة الأولى أمينة أردوغان إن تركيا كانت على مدى قرون "أرضا تعايشت فيها الأديان والثقافات بسلام"، مؤكدة أن "المجتمعات المسيحية جزء أصيل من النسيج الحضاري التركي"، ومشيرة إلى تعديلات قانونية أعادت ملكيات للأقليات الدينية في السنوات الأخيرة.
لماذا تركيا؟في السياق، يرى المحلل السياسي عمر أفشار، أن اختيار تركيا كأول وجهة خارجية للبابا ليو الـ14 ليس قرارا بروتوكوليا فحسب، بل يحمل أبعادا رمزية ودبلوماسية دقيقة من الطرفين، الفاتيكان وأنقرة على حد سواء.
ويشير أفشار في حديثه للجزيرة نت، إلى أن الزيارة تأتي من منظور الفاتيكان ضمن رؤية انفتاح تجاه الشرق الإسلامي في مرحلة تشهد توترا جيوسياسيا متصاعدا، موضحا أن تركيا تمثل للفاتيكان جسرا فريدا بين الشرق والغرب وبلدا ذا أغلبية مسلمة يحتضن مؤسسات كنسية بارزة مثل بطريركية القسطنطينية، مما يجعلها ساحة رمزية للحوار بين الأديان.
إعلانويرى أن اختيارها كأول محطة للبابا يوجه رسالة ودية إلى العالم الإسلامي تؤكد أن "الفاتيكان يفضل بناء الجسور لا الجدران في عالم يزداد استقطابا".
ويعتبر أفشار أن أنقرة تنظر إلى الزيارة على أنها فرصة لتعزيز مكانتها كجسر حضاري ودبلوماسي بين الشرق والغرب، مشيرا إلى أن استقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية يمنح تركيا زخما رمزيا في الخطاب الديني العالمي ويعكس قدرتها على إدارة التنوع الديني داخل حدودها.
كما يرى أن للزيارة أبعادا داخلية، إذ تسعى الحكومة التركية من خلالها إلى إبراز خطابها حول التسامح والانفتاح، وإعادة تقديم نفسها للعالم كدولة تحافظ على استقلالها عن المحاور الدولية المتنافسة.