في ظل متاعبه القانونية.. ما حظوظ ترامب في العودة إلى البيت الأبيض؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
قلل ضيوف برنامج "من واشنطن" من حظوظ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، لافتقاده إجماع الحزب الجمهوري بشأن ترشحه.
ورغم التهم الجنائية التي تلاحقه، فإن ترامب يعود إلى واجهة الأحداث السياسية في الولايات المتحدة، ويستمر في تلقي الدعم من بعض المواطنين الأميركيين، وهذا ما أظهره استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز وموقع إبسوس للإحصائيات.
ويشير الاستطلاع إلى أن 47% من الجمهوريين يدعمون ترامب، وأن 35% منهم سيدعمونه إذا تمت إدانته بجناية، و28% سيدعموه إذا قضى عقوبة بالسجن.
غير أن العضو المعتمد لدى المحكمة الأميركية العليا كمال النعواش لديه قناعة بأن أنصار ترامب لن يوصلوه لمنصب الرئاسة مرة أخرى، مؤكدا أن ترشيحه لمواجهة الرئيس الحالي جو بايدن يحتاج إلى إجماع داخل الحزب الجمهوري، بالإضافة إلى أن التهم الجنائية التي تلاحقه ستعيق التصويت لصالحه.
وقالت جين كارد، وهي معلقة سياسية لشؤون الحزبين في الولايات المتحدة، إن شعبية ترامب تزدادا بين أنصاره كلما وجهت له التهم في القضايا التي تلاحقه، وحذرت من أن سجنه أو اعتقاله قد يؤدي إلى انشقاق في صفوف الأميركيين.
أما بروس فاين، وهو مساعد نائب وزير العدل الأميركي سابقا، فركز -في حديثه لحلقة (2023/8/10) من برنامج "من واشنطن"- على ضرورة أن يحترم الرئيس السابق العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، ولا يهم إذا فاز ترامب أو غيره في الانتخابات الرئاسية القادمة، لكنه أشار في سياق كلامه إلى طلب ترامب من نائبه مايك بنس في يناير/كانون الثاني 2020 أن يختاره هو بدلا من الدستور الأميركي.
وفي السياق نفسه، انتقد بروس سلوك ترامب وأنصاره في إعاقة الانتقال السلمي للسلطة، في إشارة منه إلى الهجوم على مبنى الكونغرس في السادس من ينار/كانون الثاني 2021، واعتبر أن هذه القضية هي أخطر ما يواجهه ترامب من اتهامات من الناحيتين السياسية والقانونية، واصفا ما حدث بمحاولة لتدمير النظام الدستوري الأميركي.
في حين رأى كمال النعواش أن أخطر تهمة يواجهها ترامب تتعلق بقضية تعامله مع وثائق مصنفة سرية بعد مغادرته البيت الأبيض.
العفو عن ترامبوعن احتمال عفو الرئيس جو بايدن عن ترامب لإنهاء قضيته التي تثير الكثير من الجدل، قال النعواش إنه من الضروري منح مثل هذا العفو، ولكن في مقابل أن يتنازل ترامب عن مسألة خوض سباق الانتخابات القادمة.
أما بروس فاين فأكد أن الدستور الأميركي يخول لبايدن العفو، لكن سيكون ذلك بمثابة انتحار سياسي له.
يذكر أن ترامب يواجه تهما تتعلق باقتحام الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، ومحاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وفاز بها منافسه الديمقراطي بايدن، بالإضافة إلى قضية تعامله مع وثائق سرية عندما غادر البيت الأبيض، وقضية مدفوعات مشبوهة لممثلة أفلام إباحية سابقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
الغارديان: البيت الأبيض يواصل دعمه للحرب ضد غزة رغم الشجب الأوروبي
هدد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في الغرب "إسرائيل" بالتحرك ضدها وفرض عقوبات عليها إن لم توقف حربها ضد قطاع غزة وسط صمت أمريكي، تزامنا مع طلب جيش الاحتلال من الفلسطينيين في غزة الإخلاء، ووسط استمرار صمت البيت الأبيض.
وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها إن مطالب الجيش من سكان خانيونس، جنوبي القطاع الجلاء تحسبا لما أطلق عليه "هجوما غير مسبوق، رغم التقارير حول الضغط من إدارة دونالد ترامب على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع الذي يقف على حافة المجاعة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جيمس هيويت في بيان: "رفضت حماس كل مقترحات وقف إطلاق النار، وتتحمل والحالة هذه المسؤولية عن هذا النزاع"، وهو ما يشير إلى الموقف الذي ورثته الإدارة عن إدارة بايدن ورغم الأدلة المتزايدة عن الكارثة الإنسانية.
وقد أمر جيش الاحتلال الإثنين الماضي سكان خانيونس الجلاء عن المدينة "فورا" حيث يحضر لـ "تدمير قدرات المنظمات الإرهابية" كما زعم، فيما يشير إلى خطة لتكثيف القصف الذي أدى لاستشهاد أكثر من 53,000 فلسطينيا، حسب تقديرات السلطات المحلية في القطاع.
ورغم التعهدات الإسرائيلية بـ"تدمير" غزة، إلا أن معارضة الكونغرس - والديمقراطيين عموما – كانت صامتة وضعيفة إلى حد كبير. وبينما يواجه القطاع المحاصر ما وصفته منظمة الصحة العالمية "إحدى أسوأ أزمات الجوع في العالم"، ظهر قبل أيام أكثر من ثلاثين عضوا في الكونغرس من كلا الحزبين في فيديو للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) احتفالا بالذكرى السابعة والسبعين لـ"قيام إسرائيل".
وفي نيويورك، رفع أندرو كومو، المرشح الأبرز لمنصب عمدة المدينة، العلم الإسرائيلي في مسيرة "يوم إسرائيل" السنوية التي أُقيمت في المدينة الأحد.
وقال التقرير إن "هذا الركوع السياسي يأتي في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في آذار/ مارس انخفاض الدعم الأمريكي لإسرائيل إلى 46 بالمئة وهو أدنى مستوى له منذ 25 عاما، بينما ارتفع التعاطف مع الفلسطينيين إلى مستوى قياسي بلغ 33 بالمئة".
وعبر الديمقراطيون الذين شاركوا في الاستطلاع عن تعاطفهم مع الفلسطينيين ضد الإسرائيليين بنسبة ثلاثة إلى واحد، في حلقة حديثة من برنامج "ذي ليت شو" (البرنامج الأخير) مع ستيفن كولبير، قال السناتور المستقل بيرني ساندرز: إن تردد واشنطن في تغيير مسارها على القوة المالية لجماعات الضغط.
وأضاف ساندرز: "إذا تكلمت بصراحة عن هذه القضية، فستلاحقك لجان العمل السياسي الكبرى مثل آيباك"، مشيرا إلى حملة آيباك القياسية التي بلغت 14.5 مليون دولار لإزاحة النائب الديمقراطي جمال بومان بعد أن اتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية.
وأوضحت الصحيفة أنه "وسط الإجماع العام من الحزبين على دعم إسرائيل، إلا أن هناك مجموعة من النواب التقدميين في الحزب الديمقراطي والتي أستبعدت إلى حد كبير من الخطاب العام في واشنطن، فقد أدانت النائبة ديليا راميريز "الثنائي المتطرف القاتل وغير المسؤول" المتمثل في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب".
ونقلت الصحيفة قول راميريز: "أكد الأمريكيون أنهم لا يريدون التواطؤ في حملاتهم البربرية. لقد حان الوقت لنا في الكونغرس لممارسة سلطتنا واتخاذ الإجراءات اللازمة. لا سنت واحد إضافي، ولا قنبلة واحدة إضافية، ولا ذريعة واحدة إضافية".
وبالمثل، شجبت النائبة إلهان عمر الفصل الأخير من الحرب غير المتوازنة على غزة، واصفة إياه بأنه "وصمة عار أخلاقية أخرى لا تغتفر"، قائلة: "رغم رحلة دونالد ترامب [إلى الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي] فلا نزال بعيدين عن وقف إطلاق النار".
وأضافت: "من العار استمرار المدنيين الأبرياء دفع الثمن". وقبل فترة قاد السناتور الديمقراطي عن ولاية فيرمونت، بيتر ويلتش 29 من زملائه لتقديم قرار يدعو إدارة ترامب إنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضحت "مضى أكثر من شهرين ومنذ استخدام الحكومة الإسرائيلية قوتها لمنع الطعام والدواء والعلاج الذي ينقذ مرضى السرطان ونظام غسيل الكلى وحليب الأطفال وأكثر عن العائلات الجوعى حول غزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن المشرعين قد يعربون عن مخاوفهم، إلا أن تأثيرهم على السياسات يبقى محدودا. وهو ما يجسد الفجوة المتزايدة بين صناع القرار في واشنطن والمشاعر العامة. كما أن تراجع حدة الحركة الشعبية الداعمة لحقوق الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وهذا بسبب حملة القمع الشرسة التي شنتها إدارة ترامب على الجامعات التي شهدت احتجاجات العام الماضي، قد يخفف بعض الضغط عنهم للتحرك.
وأخبر مصدر مطلع على المناقشات بين الولايات المتحدة وإسرائيل صحيفة "واشنطن بوست" أن الأمريكيين شددوا موقفهم تجاه إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن هناك ضعوطا أمريكية متزايدة على إسرائيل للموافقة على إطار عمل لوقف إطلاق نار مؤقت. وقال المصدر: "يقول فريق ترامب لإسرائيل: سنتخلى عنكم إذا لم تنهوا هذه الحرب". وقد تجاهل كل من ترامب ونائبه جيه دي فانس إسرائيل في رحلاتهما الخارجية الأخيرة، وهو ما فسر على نطاق واسع على أنه تجاهل لنتنياهو.
وأعلن نتنياهو عن السماح بدخول المساعدات الإنسانية ولكن في "الحد الأدنى" إلى غزة، وأعلنت الأمم المتحدة يوم الاثنين أن السماح لتسع شاحنات مساعدات بالدخول إلى غزة، وهو ما يعتبر "نقطة ماء في بحر" بالنظر إلى حجم اليأس الذي تعيشه غزة.
وختمت الصحيفة البريطانية بالقول: "سيتضح في الأيام المقبلة ما إذا كانت الأصوات الأمريكية الداعية إلى تغيير السياسة الأمريكية وإنهاء الحرب الكارثية مجرد صرخات في الفراغ أم لا".