سواليف:
2025-07-13@10:11:00 GMT

ما زلنا هنا

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

#ما_زلنا_هنا

من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 23 / 6 / 2019

لم ننهزم بعد، ما زال فينا بعض المقاتلين وبعض الحصّادين.. نذود عن خُصل #السنابل بالمناجل، نمشّط غرة #القمح الشقراء بأصواتنا، ننهض كل «شوال» تسقطه الحصّادة لأنه يشبهنا ومن يشبهنا لا يليق به السقوط..
ما زلنا هنا، نفلح #الأرض بما أوتينا من حياة ،صحيح أن سفح الجباه كساه ثلج العمر، ولوّحت شمس الشقاء ابتساماتنا الا أننا لا نموت، «فالأكياس» البيضاء «أسبرين» حياتنا، وأكفان أعدائنا لن نتوقف عن خياطتها الا إذا غادرتنا الحياة.

.
تأسرني الطقوس ،تلك الجلسة السنوية على رأس «السهم» تحت زيتونة أو تحت ظل «البكم».. نجلس على التراب نمسك عود القش نكتب أو نحسب أو نرسم ما يدور في أذهاننا، وعلى التراب يُبنى جدول ضربٍ سريع بين أخي محمود والبدوي الأمين وصفي اللحلوح يحسب على التراب ثمن «العقير» وعدد «خيشات التبن» ويحسم منه الدفعة الأولى، نشرب الشاي المخلوط بالقش.. ونراقب #الحصادة التي تتّجه شرقاً وكأنها تجر الشمس خلفها، نراها بعيدة، صوتها شجي يوقظ الصمت الرتيب، نراها دجاجة تبيض لنا الأكياس البيضاء، يدغدغها نسيم السهل الذي يتحلل للتو من إحرام الحنطة في حجّ الحصاد.. نراها أمّاً تخبز لنا الرغيف القادم والحلم الذي يجدد اشتراكه كل عام، نراها تسطّر لنا دفتر كل الأيام كي لا يحيد حرف الفلاح عن خط «كوارته» وكرامته.. وبعد أن تصافح «رأس السهم شرقاً» تلتف لنا باسمة بدخان مخلوط بغبار القمح الذهبي..
ما زلنا هنا، نسأل عن «الحَبّ» و«الحبّ» عن «سعر العقير» وعن «الرمي» وعن جيران سبقونا قبل أيام بالحصاد.. ما زلنا هنا، يعلق القش الناعم فوق رموشنا، يلتصق بنا كأصغر الأبناء، يلوّن ملابسنا، ما زلنا هنا، «نعكُم» الشوالات، الساعد يمسك الساعد، والكف تلتقف الرسغ فيتوحّد النبض على وسادة الحنطة.. ما زلنا هنا، نأبى الانكسار، نأبى الرحيل، نأبى الانفصال عن تفاصيل أبي وأحلام أبي وأرض أبي..
ما زلت هنا، لكنني أشعر بالحزن آخر الموسم، عندما تودّع السنابل الأرض، يذهب القش مع مالك جديد.. ويذهب القمح مع مالك آخر، ويبقى السهلُ وحيداً لا يؤنسه سوى عصافير بحّ صوتها وهي تبحث عن أعشاشها وعن صغارها التائهين.. أشعر بالحزن عندما يطير غبار الذهب شرقاً، عندما تتدحرج «كبّة الخيطان»، وتتعثر ببيت شوك، عندما تتدحرج كبّة الأحلام وتتعثر بزفير شوق، عندما يغادر صوت آخر مركبة لنا في المدى.. أحزن لأنني لا أدري متى سأعود إلى حجّ السنابل مرّة أخرى!!
لكننا ما زلنا هنا..

مقالات ذات صلة لماذا لا يصوت الأردنيون المغتربون في الانتخابات البرلمانية؟ 2024/09/07 #67يوما #اعيدوا_لنا_احمد #الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي #سجين_الوطن #غزة_تباد #الحرية_لكافة_المعتقلين

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: السنابل القمح الأرض سجين الوطن غزة تباد

إقرأ أيضاً:

كمين قاتل لجنود الجيش الإسرائيلي يُظهر تحولا جديدًا في قتال حماس

(CNN)-- كان الهجوم المفاجئ القاتل في غزة صادمًا بقدر ما كان موقعه.

ليلة الاثنين، عبرت مجموعة من الجنود الإسرائيليين طريقًا تستخدمه الدبابات والمركبات المدرعة على بُعد ميل تقريبًا من السياج الحدودي عندما انفجرت قنبلة.

تم التحكم بها عن بُعد، فاخترقت جنود كتيبة "نيتسح يهودا"، وهي وحدة مكونة من جنود متشددين.

سارعت قوات إسرائيلية أخرى لمساعدتهم عندما انفجرت قنبلة ثانية، تم التحكم بها عن بُعد أيضًا. وعندما انفجرت قنبلة ثالثة بعد لحظات، جاء وابل من نيران الأسلحة الصغيرة من خلية تابعة لحماس كانت مختبئة في مكان قريب.

في غضون دقائق، قُتل خمسة جنود إسرائيليين وجُرح 14 آخرون، بعضهم إصاباتهم خطيرة.

وقع الهجوم في مدينة بيت حانون في الركن الشمالي الشرقي من غزة، والتي يمكن رؤيتها بسهولة من مدينة سديروت الإسرائيلية، في منطقة كان من المفترض أن تكون تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • كمين قاتل لجنود الجيش الإسرائيلي يُظهر تحولا جديدًا في قتال حماس
  • عندما أجد رأس ابني سأجد السلام.. 30 عاما على فظائع سربرنيتسا
  • ردة فعل سوما عندما طلبت منها ابنتها الخروج مع صديقتها..فيديو
  • إنريكي: أحب «النقد» وليس «المديح»!
  • لويس إنريكي: روح الفريق وراء نجاح سان جيرمان
  • تفريط..
  • عندما حاول الأخوان سرقة ثورة 23 يوليو وفشلوا
  • شكراً
  • ترامب والرسوم على ليبيا.. عندما تتحول التجارة إلى سلاح سياسي
  • حلم «الوظيفة» يطرق أبواب الأمل!