تسلمت الجمهورية اليمنية رئاسة أعمال الدورة 162 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين.

 

 وتسلم مندوب اليمن لدى الجامعة العربية السفير رياض الكعبري، رئاسة مجلس الجامعة العربية، من مندوب الجمهورية الإسلامية الموريتانية السفير الحسين سيدي عبدالله الديه، رئاسة الدورة "161" لمجلس الجامعة العربية.

 

وبدأت الأحد أعمال اجتماعات الدورة العادية "162" لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وذلك للتحضير لاجتماع وزراء الخارجية العرب، المقرر له الثلاثاء المقبل.

 

وأكد مندوب اليمن لدى جامعة الدول العربية رئيس الدورة "162" لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، أن "هذه الدورة سوف تكرس بدرجة رئيسية للاتفاق على موقف عربي مشترك إزاء العدوان الإسرائيلي الفاشي على الشعب الصامد في الأرض الفلسطينية المحتلة".

 

ويبحث مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، موضوعات تعزيز العمل العربي المشترك، والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وبند حول الشؤون العربية والأمن القومي العربي، وملفات التعاون العربي الدولي، وعدد من ملفات الشؤون الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للدول العربية.

 

وأوضح العكبري أن "الحقيقة الماثلة أمام الجميع اليوم في أن شعبا محتلا اعزلا يتعرض للإبادة الجماعية الممنهجة، والتطهير العرقي والتجويع المتعمد والتهجير".

 

وأشار إلى أن "مجلس الأمن الدولي لا يفي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف هذه الحرب الفاشية ضد الشعب الفلسطيني في غزه وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة، من حصار للمدن والمخيمات والتهجير القسري، واستخدام التجويع كسلاح في الحرب الهمجية الإسرائيلية، والقتل والتدمير الممنهجين للبنية التحتية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين والاقتحامات التي لا تتوقف على مدار الساعة للمدن والقرى والمخيمات، وهدم المنازل، وتجريف وتدمير جرافات الاحتلال للشوارع والبني التحتية واعتقال آلاف المواطنين الفلسطينيين المدنيين في ظروف غير إنسانية".

 

وشدد على أن "تلك المأسي والجرائم أصبحت عنوانا للفشل الذريع لما يطلق عليه المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي، حيث ترك الشعب الفلسطيني وحيدا يكابد جرائم الاحتلال وعواقبها الكارثية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: على مستوى المندوبین الدائمین جامعة الدول العربیة الجامعة العربیة

إقرأ أيضاً:

كيف تتعامل الدول العربية مع التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية؟

بعد مرور عقود من الزمن على نهاية الحرب العالمية الثانية، لا يزال العالم يواجه تأثيرات النظام الذي أُسّس على أنقاض تلك الحرب. وما يثير الاهتمام هو أن هذا "النظام" لم يكن سوى مجموعة من الترتيبات التي رسمها المنتصرون لضمان الهيمنة السياسية والاقتصادية، وكان جزء كبير منها يقوم على أفكار وآليات فرضت نفسها على دول العالم. كانت تلك الترتيبات مفصلة لصالح القوى الكبرى، حتى وإن بدت في ظاهرها كإجراءات تطمح إلى استقرار عالمي. لكن، هل كان هذا الاستقرار حقيقيا؟ أم أنه كان مجرد توازن هش أدى في النهاية إلى تأجيل الصراعات الكبرى؟

بعد أن ساد هذا النظام الذي استمر لأكثر من سبعين عاما، بدأ العالم يشهد تغيرات جذرية. فقد استطاعت دول جديدة، خاصة في شرق آسيا والهند، أن تكسر حدود النمو الاقتصادي وتحدث تحولا غير مسبوق في موازين القوى العالمية. كان هذا النمو نتيجة لتطبيق نفس المبادئ التي أرساها المنتصرون في الحرب، لكن مع مرونة تمكنت من تجاوز العديد من القيود التي فرضها "النظام" ما بعد الحرب. على الرغم من أن هذا التغير لم يمر دون مقاومة، فقد كان واضحا أن من يملك القدرة على الابتكار والتطوير، ويستثمر في التعليم والبنية التحتية، هو من سيحتفظ بمكانته في عالم سريع التغير.

على الرغم من أن هذا التغير لم يمر دون مقاومة، فقد كان واضحا أن من يملك القدرة على الابتكار والتطوير، ويستثمر في التعليم والبنية التحتية، هو من سيحتفظ بمكانته في عالم سريع التغير
لكن التغيير في القوى الاقتصادية لا يتوقف عند الحدود الاقتصادية فقط، بل يمتد إلى القوى الجيوسياسية. فدول مثل الصين والهند استطاعت أن تبني استراتيجيات جديدة ترفع من تأثيرها على الساحة العالمية. وفي المقابل، بدأت القوى الغربية التي كانت تتحكم بمفاصل النظام العالمي تشهد تراجعا في تأثيرها. الطبقات الوسطى في الولايات المتحدة وأوروبا بدأت تشعر بتراجع مستمر في مستوى معيشتها، وهو ما أثار مشاعر الإحباط والقلق بين شرائح واسعة من السكان. هذه الظروف كان لها تأثير بالغ في ظهور موجات من الشعبوية، وتزايدت الحركات السياسية التي تسعى للعودة إلى الماضي وتحدي النظام القائم، حيث نجد أن التغيرات التي طرأت على النظام العالمي ما بعد الحرب لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تشمل تحولات جذرية في السياسات العالمية، فالقوى التي كانت تسعى للهيمنة على العالم بدأت تدرك أن الظروف قد تغيرت، وأن اللعبة لم تعد كما كانت من قبل. من هنا، يصبح السؤال الأساسي: كيف سيتعامل العالم مع هذا التغير الكبير؟ وكيف ستكون الاستجابة من قبل دول الجنوب، بما في ذلك البلدان العربية؟

من المؤكد أن هذه الأسئلة تتطلب رؤية استراتيجية بعيدة المدى، لا تتوقف عند مجرد ردود الفعل على الأحداث الجارية، بل تتطلب فهما عميقا للواقع المتغير وكيفية الاستفادة من هذه التحولات لصالح مستقبل أكثر استقرارا ورخاء.

في مواجهة هذه التحولات، يجب على دول الجنوب، وخاصة الدول العربية، أن تدرك أن التغيير لم يعد خيارا، بل هو ضرورة. في عالم متعدد الأقطاب حيث تزايدت القوى الصاعدة وظهرت مراكز جديدة للنمو، لم تعد الساحة السياسية والاقتصادية تقتصر على القوى التقليدية فقط. ومن ثم، على الدول العربية أن تبتكر طرقا جديدة لمواكبة هذا الواقع المتغير، بدلا من الاكتفاء بالانتظار لرؤية ما ستؤول إليه الأحداث.

التحدي الذي يجب على الدول العربية مواجهته هو إيجاد استراتيجية تنموية شاملة تضع في اعتبارها استدامة الموارد وتطوير الإنسان
إن التحدي الذي يجب على الدول العربية مواجهته هو إيجاد استراتيجية تنموية شاملة تضع في اعتبارها استدامة الموارد وتطوير الإنسان. في عالم يتسارع فيه التقدم التكنولوجي، يصبح الاستثمار في التعليم والتدريب على المهارات التقنية والابتكارية أمرا بالغ الأهمية، فلا يمكن لدولة أن تتطور اقتصاديا أو تحقق تقدما ملموسا في ظل إهمال رأس المال البشري. ومن هنا، يجب أن يكون التعليم والتكنولوجيا محورين رئيسيين في سياسات التنمية المستقبلية.

ويحتاج العالم العربي إلى تعزيز التعاون الإقليمي داخل منطقتنا، ففي الوقت الذي تسعى فيه القوى الكبرى إلى تحجيم تأثير دول الجنوب، يصبح التنسيق العربي أداة قوية لتقوية الموقف العربي على الساحة الدولية. التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والابتكار يمكن أن يؤدي إلى خلق فرص اقتصادية جديدة، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة التي يحتاجها المواطن العربي. كما أن التنسيق العربي في مواجهة التحديات المشتركة، مثل التغير المناخي والأمن الغذائي، يمكن أن يعزز من قدرة الدول العربية على مواجهة هذه القضايا العالمية بشكل جماعي.

مقالات مشابهة

  • هل يصبّ سقوط النظام الإيراني في مصلحة الأنظمة العربية؟
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية تضافر الجهود لمواجهة ظاهرة الجفاف والتصحر في المناطق العربية
  • رئاسة الشؤون الدينية تعلن عن إقامة دورة علمية بالمسجد الحرام
  • كيف تتعامل الدول العربية مع التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية؟
  • رئيس جامعة كفر الشيخ يتسلم المشروعات التدريبية لطلاب الإعلام.. صور
  • انطلاق الدورة الـ74 لإعداد المعلم الجامعي بكلية التربية جامعة أسيوط
  • أين النخوة العربية؟.. المفتي العام للسلطنة يستنكر الصمت العربي والإسلامي
  • بدء أعمال الدورة التاسعة والخمسين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
  • أخبار الوادي الجديد| انطلاق امتحانات الثانوية العامة.. واستقبال نواب المحافظين على مستوى الجمهورية
  • الثلاثاء .. انطلاق دورة الخط العربي المجانية للأطفال بالمركز الثقافي بطنطا