أعلنت "مؤسسة القلب الكبير" عن فوز مؤسسة "لايت إيد إمباكت" بـ"جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين" في دورتها الثامنة، تقديراً لجهود المؤسسة النيجيرية غير الربحية ومنهجها المبتكر في تحسين حياة اللاجئين، حيث تمكنت خلال عامين فقط من توفير محطات طاقة شمسية لأكثر من 50 ألف عائلة في مخيمات اللجوء، والمناطق الريفية التي تعاني نقصاً في الخدمات الأساسية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وزودت أفرادها بالمعارف والمهارات اللازمة لصيانتها، كما استحدثت برامج تعليمية حول أساليب وتقنيات إعادة تدوير المواد الإستهلاكية وتحويلها إلى مصادر طاقة بديلة.

 

وجاءت الجائزة من نصيب مؤسسة "لايت إيد إمباكت"، التي أسسها الشاب النيجيري ستانلي أنيجبوجو، وتم تسجيلها رسمياً  في عام 2022، تكريماً لمبادراتها ومشاريعها الاستثنائية التي أسهمت بشكل فعال في تحسين حياة اللاجئين والنازحين في نيجيريا وأفريقيا من خلال توفير حلول الطاقة المستدامة في مجتمعات اللاجئين والتغلب على العديد من التحديات التي تواجههم، أبرزها صعوبة التخلص من 1.1 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنوياً، وعدم تكرير ما يقارب 88% من إجمالي النفايات فيها، والتي عالجها ستانلي من خلال استخدام نموذج الاقتصاد الدائري الذي يتم من خلال إعادة استخدام النفايات الإلكترونية والبلاستيكية لتصنيع مصابيح شمسية محمولة ومحطات للشحن الكهربائي، مما أسهم بشكل واضح في معالجة تحديات الوصول إلى مصادر الطاقة، وحماية البيئة من خلال تقليل النفايات وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة كحل مستدام في المجتمعات المستضعفة، إلى جانب دورها في توفير الكهرباء لعدد من بلدان إفريقيا التي يعيش فيها أكثر من 590 مليون شخص من دون كهرباء.

 

 ووفرت مؤسسة "لايت إيد إمباكت" حلول الطاقة الشمسية للمؤسسات التعليمية والصحية أيضاً لتخفف بذلك التأثيرات الضارة لوقود الكيروسين (الكاز) بنسبة 70%، وتترك أثراً ايجابياً على البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية.

 

ويشكل منح الجائزة التي تبلغ قيمتها 500 ألف درهم إماراتي لمؤسسة "لايت إيد إمباكت"  من بين أكثر من 527 مرشحاً من 53 دولة، شهادة حية على أهمية الابتكار ودوره في إحداث التغيير الإيجابي، من خلال التغلب على عدد من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات المستضعفة، حيث يسلط عمل المؤسسة الضوء على دور الطاقة النظيفة في تحفيز التغيير المجتمعي في قطاعات التعليم، والرعاية الصحية، والنمو الاقتصادي، والاستدامة البيئية.

 

تأثير إيجابي شامل لا ينير المنازل فقط وإنما حياة سكانها

ولا يقتصر تأثير مؤسسة "لايت إيد إمباكت" على توفير الطاقة النظيفة، فمن خلال مبادرة "أطفال لايت إيد"، أنشأت المؤسسة مختبرات الابتكار، ووفرت تدريباً عملياً مكّنت من خلاله  25 ألف طالب من تحويل النفايات المعاد تدويرها إلى حلول عملية للتغلب على التحديات العالمية، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 2000 شاب من أفراد المجتمع في مجال تركيب وصيانة أجهزة تكنولوجيا الطاقة الشمسية.

 

وفي المجتمعات المستضعفة، لا سيما ضمن مخيمات اللاجئين والنازحين في نيجيريا، مثل "مخيم ماكوردي"، نجحت المؤسسة من خلال مشروع "النور من أجل السلام" برفع جودة حياة الناس، حيث قدمت منتجات مصنوعة من مواد معادة التدوير، تشمل المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية، وتمكنت من بناء 3 محطات للشحن بالطاقة الشمسية، لتبعث الأمل في حياة المستفيدين، إذ ساهمت هذه الجهود في تعزيز الطاقة الإنتاجية، وحسنت مستويات السلامة، وسهلت الوصول إلى الخدمات الأساسية، كما كان لها دور بارز وجوهري في تعزيز الأمن والحماية في المخيمات، حيث لوحظ تراجع في معدلات الجريمة والعنف والاعتداء على النساء في الليل في ظل غياب مصدر للإنارة.

 

ومن خلال مشاريع "لايت إيد بلاس" و"لايت إيد بيكو"، حققت المؤسسة إنجازات ملموسة على مستوى الارتقاء بواقع منظومة التعليم، من خلال توفير مصابيح الطاقة الشمسية للطلاب بهدف تمكينهم من الدراسة في الفترات المسائية، وأسهم ذلك بتعزيز الأداء الأكاديمي للطلبة، وزيادة حضور الطلاب في المدارس.

 

وقدمت المؤسسة مساهمات كبيرة لدعم خدمات الرعاية الصحية في المناطق الريفية، من خلال توفير الطاقة الشمسية للعيادات، بما يضمن تقديم الخدمات الأساسية التي تشمل تبريد اللقاحات والإمدادات الطبية في أبعد المواقع الريفية والنائية، ولعبت هذه الجهود دوراً رئيسياً في المناطق التي شهدت تحديات في تقديم الخدمات الطبية بسبب غياب الكهرباء.

 

قادت هذه الجهود وغيرها المؤسسة للحصول على جائزة Scroll of Honor من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية تقديراً لجهودها على المستوى الدولي والحلول المبتكرة التي تقدمها، حيث تم تسليط الضوء على مساهمات المؤسسة في أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الطاقة النظيفة والتعليم والحد من عدم المساواة بين الجنسين.

 

مريم الحمادي: الحلول المبتكرة تثبت أن التغيير يمكن أن يبدأ بتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية

وقالت سعادة مريم الحمادي، مدير عام مؤسسة القلب الكبير: "الحلول المبتكرة التي تقدمها (مؤسسة لايت إيد إمباكت) تثبت أن التغيير الإيجابي يمكن أن يبدأ بتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، ومن خلال (جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين)، سنواصل تكريم الجهود الرائدة التي تُحدث التغيير الإيجابي في حياة اللاجئين والنازحين، وهذا العام نثمن جهود (لايت إيد إمباكت) في تمكين آلاف الأشخاص من الحصول على فرص النمو الاقتصادي وخدمات الرعاية الصحية والتعليم".

 

وأضافت الحمادي: "إن أكثر ما يجعل من جهود (لايت إيد إمباكت) جهوداً ملهمة واستثنائية في مجال العمل الإنساني، هو قدرتها على دمج الابتكار مع الأهداف العالمية في الطاقة النظيفة والاستدامة، رغم أنها منظمة حديثة العهد بدأت أنشطتها قبل عامين فقط. ومن خلال استجابتها لتحدي نقص الكهرباء في القارة الإفريقية وتحويلها إلى مبادرات مستدامة، قدمت (لايت إيد إمباكت) نموذجاً ملهماً يواكب التركيز العالمي الحالي المتزايد على الطاقة النظيفة. وهذا يثبت أن المنظمة قادرة على تمكين مجتمعات اللاجئين من تحقيق الاستقلالية والاكتفاء الذاتي وتعزيز المرونة، وهو ما يتماشى تماماً مع رؤيتنا في مؤسسة القلب الكبير في تمكين المجتمعات لتحقيق استدامتها الذاتية والتعامل مع التحديات بفعالية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الطاقة الشمسیة الطاقة النظیفة من خلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

مؤسسة الحبوب تجهز 37 مركزاً لتسويق الاقماح في جميع المحافظات

دمشق-سانا

أعلن المدير العام للمؤسسة السورية للحبوب المهندس حسن العثمان، استكمال المؤسسة لجميع التجهيزات الفنية واللوجستية، لاستقبال موسم الأقماح لعام 2025، عبر تجهيز ٣٧ مركزاً، لتسويق الأقماح موزعة على كل المحافظات.

وأوضح العثمان في تصريح لمراسل سانا أن هذه المراكز تم تجهيزها بشكل كامل بالعناصر البشرية والتجهيزات المخبرية ومواد التعقيم والقبابين وغيرها، وتتضمن هذه المراكز ٢٧ صومعة بيتونية ومعدنية بطاقة تخزينية تصل إلى 1552 ألف طن، إضافة إلى عدد من المستودعات تتسع لأكثر من 24 ألف طن من الأقماح.

وطلب العثمان من مديري فروع المؤسسة واللجان الرقابية بالمحافظات زيارة مراكز الشراء والوقوف على الوضع ميدانياً لمعرفة الصعوبات التي قد تواجه المزارعين أثناء عملية استجرار الأقماح، والعمل على تذليلها وحلها بالكامل.

وبين العثمان أن نسبة الأجرام والشوائب المسموح بها لهذا العام تعتبر جيدة، والهدف منها إعطاء فرصة للمزارعين لتسويق كامل إنتاجهم من الأقماح، بشرط إحضار شهادة منشأ من الوحدة الارشادية، أو الدوائر الزراعية التابعة لها، قبل التوجه إلى مراكز استلام الحبوب، حيث تعتبر وثيقة أساسية لعملية الشراء، ولن يتم قبول استلام أي كمية من الحبوب بدون هذه الشهادة.

وذكر المهندس العثمان أن لدى المؤسسة  2.25 مليون كيس خيش جديد، و 1.5مليون كيس خيش مستعمل، موزعة في كل المراكز، واستلامها متاح من قبل جميع المزارعين.

وأشار العثمان إلى أن المؤسسة تتجه لتشجيع المواطنين لزراعة، القمح القاسي “البلوري” الذي تتميز به سوريا عادة، ويقدم له سعراً أعلى من القمح الطري، منوهاً بأن المؤسسة بدأت مبكراً هذا العام، باستلام موسم الأقماح في محافظتي إدلب وحمص نتيجة الظروف الجوية، حيث بلغت كمية الأقماح المسوقة في المحافظتين، حتى الآن 2394 طناً.

وأكد العثمان أن المؤسسة ستتحمل جميع أجور النقل، التي قد يتكبدها المزارعين، في الأماكن التي لا تتوافر فيها مراكز شراء، كالقنيطرة والبوكمال، موضحاً أن المؤسسة حالياً تقوم بتوقيع عقود توريد قمح عبر شركات محلية وعربية، لتأمين احتياج البلاد من مادة الدقيق وهذه العقود مستمرة لتحقيق الأمن الغذائي للبلاد.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • تعيين قسّ يميني رئيسًا لمؤسسة غزة الإنسانية
  • طوال أيام العيد.. مؤسسة محمود بكري تطلق حملة «لحوم الأضاحي» للأسر الأولى بالرعاية
  • أستاذ بجامعة جنوب الوادي يفوز بجائزة مؤسسة Springer Nature العالمية
  • الشركة التي تدير مؤسسة غزة الإنسانية تنهي تعاقدها وتنسحب من العملية
  • الاطلاع على سير العمل بفرع مؤسسة المياه في شبام كوكبان بالمحويت
  • نادي الشارقة بطلاً لكأس الإمارات للتايكواندو للفرق
  • أزمة مياه تخنق أهالي تعز.. وسلطة تعز تقيل مدير المؤسسة
  • مؤسسة الحبوب تجهز 37 مركزاً لتسويق الاقماح في جميع المحافظات
  • مؤسسة النفط: أكثر من 1.3 مليون برميل إنتاج الخام خلال 24 ساعة
  • سربة المقدم رشيد سيكاس من برشيد تفوز بلقب جائزة الحسن الثاني للفروسية(صور)