هل من موقف عربي ضاغط لوقف الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
في ظل استمرار المذابح بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ومواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة الإبادة الجماعية للقضاء على الفلسطينيين، فإننا في أمسِّ الحاجة إلى أن نستغل التجمعات العربية الرسمية لبناء موقف عربي مُوَحَّد للضغط على مؤسسات المجتمع الدولي والضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف هذا العدوان الغاشم الذي لم نشهد له مثيلا في العصر الحديث.
ولقد عقد بالأمس اجتماع وزراء الخارجية العرب بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، لكن يجب أن يتبع مثل هذه الاجتماعات اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها على أرض الواقع لحماية أرواح مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعانون ويلات الجوع والقصف المتواصل والنزوح المستمر.
ولا شك أن دولنا العربية تمتلك العديد من الأدوات الدبلوماسية النافذة التي تمكنها من ممارسة الضغط على المجتمع الدولي الذي لم يتحرك جديًا حتى الآن لوقف إراقة الدماء، على الرغم من قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومجلس الأمن.
إنَّ الاحتلال الإسرائيلي يُمارس أحقر مستويات البربرية ويضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، ويرفض الانصياع للمطالبات الدولية بوقف الحرب، وهو أمر يجب أن يضع له المجتمع الدولي حدًّا حتى لا يكون القانون الدولي مجرد حبر على ورق، لا يضع له أحد أي اعتبار، وإذا لم يتحقق ذلك بالقانون والدبلوماسية والمفاوضات، فليتحقق بالقوة التي يقرها القانون الدولي ضد من يرتكب الإبادة الجماعية دون أي اكتراث.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عصام يونس: قمة شرم الشيخ تضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي
أكد الدكتور عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في فلسطين، أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل "تتويجاً لجهود سابقة ونجاحاً كبيراً للدبلوماسية المصرية وللدولة المصرية، مشيداً بالدور المحوري الذي لعبته مصر في وقف العدوان على غزة وإفشال مخططات التهجير.
وأوضح الدكتور عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في فلسطين، خلال حواره مع الإعلامية لبنى عسل في برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة، أن أهمية القمة تكمن في أنها تأتي بعد تحقيق إنجازات حاسمة على الأرض، قائلاً: "قيمة ما تم هو أنه أولاً يوقف الإبادة، وثانياً يوقف التهجير".
وأشار الدكتور عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في فلسطين، إلى أن مخطط التهجير القسري للفلسطينيين، الذي سعت إليه الحكومة الإسرائيلية، قد أُفشل بفضل عاملين رئيسيين: "أولاً، صمود الفلسطينيين الذين شاهدنا عودتهم من الجنوب إلى الشمال إلى بقايا حطام منازلهم، وثانياً، الموقف المصري الصلب والراسخ الذي حال دون التهجير، وهذا سُجل في التاريخ".
وأضاف أن الدبلوماسية المصرية تميزت بالهدوء والحكمة، حيث عملت على مدار عامين تحت ضغوط هائلة إقليمياً ودولياً، ووصفها بأنها "دبلوماسية هادئة، واعية، ومدركة، وليست انفعالية أو تتعامل برد الفعل"، مما مكنها من تحقيق هذه النتائج.
كما شدد الدكتور عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في فلسطين، على أن القمة تضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي، حيث لم يعد الأمر يقتصر على الأطراف المباشرة، بل أصبح العالم شريكاً وضامناً لتنفيذ الاتفاق. وأوضح أن "العالم الآن هو من يراقب، وعليه أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية. هذا يمنح شرعية لوقف إطلاق النار ويشكل ضمانة لتنفيذ باقي بنود الاتفاق، بما في ذلك إدخال المساعدات وعملية إعادة الإعمار، وصولاً إلى أفق سياسي لاحق".
واختتم يونس بأن حضور قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي، في شرم الشيخ، يعطي زخماً دولياً للجهود المصرية ويؤسس لمرحلة جديدة تتطلب التزاماً دولياً بضمان استقرار المنطقة والبدء في معالجة جذور الصراع.