مشاهد مروعة جراء حرائق هاواي وارتفاع عدد القتلى إلى 53
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
ارتفع عدد قتلى حرائق الغابات في جزيرة ماوي بولاية هاواي الأميركية إلى 53 شخصا، بعد تأكيد 17 وفاة إضافية.
وأظهرت مشاهد مروعة دمارا واسعا، بعد انتشار الحرائق التي أجبرت الآلاف على إخلاء منازلهم، حيث أعاقت الرياح العاتية الجهود المبذولة لاحتوائها.
وأفاد مسؤولون محليون بدمار المئات من المباني في منطقة وسط البلدة التاريخية.
وأكدت نائبة حاكم الولاية سيلفيا لوك لصحفيين أن هذه المدينة التاريخية التي كانت عاصمة مملكة هاواي في القرن 19 "قد أُبيدت". وقالت "إنه أمر مروع جدا".
كارثة كبيرةوقال البيت الأبيض -في بيان له- إن الرئيس جو بايدن أعلن وقوع كارثة كبيرة في هاواي، وأمر بتقديم مساعدات لدعم جهود التعافي في الولاية والمناطق المتضررة من الحرائق.
وتحول منتجع لاهاينا على ساحل ماوي الغربي إلى رماد.
ورجح حاكم الولاية جوش غرين أن ترتفع حصيلة القتلى، إذ قال لشبكة "سي إن إن" إن الولاية شهدت "61 وفاة عام 1960، هذه المرة من المحتمل جدا أن يتجاوز إجمالي الوفيات ذلك بشكل كبير".
وقالت السلطات في ماوي إنه من المقرر إجراء مزيد من عمليات إجلاء السكان والسياح بالحافلات.
وأعلنت أن الزائرين سينقلون إلى مطار كاهولوي، والسكان إلى ملاجئ. وبالفعل تم إجلاء آلاف الأشخاص من المناطق المنكوبة إلى مراكز للطوارئ أو إلى المطار.
وأجبرت الحرائق المستعرة السكان على إلقاء أنفسهم في المحيط هربا من ألسنة اللهب. وأكد خفر السواحل إنقاذ عشرات الأشخاص من المياه.
وقالت الكابتن أجا كيركسي "تدهور الوضع بسرعة كبيرة وشكل مأساة للضحايا الذين اضطروا إلى القفز في الماء".
وأوضحت أن المروحيات لم تتمكن من الاقتراب "بسبب سوء الرؤية"، فعملت سفن خفر السواحل على انتشالهم.
ووصف سكان مشاهد مروعة، فتحدثت كلير كينت التي دُمر منزلها عن مشاهد "تحاكي أفلام الرعب" في لاهاينا، وعن فوضى عمت المنطقة، مع "أشخاص عالقين في زحمة سير، بينما تحترق السيارات على جانبي الطريق".
وقال كيكوا لانسفورد -وهو من سكان لاهاينا- "نحاول إنقاذ أرواح، ولا أشعر أننا نحصل على المساعدة التي نحتاج إليها".
وأضاف "ما زلنا نرى جثثا تطفو على المياه وفي السدود"، بعد أن ألقى عديد من السكان بأنفسهم في البحر بعدما حاصرتهم النيران.
وتفاعلا مع المشاهد المروعة، كتب الرئيس السابق باراك أوباما، عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا)، "من الصعب رؤية بعض الصور الآتية من هاواي، المكان العزيز جدا بالنسبة إلى كثير منا"، داعيا إلى تقديم تبرعات.
ودمرت الرياح عديدا من أعمدة الكهرباء وانقطعت الاتصالات في جزء من جزيرة ماوي، مما أدى إلى تعقيد مهمة الإنقاذ إلى حد كبير، خصوصا أن خدمة مكالمات الطوارئ 911 تعطلت في مناطق معينة في الجزيرة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن "هذه الحرائق وكل العواصف الشديدة التي ما زلنا نشهدها ناتجة بلا شك عن ارتفاع درجات الحرارة في كل أنحاء العالم"، وأضاف "علينا أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
زعماء دينيون يحذرون ستارمر: لا تجعل بريطانيا جزيرة للغرباء بخطابك المتشدد
وجّه أكثر من 25 من كبار الزعماء الدينيين في بريطانيا ـ مسيحيين ويهودًا ومسلمين ـ رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يحثونه فيها على تبني خطاب أكثر تعاطفًا وإنسانية تجاه المهاجرين، بعد أن وصف البلاد مؤخرًا بأنها "تخاطر بأن تصبح جزيرة للغرباء".
الرسالة، التي تم تنسيقها من قبل الجمعية اليهودية الخيرية HIAS+JCORE ونُشرت تفاصيلها في صحيفة الغارديان مساء أمس الجمعة، عبّرت عن قلق عميق من أن الخطاب الحالي، الذي رافق إطلاق "الكتاب الأبيض" الحكومي بشأن سياسة الهجرة، سيؤدي إلى مزيد من الاستقطاب المجتمعي وتفاقم التوترات العرقية.
خطاب يعيد إلى الأذهان "أنهار الدماء"
خطاب ستارمر، الذي ألقاه يوم الاثنين الماضي، أثار جدلاً واسعًا، لا سيما بعد استخدامه تعبير "جزيرة الغرباء"، وهي عبارة رآها بعض النقاد بمثابة تكرار غير مباشر لخطاب "أنهار الدماء" الشهير الذي ألقاه إينوك باول عام 1968، والذي صوّر فيه بريطانيا كمجتمع مهدد بالانهيار بسبب الهجرة غير الأوروبية.
في هذا السياق، قال الزعماء الدينيون في رسالتهم إنهم "يدافعون عن أولئك الذين نادرًا ما تُسمع أصواتهم ـ كثير منهم من أبناء مجتمعاتنا الدينية الذين بنوا منازلهم هنا وأثروا في نسيجنا الوطني"، محذرين من أن "تصويرهم كمصدر تهديد لا يعكس الحقيقة، ويغذي سياسات التظلم والانقسام".
الكتاب الأبيض: تضييق شروط الهجرة
تضمن "الكتاب الأبيض" للهجرة، الذي كشف عنه رئيس الوزراء في اليوم التالي، سلسلة من الإجراءات المثيرة للجدل، منها: خفض أعداد العاملين الأجانب في قطاع الرعاية الصحية، تمديد المدة اللازمة للحصول على الإقامة الدائمة من 5 إلى 10 سنوات، فرض متطلبات لغوية على المعالي، تقليص مدة بقاء الطلاب الأجانب بعد الدراسة.
ورغم تأكيد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء على أن "المهاجرين يقدمون مساهمة كبيرة للمملكة المتحدة"، أصر على أن الإصلاحات ضرورية لـ"إعادة ضبط الحدود" و"استعادة الثقة التي أضعفتها الحكومة السابقة".
دعوة إلى خطاب جامع وبنّاء
طالب الزعماء الدينيون في رسالتهم باتباع نهج "يركز على ما يوحّدنا رغم تنوعنا"، مشيرين إلى أن بناء علاقات مجتمعية قائمة على "الاحترام المتبادل والتجربة المشتركة" هو الطريق الوحيد لمعالجة الإخفاقات الهيكلية التي يواجهها نظام اللجوء.
وأكدوا أن: "معالجة قضية الهجرة ينبغي أن تتم بمبادئ واضحة وروح من العدالة، لا بتأجيج المخاوف العامة عبر خطاب شعبوي."
هل تنكفئ بريطانيا عن التزاماتها الأخلاقية؟
يرى مراقبون أن خطاب ستارمر يأتي في سياق محاولته كسب شرائح من الناخبين المتأثرين بخطاب اليمين المتطرف، خاصة مع تراجع شعبية حزب المحافظين السابق، مما يدفع حزب العمال نحو "تجفيف منابع الهجرة" بشكل استعراضي.
غير أن هذا التحول يثير مخاوف أوسع، لا سيما في أوساط اللاجئين العرب، الذين يمثلون شريحة كبيرة من المهاجرين في بريطانيا، والذين فروا من نزاعات في سوريا والعراق واليمن والسودان.
بين ضبط الحدود.. وتمزيق النسيج المجتمعي؟
رسالة الزعماء الدينيين لا تأتي في فراغ، بل تعكس صدمة واسعة من التحول في خطاب حزب العمال الحاكم، الذي كان يومًا ما مدافعًا عن حقوق الأقليات والمهاجرين. وبينما يبرر ستارمر تشديده على أنه إصلاح لـ"فوضى النظام السابق"، يرى منتقدوه أن بريطانيا اليوم تقف أمام مفترق طرق: إما أن تحافظ على قيمها كمجتمع تعددي منفتح، أو تنزلق إلى نموذج منغلق لا يشبه تاريخها، ولا يعكس إنسانيتها.