دراسة تكشف تأثير جائحة “كوفيد” على أدمغة المراهقين
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
الولايات المتحدة – كشفت دراسة أمريكية أن الحجر الصحي أثناء جائحة “كوفيد-19” أثّر بشكل غير متوقع على أدمغة بعض المراهقين.
درس باحثو جامعة واشنطن زهاء 160 مسحا بالرنين المغناطيسي مأخوذة من مجموعة من الأطفال والمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و17 عاما، جُمعت في عام 2018، ثم قارنوها بـ130 مسحا تم إجراؤه بعد الجائحة (2021-2022).
ووجدوا أن عملية تسمى ترقق القشرة الدماغية (جزء من الشيخوخة الطبيعية) كانت أكثر تقدما من المتوقع بين المراهقين في فترة الجائحة.
وفي حين يحدث ترقق القشرة الدماغية بشكل طبيعي، فقد ربطت بعض الدراسات الترقق المتسارع بالتعرض للقلق أو التوتر وزيادة خطر الإصابة بهذه الاضطرابات في الحياة.
ووجدت الدراسة اختلافات في أجزاء الدماغ التي تتقدم في العمر لدى الصبيان والفتيات. وعلى سبيل المثال، بينما كان لدى كلا الجنسين شيخوخة متقدمة في جزء العضو المرتبط بمعالجة المعلومات البصرية، شهدت الفتيات أيضا ترققا مبكرا في المناطق المرتبطة بالعواطف وتفسير الوجوه وفهم اللغة (كلها مجالات حاسمة لتسهيل التواصل الفعال).
وقالت معدة الدراسة باتريشيا كول، الخبيرة في التعلم وعلوم الدماغ في واشنطن، إن الباحثين صُدموا من مدى الاختلاف بين الصبيان والبنات موضحة: “إن الفتاة التي دخلت المختبر في سن الحادية عشرة، ثم عادت إليه في سن الرابعة عشرة، لديها الآن دماغ يشبه دماغ فتاة تبلغ من العمر 18 عاما”.
وكشفت أيضا أنها تعتقد أن جزءا من الاختلاف يعكس اعتماد الفتيات المراهقات بشكل أكبر على العلاقات الاجتماعية مقارنة بنظرائهن من الذكور.
وأضافت كول أن النتائج كانت “تذكيرا بمدى هشاشة المراهقين”، واقترحت على الآباء والأمهات إيجاد الوقت للتحدث مع أطفالهم حول تجاربهم مع جائحة “كوفيد”.
ومع ذلك، حذر بعض الخبراء من المبالغة في تفسير نتائج الدراسة.
وأشار برادلي بيترسون، طبيب الأطفال النفسي في مستشفى الأطفال في لوس أنجلوس، والذي لم يشارك في الدراسة، إلى عدد من القيود، أحدها أنه على الرغم من حرص الباحثين على ربط التغييرات الدماغية بالعزلة الاجتماعية الناجمة عن الحجر الصحي، إلا أن هناك احتمالات أخرى مثل زيادة وقت استخدام الهاتف وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وقلة التمارين الرياضية.
وقال أيضا إن الترقق الملحوظ قد لا يكون شيئا سيئا، ويمكن أن “يمثل استجابة الطبيعة التكيفية في الدماغ والتي منحت مرونة عاطفية وإدراكية واجتماعية أكبر”.
نُشرت الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
تُقدم دراسة جديدة شاملة أوضح صورة حتى الآن لأكثر أنواع الأرض عُرضة لخطر الانقراض الشديد كما تبين أيضا أن الحفاظ على البيئة يُمكن أن يُجدي نفعا، من خلال تكثيف برامج الحماية والحفظ التي أنقذت عمليا مئات الأنواع من انقراض وشيك.
ووجدت الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر" أن 10 آلاف و443 نوعا مهددة بالانقراض بشدة، وهو أسوأ تصنيف قبل الانقراض الفعلي في البرية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4انقراض صامت.. الصيد الجائر يهدد الزرافات بأفريقياlist 2 of 4الصيد الجائر والتغير المناخي يعرّضان الفهود لخطر الانقراضlist 3 of 4"حذاء النيل الأبيض".. طائر فريد يتهدده الانقراضlist 4 of 4هل أخطأ العلماء بشأن الانقراضات الخمسة الكبرى؟end of listوتصنف الكائنات كأنواع مهددة بالانقراض بشدة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة عندما تستوفي معايير صارمة، مثل الانخفاض السريع في أعدادها، أو محدودية نطاقاتها، أو بقاء أقل من 50 فردا بالغا منها.
وقال ريكي جامبس، الباحث في معهد علم الحيوان التابع لجمعية علم الحيوان في لندن والمؤلف المشارك في الدراسة، لمموقع مونغاباي: "من المدهش أن أكثر من 1500 نوع، أي 15% من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة، يقدر أن لديها أقل من 50 فردا ناضجا متبقيا في البرية".
وجاءت نسبة 77% من هذه الأنواع المهددة بالانقراض ضمن هذا التصنيف نظرا لموائلها المحدودة للغاية. وتواجه 7 أنواع، منها 3 برمائيات و3 سلاحف وأحد أنواع خنزير البحر يعرف بفاكيتا (Phocoena sinus)، احتمال انقراض يزيد على 50% خلال السنوات الـ10 المقبلة.
تضم 16 دولة فقط أكثر من نصف الأنواع المهددة بالانقراض بشدة، تتركز معظمها في جزر الكاريبي، والمناطق الساحلية الأطلسية في أميركا الجنوبية، والبحر الأبيض المتوسط، والكاميرون، وبحيرة فيكتوريا، ومدغشقر، وجنوب شرق آسيا. ومعظم الأنواع، متوطنة في دولة واحدة، مما يجعل الحفاظ عليها يعتمد على الجهود الوطنية.
وتضم مدغشقر وحدها 670 نوعا مهددا بالانقراض بشدة، لا يوجد لها مثيل في أي مكان آخر على وجه الأرض. كما تواجه الجزر مثل هاواي مخاطر انقراض عالية بشكل خاص، حيث تستضيف حوالي 40% من الأنواع المهددة بالانقراض على الرغم من أنها تشكل أقل من 6% من مساحة اليابسة العالمية.
إعلانوما يجعل الوضع أكثر إلحاحا هو أن ما يقرب من 30% من الأنواع المهددة بالانقراض لم يتم إعادة تقييمها ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة منذ أكثر من 10 سنوات، وهو ما يعني أن العلماء قد لا يملكون معلومات محدثة عن حالتها، ويمكن أن يحدث انهيارٌ حادٌّ في أعدادها بسرعة.
كما تشهد 56% من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة انخفاضا في أعدادها، إذ إن 2.6% فقط من الأنواع لديها أعداد مستقرة، و0.5% فقط منها في ازدياد، كما أن أكثر من 13% من الأنواع المهددة بالانقراض مصنفة فعليا على أنها "منقرضة على الأرجح"، وهذا يعني أنها ربما اختفت بالفعل لكن العلماء لم يتمكنوا من تأكيد ذلك.
وحسب الدراسة، فإن أكثر من نصف الأنواع المُدرجة على أنها مُهددة بالانقراض بشكل حرج هي نباتات بنسبة 60%، تليها الفقاريات بنسبة 25%، واللافقاريات بنسبة 15%. وقد وجد تقييم حديث آخر أن ما يقرب من نصف أنواع الأشجار المعروفة الموجودة فقط في أميركا الوسطى مُهددة بالانقراض.
وقال ويليام لورانس، عالم البيئة الاستوائية في جامعة جيمس كوك بأستراليا، والذي لم يشارك في الدراسة: "لقد جُرِّدت مساحات شاسعة من الغابات أو تَجزَّأت. إنها ليست صورةً جميلةً من الناحية البيئية.. قد يتوقع المرء بعض الأخبار السيئة… مع أن الصورة العامة أشد قتامة مما كنت أتخيل".
ووفقًا للدراسة الجديدة، يمثل تغير المناخ سببا أساسيا للانقراض، كما يعدّ التوسع الزراعي وتربية المواشي والأسماك وقطع الأشجار من أبرز التهديدات للأنواع المهددة بالانقراض. بالنسبة للفقاريات (مثل الثدييات والطيور والزواحف).
ويُهدد التلوث أيضا معظم الأنواع التي تعيش في المياه العذبة، بينما يُؤثر الصيد على ما يقرب من ثلاثة أرباع الأنواع البحرية.
كما تُمثل الأنواع الغازية التهديد الأكبر للافقاريات، إذ تؤثر على حوالي ثلث الأنواع المهددة بالانقراض بشدة في هذه المجموعة. وتُعدّ الفئران المنزلية، والماعز المنزلي، والخنازير البرية، والقطط من بين أكثر الثدييات الغازية تدميرا وتهديدا للافقاريات، لا سيما في الجزر التي تطورت فيها الأنواع المحلية دون وجود هذه الحيوانات.
وعلى الرغم من حجم الأزمة الحالية، فقد حققت جهود الحماية نجاحًا، فمنذ عام 1993 حالت إجراءات الحماية دون انقراض ما لا يقل عن 15 نوعًا من الطيور المهددة بالانقراض بشدة، و8 أنواع من الثدييات، وبعضها يتعافى الآن.
ومنذ عام 1980 تحسنت حالة حماية وحفظ 59 نوعًا كانت مهددة بالانقراض بشدة سابقًا، لدرجة أنها لم تعد تندرج ضمن هذه الفئة.
لكن رغم النجاح، وجدت الدراسة ثغرات كبيرة في تلك الجهود، فبينما تحظى آلاف الأنواع ببرامج حماية، لا تتلقى آلاف أخرى، وخاصة الحشرات والنباتات الأقل شهرة، أي دعم.
وتحتاج معظم الأنواع المهددة بالانقراض إلى حماية موائلها المتبقية من المزيد من الدمار. كما يحتاج الكثير منها إلى إدارة فعّالة لموائلها، مثل إزالة الأنواع الغازية أو ترميم المناطق المتضررة.
وتتطلب حوالي نصف الأنواع المهددة بالانقراض مساعدة مباشرة من خلال برامج متخصصة، بما في ذلك برامج التكاثر في حدائق الحيوان والأحواض المائية، أو النقل إلى مناطق أكثر أمانا، أو الرعاية الطبية.
إعلانوتشير تقديرات التحليلات المالية إلى أن إنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض من حافة الانقراض سيكلف ما بين مليار وملياري دولار سنويا، وهو جزء ضئيل من النشاط الاقتصادي العالمي وأقل من 2% من صافي ثروة أصحاب المليارات إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربيرغ.