الجديد برس|

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد والجامعة الأوروبية بروما عن وجود صلة بين التعرض لتلوث الهواء في وقت مبكر من الحياة والنتائج الاقتصادية في مرحلة البلوغ.

وتسلط الدراسة التي نشرتها مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، الضوء على أن الأطفال المعرضين لمستويات أعلى من تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة (PM2.

5) من المرجح أن يكسبوا أقل كبالغين، مع ملاحظة التأثيرات الأكبر في الغرب الأوسط وجنوب الولايات المتحدة.

وقالت فرانشيسكا دومينيسي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وأستاذة الإحصاء الحيوي والسكان وعلوم البيانات في كلية هارفارد: “تتخذ هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو سد فجوة المعرفة بشأن الارتباط الحاسم بين العوامل البيئية والنتائج الاقتصادية طويلة الأجل. وتشير النتائج إلى أن تلوث الهواء يمكن أن يكون له تأثيرات دائمة تتجاوز التأثيرات الصحية، وأن هذه التأثيرات تختلف عبر المناطق والسكان”.

وركزت الدراسة على الأفراد الأميركيين المولودين بين عامي 1978 و1983، حيث قامت بتحليل تعرضهم لجسيمات PM2.5 من عام 1980 إلى عام 2010، وقارنتها بأرباحهم في الفترة 2014-2015 عندما كانت تتراوح أعمارهم بين 31 و37 عاما.

وكانت النتائج واضحة، حيث ارتبطت زيادة وحدة واحدة في التعرض للجسيمات PM2.5 بانخفاض بنسبة 1.146% في الأرباح الاقتصادية، والتي تم قياسها باستخدام إحصائية تسمى الحراك الصاعد المطلق (AUM).

ووجدت الدراسة أنه كلما زاد تعرض الشخص في مرحلة الطفولة للجسيمات PM2.5، انخفض دخله في مرحلة البلوغ.

ومع ذلك، كشفت البيانات أن هذا التأثير لم يكن موحدا في جميع أنحاء البلاد. وشهدت مناطق الغرب الأوسط والجنوب أعلى التأثيرات السلبية، ما يشير إلى وجود تفاوتات إقليمية في كل من جودة الهواء وتأثيراتها الاقتصادية طويلة الأجل.

وقال المؤلف المشارك لوكا ميرلو، الباحث في الجامعة الأوروبية بروما: “تؤكد نتائجنا على ضرورة تنفيذ معايير صارمة لجودة الهواء على المستوى الوطني. كما تشير إلى ضرورة التدخلات المصممة محليا للتخفيف من تلوث الهواء والسياسات المتكاملة التي تعالج التفاوت البيئي والاقتصادي”.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

د. هبة عيد تكتب: من الطفولة تبدأ الرجولة.. كيف نُربي رجلًا لا شبه رجل

منذ لحظة ولادة الطفل، يبدأ تكوين ملامح مستقبله النفسي والوجداني. وإن كنا نطمح إلى أن نُنشئ رجلًا حقيقيًا، لا نكتفي فقط بأن نلبي احتياجاته المادية من مطعم وملبس، بل يجب أن نُربيه: على المسؤولية، على الاحترام، على القوة الداخلية لا الهيمنة الخارجية.

وعلينا أن نعلم جيداً بأن الرجولة لا تأتي فجأة مع البلوغ، بل تُبنى مع كل كلمة يسمعها الطفل، وكل موقف يمرّ به، وكل قدوة يعيش معها. ومع الأسف، كثير من الأسر تُربي أبناءها الذكور ليكونوا "أقوياء شكليًا"، لا ناضجين عاطفيًا ولا مسؤولين سلوكيًا. وهنا تأتي أهمية التربية الواعية. التي يجب أن يلتزم بها كل أب وأم من خلال تعريف الطفل بمن هو "الرجل الحقيقي" بلغة تناسب سنه

فالرجل الحقيقي ليس من يتحكّم، بل من يتحمّل. ليس من يعلو صوته، بل من يسمو بخُلُقه.
ويتم تنمية هذا المفهوم من خلال استخدام القصص، والمواقف اليومية، والنماذج الإيجابية من الدين (مثل سيرة النبي ﷺ وصحابته) لشرح معاني الرجولة: الرحمة، الحزم، الصدق، الإحسان، الوفاء.
وتوعيته بأن  الرجولة تبدأ من قول الحقيقة، ومن الاعتذار عند الخطأ، من الدفاع عن الضعيف، ومن احترام الفتاة وليس السيطرة عليها.

ولكن في  نفس الوقت  لا نحرمه من التعبير عن مشاعره فكثير من الأسر يقولون للصبي: "لا تبكي … خليك راجل!"
وهذا مخالف تماما لنظريات النمو النفسي، التي تُجمع على أن كبت المشاعر منذ الصغر  يصنع رجالًا عنيفين، أو منطويين، أو فاقدي التعاطف.
 فالبكاء لا يُنقص من كرامته، و الاعتراف بالحزن لا يُضعفه.

لذلك يجب تشجيعه علي أن يُعبّر بالكلمات لا بالصراخ، وبالحوار لا بالعنف.
و غرس مفهوم "المسؤولية" منذ الطفولة وأن تنتبه الأسرة إلى أن الرجولة الحقيقية لا تنمو في بيئة التدليل المفرط. فالطفل يجب أن يتحمّل مسؤوليات تتناسب مع عمره.
ويتم تعريفه بها من خلال مشاركته  في المهام اليومية: ترتيب غرفته، الاهتمام بأغراضه، مساعدة أحد الوالدين. ليغرس بداخله منذ الصغر أن الرجولة تعني "أن تقوم بواجبك حتى لو لم يرك أحد".

كذلك العمل على إلقاء الضوء على أهمية  احترام الآخر والدور الذي يقوم به في المجتمع وخاصة دور الفتاة والمرأة  فالأنثى ليست كائنًا أقل منه، بل شريك في الحياة والعمل والكرامة.

وهنا يأتي دور الأب القدوة الأولى للطفل في الحياة.
وكيف يراعي تصرفاته وافعاله امام طفله من خلال  تدرّيبه على احترام حدود الآخرين، ورفض التنمر أو العنف اللفظي أو الجسدي، ولا يقل ما لا يفعل.

فالطفل يُقلد أكثر مما يسمع. وإن أردت أن تُربيه على الرجولة، كن أنت الرجل الذي تُريد أن يكونه.
كن صادقًا، ملتزمًا، متزنًا أمامه. احترم والدته، واعتذر إن أخطأت، وكن حنونًا بلا ضعف، حازمًا بلا قسوة.

وفي الختام: تربية الرجل تبدأ من الطفولة لا المراهقة،  تبدأ من اللحظة التي ننظر فيها لطفلنا على أنه مشروع إنسان، لا مجرد "ولد لازم يكبر ويبقى راجل".
فالرجل الحقيقي لا يُولد، بل يُصنع بالتربية.
وغدًا، حين يكبر ابنك، ويكون زوجًا صالحًا، وأبًا رحيمًا، وسندًا لغيره ولك .. ستدرك أنك لم تُربِّ ولدًا فقط، بل أنشأت ركنًا من أركان المجتمع السليم.

طباعة شارك ولادة الطفل الرجولة البلوغ

مقالات مشابهة

  • بلدية زغرتا - إهدن تنفي شائعات تلوث المياه
  • مجلس الصحة الخليجي يحذر من التأثيرات الصحية السلبية لمشروبات الحمية.. فيديو
  • لوفيغارو: 7 خطوات للحصول على الجنسية البريطانية
  • د. هبة عيد تكتب: من الطفولة تبدأ الرجولة.. كيف نُربي رجلًا لا شبه رجل
  • تجمع وطني يطالب بعدم التعرض لشاحنات المساعدات
  • كيف تؤثر تقلبات أسعار النفط على القطاعات الاقتصادية في الأردن؟
  • الأنظمة الغذائية المناسبة مع حقن التخسيس؟.. أخصائى يجيب
  • كيف يؤثر عدم تأكيد التبعية على حالة الأهلية في الضمان الاجتماعي؟
  • لونها أسود وطينية.. أهالي دمرو بالغربية يستغيثون من تلوث مياه الشرب
  • تسارع شيخوخة الدماغ خلال جائحة كوفيد-19.. دراسة بريطانية تكشف التأثيرات المخفية