سواليف:
2025-12-10@23:18:38 GMT

إدارة الأردن لملف الضفة الغربية

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

إدارة #الأردن لملف #الضفة_الغربية _ #ماهر_أبوطير

#سواليف

لا يمكن لإدارة الأردن لملف الضفة الغربية أن تبقى كما هي، واذا كانت كل المعادلات معقدة جدا، فإن الإدارة الحالية للملف لا تكفي، لأن المؤشرات تتراكم فوق بعضها بعضا.

أولا، لا يمكن الركون الى اي ضمانات من الولايات المتحدة، من حيث منع اسرائيل من استهداف الأردن استراتيجيا، والأردن جزء في الاساس من المشروع الاسرائيلي الاكبر، وتتمنى اسرائيل لو تتخلص من الأردنيين والفلسطينيين معا، وترميهم في البحر الميت، لاعتبارات توراتية تقول ان الأردن جزء من اسرائيل الكبرى، وفي الاستخلاص هنا، فإن الأردن لا يمكن ان يركن الى المظلة الاميركية، فهو إما محطة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية او انه ايضا، مستهدف من حيث مساحته وارضه، او تقسيمه، او محاولة احتلاله كليا او جزئيا.

مقالات ذات صلة 5 سيناريوهات للحكومة 2024/09/11

ثانيا، لا يمكن ايضا ان نواصل بكل سذاجة انتظار صفقة الاسرى مع اسرائيل، لأن ملف غزة، اعقد بكثير من قصة تنظيم فلسطيني استهدف اسرائيل، او قصة اسرى، وما فعلته اسرائيل في القطاع ليس عملا ثأريا وانتقاميا وحسب، بل تدمير لكل القطاع، ولبنيته التحتية واقتصاده وحياة اهله، وهدم لمنازل الناس، وقتل لعشرات الآلاف، وجرح مئات الآلاف، وهذا كله ليس له علاقة بتنظيم، بل بتخطيط اعقد يرتبط بمخطط لإخلاء القطاع، والسطو على ارضه، او جزء منها، وترحيل الفلسطينيين، الى اي موقع، او حشرهم في منطقة محددة من القطاع الضيق، في سياقات اعادة انتاج الديموغرافيا الفلسطينية، وهو مخطط له مستهدفاته في الضفة.

ثالثا، لا يمكن ايضا ان نواصل هنا ذات الادارة التي إما تعبر عن غضبها الدبلوماسي والاعلامي، وإما تهون من المشروع الاسرائيلي، ومستهدفاته النهائية، وهذا يعني ان مواصلة الادارة ذاتها امر لا يكفي، فنحن امام وضع خطير، يستلزم ادارة مختلفة، من جانب مراكز القرار، والحكومة والبرلمان، والمؤسسات السيادية الحساسة، وصولا الى توقع كل شيء، بما يفرض اجراءات اقلها اعادة خدمة العلم، ولو لوقت قصير، وهو اقتراح طرحه مرارا وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة، والنائب الاسبق د. ممدوح العبادي، وغيرهما، بما يعني ان انتظار اللحظات الاخيرة حتى نتصرف امر مقلق، وقد شهدنا اصلا توزيع منشورات في الضفة من المستوطنين تطالب اهل جنين بالتوجه الى اربد، واهل رام الله الى عمان، والكلام عن حزمة الخيارات الداخلية بحاجة الى تفصيل اكثر من هذه المعالجة المكثفة والسريعة.

رابعا لا يمكن ايضا مواصلة الركون الى معاهدة وادي عربة، باعتبارها ضمانة، فإسرائيل داست على كل المعاهدات، وانهت اتفاقية اوسلو، وتقتحم المسجد الأقصى يوميا، ووزراء نتنياهو يريدون بناء كنيس في حرم الأقصى، ويدخلونه بحماية رسمية، وذات مشروع الدولة الفلسطينية انتهى كليا، وليس جزئيا، بتصويت من الكنيست الاسرائيلي، وما تعرضت له اوسلو، قد تتعرض له اتفاقية وادي عربة، خصوصا، ان اسرائيل تدرك ان مئات الكيلومترات المفتوحة بين الأردن وفلسطين، خطر استراتيجي عليها، في اي توقيت، وهذا يعني ان الركون الى وادي عربة، يجب ان ينتهي، وواشنطن ذاتها لن تدافع عن وادي عربة، فقد تخلت سابقا عن دول وشعوب.

خامسا، لا يمكن مواصلة الحوار الداخلي في الأردن، بذات الطريقة، اي التهويل من اقامة “الوطن البديل” في الأردن، لأن اسرائيل ذاتها كما اشرت تريد ارض الأردن ايضا، ولا تريد اصلا دولة للفلسطينيين لا في فلسطين، ولا تقبل بدولة فلسطينية اصلا في الأردن، تجاورها وتهدد خاصرتها وهذا يعني ان المخطط اخطر، وقد يبدأ بالتهجير الى الأردن، وصولا الى محاولة دخول الأردن واحتلاله، او اقتطاع مناطق منه والعبث بالتركيبة الداخلية، لاعتبارات تتعلق بتوارتية المشروع الاسرائيلي، ومساحاته الجغرافية المفترضة، وهذا يعني ان ادارة الحوار يجب ان تخضع لفكرة المهدد الاسرائيلي الاستراتيجي لاهل الأردن وفلسطين بذات الدرجة، بدلا من ادارته على طريقة غرائزية تقول ان الفلسطينيين مجرد عبء مرهق، وسوف يستولون على الأردن نهاية المطاف، فهذا حرف للنقاشات عن اساسها، وتضليل للجمهور، يقوم على الاستثمار في الغرائزية.

الخلاصة تقول هنا ان اسرائيل بكل حساباتها حين تتورط بحرب تستمر اكثر من سنة، لا تمثل حالة حرب مع تنظيم في غزة، فهي دخلت حرب اعادة رسم الجغرافيا والديموغرافيا معا.
إن البصيرة نجاة في هذه الظروف.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن الضفة الغربية سواليف الضفة الغربیة وادی عربة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

تصاعد الاعتقالات والمواجهات في الضفة الغربية

البلاد (رام الله)
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس (الأحد)، خمسة فلسطينيين في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بينهم أربعة أشقاء من بلدة سعير. وأفادت مصادر محلية بأن الاعتقالات جاءت بعد هجوم نفذه مستوطنون على منازل المواطنين وممتلكاتهم في منطقة حمروش بالبلدة.
وتشهد المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة يوميًا عمليات مداهمة واقتحامات من قبل قوات الاحتلال، ترافقها مواجهات مع السكان المحليين، تشمل إطلاق الرصاص الحي والمطاطي، واستخدام قنابل الغاز السام المسيل للدموع ضد الشبان الفلسطينيين.
وتؤدي هذه العمليات المستمرة إلى توتر الوضع الأمني والاجتماعي، وزيادة معاناة السكان المحليين، خاصة العائلات المتضررة من الاعتقالات والمداهمات والهجمات على الممتلكات. كما تؤثر هذه الإجراءات على الأطفال والطلاب الذين يتعرضون يوميًا للتهديد والخوف أثناء تنقلهم أو تواجدهم في منازلهم ومؤسساتهم التعليمية.
تأتي هذه الأحداث في سياق استمرار التوتر بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، في ظل مفاوضات السلام المتعثرة وقضايا محورية مثل انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، وملف الأسرى الفلسطينيين، وتهديدات التوسع الاستيطاني، وهو ما يزيد من حدة الاحتكاك اليومي بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • العدو الاسرائيلي يعتقل نحو 100 فلسطيني في حملة اقتحامات واسعة بالضفة الغربية
  • اعتقال 40 فلسطينياً من الضفة الغربية
  • بالخريطة التفاعلية.. أبرز التطورات بمحافظات الضفة الغربية
  • 12 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الماضية
  • اسرائيل تبدأ بناء المرحلة الأولى من الجدار الأمني مع الأردن
  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال شمال الضفة الغربية واعتقال آخرين
  • الأردن يدين تصريحات سموتريتش ويؤكد .. لا سيادة لإسرائيل على الضفة الغربية
  • ١٣ عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الماضية
  • الأردن يدين تصريحات وزير المالية الإسرائيلي وخطط الاستيطان غير القانونية في الضفة الغربية
  • تصاعد الاعتقالات والمواجهات في الضفة الغربية