موقع 24:
2025-12-07@18:22:38 GMT

الركود التضخمي يهدد روسيا بعد عامين ونصف على الحرب

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

الركود التضخمي يهدد روسيا بعد عامين ونصف على الحرب

ارتفع سعر الخبز في روسيا في السنوات الأخيرة، إلى حد بات أوليغ إيفانوفيتش مضطراً إلى الاستغناء عنه في بعض الأيام، لكنه يبدي استعداده للقيام بتضحيات، في وقت يواصل الجيش هجومه على أوكرانيا.

ويقول المتقاعد البالغ 67 عاماً في موسكو: "نتعايش مع هذا الأمر. وحين تنتهي العملية العسكرية الخاصة، ستعود الأسعار إلى مستواها الاعتيادي"، في إشارة إلى توصيف موسكو لهجومها على أوكرانيا المستمر منذ فبراير (شباط) 2022.

والتضخم الحاد الذي تخطى 9% في أغسطس (آب) الماضي، هو من النتائج المباشرة لعسكرة الاقتصاد الروسي الذي بات خلال سنتين ونصف السنة، يتوقف إلى حد بعيد على القطاع الدفاعي والعسكري.

Russia faces stagflation threat as growth slows https://t.co/fheCY5fugW

— Digital Journal (@digitaljournal) September 12, 2024

وأنفقت السلطات الروسية مليارات الدولارات على الجيش والجنود وعائلاتهم وشركات الأسلحة، ووظفت استثمارات طائلة سمحت لها حتى الآن بالحد من تبعات العقوبات الغربية التي فُرضت على البلاد بهدف تجفيف مصادر تمويل مجهوده الحربي. غير أن البنك المركزي الروسي يتحدث حالياً عن خطر جديد يهدد الاقتصاد الوطني، وهو الركود التضخمي.

وحذّرت مديرته إلفيرا نابيولينا في يوليو (تموز) الماضي، بأن "نقص (اليد العاملة) قد يقود إلى وضع يشهد تباطؤاً في النمو الاقتصادي، رغم كل الجهود المبذولة لتحفيز الطلب، وتؤدي فيه كل هذه التحفيزات إلى تسريع التضخم"، وأضافت "إنه بشكل أساسي سيناريو ركود تضخمي، لا يمكن وقفه إلا لقاء انكماش اقتصادي حاد".

الاقتصاد يتدهور

وفي حال تسجيل ركود تضخمي، وهو تعبير يشير إلى تضخم شديد بالتزامن مع نمو ضعيف أو حتّى منعدم، فسيطرح ذلك تحدياً جديداً على الكرملين.

ومذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، قبل أكثر من سنتين ونصف سنة، ارتفعت النفقات الفيدرالية بحوالي 50%، متسبّبة بارتفاع في الأجور وإنفاق الأسر. وتراجعت البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية، فيما ارتفعت ثقة المستهلك إلى أعلى نسبة منذ 15 عاماً.

ولكن مع هجرة عمال مهرة وغير مهرة فروا إلى الخارج، هرباً من التجنيد أو التحقوا بالجيش طلباً للأجور المغرية، باتت ملايين المناصب شاغرة. كما أن العقوبات التي حرمت روسيا من التكنولوجيا الغربية، انعكست سلباً على الإنتاجية وبلبلت سلاسل الإمداد.

وقال الأستاذ الروسي في مدرسة الاقتصاد في برشلونة روبن إنيكولوبوف إنه "على المدى البعيد، ستؤدي هذه العوامل الديموغرافية، وهذه المسائل التكنولوجية إلى نمو ضعيف جداً". وتابع "من المحتمل جداً أن نشهد سيناريو ركود تضخمي عام 2025 وفي السنوات التالية".

وأقر البنك المركزي الروسي بوجود "مؤشرات إلى تباطؤ النمو". إلا أن معدل الفائدة الرئيسية وصل إلى 18%، ما يثير استياء أرباب العمل الذين يشكون من تزايد تكاليف القروض المصرفية، ما يعيق بشكل إضافي النمو في قطاعات غير مرتبطة بالجيش.

وأوضح ماكسيم بويف من معهد الاقتصاد الجديد في موسكو، أن روسيا عالقة في "حلقة مفرعة من التضخم والكينيزية العسكرية، بحيث أن التحفيزات تذهب إلى الحرب، فيما بقية الاقتصاد يسجل ارتفاعاً في الأسعار".

ويؤكد بوتين من جهته، أن الإنفاق العسكري يمثل "مورداً كبيراً" يمكن أن يحرك النمو في روسيا، غير أن العديد من المراقبين يشكّكون في ما إذا كانت فوائد هذه الاستثمارات العسكرية كافية للتعويض عن التكاليف الباهظة.

وقال فلاديسلاف إنوزمتسيف، أحد مؤسسي مركز التحليل والاستراتيجيات في أوروبا، مكتب الدراسات المتخصص في شؤون روسيا، إن "الاقتصاد يتدهور، يبتعد عن النمط العصري". ولفت إلى أن السلطات "تعتمد الأنماط والمعايير والمناهج السوفياتية، التقدم التكنولوجي غائب... والتطوير محدود جداً".

جيش مهيأ لنزاع طويل الأمد

ويرى الخبراء الذين جرت مقابلتهم، أن هذا النظام لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، لكنه في المقابل لا يحدّ من قدرات روسيا العسكرية.

ويعتقد سيرغي ألكساشنكو نائب وزير المال السابق، المقيم حالياً في المنفى، أنه ينبغي الانتظار لمدة عقد قبل أن "تظهر" فعلياً مفاعيل الحظر على تصدير التكنولوجيا إلى روسيا.

وفي هذه الأثناء، تملك موسكو الموارد لخوض نزاع طويل الأمد، فلديها حوالي 300 مليار دولار من الاحتياطات التي لم يجمدها الغرب، ونسبة دين إلى الناتج المحلي الإجمالي متدنية بنسبة تقارب 15%، كما أعلن الكرملين زيادات كبيرة في الضرائب ستجني له عائدات إضافية بمليارات الدولار في السنوات المقبلة.

وقال إنيكولوبوف "ما زال هناك هامش كبير لإعادة توزيع الموارد، لن يوقفوا الحرب لنفاد الإمدادات". في حين رأى إنوزمتسيف أن "روسيا قد لا تستمر إلى ما لا نهاية في الحرب، لكن لديها بالتأكيد المال والموارد الكافية لمواصلتها لسنوات عدة بالكثافة ذاتها التي هي عليها اليوم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا الروسي الحرب الأوكرانية روسيا

إقرأ أيضاً:

دبلوماسي: روسيا تلعب دورًا مهمًا في تشكيل موقف موسكو تجاه القضايا الدولية

قال الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف إن الضغوط الغربية المفروضة على روسيا تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الموقف الروسي الحالي تجاه القضايا الدولية، لكنها ليست عاملاً قادرًا على تغيير السياسات الاستراتيجية لموسكو، موضحا أن روسيا تنظر إلى هذه الضغوط باعتبارها امتدادًا لتحرك غربي «بالوكالة»، يهدف إلى تحقيق مصالح جيوسياسية لا تُعلن بشكل مباشر.

التنسيق بين الدول الغربية

وأضاف ماتوزوف، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "عن قرب مع أمل الحناوي"، من تقديم الإعلامية أمل الحناوي، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن التنسيق بين الدول الغربية، وما وصفه بـ«الحملة الجماعية» ضد روسيا، يعكس رغبة واضحة في تقليص نفوذ موسكو على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل التحولات الجارية في النظام العالمي. لكنه شدد على أن هذه الضغوط، مهما بلغت قوتها، لن تدفع روسيا إلى إعادة النظر في ثوابتها أو التراجع عن مواقفها السياسية والعسكرية التي ترى أنها تتوافق مع مصالحها القومية.

روسيا تتعامل بحذر مع المقترح الأمريكي وتستخدم التصعيد لإعادة رسم قواعد التفاوضقانون جديد للتجنيد.. ألمانيا تفعل خطة للمواجهة مع روسيا | تفاصيل

وأشار ماتوزوف إلى أن موسكو باتت أكثر حذرًا في قراءة التحركات الغربية، وأن استمرار العقوبات لن يؤدي إلى انهيار القدرات الروسية كما يتوقع البعض، بل ربما يعزز النزعة الروسية نحو الاعتماد على الذات وتطوير شراكات جديدة مع قوى شرق آسيا والشرق الأوسط. وختم بالتأكيد أن الضغوط الحالية، رغم تأثيرها، لا تشكل تهديدًا يستدعي تغيير المسار الاستراتيجي لروسيا.

طباعة شارك موسكو روسيا فيتشسلاف ماتوزوف الدول الغربية

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الروسي يعلن اقتراب موسكو من النصر الكامل
  • رئيس مكتب التعاون الروسي – اللبناني التقى نيبينزيا وثمّن دعم موسكو للبنان
  • بيت لحم تستعيد فرحة عيد الميلاد بعد عامين من الحرب
  • برلماني: رفع فيتش تصنيف مصر الائتماني يعكس استقرار الاقتصاد و كفاءة السياسات المالية
  • أوكرانيا تنقل المواجهة للعمق الروسي .. تحوّل استراتيجي يستهدف شلّ الاقتصاد وردع موسكو
  • دبلوماسي: روسيا تلعب دورًا مهمًا في تشكيل موقف موسكو تجاه القضايا الدولية
  • مصرف سوريا المركزي: النمو أسرع من توقعات البنك الدولي وعملة جديدة في الطريق
  • تقرير جديد: تغير المناخ يهدد بخسارة 19% من الدخل العالمي خلال26 عاماً
  • ألمانيا تعيد الخدمة العسكرية ضمن خطة جديدة لمواجهة روسيا
  • بين موسكو ونصف الكرة الغربي.. وثيقة ترامب للأمن القومي تعيد ترتيب أعداء واشنطن وحلفائها