رئيس إيتيدا: صناعة البرمجيات تشهد تحولا جذريا بفضل التكنولوجيات الناشئة على رأسها الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
قال المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، إن صناعة البرمجيات تشهد تحولًا جذريًا بفضل التكنولوجيات الناشئة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأضاف أن هذا التحول يشمل تطورًا ملحوظًا في مجال اختبار البرمجيات حيث يساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في إطلاق موجة جديدة من الإنتاجية في أتمتة عمليات الاختبار وزيادة دقتها وسرعتها، مما يشكل فرصة ذهبية لمصر لتعزيز مكانتها كمركز رائد في هذا المجال.
وأوضح الظاهر - في بيان له اليوم الخميس- أن هذا التحول سيفتح آفاقًا واسعة للشركات المصرية، مشددا على ضرورة مواكبة أحدث التطورات العالمية وزيادة الاستثمار في الكوادر البشرية وتشجيع الابتكار، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل على تطوير الكفاءات المحلية وتسعى إلى توفير بيئة ملائمة لتطبيق أحدث معايير هندسة البرمجيات العالمية، مما يعزز مكانة مصر كمقصد لتصدير البرمجيات والخدمات التكنولوجية.
وفي خطوة تهدف إلى تعزيز تنافسية صناعة البرمجيات في مصر، نظمت الهيئة من خلال مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC)، النسخة الثانية من فعاليات "يوم اختبار البرمجيات"، تحت شعار "استشراف المستقبل: أحدث التوجهات في مجال اختبار البرمجيات باستخدام الذكاء الاصطناعي"، وذلك بمركز إبداع مصر الرقمية بالجيزة.
وخلال تلك الفاعلية التي شهدت مشاركة واسعة لنحو 90 شركة محلية وعالمية وبحضور أكثر من 210 خبير ومهندس متخصص في مجال اختبار البرمجيات وضمان الجودة وطلبة الجامعات المتخصصة، أعلن الدكتور هيثم حمزة، القائم بأعمال رئيس مركز SECC عن إتاحة "نموذج تقييم قدرات الاختبار"، لمساعدة الشركات على التقييم الذاتي لقدراتهم في مجال اختبار البرمجيات، بالإضافة إلى مجموعة اختبارات ISTQB والتي يقدمها المجلس المصري لاختبار البرمجيات (ESTB).
وأكد حمزة أن المركز يسعى من خلال هذه الفاعليات إلى إقامة مجتمع دائم لشركات ومهندسي البرمجيات في مصر لمناقشة المستجدات والتحديات وتبادل الخبرات، مشيرا إلى حرص المركز على تطوير المهارات وبناء المزيد من القدرات الرقمية لسد الفجوة والطلب المتنامي على مطوري ومختبري البرمجيات والمحترفين في هذا المجال.
وتناولت الفعالية دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في مجال اختبار البرمجيات، حيث تم استعراض أحدث التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الاختبار مثل الأداء وواجهة المستخدم والأمن. كما ناقشت الفعالية أهمية تطوير مهارات المختبرين لمواكبة هذه التطورات، وكيفية الاستفادة من أدوات الاختبار المدعومة بالذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، تم طرح استراتيجيات لجذب الكوادر المؤهلة في هذا المجال وتطويرهم، مع تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في أتمتة عمليات الاختبار وتوليد حالات الاختبار بشكل فعال.
تقرير SECC يكشف عن نمو ملحوظ في اعتماد الأتمتة والذكاء الاصطناعي في سوق اختبار البرمجيات
وفقًا لنتائج آخر مسح أجراه مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات (SECC) في يوليو 2024، والذي شمل تحليلًا لحالة السوق وأداء شركات تكنولوجيا المعلومات واختبار البرمجيات في مصر، تم الكشف عن عدة نقاط هامة تتعلق بالصناعة. أشارت البيانات إلى أن تطبيقات الويب والمحمول تمثل النسبة الأكبر من التطبيقات التي يتم اختبارها، حيث بلغت نسبة 93%. أما من حيث قطاعات الأعمال، يستحوذ قطاع الخدمات المالية وتطبيقات البنوك على الحصة الأكبر من سوق اختبار البرمجيات بنسبة 79%، يليه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ثم قطاع الخدمات الحكومية والقطاع الصحي.
وفيما يتعلق بأتمتة الاختبارات، أظهر المسح أن حوالي 50% من الشركات التي شملها المسح تعتمد على الأتمتة في اختباراتهم، وتفضل 72% من هذه الشركات استخدام أدوات مفتوحة المصدر مثل Selenium كما تقوم 69% من الشركات بأتمتة إجراءات إدارة الاختبارات وتتبع العيوب البرمجية.
كما أوضحت نتائج المسح أن التحديات التقنية لا تزال قائمة، حيث تواجه 75% من الشركات صعوبة في إيجاد مختبرين ذوي مهارات متقدمة، وخاصة في مجال اختبارات الأمن السيبراني. وفي هذا السياق، برز محور الاستثمار في التدريب والتطوير والاعتماد الدولى كأولوية، حيث أظهر المسح أن أكثر من 55% من الشركات التي شملها المسح لديها مختبرين حاصلين على شهادات دولية معتمدة في مجال اختبار البرمجيات وبالأخص شهادات ISTQB، وذلك بنسبة تزيد عن 75% من عدد المختبرين الكلي في الشركة.
إحصائيات مختبري البرمجيات في مصر وحجم السوق العالمي والنمو المتوقع:
وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة جارتنر، توفر المؤسسات التي تطبق أتمتة اختبار البرمجيات باستخدام الذكاء الاصطناعي 30% من وقت الاختبار وتحقق زيادة في تغطية الاختبار بنسبة تصل إلى 85% مما يساهم في تحسين عمليات إطلاق المنتج في السوق بنسبة 50%، مما يمنح تلك المؤسسات ميزة تنافسية كبيرة.
تشير العديد من التقارير الدولية إلى النمو المستمر في سوق خدمات اختبار البرمجيات وضمان الجودة، مدفوعًا بالطلب المتزايد على منتجات وتطبيقات البرمجيات عالية الجودة. يتزايد هذا الطلب مع تعقيد أنظمة البرمجيات والحاجة المستمرة للتحديثات والتعديلات. بالإضافة إلى ذلك، أدى الاعتماد المتزايد على منهجيات Agile وDevOps في تطوير البرمجيات إلى زيادة الطلب على هذه الخدمات، حيث تحتاج المؤسسات لضمان توافق البرمجيات مع أعلى معايير الجودة والكفاءة.
ومع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أتمتة الاختبار، من المتوقع أن يتغير اتجاه الطلب على الوظائف، حيث سيتحول التركيز نحو الأدوار التي تتطلب مهارات وخبرات في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأدوات الأتمتة. قد يؤدي هذا التحول إلى تقليص الطلب على مهام الاختبار التقليدية وزيادة فرص العمل في مجالات ضمان الجودة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وتطوير البرمجيات.
ويلعب مركز SECC التابع للهيئة دورًا محوريًا كونه الجهة الحصرية الموكل إليها من قبل المجلس المصري لاختبار البرمجيات (ESTB) إجراء الاختبارات والامتحانات وإصدار شهادات ISTQB في مصر، مما يعزز من عمليات التطوير المستمر لشركات تكنولوجيا المعلومات المحلية ورفع الكفاءة لمتخصصي اختبار البرمجيات، حيث تعد شهادات ISTQB شهادات عالمية رائده في مجال اختبار البرمجيات.
وطبقا لأحدث بيانات المركز، يبلغ إجمالي عدد مختبري البرمجيات المصريين والمعتمدين دوليا نحو 8200، موزعين على مستويات تخصصية مختلفة تشمل مختبرين في المستوى التأسيسي والمستوى التأسيسي للأجايلAgile ومختبري تطبيقات المحمول، بالإضافة إلى تخصصات أخرى مثل مختبر الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وبرمجيات السيارات.
جدير بالذكر أن مركز تقييم واعتماد هندسة البرمجيات تأسس في عام 2001 ويُعد من الجهات المصرية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويعمل كبيت خبرة وجهة معتمدة دوليًا لتقديم خدمات الاستشارات الفنية والاعتماد لشركات البرمجيات من أجل الارتقاء بمستوى هندسة البرمجيات وإضفاء الطابع الاحترافي عليها ووضعها في متناول الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات في مصر، ونقل التكنولوجيا الحديثة والأطر والممارسات العالمية ومساعدة الشركات لتنفيذها وتطبيقها.
اقرأ أيضاًخلال أعمال اللجنة المصرية الكويتية المشاط: حريصون على تشجيع جذب الاستثمارات الكويتية والأجنبية
«كوكاكولا هيلينيك مصر» تعتزم الانتهاء من ضخ استثمار بقيمة مليار يورو خلال 5 سنوات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر ايتيدا تكنولوجيا المعلومات الشركات المصرية صناعة تكنولوجيا المعلومات تکنولوجیا المعلومات الذکاء الاصطناعی البرمجیات فی مصر هندسة البرمجیات بالإضافة إلى من الشرکات فی هذا
إقرأ أيضاً:
تراجع الهيمنة الأمريكية في سباق الذكاء الاصطناعي
صراحة نيوز- قال تحليل نشرته “فورين أفيرز” إن ريادة الولايات المتحدة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي ربما بدأت تتلاشى.
أفاد التحليل بأنه على مدى السنوات القليلة الماضية، قادت الولايات المتحدة العالم في تطوير الذكاء الاصطناعي؛ حيث لعبت شركات أمريكية مثل OpenAI وGoogle وAnthropic وMeta دوراً محورياً في دفع عجلة الابتكار بفضل الجمع بين التميز الأكاديمي، والاستثمار الخاص، والتنظيم الحكومي الخفيف نسبياً. وحققت النماذج الأساسية الأمريكية مثل GPT وGemini تقدماً سريعاً في قدرات الاستدلال والمعالجة متعددة الوسائط وحل المشكلات العلمية، مما عزز حصتها في الأسواق العالمية وتفوقها على نظيراتها الصينية.
لكن بحلول أواخر عام 2024، بدأ هذا التفوق الأمريكي بالتلاشي. فقد حققت شركات الذكاء الاصطناعي الصينية مثل DeepSeek وBaidu وAlibaba وTencent تقدماً هائلاً، وقلصت الفجوة مع النماذج الأمريكية إلى بضع نقاط مئوية. ويعزى هذا التقدم إلى استراتيجية الصين المدفوعة من الدولة والتي تشمل استثمارات ضخمة في أشباه الموصلات والبنية التحتية للطاقة، وتنسيقاً وثيقاً بين القطاعين العام والخاص، ونظاماً تعليمياً يخرج كوادر متخصصة في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، من التصنيع إلى الخدمات العامة.
وكانت شركة Xiaomi في بكين أحد أبرز الأمثلة على ذلك. ومصنع الشركة يستخدم أكثر من 700 روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي لإنتاج سيارة كهربائية كل 76 ثانية. كما تستخدم المدن الصينية الذكاء الاصطناعي لإدارة حركة المرور والمراقبة والتنفيذ القانوني، وتقوم الحكومات المحلية بتجريب تطبيقات جديدة في التعليم والرعاية الصحية. وفي الوقت نفسه، قامت الشركات الصينية بتحسين برمجياتها لزيادة كفاءة استخدام العتاد المتوفر، مما خفف من تأثير القيود الأمريكية على تصدير الرقائق المتقدمة.
نتيجة لذلك، تواجه الولايات المتحدة واقعاً جديداً: تفوقها في الذكاء الاصطناعي لم يعد مضموناً. وقد أدركت إدارتا الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب هذه الحقيقة، فاتبعتا استراتيجيات لتأخير أو منع هذا التراجع من خلال فرض قيود على التصدير وتكثيف الابتكار المحلي عبر استثمارات في أشباه الموصلات والبنية التحتية واعتماد الذكاء الاصطناعي في الحكومة، خصوصاً في الأمن القومي والصحة ومكافحة الاحتيال.
ومع ذلك، لم يعد التفوق الأمريكي مسألة محسومة. ويبدو سباق الذكاء الاصطناعي الآن وكأنه ماراثون طويل الأمد. لذا، على صانعي السياسات في واشنطن أن يستعدوا لعالم تتقاسم فيه الولايات المتحدة الريادة مع قوى أخرى، أو حتى تحتل المرتبة الثانية. لكن هذا لا يعني تكرار أخطاء سباق الجيل الخامس (5G)، حيث تقدمت الصين بسرعة بينما عانت أمريكا من اللحاق بها. لكن بدلاً من ذلك، يجب أن تركز الاستراتيجية الأمريكية على المرونة والقدرة على التكيف والتعاون.
استراتيجية أكثر ذكاءً
ونصح التقرير بأنه بدلاً من التمسك بهيمنة غير مضمونة، يجب على الولايات المتحدة الاستثمار في أطر جديدة تبرز جاذبية نماذجها حتى لو لم تعد الأفضل في المقاييس التقليدية. يمكن لوكالة المعايير الوطنية (NIST) ومعهد سلامة الذكاء الاصطناعي تطوير معايير تقييم جديدة تتجاوز دقة الأداء إلى معايير مثل الشفافية، والأمان، وتكلفة التشغيل، وسهولة التعديل. هذه المعايير قد تكون أكثر أهمية للأسواق الناشئة، حيث تُفضل النماذج القابلة للتكيف والمضمونة والثابتة الكلفة على الأداء التقني البحت.
كما إنه يمكن لواشنطن الترويج لتوافق النماذج المختلفة على المستوى العالمي. فمع تزايد عدد النماذج الأساسية، سيبحث المستخدمون عن حرية التنقل بينها دون قيود أو تكاليف باهظة. ويمكن للشركات الأمريكية تسهيل هذا التحول عبر تقليل تكاليف التبديل، وتبسيط التهيئة، وتخفيض متطلبات التدريب والتجهيزات. كما يمكن للحكومة الأمريكية أن تقود جهوداً دولية لتوحيد بروتوكولات واجهات البرمجة (APIs) لجعل التكامل والتنقل بين النماذج أسهل، مما يقلل من الاعتماد على نموذج أو بلد واحد.
من جانب آخر، ينبغي على الولايات المتحدة تطوير طبقات وسيطة للبرمجيات تفصل بين التطبيقات والنماذج الأساسية. هذه الطبقات تقلل من التبعية لنموذج معين، وتتيح مرونة أكبر في التبديل إذا تغير النموذج أو ظهرت بدائل أفضل. وفي حال تفوقت النماذج الصينية، ستكون هذه الطبقات أداة حيوية لتقليل المخاطر مثل الرقابة أو تعطيل الخدمة.
وبالإضافة لذلك، سيكون من الضروري تطوير أنظمة “تحكيم” برمجية تقارن مخرجات نماذج مختلفة. ففي تطبيقات حرجة مثل التشخيص الطبي أو اكتشاف الاحتيال، يمكن لتلك الأنظمة تقييم الإجابات من نماذج موثوقة محلياً وأخرى أكثر كفاءة ولكن أجنبية، وتحذير المستخدم من الإجابات غير الدقيقة. ورغم أن هذا يضيف تكلفة ويبطئ الأداء، إلا أنه يضمن السلامة والموثوقية في مجالات حساسة.
أصعب التحديات
ووفقا للتحليل، فإنه من أصعب التحديات التي ستواجهها الولايات المتحدة هو تحديد متى وكيف تشارك بياناتها. ففرض حظر شامل على مشاركة البيانات مع الصين قد يبدو خياراً آمناً، لكنه قد يضر بالمصلحة العامة. فإذا أثبت نموذج صيني أنه أكثر فعالية في تشخيص الأمراض أو توقع الكوارث، فإن منع استخدامه قد يضر الصحة العامة أو الاقتصاد.
والحل الأمثل هو اعتماد سياسة مدروسة لمشاركة البيانات بناءً على تحليل الفوائد والمخاطر. ويمكن استخدام تقنيات مثل إخفاء الهوية، وتشفير البيانات، والخصوصية التفاضلية لتقليل خطر التسريب مع الحفاظ على الفائدة. ويجب على واشنطن وضع إرشادات واضحة لمتى تكون مشاركة البيانات مقبولة، وتدريب الحلفاء والشركاء، خاصة في الدول النامية، على الاستخدام الآمن والتنقل بين النماذج.
وشدد التقرير على أنه رغم أن شركات الخدمات السحابية الأمريكية مثل أمازون ومايكروسوفت وغوغل ما زالت تهيمن على أكثر من 60% من السوق العالمي مقارنة بـ4% فقط لعلي بابا، إلا أن هذه الهيمنة قد تتراجع. فالابتكار في الذكاء الاصطناعي قد يصبح أبطأ وأكثر تكلفة، مما يمنح الصين ذات التنسيق المركزي ميزة تنافسية.
والخطة الوطنية الجديدة للذكاء الاصطناعي التي ستُصدر في يوليو/تموز يجب أن تعكس هذا الواقع المتغير. وينبغي على أمريكا أن تعترف بأن الريادة مهمة ولكنها ليست مضمونة.