“قراءة في صراعات المثقفين السودانيين من خلال كتاب”
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
زهير عثمان
في مقاله المعنون "منصور خالد: أهدى طُرق الرجل في البحث هي التي يتجنب" (1-3)، يتناول الدكتور عبد الله علي إبراهيم نقدًا لأسلوب وطروحات منصور خالد في البحث والتحليل، متتبعًا النقاط التي يراها غير دقيقة أو غير مبررة علميًا.
هذا المقال يستند إلى كتابه ". . . ومنصور خالد"، الذي يمثل نقدًا مفصلًا لتوجهات خالد الفكرية والاجتماعية.
الكتاب ". . . ومنصور خالد" الذي كتبه الدكتور عبد الله علي إبراهيم يمثل نقدًا مفصلًا لأفكار ومواقف منصور خالد، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز المثقفين السودانيين، وقد أثر في الفكر السوداني بشكل ملحوظ من خلال مؤلفاته التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية هامة. يركّز عبد الله علي إبراهيم في كتابه على نقد جوانب أساسية في فكر منصور خالد، خاصة تلك المتعلقة بالتركيبة الاجتماعية والتراتبية في السودان، وتحديدًا نظرية منصور حول تأثير الرق والتراتبية الاجتماعية في خلق طبقات اجتماعية مختلفة، مثل ربط عمل "الألته" (نقل قاذورات المراحيض) بمجموعة جبال النوبة كأثر للرق.
أهم مواطن القوة في الكتاب والعمق البحثي والتحليل التاريخي: عبد الله علي إبراهيم يعتمد على خلفية قوية في البحث التاريخي والاجتماعي، ويظهر ذلك من خلال ربطه للأحداث والأفكار بتحولات اجتماعية واقتصادية معقدة. يقدم تحليلات تاريخية دقيقة تستند إلى الأدلة المتاحة والدراسات الحديثة التي تدحض بعض مزاعم منصور خالد، مما يضفي على الكتاب بعدًا أكاديميًا ونقديًا جادًا.
التحدي العلمي لرؤية منصور خالد: الكتاب يتبنى موقفًا نقديًا واضحًا ويخوض في تفنيد أفكار منصور خالد بطريقة أكاديمية. عبد الله علي إبراهيم يركز على ما يراه تجاوزًا أو تعميمًا غير دقيق في طرح منصور حول تأثير الرق على الأدوار الاجتماعية. على سبيل المثال، يعتبر الكاتب أن تعميم منصور بأن النوبة وحدهم هم من قاموا بخدمة "الألته" أمر غير صحيح، ويعتمد على دراسات تاريخية جديدة توضح أن هذا العمل شمل مجموعات أخرى من السودانيين.
النقد المنهجي لاستعلاء منصور على مصادره: ينتقد عبد الله علي إبراهيم منصور خالد بأنه يتجاهل بعض المصادر والدلائل التي تتعارض مع طروحاته، ويدعي أن هذا السلوك يعبر عن استعلاء فكري. هذه النقطة تعتبر أساسية في نقد عبد الله علي إبراهيم، حيث يرى أن منصور لا يعيد النظر في آرائه حتى عندما تظهر أدلة مضادة.
تحليل دقيق للمجتمع السوداني: يُظهر الكاتب فهمًا عميقًا للبنية الاجتماعية السودانية، وينجح في توضيح أن الترتيبات الاجتماعية والمهنية التي يتحدث عنها منصور خالد أكثر تعقيدًا من مجرد تأثرها بالرق. يعتمد عبد الله علي إبراهيم على رؤية متعددة الأبعاد تجمع بين العوامل التاريخية والاقتصادية والسياسية.
مواطن الضعف في الكتاب
نبرة النقد الشخصية و على الرغم من أن الكتاب نقدي في جوهره، إلا أن بعض القارئين قد يرون أن النبرة المستخدمة تجاه منصور خالد قد تبدو شخصية أكثر من اللازم في بعض الأحيان. هذا قد يؤثر على الموضوعية العامة للتحليل ويجعل الكتاب يبدو أحيانًا كمحاولة لتصفية حسابات فكرية.
التركيز الضيق على بعض المواضيع: بينما يركز الكتاب على تفنيد فكرة "الألته" وعلاقتها بالرق، قد يشعر بعض القراء أن هذا التركيز ضيق جدًا مقارنة بمجمل فكر وأعمال منصور خالد. هناك قضايا أخرى تناولها منصور خالد بعمق كبير، مثل العلاقات بين الشمال والجنوب والحروب الأهلية، التي لم يتناولها الكتاب بنفس المستوى من التفصيل.
التوسع المحدود في التفسيرات البديلة ورغم أن عبد الله علي إبراهيم يقدم نقدًا لفكرة منصور خالد حول التراتبية الاجتماعية، إلا أن القارئ قد يشعر بعدم وجود تفسير بديل متكامل من الكاتب لكيفية نشوء هذه الظاهرة. الكتاب يركز بشكل كبير على تفنيد أفكار منصور خالد ولكنه قد لا يقدم دائمًا تفسيرًا شاملاً للأسباب التي أدت إلى ظهور تلك التراتبية الاجتماعية.
قلة الاستشهادات المرجعية في بعض المواضع، رغم الانتقادات التي يوجهها الكاتب لمنصور خالد بتجاهل بعض المصادر، قد يشعر القارئ أن الكتاب نفسه كان بحاجة إلى المزيد من الاستشهادات الأكاديمية لدعم بعض حججه. هذا يمكن أن يضعف قوة الكتاب كمرجع أكاديمي في بعض النقاط.
كتاب ". . . ومنصور خالد" لعبد الله علي إبراهيم هو عمل نقدي قوي يتحدى أطروحات منصور خالد بأسلوب أكاديمي جاد وتحليل تاريخي عميق. يقدم الكتاب وجهة نظر مغايرة حول بعض القضايا الأساسية التي تناولها منصور خالد، مثل أثر الرق على المجتمع السوداني وتشكيل الطبقات الاجتماعية. رغم ذلك، يعاني الكتاب من بعض الضعف في نبرة النقد الشخصية، والتركيز الضيق على بعض المواضيع دون غيرها، وقلة تقديم بدائل تحليلية متكاملة.
ومع ذلك، يبقى هذا العمل مساهمة مهمة في الحوار الفكري حول قضايا السودان الاجتماعية والسياسية، ويظهر قدرة عبد الله علي إبراهيم على التحدي النقدي والتفكير المنهجي في تاريخ السودان المعقد.
وأخير أقول لمنصور خالد الرحمة من ربه ولشيخنا الوقر الدكتور عبدالله علي أبراهيم العافية وطول العمر أنه سميع مجيب
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عبد الله علی إبراهیم منصور خالد
إقرأ أيضاً:
سنن يوم الجمعة.. قراءة سورة الكهف والتبكير إلى الصلاة أبرزها
من سنن يوم الجمعة تحري ساعة الإجابة، حيث فيه ساعة إجابة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة».
كذلك من سنن يوم الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي، لما ورد أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أوَ شَافِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
كما يستحب التبكير إلى صلاة الجمعة: «إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وقَفَتِ المَلَائِكَةُ علَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، ويَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». [متفق عليه].
من سنن يوم الجمعة، الذهاب إلى المسجد مشيًا، لقول سيدنا رسول الله: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا». [أخرجه الترمذي].
ومن سنن يوم الجمعة، أن النبي الكريم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حثنا على الاغتسال والتطيب والتسوك بيوم الجمعة خاصة.
وروي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ، وَإِنْ كَانَ طِيبٌ فَلْيَمَسَّ مِنْهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ».
كما يستحب صلاة المسلم ركعتين تحية المسجد، حتّى وإن بدأت الخطبة: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان يَخْطُبُ يوما في أصحابه فدَخَلَ رَجُلٌ فجلس فرآه النبي فقطع الخطبة فسأله أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ».
قراءة سورة الكهف يوم الجمعةوعن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة قال (صلى الله عليه وسلّم): «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء».
ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حثنا على قراءة الآيات العشر الأواخر من سورة الكهف، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال».