بغداد اليوم - طهران

تحدث عبد الرضا فرجي راد، أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة طهران، عن الزيارة التاريخية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العراق التي استمرت لثلاثة أيام.

ووصل بزشكان الى العراق يوم الأربعاء الماضي بدأها بالعاصمة بغداد وبعدها انتقل الى اقليم كردستان، ثم عاد لزيارة المراقد المقدسة في كربلاء والنجف، ليختتم زيارته اليوم الجمعة بمحافظة البصرة في أول زيارة خارجية له منذ تسلمه منصب رئاسة الجمهورية في تموز الماضي.

وقال فرجي راد، اليوم الجمعة (13 أيلول 2024)، لـ"بغداد اليوم"، إن "بزشكيان ومنذ نيل حكومته ثقة البرلمان الإيراني أعلن أنه سيقوم بأول زيارة رسمية له إلى الدولة المجاورة للعراق، وأخيرا، تمت هذه الرحلة في الأيام القليلة الماضية، وقد لقي الرئيس الإيراني استقبالا حسنا من قبل السلطات العراقية".

وأضاف "رغم أنه منذ سقوط صدام وتطور العلاقات بين البلدين، قام جميع رؤساء إيران بزيارات رسمية إلى العراق، وتم خلال هذه الزيارات عقد اتفاقيات للتعاون بين البلدين، لكن يمكن القول أن هذه الزيارة تختلف بعض الشيء عن زيارات الرؤساء السابقين ومن الممكن الحصول على نتائج أفضل منها".

وتابع فرجي: "إذا أردنا أن نذكر بعض هذه الفروق يمكننا أن نشير الى ان هذه الزيارة جاءت في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الجديدة أنها تنتهج سياسة متوازنة بين الشرق والغرب في سياستها الخارجية وترغب في الحوار مع الغرب، حوار يمكن أن يتوصل بين الجانبين إلى تفاهم بشأن الملف النووي ويؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران، ويمكن للعراق، باعتباره حليفاً للكتلة الغربية وله علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، أن يسهل هذه المحادثات، ورغم أن العراقيين في الماضي لعبوا أحياناً دوراً في هذا الصدد وبذلوا بعض الجهود، إلا أن هذه المرة تم إعلان هذه السياسة التقدمية من قبل حكومة الجمهورية الإسلامية والأطراف الغربية، سواء الجانب الأمريكي أو الجانب الأوروبي، وأعلنوا استعدادهم للحوار والتوصل إلى حل مقبول".

وبين المحلل السياسي الإيراني، أنه "في الأسابيع الأخيرة، توقفت الهجمات على القوات والقواعد الأمريكية في العراق، والتي يقال إن قوات المقاومة العراقية تنفذها، وهو ما يمكن أن يساعد الحكومة العراقية على بناء منصة للحوار بين إيران والعراق مع الغرب، وبالتأكيد ستكون هناك عقبات أقل أمام تطوير العلاقات بين بغداد وأربيل مع طهران، ومن الممكن أيضًا أن تتمكن الحكومة العراقية، إذا حاولت، من الحصول على إذن على الأقل للإفراج عن جزء من الأموال الإيرانية المجمدة بعد موافقة الولايات المتحدة، وهو موضوع اعتقد تمت مناقشته في المحادثات بين رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورئيس وزراء العراق".

واشار فرجي الى ان "النقطة المهمة التالية في هذه الرحلة هي المحادثات الرئاسية في أربيل والسليمانية مع السلطات الكردية الإقليمية، والتي لم تعقد منذ سقوط صدام، واللافت في هذه الرحلة أن العلاقات المناخية مع طهران كانت شديدة البرودة منذ عدة سنوات، كما تعرضت مواقع معارضي الجمهورية الإسلامية في شمال العراق للقصف بالرصاص والصواريخ عدة مرات، وأخيراً مع التصعيد الأخير، كانت زيارة رئيس اقليم كردستان نيجرفان بارزاني إلى طهران، قد حركة العلاقات بين أربيل وطهران".

واوضح فرجي، إن "زيارة بزشكيان إلى أربيل والسليمانية في وقت تغير فيه بالكامل موقع معارضة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على طول الحدود المشتركة، وخلال رحلته إلى شمال العراق، يتحدث الرئيس للصحفيين بلغة السكان الأصليين لهذه المنطقة (الكردية)، وبالنظر إلى الخلافات بين الحزبين الكرديين في المنطقة، يحاول أن يظهر من خلال لقائه مع قادة الحزبين أن الحكومة في إيران تريد السلام في كردستان ويد الصداقة تمتد إلى جميع الأكراد في المنطقة".

وبحسب قوله إنه "يمكن لهذه الرحلة وهذا الإجراء، الذي وصفه القادة الأكراد بالرحلة التاريخية، أن يترك أثراً إيجابياً للغاية على العلاقات بين إيران والمنطقة بالإضافة إلى تطوير العلاقات بين طهران وبغداد، بحيث إذا تمت متابعة الحوارات واستمرت، ستتمكن طهران والمنطقة من المرور بواحدة من أفضل فترات علاقاتهما".

وعن النقطة الثالثة لأهمية هذه الزيارة، أجاب المحلل الإيراني، أن "بزشكيان استغل هذه الرحلة ووجه رسالة صداقة إلى الدول الإسلامية الأخرى في المنطقة وفتح حدود هذه الدول لبعضها البعض، ورغم أنه في المرحلة الحالية واختلاف وجهات النظر بين دول المنطقة وخاصة مع الجمهورية الإسلامية، فإن فتح الحدود أمر مستحيل تماماً؛ لكن هذا التوجه يحمل في جوهره رسالة مفادها أن الحكومة الجديدة في إيران مستعدة للحديث وحل المشاكل وتطوير العلاقات على أساس نوع من الطمأنينة، وكما أشار الرئيس، فقد ترسخت هذه الثقة تدريجياً في أوروبا وأصبحت الحدود المفتوحة لدول القارة الخضراء عاملاً للتنمية الإقليمية".

وتابع "وبالنظر إلى أن هذا النهج قد تم اقتراحه بالفعل بطريقة ما من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فمن الجيد أولاً، بالتعاون مع البلدين العراق والمملكة العربية السعودية، التحضير لخطة يمكنها تقليل الشكوك في شكل تقارب إقليمي ومجال تعاون إقليمي جماعي يجب متابعته، ومع الجهود التي تبذلها الحكومة الجديدة لرفع العقوبات، فمن الطبيعي أنه إذا كان هناك اتفاق على رفع العقوبات، فسيتم توفير منصة أكثر ملاءمة لمتابعة هذا المشروع".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الجمهوریة الإسلامیة العلاقات بین هذه الرحلة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل اليوم الأول من المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن

اختتمت الصين والولايات المتحدة الجولة الأولى من المفاوضات التجارية بشأن الرسوم الجمركية مساء الاثنين، وسط ترقب عالمي لنتائج قد تحدث تحولًا في العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.
وأعلن متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية أن المحادثات ستُستأنف اليوم الثلاثاء، بعد انتهاء الجلسة الأولى.

خلفية التوترات التجارية

تأتي هذه المفاوضات بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على واردات من الاتحاد الأوروبي، ما أثار سباقًا دوليًا لتفادي المزيد من الإجراءات التجارية الأمريكية المشددة.

أخبار متعلقة بسبب الحرارة والحرائق.. تركيا تواجه أزمة بيئية غير مسبوقةبسبب غزة.. الاتحاد الأوروبي يقترح تعليق تمويل شركات كيان الاحتلال

وتأمل بكين في أن تسود أجواء "الاحترام المتبادل" و"المعاملة بالمثل"، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، جوو جياكون، الذي شدد على أهمية تعزيز الحوار والتفاهم لتفادي مزيد من التصعيد.

شركاء تجاريون يترقبون

وفي ظل عدم التوصل إلى اتفاق، قد تواجه صادرات عشرات الدول – من بينها البرازيل والهند – زيادات جمركية تصل إلى 50% اعتبارًا من الجمعة 1 أغسطس، مقارنة بالمستوى الأساسي الحالي البالغ 10%.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } انتهاء اليوم الأول من المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن - رويترز

وبحسب مركز "ذي بادجيت لاب" التابع لجامعة يال، بلغت مستويات الرسوم الجمركية المفروضة في عهد إدارة ترامب أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

تحول النهج الأمريكي

تشير تحليلات إلى تحول في توجه واشنطن حيال الصين، إذ صرحت إميلي بنسون من شركة "مينرفا" بأن التركيز انتقل من الصدام إلى تحقيق "نتائج قابلة للتطبيق" وتعزيز العلاقات حيثما أمكن.

كما لفتت إلى مرونة صينية في قيود تصدير المعادن النادرة، يقابلها تخفيف أمريكي على صادرات أشباه الموصلات.

تمديد الهدنة التجارية وارد

تُشير تقارير إلى احتمال تمديد هدنة التسعين يومًا، التي تنتهي في 12 أغسطس، فترة إضافية مماثلة، في ظل استمرار المحادثات في عواصم عدة مثل لندن وجنيف.

وقالت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" إن الطرفين يتجهان نحو تمديد الاتفاق، رغم عدم الإعلان رسميًا عن ذلك حتى اللحظة.

اتفاقات متفرقة مع دول أخرى

أعلنت واشنطن عن اتفاقات مبدئية مع دول مثل الاتحاد الأوروبي، بريطانيا، اليابان، والفيليبين، فيما تستعد كوريا الجنوبية للتوقيع على اتفاق مشابه.

ويرى تيبو داناميل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن "خفض التصعيد الجمركي مؤشر على رغبة الطرفين بمواصلة الحوار".

في المقابل، أشار شون ستاين، رئيس مجلس المال والأعمال الأمريكي-الصيني، إلى أن "الأسواق تترقب أجواء المفاوضات أكثر من تفاصيلها"، مع تفاؤل بلقاء محتمل بين الرئيسين لاحقًا هذا العام في بكين.

مقالات مشابهة

  • بزشكيان يحذر من دخول إيران بأزمة جفاف نتيجة تراجع حاد في السدود
  • حرب الاستخبارات السرية بين إيران وإسرائيل بدأت
  • استهدفت أسطول شمخاني.. عقوبات أميركية على إيران هي الأوسع منذ عام 2018
  • الحكومة السورية تنفي محاصرة السويداء: مزاعم كاذبة تهدف لتسويق معابر غير نظامية
  • نائبة بلجيكية: إيران تخطط لاختطافي ونقلي إلى طهران
  • رئيس الجمهورية يصدر مرسوماً بتعيين العطواني محافظاً لبغداد (وثائق)
  • رئيس الجمهورية يصدر مرسوماً بتعيين العطواني محافظاً لبغداد
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025
  • تفاصيل اليوم الأول من المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن
  • ترامب يهدد إيران: سنقصف المنشآت النووية مرة ثانية