أرسنال يسقط توتنهام في عقر داره ويصعد إلى المركز الثاني
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
عاد أرسنال بانتصار ثمين على جاره وغريمه التقليدي في شمال لندن توتنهام بالفوز عليه 1-0، يوم الأحد، ضمن المرحلة الرابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وسجل المدافع البرازيلي غابريال ماغالايش هدف المباراة الوحيد بكرة رأسية مستغلا ركنية في الدقيقة 64.
الفوز هو الثالث لأرسنال هذا الموسم في 4 مباريات، فرفع رصيده الى 10 نقاط ليرتقي الى المركز الثاني، مستغلا خسارة ليفربول المفاجئة على أرضه أمام نوتنغهام فوريست 0-1 السبت.
ويتخلف أرسنال عن مانشستر سيتي حامل اللقب في المواسم الأربعة الماضية، بفارق نقطتين قبل لقائهما المرتقب على ملعب الاتحاد الأسبوع المقبل.
خاض أرسنال المباراة في غياب لاعبين مؤثرين في خط وسطه هم قائده وصانع ألعابه النرويجي مارتن أوديغارد المصاب في كاحله خلال مشاركته مع منتخب بلاده، خلال النافذة الدولية ولم تعرف مدة غيابه عن الملاعب حتى الآن، وديكلان رايس بداعي الايقاف، بعد طرده في المباراة الأخيرة ضد برايتون.
في المقابل، غاب عن توتنهام لاعب وسطه المالي إيف بيسوما بداعي الإصابة، بالاضافة إلى المهاجم البرازيلي ريشارليسون.
وعلى الرغم من استحواذ توتنهام بنسبة كبيرة على الكرة في مطلع المباراة (77 في المئة)، لم يشكّل خطورة حقيقية على مرمى غريمه التقليدي في شمال لندن باستثناء محاولتين لجناحه السويدي ديان كوسيلفيسكي ومهاجمه دومينيك سولانكي في الدقائق العشر الاولى.
في المقابل، تصدى حارس توتنهام الايطالي غوغلييلمو فيكاريو لكرة رأسية خطيرة لمهاجم أرسنال الألماني كاي هافيرتس إثر عرضية من البرازيلي غابريال مارتينيلي (18).
وكان الاداء سريعا من قبل الطرفين ما أدى الى أرتكاب أخطاء، فرفع الحكم البطاقة الصفراء 7 مرات في الشوط الأول بينها 5 للاعبي توتنهام.
وفي الشوط الثاني، نجح أرسنال في افتتاح التسجيل عندما ارتقى المدافع البرازيلي غابريال فوق الجميع، ليسدد كرة رأسية اتته من ركلة ركنية انبرى لها بوكايو ساكا (64).
وضغط توتنهام في محاولة لإدراك التعادل، لكن دفاع أرسنال بقيادة الثنائي الفرنسي وليام صليبا وغابريال وقف سدا منيعا لمحاولاته المتكررة.
وأعرب الإسباني ميكل أرتيتا مدرب أرسنال عن سعادته للفوز الذي تحقق رغم الغيابات المؤثرة في صفوف فريقه بقوله "أنا سعيد للغاية بطبيعة الحال. ندرك أهمية هذا الفوز على منافسنا بالنسبة إلى النادي وأنصاره".
وتابع "عشنا أوقاتا صعبة خلال المباراة وكان يتعيّن علينا التأقلم بسبب اللاعبين الذين خسرنا جهودهم".
الفوز هو الثالث تواليا لأرسنال على ملعب منافسه حيث لم يخسر سوى مرة واحدة في آخر ثماني زيارات.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أرسنال توتنهام الدوري الإنجليزي أرسنال توتنهام أرسنال توتنهام دوري إنجليزي
إقرأ أيضاً:
أينشتاين يسقط في جاذبية الحب
#أينشتاين يسقط في #جاذبية_الحب
“تجربة أدبية هجينة بين القصة والخاطرة وقصيدة النثر”
بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن
سرتُ بكِ على الدرب، ملكًا بصولجان، واثق الخطوة، تخشع لي الكائنات. توجتكِ ملكةً على عرشي، ألبستكِ الحرير والاستبرق، ومددتُ راحتي بساطًا لقدميكِ، فلا جبٌ سحيق يهوي بكِ، ولا بيداءٌ تفقدكِ بين الوحوش. كنتِ محور الكون، وكنتُ الفلك الذي يدور حولكِ، شمسًا في مدار لا يغيب، ونجمًا ثابتًا في سماء لا تعترف بالتبدّل. لم يكن لي رغبة في شمسٍ تستقل، أو كوكبٍ ينفصل عن مساره. كنتِ مركز الجاذبية، وكنتُ أسير في مداركِ، لا أشكُّ في أنني وجدتُ نقطة الاتزان الوحيدة في هذا الوجود المتشظي.
مقالات ذات صلة وسفينة نوح لم تغرق 2025/05/24أضيء لكِ دربك بمشكاةٍ تُشعُّ بنورٍ لا يخفت، نورٍ يرقص على خيوط الفجر، فيتألق بين لهيب عينيكِ النجمية واختيال خطواتكِ الطاووسية. كان دربًا حيًا، تنبت فيه الأزاهير، وتصدح فيه البلابل على خرير ماء السلسبيل، تتردد كتراتيل داوود بين جدران القصر الذي شيّدته لكِ بدموعي وأمنياتي. أسكنتكِ قصري، حيث تدور الكواكب في فلكه، بعدما أعلنت شمسه يوم استقلالها، فلم يعد لها سيدٌ غيركِ. كانت العوالم كلها تنحني لكِ، وكان القلب قارةً لا تستقبل سوى هطولكِ.
لكن، غيمة خفيفة بدأت تتسلل، لم أدركها في البداية…
كانت ليلة صافية، غير مثقلة بالغموض، لكن وقع خطواتكِ بدأ يختل. لم يعد له ذات الرنين، ذات الثبات، ذات الإيقاع الذي حفظته روحي. أصبحتِ تسيرين برتابةٍ خافتة، كأنما تتحاشين أن يلحظكِ الكون وأنتِ تخططين للرحيل.
بدأتُ أستشعر الفراغ يتسلل بيننا، كهواءٍ بارد لا يُرى لكنه يوجع الجسد ويقشعر القلب. كنتِ هناك، لكنكِ لم تعودي كما كنتِ. لم يعد النبض واحدًا، ولا المدار ثابتًا. ثم جاءت الصوتيات الجديدة – الطبول، المزامير، نوتات الرحيل التي كنتُ أجهل لحنها. كانت الأرض تتهيأ لرحيلي عن عالمكِ، وأنا لا أملك إلا أن أقف هناك، أستمع لكلمات لم تكن لي، وأراقبكِ وأنتِ تفتحين كتاب الرحيل، وتمزجين لي طلاسم الفراق، تدونينها كأنما هو قانون لم يعد يقبل المناقشة.
كنتُ أقف على عتبة النهاية، أنتظر امتداد يديكِ التي لطالما كانت ملاذي، لكنهما لم تمتدّا.
كان زفيركِ يحرقني، وسيفُكِ يُشَعشعني، فكيف أردُّ سطوعه قبل أن يخترقني؟
قلتُ لكِ، وقلبي يذوي: “لمَ تختمين أكتافنا بوشم اليباب؟ ألم يؤنسكِ حبي؟ لمَ الرحيل؟ أتريدين أن ننظر معًا في وجه الفناء؟ أن نتلمس طريقًا أعمى إلى جحيمٍ لا نجاة منه؟”
لكن القصر بدأ يتفكك من حولي، لبنةً تلو أخرى.
سقطتُ على الأرض، وصرختُ بصوتي المحترق: “انزعي عن جسدكِ ثوب خطتكِ العمياء، لا ترحلي، سأحترق، سأتمزق، سأنهدم.” ونكستُ رأسي تحت قدميكِ، سفحتُ دموعي على موطئكِ، قلتُ برجاء “سوف تهجر الملائكة مطايا حمام قصركِ، ستترك الطيور أوكارها، وتجف الأنهار، ويهوى القصر فوق كل الأبرياء. ألا ترين كيف يتحطم كل شيء؟”
لكن ردّكِ لم يكن صوتًا، كانت نظرة جامدة كالصخر، ثم ابتسامةً خافتة فيها مرارة لا أقوى على فهمها، كأنما كنتُ أطلب المستحيل. ووطئتِ رأسي حتى عبرتِ باب الرحيل.
انتظرتُ، قلتُ قد ترجع. لكن الزمن بدأ يجرني على نسيجٍ من جمر، يجلدني صراط الانتظار، كل ثانية تمر تسرق عامًا من عمري، كل لحظة تُحرّق جزءًا مني، حتى تحولتُ إلى رمادٍ متناثر فوق البلاط الذي كنتِ تمشين عليه. لم يعد هناك صولجان، لم يعد هناك عرش، لم يعد هناك قلبٌ يتنفس سوى على الهامش.
فجأة، طُرحتُ في ثقبٍ أسود، كسمِّ الخياط، التهم كل شيء، ولم تسمع أذني سوى لُهَب نيران تأكل نفسها.
لقد تحول القصر إلى أطلالٍ خاوية، ولم تعد هناك شمسٌ تدور حولي، ولا كواكب تعلن الولاء. لم أجد سوى مركبة الأحزان، أقلتني نحو أفقٍ مشوه، ووقعتُ تحت جاذبية الثقب. تباطأ الزمن، فهرمتُ قبل أن ألقي حتفي فيه. ثوانٍ مرت، لكنها انتزعت من عمري سنين، شابت فيها عواطفي، وانحنى ظهري، وتدلى جفني، وضعفت عظامي أمام ثقبٍ تكون من نيران الرحيل.
ذهب العمر هباءً، وما كان وعدُكِ إلا شبحًا، ولم أدرك نفسي إلا عندما أخبرني العدم: “هنا، حيث لا نهاية للجاذبية، ولا مفر من السقوط الأبدي.”