أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" استمرار تعافي قطاع السفر الجوي في شهر يونيو الماضي، مع ارتفاع حركة السفر بنسبة 31% مقارنةً بشهر يونيو 2022.

قال الاتحاد في تقرير حديث اليوم، إن جميع الأسواق أظهرت نموًا قويًا، وإن نسبة إجمالي حركة المسافرين وصلت إلى 88.2% من مستويات يونيو 2019، وفق ما نشرته وكالة أنباء الامارات.

وسجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط زيادة بنسبة 29.2% في حركة السفر خلال يونيو الماضي مقارنة بشهر يونيو من العام الماضي، كما زادت السعة بنسبة 25.9%، وزاد عامل الحمولة 2.0 نقطة مئوية ليصل إلى 79.8%.

وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا": "سجل موسم السفر الصيفي في نصف الكرة الشمالي انطلاقة قوية في يونيو مع تضاعف نمو الطلب، وتجاوز متوسط عامل الحمولة نسبة 84%، وهو أمر سارّ لشركات الطيران والاقتصادات المحلية، كما هو كذلك بالنسبة للوظائف المعتمدة على السفر والسياحة، وهو الأمر الذي يعني أن عملية التعافي المستمر للصناعة مفيدة للجميع".

وحققت شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ زيادة بنسبة 128.1 % في حركة المسافرين في يونيو 2023 مقارنةً بشهر يونيو 2022، وهو أقوى معدل سنوي بين المناطق، كما زادت السعة بنسبة 115.6%، وزاد عامل الحمولة بواقع 4.6 نقطة مئوية ليصل إلى 82.9%، بينما سجلت شركات الطيران الأوروبية زيادة في حركة المسافرين بنسبة 14% مقارنة بشهر يونيو 2022، وزادت السعة بنسبة 12.6%، فيما ارتفع عامل الحمولة 1.1 نقطة مئوية ليصل إلى 87.8%، وهو ثاني أعلى معدل بين المناطق.

وشهدت شركات الطيران في أمريكا الشمالية ارتفاعًا في حركة المسافرين بنسبة 23.3% في يونيو 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022، وزادت السعة بنسبة 19.5%، وعامل الحمولة 2.7 نقطة مئوية ليصل إلى 90.2%، وهو أعلى معدل بين المناطق، فيما شهدت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية زيادة في حركة المسافرين خلال شهر يونيو 2023 بنسبة 25.8% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2022، وزادت السعة لشهر يونيو بنسبة 25.0%، وعامل الحمولة 0.6 نقطة مئوية ليصل إلى 84.8%.

وسجلت شركات الطيران الإفريقية زيادة في حركة المسافرين بنسبة 34.7% في يونيو 2023 مقارنة بشهر يونيو بالعام الماضي، وهي ثاني أعلى نسبة زيادة بين المناطق، وزادت السعة في شهر يونيو بنسبة 44.8%، فيما انخفض عامل الحمولة بنسبة 5.1 نقطة مئوية إلى 68.1%، وهو أدنى مستوى بين المناطق.

وكانت إفريقيا المنطقة الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في عامل الحمولة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی حرکة المسافرین بین المناطق یونیو 2023 فی یونیو

إقرأ أيضاً:

هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!

لا يبدو أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هو نهاية للحرب وبداية لسلام طويل في منطقة الشرق الأوسط؛ فالتصريحات الإسرائيلية تثير الريبة أكثر بكثير مما تشعر بالاطمئنان لعودة الهدوء. وما يغذي الريبة أن منطقة الشرق الأوسط كانت على الدوام مشبعة بالشكوك ومثقلة بميراث من الانفجارات المؤجلة؛ الأمر الذي يصبح معه وقف إطلاق النار مجرد فاصلة مؤقتة على خط زمني من صراع لا ينتهي.

ومعلوم لدى الجميع الآن أن هدف إسرائيل لا يتلخص في مجرد تعطيل المشروع النووي الإيراني، ولكن في إحداث تغيير استراتيجي عميق في المنطقة تتغير معه كل موازين القوى التي بقيت سائدة لعقود طويلة. وهذا التغيير هو أساسي لاكتمال مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي يتحدث عنه نتنياهو وزمرته اليمينية الحاكمة. وهذا «الشرق الأوسط الجديد» الذي يحلم به نتنياهو ليل نهار لا علاقة له بمشروع شيمون بيريز ـ رغم سوء وخطر المشروعين ـ المبني على أسس براجماتية علمانية اقتصادية في مرحلة ما بعد «سلام» أوسلو؛ فهو -أي مشروع نتنياهو- مبني على أساطير تنسب زورا إلى التوراة؛ حيث تسيطر «إسرائيل التوراتية» على المنطقة بأكملها. رغم ذلك فإن نتنياهو يحاول استخدام واجهة مشروع بيريز سواء من حيث الاسم أو من حيث الطرح الاقتصادي؛ ليمرر مشروعه التوسعي الذي يتغذى على ضعف العرب لا على بناء شراكة حقيقية معهم وفق ما كان يطرح بيريز. بل إن الأمر يتجاوز المشروع النووي إلى محاولة كسر إيران، وإعادة إدماجها في النظام الإقليمي وفق الشروط الغربية بعد إضعافها.

وأمام هذا الطرح أو المشروع الذي كسبت فيه إسرائيل بعض الجولات عربيا وخسرت إيرانيا؛ لا بد من مشروع مضاد لا يُبقي المنطقة في مربعاتها الراكدة والمتخمة بالصراعات، بل يواجه جوهر الرؤية الإسرائيلية التي تختزل الشرق الأوسط في معادلة أمنية تكنولوجية، ويضع العرب بين خيارين: إمّا التطبيع، وإما العزلة الدولية والإقليمية!

ويبدأ تفكيك التصور الإسرائيلي من كشف بنيته بالاعتراف أنه تجاوز الرؤية اليمينية الدينية إلى ما يمكن أن نسميه خليطا هجينا من الأسطورة التوراتية، والواقعية الأمنية، والمراوغة الاقتصادية. ما تطرحه إسرائيل -خصوصا في مرحلة ما بعد «اتفاقات إبراهام»- ليس سلاما بالمعنى الأخلاقي أو القانوني، بل اندماج اقتصادي مشروط بتشريع تفوقها الإقليمي، ونزع الطابع السيادي عن الجوار العربي.

وهذا المشروع يفترض تجويف المنطقة من أي بديل معرفي أو اقتصادي أو حضاري، وجرّها إلى أن تصبح سوقا واسعة بلا صوت أو سيادة، و«جوارا» بلا مركز. إنه بعبارة أخرى أكثر وضوحا مشروع «تطبيع التفوق» لا «تطبيع السلام»، وهو ما يجب كشفه فكريا وسياسيا وإعلاميا.

ولكن ما المطلوب من الدول العربية في هذه اللحظة المفصلية في تاريخها؟

لم يعد ممكنا الركون إلى خطاب قومي تقليدي، أو شعارات الممانعة المجردة في وقت تخوض فيه إسرائيل معركتها بأدوات مركبة واستراتيجية؛ ولذلك فإن المنطقة بحاجة إلى صياغة مشروع عربي إقليمي جديد يقوم على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بصفتها بوابة العدالة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن أي مشروع لا يعترف بالحقوق الفلسطينية التاريخية، ولا يعالج جوهر المأساة، سيبقى هشا وعرضة للانفجار في أي لحظة، وأمام أي عقبة.

كما يقوم المشروع على تحرير فكرة التعاون الإقليمي من الهيمنة الإسرائيلية عبر تكامل إقليمي يكون ندا لإسرائيل، ويشمل مشاريع مشتركة في الطاقة، والأمن الغذائي، والمياه، وتديره أطراف متعددة.

لكن قبل ذلك وخلاله وبعده؛ لا بد أن يتضمن المشروع الإقليمي مسارا معرفيا وإعلاميا يتحدى السردية الإسرائيلية، ويبني سردية حقيقية للتاريخ واليوم والمستقبل؛ فلا يمكن مواجهة مشروع يقوم على «إعادة تعريف الشرق الأوسط» من دون مساحات فكرية مستقلة تعيد تعريف الذات، والموقع، والدور. وهذا يتطلب جهدا مؤسسيا ضخما ينطلق من وعي جديد وحر في المنطقة.

كما أن تأسيس مشروع عربي جديد يتطلب أكثر من موقف سياسي، بل يحتاج إلى حقل معرفي قادر على إنتاج الأفكار، وتأسيس مراكز أبحاث، ومنصات إعلامية مستقلة تعيد رسم سردية المنطقة بلغتها الخاصة، وتستعيد تعريف القيم مثل السيادة، والعدالة، والتحرر بعيدا عن قوالب الاستيراد.

وإذا كانت إسرائيل تحاول تثبيت مشروعها بقوة السلاح والدعاية؛ فإن المنطقة مطالبة ببناء مشروعها وتثبيته بقوة المعرفة، والسيادة، والعدل. فثمة فرصة نادرة الآن في ظل السقوط الأخلاقي للسردية الإسرائيلية، والمأزق الغربي المتواطئ. السؤال الآن: ليس هل يمكن، بل: هل نريد أن نبدأ من جديد؟ وهل نملك شجاعة أن نكتب بدل أن نظل نقرأ من دفاتر الآخرين؟

مقالات مشابهة

  • الأحادية القطبية وسلام الشرق الأوسط
  • اليونيسف: كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • «جمارك دبي» تبحث تعزيز الشراكة مع الهند في التجارة والخدمات اللوجستية
  • كل 15 دقيقة.. طفل قتيل أو مُصاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
  • من هو سيد الشرق الأوسط القادم؟
  • مسيّرات أوكرانية تُربك حركة الطيران في روسيا
  • هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!
  • لعنة "الشرق الأوسط الجديد"
  • الشرق الأوسط يترقب قرار “أبو صهيب” .. من هو؟
  • الفاو: ارتفاع طفيف في أسعار الغذاء العالمية خلال يونيو