بوابة الوفد:
2025-07-07@04:36:01 GMT

لو تعاملوا مع السودان مثل النيجر!

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

نصف دول العالم، فى الشمال والغرب، تمضى فى حالة قلق وانزعاج، مما قالت إنه انقلاب فى النيجر، فى حين لم تتحرك أى منها، فى اتجاه الضغط على أطراف الصراع فى السودان، أو حتى التقدم باقتراح أو مبادرة، قد تساعد على وقف الحرب، التى تواصل قتل آلاف المدنيين، ونزوح الملايين عبر الحدود، وطوال 118 يوماً، وهذه الدول لم تتحدث صراحة، عن انقلاب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتى» على سلطة المجلس الانتقالى، الذى توافق المكون المدنى، على أن يتولاه الفريق عبدالفتاح البرهان، لينتهى بانتخابات عامة فى السودان بعد عامين، لكن مطامع هذا الـ«دقلو» فى السلطة، سبقت إلى معارك مع الجيش.

 

 ** الشعب السودانى وحده، من يتحمل فاتورة هذه المعارك، ونعلم أنها فرضت على الدولة السودانيةـ بدعم من أطراف خارجية، مجاورة وإقليمية كذلك، فى سياق التآمر على الجمع العربى، وهو ما تنبهت إليه الإدارة المصرية، واحتاطت له جيداً.. أولاً: مع إجراءات تأمين الحدود، واستيعاب حركة النازحين.. وثانياً: عندما استضافت- يوم13 يوليو الماضى- مؤتمراً فى القاهرة، لدول جوار السودان السبع «ليبيا وأريتريا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان.. ثم مصر»، التى أجمعت فى بيان، على سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وتشكيل آلية من وزراء الخارجية، لمتابعة تنفيذ بنود بيان المؤتمر العشرة. 

 ** وما دون ما تبنته- وماتتبناه- مصر، من تنسيق وتشاور مع الشركاء الإفريقيين، لإيجاد مخرج للأزمة السودانية، تبقى التحركات الدولية والإقليمية متواضعة، ولا تقدم على عمل جاد، فى سبيل وقف الحرب هناك، إلا المبادرة السعودية، التى جمعت وفدين من الجيش والدعم السريع فى مدينة جدة، اتفقا على أكثر من هدنة بمساعدة أمريكية، فشلت كلها فى وضع مسار تفاوضى بين الطرفين، حتى المبادرة الإفريقية لمجموعة «إيقاد»، فشلت هى الأخرى، عندما رفض «البرهان» توسطها لدى السودان، لسبب أن رئيس كينيا، وليام روتو، كان من يتولى رئاسة المجموعة، والذى اتهمه بالتحيز لقوات الدعم السريع. 

 ** لكن السؤال: ما الذى يمنع جيش السودان الوطنى، وهو يملك كل أنواع السلاح، الخفيف والثقيل والطيران، من إلحاق الهزيمة بقوات الدعم السريع، أو تحييد هذه الميليشيا المتمردة؟ وأظن أن القوات المسلحة السودانية، يمكنها محاصرة هؤلاء المرتزقة، داخل بيوت الخرطوم والولايات، وتخييرهم ما بين الاستسلام أو التصفية، ضمن تحرك مشروع فى قواعد الاشتباك، طالما كان الهدف حماية مقدرات الدولة، وسلامة شعب السودان، حتى لو كانت هناك اعتراضات، من أصحاب سيناريو إطالة أمد الحرب، أو من أولئك الذين يمدون قوات «حميدتى» بالمال والسلاح، لغرض أن تنهار الدولة السودانية، ومن بعدها دول عربية أخرى. 

 ** لم يعد أحد ينتظر من جامعة الدول العربية، أكثر من الكلام، حتى دول أوروبا ومعها أمريكا، ليس عندها ما تقدمه للأزمة السودانية، وقد تملكها هاجس أن تكون السلطة الجديدة فى النيجر تواصل سياسة تطهير إفريقيا من الاستعمار الغربى، الذى استهلتها دول مالى وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى بطرد الفرنسيين، ما فتح باب الضغوط الغربية على دول «إيكواس» الـ15، حتى تعلن عن التهديد بتدخل عسكرى، أو إعادة سلطة الرئيس محمد بازوم، ومبعث قلق الغرب هنا، أن يخسر مصالحه ومناطق نفوذه، لصالح التمدد الروسى والصينى فى القارة.. هكذا تتعامل دول أوروبا وأمريكا بجدية مع تغيرات النيجر، فيما تتمايع مواقفها تجاه أحداث السودان. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصراع في السودان البرهان الشعب السوداني

إقرأ أيضاً:

لو ديبلومات: الحرب تلتهم السودان في ظل صمت عالمي

سلّط تقرير نشره موقع "لو ديبلومات" الفرنسي الضوء على تداعيات الحرب الأهلية التي تعصف بالسودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

اعتبر كاتب التقرير ألكسندر راؤول أن الحرب التي يشاهدها العالم بصمت تحولت إلى ساحة صراع بالوكالة بين عدة أطراف خارجية، ما يفاقم الانقسام وينذر بانتشار الصراع إقليميا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: مؤشرات على قرب وقف إطلاق النار بغزةlist 2 of 2"تلغراف" تكشف 5 قواعد عسكرية إسرائيلية استهدفتها إيرانend of list انهيار التوازن الهش

وقال الكاتب إن السودان غرق في 15 أبريل/نيسان 2023 في حرب مفتوحة بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، وهي في الحقيقة نتيجة لمسار من التفكك السياسي بدأ في عام 2019.

فبعد سقوط نظام عمر البشير، بدأت مرحلة انتقال سياسي هشة، استندت إلى توازن غير مستقر بين المدنيين والعسكريين.

وأضاف الكاتب أن هذا التوازن الهش انهار في أكتوبر/تشرين الأول 2021 عندما دبّر البرهان وحميدتي انقلابا ضد السلطات المدنية، وأصبح الوضع المستقبلي لقوات الدعم السريع ومسألة دمجها ضمن القوات النظامية محلّ خلاف كبير، وقد أدى غياب الوساطة إلى اندلاع صدام مسلح.

وأورد الكاتب جردا للخسائر البشرية والمادية الناتجة عن هذه الحرب خلال العامين الماضيين.

صراع قوى خارجية ووساطات فاشلة

ووفقا للكاتب، أصبح السودان تدريجيا مسرحا لمواجهات غير مباشرة بين قوى إقليمية ودولية ذات مصالح متباينة، وذكر العديد من الدول في المنطقة وغيرها، والتي تدعم أحد طرفي القتال مع أسباب دعمها.

ولفت الانتباه إلى أن عدة أطراف بذلت جهودا للوساطة، لا سيما الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، والمبادرات الأميركية السعودية المشتركة، لكن دون أي نجاح في إقناع الأطراف المتنازعة بوقف إطلاق النار.

وفي أبريل/نيسان 2025، اختُتم مؤتمر في لندن كان من المفترض أن يحشد الدعم المالي لمساعدة الشعب السوداني، بفشل جزئي، إذ لم يُجمع سوى 10% من الأموال المتوقعة.

إعلان

واعتبر الكاتب أن التقاعس الدبلوماسي وغياب الاهتمام الإعلامي يسهمان في التعتيم على طبيعة الصراع على الساحة الدولية، على الرغم من حجمه الكبير.

ألكسندر راؤول: في غياب مبادرة دبلوماسية متماسكة ومستقلة، يتزايد خطر انزلاق السودان إلى سيناريو فوضى طويلة الأمد نحو انهيار النظام

أكد الكاتب أن السودان يُظهر اليوم مؤشرات على انهيار طويل الأمد، فقد تفككت مؤسسات الدولة ولم تعد هناك سلطة سياسية مركزية، وانقسمت الأراضي السودانية بين مناطق خاضعة لسيطرة القوات المسلحة، وأخرى تحت سيطرة قوات الدعم السريع، أو فسيفساء من الفصائل المستقلة.

ووفقا له، يعتمد الاقتصاد إلى حد كبير على موارد خارجة عن الأطر القانونية، مثل أنشطة التعدين، وتهريب الأسلحة، والجباية غير الشرعية، كما أن الخدمات العامة معدومة سواء في المناطق الريفية أو الحضرية، ويعتمد السكان على شبكات غير رسمية، ومنظمات غير حكومية، وجهات أجنبية من أجل البقاء.

ويرى الكاتب أن هذا الوضع يُسهم في تكاثر أمراء الحرب، وتعزيز نفوذ المليشيات المحلية، بما يُحوّل النزاع من حرب على السيادة إلى حرب للنهب.

استدامة الفوضى

وخلص راؤول إلى أن النزاع في السودان يُجسِّد ديناميكيات الحروب الأهلية المعاصرة، إذ يؤدي انهيار الدولة، والتنافس العسكري بين الأطراف المتنازعة، والتدخلات الأجنبية، إلى خلق فوضى مستدامة.

وحسب رأيه، لا تملك القوات المسلحة السودانية ولا قوات الدعم السريع الوسائل لتحقيق نصر حاسم، ويترافق هذا المأزق العسكري مع انهيار إنساني دراماتيكي يتم تجاهله على الساحة الدولية.

ويختم بأنه في غياب مبادرة دبلوماسية متماسكة ومستقلة، يتزايد خطر انزلاق السودان إلى سيناريو فوضى طويلة الأمد، أشبه بما حدث في الصومال أو ليبيا ما بعد رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي.

مقالات مشابهة

  • “عروس”.. عضو مجلس السيادة د. نوارة أبو محمد تشيد بمتانة العلاقات السودانية الكويتية
  • “اليونسكو”.. خطوات جادة لإنقاذ الآثار السودانية
  • العلاقات السودانية الكويتية.. لا تعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد
  • اليد على الزناد -لا تخسروا الحركات!
  • أغلقت معبرا تجاريا.. جنوب السودان تنشر مئات المقاتلين على الحدود السودانية
  • مناورة الدعم السريع الجديدة للتحايل على الهزيمة
  • “الخارجية السودانية” تكشف محاولات دولة الإمارات لعرقلة صدور إدانات دولية ضد الدعم السريع
  • لو ديبلومات: الحرب تلتهم السودان في ظل صمت عالمي
  • شاهد بالصورة والفيديو.. شاب هندي يفاجئ المتابعين ويثير ضحكاتهم بتحدثه الدارجية السودانية بطلاقة (عندنا في السودان مافي رطوبة وأنا من العيلفون والمسيد)
  • لكنها الحرب !!