بوابة الوفد:
2025-05-14@09:33:52 GMT

لو تعاملوا مع السودان مثل النيجر!

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

نصف دول العالم، فى الشمال والغرب، تمضى فى حالة قلق وانزعاج، مما قالت إنه انقلاب فى النيجر، فى حين لم تتحرك أى منها، فى اتجاه الضغط على أطراف الصراع فى السودان، أو حتى التقدم باقتراح أو مبادرة، قد تساعد على وقف الحرب، التى تواصل قتل آلاف المدنيين، ونزوح الملايين عبر الحدود، وطوال 118 يوماً، وهذه الدول لم تتحدث صراحة، عن انقلاب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتى» على سلطة المجلس الانتقالى، الذى توافق المكون المدنى، على أن يتولاه الفريق عبدالفتاح البرهان، لينتهى بانتخابات عامة فى السودان بعد عامين، لكن مطامع هذا الـ«دقلو» فى السلطة، سبقت إلى معارك مع الجيش.

 

 ** الشعب السودانى وحده، من يتحمل فاتورة هذه المعارك، ونعلم أنها فرضت على الدولة السودانيةـ بدعم من أطراف خارجية، مجاورة وإقليمية كذلك، فى سياق التآمر على الجمع العربى، وهو ما تنبهت إليه الإدارة المصرية، واحتاطت له جيداً.. أولاً: مع إجراءات تأمين الحدود، واستيعاب حركة النازحين.. وثانياً: عندما استضافت- يوم13 يوليو الماضى- مؤتمراً فى القاهرة، لدول جوار السودان السبع «ليبيا وأريتريا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان.. ثم مصر»، التى أجمعت فى بيان، على سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وتشكيل آلية من وزراء الخارجية، لمتابعة تنفيذ بنود بيان المؤتمر العشرة. 

 ** وما دون ما تبنته- وماتتبناه- مصر، من تنسيق وتشاور مع الشركاء الإفريقيين، لإيجاد مخرج للأزمة السودانية، تبقى التحركات الدولية والإقليمية متواضعة، ولا تقدم على عمل جاد، فى سبيل وقف الحرب هناك، إلا المبادرة السعودية، التى جمعت وفدين من الجيش والدعم السريع فى مدينة جدة، اتفقا على أكثر من هدنة بمساعدة أمريكية، فشلت كلها فى وضع مسار تفاوضى بين الطرفين، حتى المبادرة الإفريقية لمجموعة «إيقاد»، فشلت هى الأخرى، عندما رفض «البرهان» توسطها لدى السودان، لسبب أن رئيس كينيا، وليام روتو، كان من يتولى رئاسة المجموعة، والذى اتهمه بالتحيز لقوات الدعم السريع. 

 ** لكن السؤال: ما الذى يمنع جيش السودان الوطنى، وهو يملك كل أنواع السلاح، الخفيف والثقيل والطيران، من إلحاق الهزيمة بقوات الدعم السريع، أو تحييد هذه الميليشيا المتمردة؟ وأظن أن القوات المسلحة السودانية، يمكنها محاصرة هؤلاء المرتزقة، داخل بيوت الخرطوم والولايات، وتخييرهم ما بين الاستسلام أو التصفية، ضمن تحرك مشروع فى قواعد الاشتباك، طالما كان الهدف حماية مقدرات الدولة، وسلامة شعب السودان، حتى لو كانت هناك اعتراضات، من أصحاب سيناريو إطالة أمد الحرب، أو من أولئك الذين يمدون قوات «حميدتى» بالمال والسلاح، لغرض أن تنهار الدولة السودانية، ومن بعدها دول عربية أخرى. 

 ** لم يعد أحد ينتظر من جامعة الدول العربية، أكثر من الكلام، حتى دول أوروبا ومعها أمريكا، ليس عندها ما تقدمه للأزمة السودانية، وقد تملكها هاجس أن تكون السلطة الجديدة فى النيجر تواصل سياسة تطهير إفريقيا من الاستعمار الغربى، الذى استهلتها دول مالى وبوركينا فاسو وإفريقيا الوسطى بطرد الفرنسيين، ما فتح باب الضغوط الغربية على دول «إيكواس» الـ15، حتى تعلن عن التهديد بتدخل عسكرى، أو إعادة سلطة الرئيس محمد بازوم، ومبعث قلق الغرب هنا، أن يخسر مصالحه ومناطق نفوذه، لصالح التمدد الروسى والصينى فى القارة.. هكذا تتعامل دول أوروبا وأمريكا بجدية مع تغيرات النيجر، فيما تتمايع مواقفها تجاه أحداث السودان. 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصراع في السودان البرهان الشعب السوداني

إقرأ أيضاً:

انهيار السودان تهديد للعالم

قالت صحيفة لوموند إن الحرب التي تدمر السودان منذ أكثر من عامين تتغذى على لعبة التأثير الإقليمي، مما يعني ضرورة التأثير على الجهات الخارجية الفاعلة مع تزايد احتمال التقسيم.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن الهجمات المتكررة بطائرات مسيرة تضرب بورتسودان شرقي السودان منذ بداية مايو/أيار الجاري تذكّر بأن هذه الحرب شبه المنسية التي دخلت عامها الثالث ما زالت تزداد تدميرا بعد أن قتل فيها أكثر من 150 ألف شخص ونزح أكثر من 13 مليونا بسبب القتال.
وذكّرت الصحيفة بأن بورتسودان ليست فقط عاصمة للحكومة الفعلية التي انسحبت إليها عندما كانت الخرطوم مسرحا لمعارك دامية، ولكنها تشكل نقطة دخول المساعدات الحيوية إلى بلد يعاني من أزمة إنسانية دفعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى القول إن السودان محاصر في “كابوس من العنف والجوع والمرض والنزوح”.
ولذلك، فإن تدمير البنية التحتية الحيوية هناك -مثل آخر مطار مدني عامل في البلاد- بهجمات الطائرات المسيرة لن يؤدي إلا إلى تعقيد عملية إيصال المساعدات، خاصة أن استعادة القوات المسلحة السودانية بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان السيطرة على الخرطوم في نهاية مارس/آذار الماضي لم تؤد إلى تغيير في مسار الحرب كما كان متوقعا.
صنّاع الحرب بالوكالة
وعلى العكس من ذلك أظهرت قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) في هجمات بورتسودان أن قوتها النارية ظلت سليمة، واستغلت الذكرى الثانية لبدء الحرب يوم 15 أبريل/نيسان للإعلان عن تشكيل حكومتها الخاصة، مما يشير إلى تزايد احتمال تقسيم السودان مع عواقب إقليمية لا يمكن التنبؤ بها.
لكن المصيبة السودانية تغذيها -حسب الصحيفة- لعبة من التأثيرات الإقليمية كما يشير إلى ذلك تنديد الأمم المتحدة بـ”تدفق الأسلحة والمقاتلين”، وبالفعل أدت هجمات الطائرات المسيرة على بورتسودان إلى انهيار العلاقات الدبلوماسية بين السلطات الفعلية في البلاد والإمارات العربية المتحدة التي تتهم -رغم نفيها- بتزويد الجماعات شبه العسكرية بأسلحة متطورة.
وخلصت لوموند إلى أن إخراج السودان من الدوامة التي قد يضيع فيها يتطلب الضغط على هؤلاء الفاعلين الخارجيين المحرضين على الحرب والمجازر بالوكالة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة هي التي تمتلك إمكانيات لتحقيق ذلك، نظرا لعلاقاتها مع الدول المتورطة بشكل غير مباشر في الحرب بالسودان.
ولم يبق -حسب الصحيفة- إلا أن يفهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب -الذي يزور شبه الجزيرة العربية اليوم الثلاثاء- أن بلاده مثل كل الدول الأخرى لها مصلحة في رؤية البنادق تصمت في السودان.

الجزيرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • علومات عن توافقات بين جوبا ومليشيا الدعم السريع المتمردة حول أبيي
  • التربية تنشر جدول امتحانات الشهادة الثانوية السودانية 2024 الدفعة المؤجلة
  • وزارة التربية السودانية تنشر جدول امتحانات الشهادة الثانوية الدفعة المؤجلة
  • مسؤول حكومي سابق يكشف علاقة الإمارات بالنحاس المسروق من السودان.. برفقة حراسة مشددة من قيادات الدعم السريع
  • انهيار السودان تهديد للعالم
  • سفارة السودان في ليبيا تطلق تحذيرات مناشدات عاجلة للجالية السودانية بعد اشتباكات في طرابلس
  • الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا
  • رمم القحاتة توابع الجنجويد ديل مؤذيين جداً
  • بالصورة والفيديو.. ناشط سعودي ينشر مقطع لمنزله بمدينة “جازان” ويشبهه بالمنازل السودانية: (اعلم كما قيل لي انها تشبه السودان ونفس كل شي في السودان و لذلك احس بكل الشوق الذي في دواخلكم إلى بلدكم)
  • يوم يقنعو من الدعم السريع حيعملو ليك فتنة جديدة