اختتام الدورة الـ 36 من معرض صحاري الدولي للزراعة
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
كتب-عمرو صالح:
اختتمت الدورة الـ 36 من معرض صحاري الدولى للزراعة بمركز مصر الدولي للمعارض، بعد ثلاثة أيام من عرض أحدث الابتكارات الزراعية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية.
وشهد المعرض مشاركة أكثر من 250 شركة من دول متعددة، وجذب أكثر من 18,000 زائر، تحت رعاية مجلس الوزراء المصري ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ووزارة الاستثمار والتجارة الخارجية.
وافتتح الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، المعرض رسميًا في أولى أيامه، حيث أكد أهمية معرض صحاري في تعزيز وتحويل القطاع الزراعي.
ومن جانبه قال هاني خفاجي، المدير العام لشركة إنفورما ماركتس مصر، المنظمة للمعرض: "لقد كانت نسخة هذا العام استثنائية حقا، حيث أتيحت للعارضين والزوار فرصة استكشاف أحدث التطورات في إدارة المحاصيل وأنظمة الري والزراعة الدقيقة".
وأضاف: "وجد العارضون في معرض صحاري 2024 منصة مثالية لعرض منتجاتهم وخدماتهم لجمهور متنوع، بما في ذلك المشترين المستضافين، وخبراء المجال، والممثلين الحكوميين، كما أكدوا أن المعرض قد سمح لهم بالتواصل الفعال مع جميع المشاركين، والحصول على رؤى قيمة، وتشكيل شراكات تجارية جديدة، مما يعزز سمعته كحدث لا بد من وجوده باستمرار في تقويم المجال الزراعي".
وساهم المعرض في إتمام الكثير من صفقة تجارية واتفاقية استراتيجية، مما يبرز دوره كعامل محفز للنمو الاقتصادي وتطوير مجال الزراعة.
برز من بين العارضين شركات مثل كفر الزيات للمبيدات والكيماويات، مجموعة إيفرجرو للأسمدة المتخصصة، تكنو سيدز لتقنيات البذور والتطوير الزراعي، وغيرها من الشركات البارزة الذين استفادوا من بيئة المعرض الديناميكية. وقد أشادوا بدور المعرض في تسهيل التفاعل المباشر مع العملاء والشركاء المحتملين من جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا.
ووفرت مجموعة البرامج المتنوعة للمعرض فرصا للعارضين ورواد الأعمال الشباب والزوار لاستكشاف الاتجاهات الناشئة وتبادل المعرفة ومناقشة الحلول لأهم التحديات التي تواجه الصناعة، بما في ذلك برنامج توفيق الأعمال وبعثة المشترين، والبرامج التعليمية التي تشمل مؤتمر صحارى، والاستشارات الزراعية، وسيمينار الأمن الغذائي، وملتقيات لتواصل شباب رواد الأعمال وملتقى النساء في مجال الزراعة. تتماشى هذه المبادرات مع جهود الحكومة في تنفيذ رؤية مصر 2030، التي تؤكد على دور القطاع الزراعي في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي، ودفع النمو الاقتصادي
اقرأ أيضا:
طقس الـ6 أيام القادمة.. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة الحارة
بعد الموافقة على الإجراءات الجنائية.. تشريعية النواب: لن نسمح بالتلاعب بحرية الرأي
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: تفجير أجهزة البيجر سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي إيران وإسرائيل محور فيلادلفيا حادث قطاري الزقازيق التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي معرض صحاری
إقرأ أيضاً:
تاريخ معرض القاهرة الدولي للكتاب .. نصف قرن من التنوير ينتظر دورته الـ57
مع اقتراب افتتاح الدورة الـ57 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، يعود السؤال الطبيعي الذي تُعيده كل سنة: كيف تحوّل هذا الحدث من “فعالية ثقافية صغيرة” إلى أكبر تجمع معرفي في الشرق الأوسط، وإحدى أهم منصات التأثير الثقافي عربيًا؟، هذا التقرير يعود إلى تاريخ المعرض منذ تأسيسه، ويتوقف أمام دوره التنويري، وكيف أصبح مرآة لحركة الثقافة المصرية، وشاهدًا على تحولات الفكر والأدب والسياسة على مدى أكثر من خمسة عقود.
شرارة في 1969.. وميلاد مشروع ثقافي
تعود فكرة معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى عام 1969، حين كلّف وزير الثقافة الراحل ثروت عكاشة الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي بتحويل “أسبوع الكتاب” إلى معرض دولي كبير.
كان هدف الدولة وقتها واضحًا: توفير الكتاب للجمهور، وجعل الثقافة في متناول الطبقة المتوسطة والطلاب، وبناء جسر بين مصر والعالم، وانطلق المعرض لأول مرة في أرض الجزيرة بالزمالك، قبل أن ينتقل لمدينة نصر لاحقًا، ويتوسع ليصبح منصة سنوية تضم ناشرين ومثقفين وقُراء من مختلف البلدان.
ترسيخ المعرض كـ “واجهة مصر الثقافية”
في السبعينيات، تحوّل المعرض إلى تظاهرة شعبية، وليس مجرد سوق للكتب.
شهدت هذه المرحلة: زيادة مشاركة الدول العربية والأجنبية، تنظيم ندوات سياسية وفكرية كبرى، جلسات نقدية لكتاب كبار مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم، حضور آلاف الطلاب يوميًا بفضل أسعار الكتب المناسبة
وأصبح المعرض في هذه الفترة “الحدث السنوي” لكل مثقف، والفرصة الذهبية لاكتشاف كتب لم تكن تُباع في المكتبات.
مسرح الحوار الثقافي والصدام الفكري
شهدت تلك الفترة أعظم لحظات المعرض وأكثرها إثارة للجدل، كانت مصر تعيش صعودًا في التيارات الفكرية، وبدأت النقاشات بين المثقفين من مختلف الاتجاهات تأخذ مساحتها على منصة المعرض.
ظهر في هذه الفترة: الندوات الكبرى التي تناقش علاقة الدين بالدولة، جلسات القراءة الأولى لعدد من الأدباء الشباب، صعود مشروع “الهيئة المصرية العامة للكتاب” في نشر الأعمال الفكرية، تحوّل المعرض إلى منبر للحوار حول حرية التعبير، كما شهدت التسعينيات ظهور حركة الكتب الممنوعة والمصادرة، والصدامات الفكرية الشهيرة بينها وبين المثقفين — وهو ما جعل المعرض مساحة للصراع بين التنوير والمحافظة.
توسع هائل وعودة الجمهور بقوة
مع بداية القرن الجديد، دخل المعرض مرحلة تحديث كبيرة: توسع جغرافي وظهور ساحات للأنشطة الفنية، مشاركة سنوية لأكثر من 700 ناشر عربي، إدخال ضيف الشرف لأول مرة، زيادة الاهتمام بالأطفال وصالات الأنشطة التعليمية، إطلاق سلسلة من الإصدارات الجديدة المواكبة للمعرض.
كما أصبح المعرض يشهد إطلاق أهم الكتب التي ينتظرها القرّاء كل عام، وأصبح “دورة سنوية لحركة النشر المصرية”.
2011 – 2013: سنوات الاضطراب.. والتحدي
توقف المعرض لأول مرة في تاريخه سنة 2011 بسبب الأحداث السياسية، ثم عاد في 2012 وسط إجراءات غير مستقرة، لكن عودته أكدت أن الكتاب لا يغيب، وأن الجمهور ما زال يرى في المعرض مساحة للتنفس الثقافي رغم الصعوبات، وفي هذه السنوات، ظهرت حركة نشر شبابية قوية، وتم تقديم جيل جديد من الكتّاب الذين أصبح لهم جمهور واسع في العقد الأخير.
الانتقال إلى مركز مصر للمعارض الدولية (2018)
يمثل انتقال المعرض إلى القاهرة الجديدة لحظة فارقة في تاريخه: مساحات عرض أوسع، تنظيم أكثر احترافية، ممرات واسعة تستوعب مئات الآلاف، منصات توقيع، مناطق خدمات، قاعات للندوات مجهّزة تقنيًا.
وأصبح المعرض يحقق رقمًا قياسيًا في عدد الزوار، وصل في بعض السنوات إلى أكثر من 4 ملايين زائر.
الدور التنويري للمعرض.. لماذا لا يزال مهمًا؟
في عصر السوشيال ميديا والتفاهة المنتشرة، يبقى المعرض مساحة ضخمة للكتب الجادة، والمحاضرات النوعية، وحلقات النقاش، ويجتمع في المعرض مثقفون وقراء ودارسون من مصر والعالم العربي، وتُناقش قضايا الفكر والهوية والدين والسياسة والفنون، ويمثل المعرض 50% من مبيعات بعض دور النشر سنويًا، وهو ما يعني أنه ركيزة في بقاء صناعة الكتاب.
من خلال منصات التوقيع، والندوات الشبابية، ومسابقات القراءة، أصبح المعرض نموذجًا لاكتشاف الأصوات الأدبية الجديدة، وتوسعت قاعات الطفل بشكل غير مسبوق، وأصبح المعرض يقدم ورشًا فنية وتعليمية لها أثر عميق في تكوين الأجيال، وبعد 56 دورة متتالية، أصبح المعرض جزءًا من ذاكرة المصريين، وحدثًا يربط الأجيال: جيل السبعينيات الذي وقف في طوابير أمام جناح لبنان، جيل التسعينيات الذي عاش زمن الندوات الساخنة، جيل الألفية الذي حضر توقيعات كتّابه الشباب.
الدورة الـ57… ماذا تعني؟
مع اقتراب الدورة الـ57، ينتظر الوسط الثقافي: حضورًا جماهيريًا كبيرًا، ضيف شرف مميز، احتفاء بمئويات كُتّاب كبار، جناحًا موسعًا للطفل، إطلاق عشرات الكتب المهمة، ندوات فكرية تناقش مستقبل الثقافة والهوية.
كما ستستكمل الهيئة المصرية العامة للكتاب خطتها في جعل المعرض أكثر تفاعلية، باستخدام التكنولوجيا، والعروض المرئية، وتطوير خدمات الناشرين.
على مدى أكثر من نصف قرن، لم يكن معرض القاهرة الدولي للكتاب مجرد حدث لبيع الكتب، بل كان مساحة للتنوير، ومرآة لتاريخ مصر الفكري، ومؤشرًا لتحولات المجتمع.
ومع كل دورة جديدة، يتجدد السؤال: هل لا يزال الكتاب قادرًا على قيادة وعي الناس؟
الإجابة الأكثر وضوحًا نجدها في طوابير الجمهور التي تبدأ من الصباح الباكر، الجمهور الذي يؤكد أن الثقافة ما زالت في قلب المصريين، وأن معرض الكتاب ليس مجرد حدث.. بل مناسبة للتفكير والحلم والاختلاف.