المبادرات الثقافية.. الأدوار والأنشطة المرجوة
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
تصنف المبادرات الثقافية ضمن السياسات الثقافية المانحة للمواطن حق ممارسة إنشاء وتشكيل الكيانات التطوعية في المجال الثقافي، إذ تمنح اللائحة المنظمة للمبادرات الثقافية الصادرة بالقرار الوزاري رقم (212/ 2016)، تمنح الأفراد المظلة القانونية لممارسة الأنشطة الثقافية، وبذلك تُشكل دعما معنويا للمهتم بالشأن الثقافي، وتمكنه من التنشيط الثقافي وإقامة كيانات ثقافية كالمجالس والصالونات الثقافية.
والأعمال المنوطة بالمبادرات «تنظيم معارض الكتب والفعاليات الهادفة إلى تشجيع القراءة، وإقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات في مجالات الآداب والفنون، وإقامة الأمسيات في مجالات الشعر الفصيح والشعر الشعبي والقصة القصيرة، وتنظيم الجلسات الحوارية في مجالات الثقافة والأدب والفن، إقامة الفعاليات الموسيقية والسينمائية ومعارض الفنون التشكيلية».
يُمكن القول إن المبادرات الثقافية اتكأت على الاستراتيجية الثقافية (2021-204) التي تبنتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب في تنظيم العمل الثقافي في سلطنة عمان، ويتجسد ذلك في عدد المبادرات المُشهرة في محافظات سلطنة عُمان، إذ برزت العديد من المجالس والصالونات الثقافية وساهمت في التنشيط الثقافي في المدن الحاضنة للمبادرة. كما تساهم بعض المبادرات في فعاليات وبرامج وطنية مثل معرض مسقط الدولي للكتاب وغيرها..
لكن من خلال تماس اهتمامنا الثقافي مع العديد من الكيانات الثقافية، نجد أننا ملزمون بطرح العديد من الآراء التي نجدها ملائمة للتنفيذ في الساحة الثقافية لأجل النهوض بالعمل الثقافي التطوعي، الذي يُمكن التعويل عليه لتحقيق استثمار ثقافي في بيئة زاخرة بالمادة الثقافية الخالصة والمستمدة من تفاعل الإنسان العُماني وإنتاجه الثقافي المادي وغير المادي. فماذا لو تم التعاون والتواصل بين المبادرات الثقافية لأجل توحيد الجهود تحت مسمى اتحاد المبادرات لبعث أنشطة وفعاليات مستدامة كمعارض للكتب أو إقامة مشاريع لتسويق المنتجات الإبداعية.
والبحث عن تمويل دائم لأنشطة المبادرات من خلال التعاون مع الشركات الوطنية كجزء من المسؤولية الاجتماعية التي تتكفل بها المؤسسات التجارية الربحية تجاه المجتمع، أو فرض رسوم على أعضاء المبادرة لضمان جودة الفعاليات المناسبة.
وبذلك تتخفف المؤسسات الحكومية من عبء التكلفة المادية التي تنظمها بعض المبادرات والتي يطالب أصحابها من الجهات المعنية بتسديد تكاليف إقامة الأنشطة التي تفتقر بعضها إلى الاستدامة. في المقابل نرى أنه من المناسب تحديث اللائحة كتجميد المبادرات الخاملة أو التي لا تمارس أي أنشطة، أو فرض غرامات مالية على أصحابها عند تجديد المبادرة. أيضا نأمل إشهار المبادرات الخاصة بالفنون البصرية والسينمائية والمحتوى الثقافي، وذلك نظرا لغنى الموروث الثقافي العُماني بشقيه المادي واللامادي.
والأهم من كل ذلك تمكين أصحاب المبادرات من الأساليب الإدارية الحديثة في الإدارة الثقافية أو ما يسمى ببناء القدرات البشرية وهذا تحتاجه كافة المؤسسات العاملة في الشأن الثقافي، لأن نقص الكفاءات الوطنية في الإدارة الثقافية يؤدي إلى التكرار في الفعاليات، وغياب استراتيجية واضحة للمبادرات الثقافية أو بالأحرى الافتقار إلى خطة ثقافية دائمة ومستمرة.
وينعكس ذلك سلبا عند تقديم التقارير المالية والإدارية المطلوبة. لأننا نتطلع إلى الأدوار المنوطة بالمبادرات والتي نأمل أن تُشهر في كل ولاية من ولايات سلطنة عمان بغية المساهمة والمساندة في إنجاح الخطط والبرامج التنموية التي تنفذها المحافظات. كما نتمنى أن نرى مبادرات ثقافية لذوي الإعاقة وتخصيص برامج وأنشطة لهذه الفئة المهمة في المجتمع.
إن السعي إلى التطوير والتحديث في الشأن الثقافي يُعجّل بتحقيق أهداف الرؤى والاستراتيجيات الوطنية الساعية إلى تحقيق رضا المواطن والمقيم في سلطنة عمان، وهذا لا يتحقق إلا بالمزيد من النقد الإيجابي لتحقيق الأهداف المرسومة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المبادرات الثقافیة سلطنة عمان فی مجالات
إقرأ أيضاً:
«القادسية» يطور خدمات الضيافة.. حلول متكاملة خلال الفعاليات
أبرم نادي القادسية اتفاقية تعاون ضمن نطاق المبادرات المجتمعية مع محمصة ومقهى أودن، وذلك ضمن جهود النادي لتعزيز جودة الخدمات المقدمة لجمهوره ومنسوبيه. وتهدف الاتفاقية إلى توفير حلول ضيافة متكاملة خلال الفعاليات والمناسبات المختلفة داخل النادي.
وتأتي محمصة أودن، التي تتخذ من مدينة الخبر مقرًا لها، ضمن المنشآت الوطنية العاملة في مجال القهوة المختصة. وتقدم خدمات متنوعة تشمل استيراد البن الأخضر، وعمليات التحميص، وتوفير المنتجات المخصصة لاحتياجات المقاهي وقطاع الضيافة.
ويمتد نطاق التعاون ليشمل توفير خدمات الضيافة خلال أيام المباريات، والمناسبات الرسمية، إضافة إلى دعم احتياجات العاملين وضيوف النادي، بما يسهم في تعزيز جودة التجربة المقدمة داخل مرافقه.
وفي تصريح للرئيس التنفيذي لنادي القادسية، جيمس بيسجروف، أوضح أن الشراكة تأتي ضمن خطط النادي لتطوير بيئة العمل وتحسين الخدمات المقدمة للجمهور، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع الجهات المحلية التي تسهم في دعم قطاع الرياضة والخدمات المساندة.
كما نوّه الرئيس التنفيذي لأودن، مشعل أحمد الشمري، بالدور الذي تقوم به الجهات الداعمة لرواد الأعمال، مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس توجه القطاع الخاص للمساهمة في تطوير البيئة الرياضية محليًا، وتقديم خدمات تتوافق مع احتياجات الأندية.
وأكدت إدارة أودن في ختام بيانها أن هذا التعاون يأتي في إطار دعمها للمبادرات المجتمعية والرياضية، وبما يسهم في تطوير التجارب المقدمة لجمهور القادسية.
قد يعجبك أيضاًNo stories found.