بدا واضحاً من مجربات الوقائع الميدانية هذا الاسبوع، ان الوضع مطبوع بسمة انطلاق الحرب او الحملة التصعيدية الإسرائيلية المتدحرجة على "حزب الله". وفي تصعيد جديد ينذر باتّساع المواجهات أفيد ليلا عن رشقة صاروخية كبيرة باتجاه حيفا حيث دوّت صفارات الإنذار في مدينة الناصرة للمرّة الأولى منذ الثامن من تسرين الاول الفائت.

وأعلن "حزب الله" استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات الصواريخ من طراز " فادي1" و" فادي2". وجاء في بيان للحزب إن "المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن استهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية والتي أدت إلى سقوط العديد من الشهداء المدنيين". وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها هذين الطرازين من الصواريخ كما أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها قاعدة ومطار رامات ديفيد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قال إنه رصد إطلاق""نحو عشرة صواريخ" من لبنان، وتم اعتراض معظمها في منطقتي حيفا والناصرة. هذا الوضع غير المسبوق في خطورته جعل كل ملفات وأوضاع الداخل تتجمد وسط ترقب شامل لمسار التطورات العسكرية على جبهة الصراع بين إسرائيل و"حزب الله". غير ان اللافت ان هذه الأجواء والتطورات لم تثن بعد الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عن قيامه بزيارة جديدة لبيروت اذ انه سيصل غدا الاثنين في مهمة جديدة تتصل بالوساطة الفرنسية لانتخاب رئيس للجمهورية . وأعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه كان عزم على السفر الى نيويورك في اطار تكثيف التحرك الديبلوماسي اللبناني،خلال أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، "لوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان والمجازر التي يرتكبها العدو. الا انه في ضوء التطورات المرتبطة بالعدوان الاسرائيلي على لبنان، قررت العدول عن السفر، واتفقت، بعد التشاور والتنسيق مع وزير الخارجية، على عناوين التحرك الديبلوماسي الخارجي الملح في هذه المرحلة".   وجدد التأكيد "ان لا اولوية في الوقت الحاضر تعلو على وقف المجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي والحروب المتعددة الانماط التي يشنها. كما أطالب المجتمع الدولي والضمير الإنساني، باتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة. كما نطالب باقرار قوانين دولية لتحييد الوسائل التكنولوجية المدنية عن الاهداف العسكرية والحربية."

وجاء في افتتاحية "النهار": تصاعدت التساؤلات حول حجم تداعيات واثار الضربات البنيوية العميقة غير المسبوقة في بنية "حزب الله" وما ستتركه من نتائج تبدو اشد خطورة بكثير مما ظهر في الأيام الثلاثة الأخيرة . وبذلك فان الأيام الأخيرة تكون قد رمت لبنان في دوامة الاستنزاف الأشد من جهة والغموض المخيف من جهة أخرى بما يبقي باب الخوف من المفاجأت مفتوحا لحظة بلحظة . وكتبت" الديار": حصل تصعيد كبير على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، حيث شن طيران العدو "الاسرائيلي" في الدفعة الاولى عند ظهر امس 120 غارة، من الحدود حتى الليطاني الى بعد 30 كلم، فيما ردت مقاومة حزب الله بقصف 90 صاروخ كاتيوشا على المراكز العسكرية "الاسرائيلية". ثم قام طيران العدو بغارات في الدفعة الثانية، ووصل حجم الغارات الى 50 غارة دون توقف. وأعلن قائد سلاح الجو الاسرائيلي تومر بار حال التأهب القصوى، وهي المرة الاولى التي تحصل منذ 7 تشرين الأول 2023.   كذلك، توقع وزير الحرب "الاسرائيلي" يوآف غالانت قصف صاروخي كبير يصل الى حيفا، والى كل المناطق حتى الحدود مع لبنان، وطلب تعليق الدروس من حيفا حتى حدود لبنان قائلا: "ان الوضع خطر جدا". وكتبت "الشرق الاوسط": دفعت إسرائيل الوضع في جنوب لبنان إلى حافة "الانفجار الكبير" بعدما شنّت غارات جوية غير مسبوقة على أودية ومجاري أنهر في قرى الجنوب، بعضها تطاله الغارات لأول مرة، في حين وسّع "حزب الله" مدى صواريخه لتطال مناطق جديدة كانت آمنة خلال نحو عام من المواجهات بين الطرفين.

ورغم عدم إعلان إصابات بشرية، فإن أجواء الرعب التي أثارتها الغارات طغت على كل ما عداها، وشلّت الحركة في قرى الجنوب اللبناني، وصولاً إلى مدينة صفد في الشمال الإسرائيلي. وعلّق مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، على الضربة الاسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبيّة لبيروت، قائلاً: "ابراهيم عقيل يداه ملطخة بالدماء" واعتبر أن "الطريقة التي قدّم بها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خطابه هذا الأسبوع فتحت جبهة الشمال".   وأضاف: "خطر التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قائم، إلا أنّنا لم نصل بعد إلى مرحلة حرب أوسع نطاقاً بين إسرائيل وحزب الله وآمل ألا يحدث ذلك".   وشدد على "أنّنا سنبذل قصارى جهدنا لإعادة الهدوء"، وتابع: "هناك طريق واضح للتوصل إلى وقف للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله رغم أن خطر التصعيد حقيقي، وقد بحثت مع الإسرائيليين كيفية إيجاد طريقة للمضي قدماً للتهدئة وعودة سكان الشمال إلى منازلهم".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني يعلق على إمكانية دخول بلاده الحرب ضد إسرائيل

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، الجمعة، أن "إرادة الحياة أقوى من كل شيء ورسالتنا أن بيروت كانت وستبقى نبض الحياة"، موضحًا أن لبنان لن ينخرط في حرب ضد إسرائيل في ظل مواجهتها مع إيران.

وفي كلمة له بحفل "بيروت نبض الحياة" من وسط العاصمة اللبنانية، قال جوزيف عون: "نقف من قلب بيروت النابض من هذا المكان الذي يختزل تاريخ لبنان لنشهد على فصل جديد من النهوض والإعمار".

وأضاف عون: "نعمل على بناء كل لبنان ونشكر كل مَن ساهم ودعم هذا العمل الوطني، وسيبقى لبنان واحة للسلام والحضارة في قلب الشرق الأوسط".

وردا على سؤال حول احتمال دخول لبنان بالحرب، قال عون: "ما في حرب.. من يستطيع اليوم ان يتحمل كلفة الحرب".

وتأتي هذه التصريحات وسط توتر كبير يسود الشرق الأوسط إثر بدء المواجهة بين إيران وإسرائيل، وتخوف من اتساع رقعتها، حيث أكد المبعوث الأمريكي مارس باراك خلال زيارته مؤخرا إلى بيروت، أن أي قرار من قبل "حزب الله" للدخول في الحرب الإسرائيلية الإيرانية سيكون سيئا للغاية.

من جهته، أصدر أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم مساء أمس الخميس بيانا أكد فيه أن الحزب "ليس على الحياد بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أمريكا وعدوانها ومعها الغدة السرطانية إسرائيل والمستكبرون".

وردا على ذلك، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، نعيم قاسم قائلا إنه لم يتعلم الدرس من أسلافه، وأن على "حزب الله" أن يتوخى الحذر.

مقالات مشابهة

  • تصاعد المخاوف من ربط لبنان بتداعيات الحرب
  • بيضون: الوجع كبير على كل الجنوب وكل لبنان!
  • الصفدي: إسرائيل تدفع المنطقة لمزيد من الصراع والتوتر
  • أشهر قليلة قبل الاستحقاق الكبير.. نحو عام دراسي بلا معلمين؟
  • مؤشر خطير على حدود الجنوب
  • إسرائيل تقصف موقعا لحزب الله وتحذره من القتال مع إيران
  • إسرائيل تعلن مقتـل عنصر من حزب الله في غارة جوية جنوب لبنان
  • الرئيس اللبناني يعلق على إمكانية دخول بلاده الحرب ضد إسرائيل
  • بالفيديو.. غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف الجنوب
  • أوباما يحذر .. الديمقراطية الأميركية على حافة التحول إلى استبداد