القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2024 تسلط الضوء على دور التمويل الأخضر في تعزيز المرونة المناخية ودفع عجلة التنمية المستدامة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
في ظل التحديات المناخية المتزايدة التي يواجهها العالم، تتزايد أهمية التمويل المناخي في تعزيز المرونة المناخية في مختلف مناطق العالم، لاسيَّما في الدول الأكثر تضرراً، إذ يسهم توفير التمويل الكافي في دعم جهود ومشاريع التخفيف والتكيف وتمكين هذه الدول من التعامل مع تداعيات التغير المناخي ودفع عجلة التنمية المستدامة.
وتولي الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، التي ينظِّمها كلٌّ من المجلس الأعلى للطاقة في دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، أهمية خاصة لقضية التمويل المناخي ضمن محاورها الأساسية هذا العام، بوصفه عاملاً أساسياً لتعزيز المرونة المناخية، وذلك بمشاركة نخبة من القادة والخبراء والمختصين في مجال التمويل الأخضر من مختلف أنحاء العالم.
وقال معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ورئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر: “رسخت القمة العالمية للاقتصاد الأخضر مكانتها كدعامة أساسية للحراك المناخي العالمي ومنصة رائدة للحوار في مختلف قضايا الانتقال الأخضر. وتبني الدورة العاشرة من القمة على مخرجات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات العام الماضي في مدينة إكسبو دبي، ومن أبرز ما نتج عن (COP28) “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي حدَّد مساراً جديداً للعمل المناخي الدولي يتضمن خطة عمل طموحة وشاملة، وتضمَّن عدداً من القرارات المهمة من بينها إطلاق “إطار عمل الإمارات للمرونة المناخية العالمية”، الذي يهدف إلى دعم إجراءات التكيّف مع تداعيات تغير المناخ على المستوى العالمي عبر عدة مسارات محدَّدة وداعمة لأهداف التنمية المستدامة المرنة مناخياً. وهذا العام، تولي القمة أهمية خاصةً لموضوع التمويل المناخي كأداة مهمة لبناء مستقبل أخضر ومرن وعادل من خلال حشد التمويل والاستثمارات اللازمة لردم الفجوة القائمة بين البلدان المتقدمة والنامية ودعم المجتمعات الأكثر تضرراً، وانسجاماً مع الجهود المحلية والعالمية لتوظيف آليات التمويل لمواجهة تداعيات التغير المناخي.”
وشهد مؤتمر (COP28) إطلاق دولة الإمارات صندوق “ألتيرا” الذي يستهدف إيجاد الحلول المطلوبة لجمع وتحفيز رأس المال بصورة عاجلة تسهم في تنشيط جميع مكونات منظومة الاقتصاد المناخي الجديدة. ويخصِّص هذا الصندوق نحو 92 مليار درهم (25 مليار دولار) لدعم الاستثمارات المناخية القادرة على تسريع التحول نحو اقتصادٍ مرن ومحايد مناخياً، وأكثر من 18 مليار درهم (5 مليارات دولار) لتخفيف المخاطر وتحفيز تدفقات الاستثمار لمواجهة التحديات التي تحد من فرص الاستثمار المناخي في البلدان الأقل نمواً والدول الجُزرية الصغيرة النامية.
قال الدكتور وليد النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد لخدمات الطاقة “اتحاد إسكو”: “تتسارع الخطى في دبي لتحقيق الحياد الكربوني من خلال اعتماد حلول الطاقة المبتكرة. وتؤمن “اتحاد إسكو” بأن كل عملية إعادة تأهيل للمباني وتركيب للطاقة الشمسية نقوم بها تمثِّل خطوةً جديدةً نحو مدينة تتفوق اقتصادياً، وتقود الجهود البيئية الرامية إلى مواجهة التغير المناخي. وتنخفض البصمة الكربونية للمباني التجارية التي تقوم “اتحاد إسكو” بإعادة تأهيلها بنسبة تصل إلى 35%.”
وقالت فلورنس بولتي، الرئيس التنفيذي للاستدامة لمجموعة شلهوب: “تعتبر الاستدامة جزءاً أساسياً من عملياتنا في مجموعة شلهوب. ويؤكد تقريرنا عن الاقتصاد الدائري التزامنا الثابت بنماذج الأعمال المستدامة، حيث نسعى إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2040. وفي قطاع عالم الأزياء الديناميكي، الذي يُعتبر مسؤولاً عن حوالي 10% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم، لم يعد تبني المبادرات التي تركز على الاقتصاد الدائري مجرد خيار، بل أصبح ضرورة حتمية. ويُمثل سوق المنتجات الفاخرة المستعملة في دول مجلس التعاون الخليجي التحول نحو الاقتصاد الدائري الذي تقوده سلوكيات وقرارات المستهلكين والشركات والعلامات التجارية الفاخرة التي تقوم بتعديل استراتيجياتها ومنتجاتها لتلبية المتطلبات والتوقعات العالمية. وتراوحت قيمة هذا السوق بين 480 و500 مليون دولار أمريكي في العام 2022، مع نمو سنوي بنسبة 15%. ويعكس هذا الاتجاه تحولاً كبيراً في نموذج الأعمال والاقتصاد، حيث ينبغي على صانعي السياسات والمشرّعين والعلامات التجارية وتجار التجزئة والعملاء التعاون لتعزيز وتطوير الممارسات المستدامة. ونستفيد في مجموعة شلهوب من هذه الرؤى والأفكار لتطوير استراتيجيتنا وتعزيز عملياتنا التشغيلية، بحيث تكون الاستدامة ركيزة أساسية لأعمالنا.”
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الري:مصر عملت دائماً على تعزيز التعاون الدولى لمواجهة التحديات العالمية في المياه
شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى فى فعاليات "الإجتماع الحادى والتسعين لمجلس محافظى المجلس العالمى للمياه" المنعقد اليوم السبت الموافق ١١ اكتوبر ٢٠٢٥ على هامش "إسبوع القاهرة الثامن للمياه" المزمع انطلاقه غدا الأحد الموافق ١٢ أكتوبر ٢٠٢٥ .
وقد شهد الإجتماع توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الموارد المائية والري والمجلس العالمي للمياه، والتى تهدف لتعزيز الشراكة بين الجانبين فى مجالات الإدارة المستدامة للمياه، وتدعيم تبادل المعرفة، وبناء القدرات، والتنسيق المشترك خلال الفعاليات الدولية الكبرى للمياه مثل المنتديات العالمية للمياه، وتعزيز التدريب وتبادل الخبرات من خلال مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي PACWA.
وفى كلمته بالاجتماع، توجه الدكتور سويلم بالتحية لـ لوى فوشون رئيس المجلس العالمي للمياه، والسادة أعضاء مجلس المحافظين، والسادة أعضاء المجلس العالمي للمياه، معربا عن خالص تقدير مصر للمجلس العالمي للمياه على قيادته الراسخة فى تعزيز الأجندة العالمية للمياه فى مجالات وضع استراتيجيات إدارة المياه، والتمويل، والابتكار، والدبلوماسية المائية، بالإضافة للتعاون القوى بين المجلس والوزارة خلال إسبوع القاهرة للمياه .
وأضاف الدكتور سويلم أن مصر وبإعتبارها عضواً مؤسساً فى المجلس العالمي للمياه قد عملت دائماً على تعزيز التعاون الدولى لمواجهة التحديات العالمية في قطاع المياه، هذا التعاون الذى تزايد خلال السنوات الأخيرة، مثل المشاركة المصرية النشطة والفعالة فى المنتدى العالمي العاشر للمياه الذى عقد فى بالي إندونيسيا فى شهر مايو ٢٠٢٤، حيث ساهم الخبراء المصريون في عدد واسع من الجلسات والمناقشات .
وانطلاقاً من الزخم الذي تحقق فى المنتدى العالمي العاشر للمياه، فإن مصر تتطلع لتعزيز التعاون مع المجلس العالمي للمياه خلال الإعداد للمنتدى العالمي الحادي عشر للمياه، الذي ستستضيفه المملكة العربية السعودية، حيث تحرص مصر على العمل عن كثب مع كلٍ من المجلس والاشقاء بالمملكة العربية السعودية لضمان نجاح هذا الحدث الهام فى مسيرة الأجندة العالمية للمياه .
وقد أكد الدكتور سويلم على أن الأمن المائي لا ينفصل عن الأمن القومي في أي دولة، وأن التضامن والتعاون هما السبيلان الدائمان لمواجهة تحديات التعاون فى أحواض الأنهار المشتركة وتغير المناخ، وان يتم الإلتزام بالعمل على تحويل الخطط والتعهدات إلى مشروعات حقيقية ومستدامة مع توفير التمويل اللازم لهذه المشروعات .
وأشار الدكتور سويلم الى أن مصر تواجه فجوة متزايدة بين مواردها المائية المحدودة واحتياجاتها المتزايدة نتيجة للنمو السكاني والتأثيرات المتسارعة لتغير المناخ، بالإضافة لما يخص ملف المياه الدولية المشتركة، مما يؤكد الحاجة إلى وجود تعاون فعّال قائم على الإلتزام بتطبيق القوانين الدولية المعنية بالمياه، مؤكدا أن الأمن المائي هو ركيزة للإستقرار والازدهار والسلام، وأساس لتعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة .
وأشار الدكتور سويلم لإنطلاق النسخة الثامنة من إسبوع القاهرة للمياه غدا الأحد ١٢ أكتوبر ٢٠٢٥ تحت شعار "حلول مبتكرة لتعزيز القدرة على الصمود المناخي واستدامة الموارد المائية" بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لدفع الأجندة المشتركة في مجال المياه، حيث تركز أجندة هذا العام على خمسة محاور رئيسية هى (التعاون، العمل المناخي، الابتكار، الحلول المعتمدة على الطبيعة، والبنية التحتية المستدامة) .