موقع النيلين:
2025-08-01@17:06:59 GMT

مذاق الأيام المتبقية من معركة الكرامة (1)

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

مذاق الأيام المتبقية من معركة الكرامة (1)
رصاص في كسلا
رشان اوشي
أمضينا عقوداً نحمّل مسؤولية النكبة السودانية في دارفور لحركات الكفاح المسلح ، مع أن سوء الإدارة السياسية لملف التمرد كان هو سبب الخسارة.
ولكن.. غزو مليشيات “آل دقلو” والحرب مع جيش معظم جنوده قادمين من أصقاع الصحراء الأفريقية ،كشف لنا أن تمرد حركات دارفور كان أخلاقياً بمقدار المقارنة مع الدعم السريع ، كانوا عسكر يخوضون معاركهم ضد الدولة فقط ، ضد عدوهم الحقيقي ، لم يحاربوا المدنيين ، لم ينهبوا ممتلكاتهم، لم يحتلوا بيوتهم ،لم يبيعوا نساءهم في سوق نخاسة القرن الواحد والعشرين.


كانت حرب قضية وان انحرفت عن مساراتها بتقادم السنوات، ولم تنحرف عن نهجها.
حاول “حميدتي” استقطاب قادة الحركات المسلحة عبر اتفاق “جوبا” الذي أنفق عليه أموالاً طائلة ، في إطار استعداده لمعركة انتزاع السلطة من “الجلابة” ، كان يظن أنه أعاد ترتيب الأوراق من جديد في دارفور ، ولكن موقف القادة الحقيقيين بالطبع لا أعني هنا “د.الهادي ادريس” أو “الطاهر حجر”، من الاتفاق الإطاري أنهى الأحلام السعيدة التي عاشها “دقلو” ، وبعد ذلك انتبه إلى أن المعركة أمامه لم تعد مجرد معركة يخوضها تحت شعار التحرر المناطقي، إنما صارت معركة يتبناها أبناء دارفور بكامل وجدانهم .
خلال مرافقتي لوفد عضو مجلس السيادة ، ورئيس حركة تحرير السودان _ المجلس الانتقالي “صلاح ادم تور” إلى ولاية “كسلا ” هذه الأيام ، استمعت بتركيز إلى خطاباته أمام الآلاف من جنوده بالمنطقة الشرقية ، وهو يحثهم على قتال مليشيات “آل دقلو” ، وضرورة تحرير بلادهم .
ربما لم يكن الانتصار على المليشيات ورعاتها الدوليين بالأمر السهل، وان المعركة شرسة وحادة، ولكن يكفي انها وحدت وجدان السودانيين من البحر الى النهر إلى الصحارى والوديان ، وأبرزت لنا قادة عظام تخلوا عن مرارات الماضي من أجل وحدة التراب السوداني .
“صلاح ادم تور” الشهير ب “صلاح رصاص” ، كني بذلك لأنه “قناص” ماهر ، يقتنص الفرص الوطنية ليطلق رصاصته في قلب العدو الذي يهدد وجوده التاريخي كسوداني و من دارفور .
في احدى ليالي “كسلا”، كان “صلاح رصاص” ، يتناول طعام العشاء في احد اهم بيوت الحكمة في شرق السودان ، كان برفقة “دقلل” ناظر عموم البني عامر ، بينما يتبادل أطراف الحديث مع أعيان القبيلة وكبارها، انبرى أحد العمد قائلاً:” يا ريس نحن مع الجيش ، ونحن ذاتنا قوات مسلحة، قدمنا أكثر من ثلاثمائة شهيد منذ ١٥/ابريل/٢٠٢٣م، وجاهزون لخوض المعركة حتى تحرير دارفور” ، فرت من عيني دمعة ، وارتبكت مشاعري ، بينما ابتسم القائد ابتسامة الظافر .
الخلاصة؛ أن التاريخ سيثبت أن حربنا ضد “ال دقلو” ليست عبثية بل شرعية ، نحن الآن في مرحلةٍ خاصة، حيث تفتق الوجدان السوداني عن عاطفة جارفة حول الأحداث، والمعاني الوطنية .
من كسلا ، سأخبركم في المقال القادم عن “مرقو مرقو ” و”اماني” ، حكاية مقاتلين شبا خلال حرب الثورة في دارفور ويعيشان الان نضوجهما في معركة الكرامة .
محبتي واحترامي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لافروف يبدي استعداد روسيا لمساعدة سوريا ولكن بشروط

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن آماله في هدوء الأوضاع في سوريا، مشيرا إلى تقدير موسكو للتحديات هناك، وآخرها ما جرى في محافظة السويداء.

وأكد، في تصريحات صحفية له على هامش لقائه نظيره السوري أسعد الشيباني في العاصمة الروسية موسكو، أن تسوية الأوضاع في سوريا ستكون من خلال حماية حقوق المجتمع السوري متعدد الطوائف والقوميات.

وأبدى الوزير الروسي استعداد بلاده لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار بعد الصراع، منوها إلى أن موسكو مقتنعة بأن الطريق لتطبيع الوضع في سوريا يكمن في الحوار وحماية حقوق جميع مكونات الشعب.

وقال إن روسيا ممتنة للخطوات المتخذة لضمان سلامة المواطنين الروس والمنشآت الروسية في سوريا، مضيفا: “اتفقنا مع وزير الخارجية السوري على إجراء جرد لجميع الاتفاقيات بين روسيا وسوريا”.

وواصل لافروف تصريحاته قائلا: "روسيا لم تدعم أبداً العقوبات المفروضة على سوريا التي أضرت بالشعب السوري، ورفعها من قبل الغرب هو خطوة في الاتجاه الصحيح".

وختم وزير الخارجية الروسي قائلا: “نعارض محاولة البعض زعزعة استقرار سوريا واستخدامها ساحة لتصفية الحسابات”.

مررنا بهذا من قبل..لافروف: نريد فهم دوافع تصريح ترامب بشأن مهلة الـ50 يومالافروف يصل الصين لحضور اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاونروسيا .. لافروف يلتقى الزعيم كيم خلال زيارته لكوريا الشماليةلافروف: نحذر أمريكا وحلفائها من خلق تهديدات أمنية لروسيا وكوريا الشمالية طباعة شارك روسيا سوريا سيرجي لافروف اسعد الشيباني محافظة السويداء

مقالات مشابهة

  • حاتم الياس إذ اختار العوراء على العيناء
  • القوات المسلحة والقوة المشتركة بالفاشر تسجل الإنتصار رقم 225 على مليشيا أسرة دقلو
  • إسرائيل انتصرت.. ولكن على شرعيتها!
  • المؤسسة التعاونية للقوات المسلحة تطلق مبادرة العودة الطوعية من كسلا إلى الخرطوم
  • المولد النبوي «الأقرب».. ما هي الإجازات المتبقية حتى نهاية 2025؟
  • لافروف يبدي استعداد روسيا لمساعدة سوريا ولكن بشروط
  • والي كسلا: الولاية حريصة على أن تكون وجهة جاذبة للعلاج في التخصصات الدقيقة
  • ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
  • خالد أبو بكر: نقدر الجهود الحالية ولكن لا بد من محاسبة حال وجود تقصير
  • مواعيد الإجراءات المتبقية بانتخابات مجلس الشيوخ