مع التطور التكنولوجي الرهيب الذي نشهده حاليًا، والذي تحول معه العالم لقرية صغيرة؛ ما يُقال في الغرب يُردد في الشرق، وما يشيع في الجنوب يصل بسرعة البرق إلى الشمال، أصبح من السهل وصول الأفكار المغلوطة أو المتطرفة لأبنائنا، والتي من ضمنها الإلحاد، ولأن الأسرة هي المدرسة الأولى للطفل، فيصبح عليها دور كبير في تنشئة الطفل محصنًا ضد مثل هذه الأفكار، وذلك من خلال عدة طرق، أهمها قراءة قصص دينية للطفل بأسلوب مميز وشيق، ينقل له الإيمان والمعتقدات السليمة بطريقة تناسبه.

حملة «تعزيز قيم الهوية الدينية»

ويأتي تسليط الضوء على أهمية قراءة القصص الدينية للطفل لنقل الإيمان له وبالتالي حمايته في كِبره من أفكار الإلحاد، ضمن حملة توعوية بعنوان «تعزيز قيم الهوية الدينية»، والتي جاءت تحت شعار «الإيمان قوة.. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»، وتهدف إلى تعزيز وترسيخ القيم الدينية، والتأكيد على أهميتها في مواجهة كل الأفكار المغلوطة والمتطرفة التي قد تأتي إلى مجتمعنا، وتعد هذه الحملة واحدة من ثلاث حملات توعوية أطلقتها «الوطن» تهدف لمواجهة الانحراف والتطرف الاجتماعي والفكرى والديني، تحت شعار «مجتمع صحي آمن.. أوله وعي وأوسطه بناء وآخره تنمية».

قراءة القصص الدينية للطفل

وتلعب القصص الدينية دورًا كبيرًا في تكوين شخصية الأطفال وتوجيههم نحو طريق الخير والصلاح، وبالتالي حمايتهم من أفكار التطرف والإلحاد من خلال عدة طرق أوضحتها الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر، أهمها ترسيخ العقيدة الصحيحة؛ إذ تساعد القصص الدينية في ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفس الطفل منذ الصغر، وتجعله يتعرف على الله وصفاته، ويعرف الرسل والأنبياء، والقيم والأخلاق التي جاء بها الدين، كما تزرع القصص الدينية في نفس الطفل القيم النبيلة مثل الصبر والشجاعة والإيمان بالقدر، وتساعده في بناء شخصية قوية ومتوازنة.

وتحمي القصص الدينية الطفل من الأفكار المتطرفة؛ إذ يصبح الطفل على دراية بها، ويصبح لديه مناعة ضدها، كما تساعد في تعزيز الانتماء الديني لدى الطفل، وتجعله يشعر بالفخر بدينه وتعاليمه، إلى جانب تنمية الخيال والإبداع؛ إذ تحتوي هذه القصص على الكثير من العِبر والحِكم.

اختيار اللغة المناسبة للطفل

ولكي تؤتي قراءة القصص الدينية ثمارها المرجوة منها في قلوب وعقول الأطفال، هناك بعض التفاصيل التي يجب الانتباه لها عند ترديدها على مسامع الطفل أهمها أن تكون اللغة المستخدمة في القصص بسيطة ومناسبة لعمره، حتى يتمكن من فهمها واستيعابها بسهولة.

ويجب أن تكون الأحداث في القصص مشوقة وممتعة، حتى تجذب انتباه الطفل وتجعله يتابع القراءة بشغف، إلى جانب أهمية أن تكون الرسائل التي تحملها القصص إيجابية وبناءة وتدعم الأخلاق الحميدة، وتساهم في تنمية شخصية الطفل، فضلًا عن أهمية تجنُّب القصص التي تحتوي على عنف أو تطرف؛ إذ قد تؤثر سلبًا على نفسية الطفل: «من المهم كمان أننا نسأل الطفل استفاد أيه من القصة دي، ونفكره بالقيم اللي تعلمها في المواقف الحياتية المختلفة، يعني مثلًا لو زعل مع أخوه أو زميله نفكره بالحديث بتاع الخصام اللي بيقول خيرهم من يبدأ بالسلام، وكمان نحكي القصص الأصلية من غير تهويل وإضافات ملهاش لزمة»، وفقًا لـ«صفاء».

وإلى جانب قراءة القصص الدينية، يمكن للآباء والأمهات تبني بعض الأمور الأخرى لتعزيز إيمان أطفالهم، منها تأدية الصلاة معًا؛ إذ تساعد الصلاة في تقريب الطفل من الله وتعليمه الصبر والانضباط في حياته بشكل عام، وأيضًا تشجيع الطفل على الذهاب إلى المسجد أو الكنيسة؛ إذ يساعد ذلك في تعزيز الانتماء الديني لديه، كما يجب أن يكون هناك حوار مفتوح بين الآباء والأبناء حول الدين، حتى يتمكن الأطفال من طرح أسئلتهم واستفساراتهم.

تلقي الطفل للقصص على يد معلم

ولضمان استفادة الطفل من هذه القصص الدينية وحمايته من أي أفكار مغلوطة قد تكون بها، أكد الشيخ أشرف صلاح، واعظ بالأزهر الشريف، خلال حديثه لـ«الوطن»، أهمية أن يتلقى الطفل هذه القصص على يد معلم: «من كان شيخه كتابه، غلب خطأه صوابه»، لافتًا إلى أهمية أن يأتي ولي الأمر بمصادر وكتب وقصص موثوقة، ليس بها دسائس أو أمور غريبة، حتى يفهمها الطفل ويستطيع معها تعلُّم الدين الوسطي المعتدل: «لأنه لو لم يكن معه معلم، وكانت هذه الكتب والمصادر غير موثوقة ومدسوس فيها أمور ومعلومات غير موثوقة، سيصل به الأمر أن يتجه فكره إلى اتجاه آخر وهو الاتجاه الخطأ».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أسباب الإلحاد قراءة القصص الطفل من

إقرأ أيضاً:

رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين تدعو إلى تحصين الشهادة الجامعية عبر ترسيخ القيم الأخلاقية والعلمية

دعت رحمة بورقية، رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين، يوم الثلاثاء، إلى ضرورة تحصين الجامعات المغربية بقيم وأخلاق راسخة، مع التأكيد على أهمية العمل داخلها وفق منظومة أخلاقية متكاملة.

جاء ذلك خلال الدورة الثامنة من الولاية الثانية للمجلس، حيث شددت بورقية على أن هذه المنظومة الأخلاقية يجب أن تساهم في بلورتها وإرسائها جميع الأطراف المعنية، وأن يلتزم كلٌّ من موقعه بترسيخها في السلوك والممارسات التعليمية والعلمية.

وأوضحت بورقية أنه بات من الضروري إدخال تغييرات عميقة على قانون التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بما يشمل حكامته ونموذجه البيداغوجي، ومناهج التدريس والتكوين، بالإضافة إلى طريقة إشراك الطلبة.

ويهدف هذا التغيير إلى تخريج مواطن قادر على التفكير العقلاني والمشاركة الفعالة في الحياة العامة، وجعل الجامعة فضاءً نموذجياً للقيم الأخلاقية التي تنعكس في سلوك جميع المنتسبين إلى التعليم العالي، باعتبارهم النخبة المستنيرة في المجتمع.

وتطرقت رئيسة المجلس إلى الدراسات التي تبرز التحول الذي طرأ على مهنة التدريس نتيجة الطفرة الرقمية وتوظيف الذكاء الاصطناعي، وما ترتب عليه من تأثير مباشر على النموذج البيداغوجي.

وأضافت أن دمقرطة الذكاء الاصطناعي التوليدي تثير قضايا مهنية وأخلاقية تتطلب إعادة النظر في كيفية تعامل الأساتذة والطلاب مع هذا الواقع الجديد، والذي يتطلب، بحسبها، تحديد منهجية لتوظيف المعارف التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، بما يستدعي من الجامعات التفكير المؤسسي في هذه القضايا ذات الصلة بالنموذج البيداغوجي.

وشددت على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيُغير، لا محالة، مفهوم التدريس، وهندسة المضامين، ونظم الامتحانات في التعليم العالي، وسيفرض بالضرورة على جميع الفاعلين التكيّف مع هذا الواقع الجديد، وإعادة النظر في طريقة تحضير المحاضرات والتكوينات وتلقينها، مما يقتضي استلهام التجارب الدولية الرائدة في التعامل مع هذا الواقع، الذي سيؤثر حتماً في الممارسات المهنية في التدريس والبحث، وعلى طريقة تفاعل الطلاب معه.

وأشارت رحمة بورقية إلى أن الجامعات العمومية تعتمد بشكل أساسي على تمويل الدولة، وهو تمويل لا يواكب غالباً الاحتياجات المتزايدة للجامعات، ويُعزى هذا التزايد في الحاجات إلى النمو الديموغرافي للطلبة، وتزايد أعداد الوافدين إلى مؤسسات التعليم العالي.

وأضافت أن الجامعات تجد نفسها غالباً مطالبة بتطوير خدماتها من خلال الخبرة والبحث العلمي في مراكز البحث والدراسة، والتكوين المستمر للأطر العاملة في مختلف القطاعات. وتهدف هذه الخدمات إلى رفع مستوى المهنيين والمساهمة في تأهيل الموارد البشرية.

وشددت بورقية على أن هذه الخدمات يجب أن تُحاط بالمهنية والأخلاقيات اللازمة، فذلك يحفظ للشهادة الجامعية قيمتها، ويصون للجامعة حصانتها وسمعتها ومكانتها كمنارة للتعليم والتكوين والبحث.

كلمات دلالية رحمة بورقية، المجلس الأعلى للتربية والتكوين، المنظومة التعليمية،

مقالات مشابهة

  • بانو مشتاق تفوز بجائزة بوكر الدولية 2025: قصص سراج القلب تضع نساء جنوب الهند في صدارة الأدب العالمي
  • توقيف ثلاثة مشتبه فيهم وضبط طن من المخدرات في عملية أمنية بسطات وخريبكة
  • وكيل الأزهر يناقش دكتوراه حول الإلحاد في المواقع الإلكترونية .. الخميس
  • رئيسة المجلس الأعلى للتربية والتكوين تدعو إلى تحصين الشهادة الجامعية عبر ترسيخ القيم الأخلاقية والعلمية
  • «جهز أوراقك».. موعد التقديم للصف الأول الابتدائي ورياض الأطفال بالمدارس التجريبية
  • الرواشدة: الدولة الأردنية أسسها الهاشميون على منظومة من القيم الثقافية والحضارية
  • النذر .. حكايات المهمشين والمقهورين
  • الأوراق المطلوبة لتقديم رياض الأطفال في المدارس التجريبية 2025
  • باحثة بوزارة الزراعة تحذر: الألوان الصناعية تهدد صحة أطفالك
  • احتجاجات شعبية في تعز تطالب بالعدالة للطفل “مرسال” وسط اتهام الاجهزة الأمنية بالتواطؤ