الأعشاب البحرية.. فوائد الغذاء السري الذي ينصح به خبراء التغذية
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
"يأكلها الناس في آسيا والمحيط الهادئ منذ قرون، لكنها أحدثت ضجة مؤخرا بزيادة شعبيتها كخيار غذائي لذيذ ومغذّ في جميع أنحاء العالم". حتى أظهرت إحصاءات العام الماضي وصول حجم تجارتها العالمية لأكثر من 17 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن يبلغ حوالي 35 مليار دولار بحلول عام 2032.
فالأعشاب البحرية الصالحة للأكل "هي أكثر طعام يحظى بإشادة خبراء التغذية الآن"، كما يقول داريل أوستن، الكاتب المتخصص في مجال العافية وأسلوب الحياة، في مقاله بصحيفة "يو إس إيه توداي"؛ حيث ساعدت فوائدها الغذائية الفريدة، بجانب خصائصها الطبية، في الترويج لها والتوصية بها من قِبَل المؤثرين في مجال العافية والأطباء وخبراء التغذية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي أماكن الرعاية الصحية.
وفقًا لاختصاصية التغذية ليان وينتراوب، فإن الأعشاب البحرية هي "خضراوات بحرية يمكن تناولها واستخدامها في الطهي"، ولكن بعد تنظيفها وتجفيفها فوق صفائح مسطحة؛ ليتم تتبيلها واستخدامها كبديل لخبز التورتيلا، أو تقطيعها إلى رقائق، أو لفها لتغليف السمك والأرز لصنع السوشي، وسلطات الأعشاب البحرية، والوجبات الخفيفة.
ووفقًا لموقع "هيلث لاين" فإن الأعشاب البحرية تُؤكل بشكل شائع في دول آسيوية مثل اليابان وكوريا والصين. وتتنوع ألوانها بين الأحمر والأخضر والبني والأسود، ومن أشهر أنواعها: النوري والواكامي والكومبو والسبيرولينا والكلوريلا، وجميعها مغذية، ويمكن استخدامها في العديد من الأطباق، بما في ذلك لفائف السوشي والحساء والسلطات.
الفوائد المحتملة لتناول الأعشاب البحرية"إن فوائد الأعشاب البحرية تشبه تماما فوائد تناول النباتات والخضراوات"، كما تقول أخصائية التغذية جيانا ماسي، لمجلة "فوربس". وهذه هي الفوائد السبع المدعومة علميا للأعشاب البحرية:
تحتوي على اليود اللازم لوظيفة الغدة الدرقية، حيث تفرز الغدة الدرقية هرمونات للتحكم في النمو وإنتاج الطاقة وإصلاح الخلايا التالفة في الجسم، وتعتمد على اليود لصنع هذه الهرمونات، لذا يتسبب نقص اليود في أعراض تشمل تغيرات الوزن أو التعب أو تورم الرقبة. في الوقت الذي تتمتع فيه الأعشاب البحرية بقدرة فريدة على امتصاص اليود من المحيط، حيث يمكن أن تحتوي قطعة واحدة مجففة من الأعشاب البحرية على ما بين 16 ميكروغراما و2984 ميكروغراما لكل غرام، وهو ما يعادل 11 إلى 1989% من القيمة اليومية الموصى من اليود للبالغين. (تبلغ الجرعة اليومية الموصى بها من اليود 150 ميكروغراما للبالغين، و220 ميكروغراما للحوامل، و290 ميكروغراما للمرضعات). مصدر جيد للفيتامينات والمعادن، حيث يحتوي كل نوع من الأعشاب البحرية على مجموعة من العناصر الغذائية، يمكن أن يكون رش كمية مجففة منها على الطعام طريقة لإضفاء المذاق والنكهة وتعزيز تناول الفيتامينات والمعادن. فملعقة كبيرة (7 غرامات) من أعشاب السبيرولينا البحرية المجففة توفّر 20 سُعرا حراريا، 1.7 غرام كربوهيدرات، 4 غرامات بروتين، 0.5 غرام دهون، 0.3 غرام ألياف، بالإضافة إلى11% من القيمة اليومية للحديد، و47% من القيمة اليومية للنحاس.ورغم أنها تحتوي على كميات صغيرة من فيتامينات "إيه" و"سي" و"كيه" و"بي 12″، وعلى أحماض أوميغا 3 ، وحمض الفوليك والزنك والصوديوم والكالسيوم والمغنيسيوم، فإن استخدام الأعشاب البحرية كتوابل مرة أو مرتين في الأسبوع، يُضيف مزيدا من القيمة إلى نظامك الغذائي.
توفر الألياف والسكريات المتعددة التي تدعم صحة الأمعاء، حيث تعد الأعشاب البحرية مصدرا للألياف المهمة لتعزيز صحة الأمعاء، والتي تشكل نحو 35% إلى 60% من وزن الأعشاب البحرية الجاف، وهو أعلى من محتوى الألياف في معظم الفواكه والخضراوات. كما ثبت أيضا أن السكريات المتعددة الكبريتات الموجودة في الأعشاب البحرية، تزيد من نمو بكتيريا الأمعاء الجيدة. قد تدعم إنقاص الوزن، يُعتقد أن الأعشاب البحرية لها تأثيرات مضادة للسمنة، لكن من المهم إجراء دراسات على البشر للتحقق من هذه النتائج. وما إذا كان احتواء الأعشاب البحرية على الكثير من الألياف، قد يساعد على إنقاص الوزن، من خلال الشعور بالشبع وتأخير الجوع لفترة أطول. كما تضيف اختصاصية التغذية ، كارولين سوزي، أن "الأعشاب البحرية منخفضة السكر والسعرات الحرارية -أيضا-؛ مما يجعلها خيارا جيدا لأولئك الذين يراقبون وزنهم".على الرغم من أن الأعشاب البحرية تعتبر غذاء صحيا، فإنها قد تحمل بعض المخاطر المحتملة لتناول الكثير منها، مثل:
اليود الزائد، وهو ما يمكن التغلب عليه بتناول الأعشاب البحرية مع الأطعمة التي تمنع امتصاص الغدة الدرقية لليود، مثل البروكلي والكرنب أو الملفوف. بالإضافة إلى أن غلي الأعشاب البحرية لمدة 15 دقيقة، يجعلها تفقد ما يصل إلى 99٪ من محتواها من اليود.ومع أن الكميات الكبيرة من الأعشاب البحرية يمكن أن تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، لكنها تعود إلى وضعها الطبيعي بمجرد التوقف عن الاستهلاك.
المعادن الثقيلة، قد تحتوي الأعشاب البحرية على نسبة من المعادن الثقيلة السامة مثل الكادميوم والزئبق والرصاص، لكن دراسة أجريت عام 2017، وجدت أن مستويات الكادميوم والألمنيوم والرصاص في 4 غرامات من الأعشاب البحرية "لا تشكل أية مخاطر صحية".ورغم ذلك يبقى احتمال لتراكم المعادن الثقيلة في الجسم بمرور الوقت، عند استهلاك الأعشاب البحرية بانتظام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأعشاب البحریة على من الأعشاب البحریة الغدة الدرقیة من القیمة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
خبراء: ركود السوق العراقية بسبب تذبذب الدينار وضعف الإنفاق العام
تشهد الأسواق العراقية حاليًا ركودًا اقتصاديًا حادًا وغير مسبوق، حيث انخفضت التعاملات التجارية ومبيعات الشركات إلى مستويات متدنية.
ويرى مختصون أن هذا التراجع جاء من تراكم عدة عوامل اقتصادية متداخلة أثرت سلبًا على النشاط التجاري، وتسببت في خسائر كبيرة لرجال الأعمال وأصحاب الشركات.
ويُرجع هؤلاء المختصون هذا الانكماش إلى تراجع واضح في القوة الشرائية للمواطنين، وضعف الإنفاق الحكومي العام، إضافة إلى تذبذب سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي.
ركود في الأسواق وتقلبات سعر الصرفأكد رشيد السعدي، المتحدث الرسمي باسم غرفة تجارة بغداد، أن السوق العراقية تمر بحالة ركود ملحوظة، موضحًا أن هذه الأزمة تعود إلى عوامل اقتصادية وسياسية متداخلة.
وقال السعدي للجزيرة نت، إن "الانخفاض الكبير في التعاملات والمبيعات على مستوى البيع بالجملة والتجزئة يعود أساسا إلى تذبذب سعر صرف الدولار في السوق الموازية"، مشيرًا إلى أنه في حال انخفاض سعر الدولار، يميل التجار والمستهلكون إلى الترقب والانتظار، ما يؤدي إلى تباطؤ واضح في الحركة الشرائية.
وأضاف: "استقرار سعر الدولار وبداية ارتفاعه عادةً ما يعيد النشاط إلى السوق، وهي ظاهرة معروفة في الأسواق العراقية".
ويواصل الدينار العراقي ارتفاعه مقابل الدولار في الأسواق المحلية، حيث سجل في بورصات بغداد سعر 139 ألفا و500 دينار عراقي مقابل كل 100 دولار أميركي، بعد أن وصل في الأشهر الماضية إلى 148 ألف دينار عراقي لكل 100 دولار.
وأشار السعدي إلى أن هناك عوامل أخرى ساهمت في الركود، منها تأثيرات سياسية، وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى مباحثات البنك المركزي مع المؤسسات المالية العالمية التي أدت إلى تقليل الاعتماد على السوق الموازية وزيادة التعامل عبر المنصة الرسمية.
إعلانويرى السعدي أن هذا التوجه انعكس على تراجع مبيعات البنك المركزي نفسه. كما أوضح أن ضعف الإنفاق العام وعدم إقرار الموازنة، وخاصة الموازنة الاستثمارية التي تشكل نسبة كبيرة من الموازنة العامة للدولة، له تأثير سلبي مباشر على النشاط التجاري ويؤدي إلى انكماش اقتصادي متزايد.
وأشار كذلك إلى أن قطاع الاستثمار العقاري يعاني أيضًا من انكماش كبير بفعل ارتفاع الأسعار وعزوف المواطنين عن الشراء.
كما لفت السعدي إلى أن انخفاض سعر الدولار أثر سلبًا على حركة السفر والسياحة، موضحًا أنه لم يعد الفرق في سعر الصرف يغطي نفقات السفر، مما أدى إلى تراجع كبير في السياحة الخارجية للمواطنين.
وعلى الرغم من انخفاض معدل التضخم في العراق بالربع الأول من عام 2025 إلى 2.2%، وهي نسبة جيدة بحسب المعايير الاقتصادية، إلا أن السعدي لاحظ تباطؤًا حادًا في الطلب، خصوصًا في القطاعات غير الأساسية، حيث يؤجل المواطنون شراء الكماليات في ظل الوضع المعيشي الحالي.
وبخصوص المعالجات، شدد السعدي على ضرورة أن تتخذ الدولة إجراءات عاجلة لخفض أسعار الوحدات السكنية وتحفيز القطاعات التجارية.
ركود اقتصادي ودعوة لإصلاحات عاجلةمن جهته حذر الخبير الاقتصادي أحمد الأنصاري من تداعيات الركود الاقتصادي الحالي على الأسواق العراقية، وقال للجزيرة نت، إن "الركود الحالي أدى إلى توقف بعض الأنشطة التجارية وتراجع حاد في المبيعات، مما يعكس عمق الأزمة التي لا يمكن معالجتها بإجراءات بسيطة".
وأضاف الأنصاري أن ارتفاع سعر الدينار العراقي مقابل الدولار، رغم أنه يعزز قيمة العملة المحلية، إلا أنه أثر سلبًا على القدرة التنافسية للمنتج المحلي، موضحًا أن انخفاض أسعار البضائع المستوردة قلّص الهوامش الربحية للتجار المعتمدين على الاستيراد.
وأشار إلى أن هذا التراجع في الأرباح أثر مباشرة على العديد من التجار، خصوصًا أولئك الذين استوردوا بضائع بالدولار، ما سبب لهم خسائر عند التحويل إلى السعر المحلي.
وشدد الأنصاري على أن ضعف الثقة في السياسات النقدية العراقية يُسهم في تقلبات سعر الصرف، مما يثير قلق التجار والمستثمرين ويعيق الخطط الاقتصادية طويلة الأمد.
وأوضح أن هذه الحالة تدفع المستهلكين والمستوردين إلى تأجيل قرارات الشراء ترقبًا لمزيد من الانخفاض في الأسعار، الأمر الذي يزيد من تباطؤ الطلب ويضاعف الكساد.
وأكد الأنصاري كذلك على التأثير السلبي لضعف الإنفاق الحكومي على الاقتصاد العراقي، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على إيرادات النفط في تمويل الموازنة والمشاريع.
وقال إن الدولة تعد المحرك والممول الرئيسي للأنشطة الاقتصادية بدعمها الموازنة والصرف على المشاريع الاستثمارية وتطوير البنية التحتية، مضيفا أن خفض الإنفاق الحكومي يؤدي إلى نقص السيولة، وتأخير صرف الرواتب أو مستحقات المشاريع ويقلل من حجم الإنفاق المحلي، مما يؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين ويمنعهم من ضخ الأموال في السوق.
ونوّه الأنصاري إلى أن بعض القطاعات لم تتأثر مباشرة بالركود، مثل الإنتاج المحلي الزراعي والصناعي، والخدمات الرقمية والتجارة الإلكترونية، والتعليم، والصناعة الغذائية، والقطاع الصحي، مؤكدًا أن هذه القطاعات لا تزال نشطة بفضل الحاجة المستمرة للمواطنين إلى منتجاتها وخدماتها.
إعلانودعا الأنصاري إلى اتخاذ إجراءات حكومية عاجلة لاستقرار السوق وحماية الدينار العراقي، محذرًا من أن الركود الحالي قد يقود إلى انكماش اقتصادي طويل الأمد وفقدان الثقة بالبيئة الاقتصادية العراقية من المستثمرين المحليين والأجانب.
وأوضح أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم مستويات الفقر وزيادة التحديات الاجتماعية، خاصة على الطبقات المتوسطة والفقيرة، ما قد يفتح الباب لاضطرابات محتملة.
من جانبه، أعرب رجل الأعمال وتاجر العقارات العراقي، حسن عماد، عن قلقه البالغ إزاء سلسلة من الإجراءات والقرارات الحكومية التي أثرت سلبًا على قطاع الأعمال في العراق، متسببة في خسائر لمعظم التجار.
وقال عماد للجزيرة نت، إن "قرار البنك المركزي المتعلق بتحديد الأسعار ومعرفة مصير الأموال أدى إلى ركود كبير في سوق العقارات"، مبينًا أن التخوف من الملاحقة القانونية، بسبب تورط بعض تجار غسْل الأموال، كان دافعًا رئيسيًا وراء هذا القرار، لكنه أسفر عن تداعيات سلبية على السوق عموما.
وأضاف أن التجار العراقيين، بغض النظر عن مجالات عملهم، يتعرضون حاليًا لمضايقات مماثلة لتلك التي يواجهها تجار العقارات، وتشمل هذه المضايقات تأخر وصول السلع والبضائع من مناطق التصدير، إضافة إلى قرارات من هيئة الجمارك والمنافذ الحدودية التي تعرقل عمليات الاستيراد، خصوصًا لتجار السيارات.
وأكد عماد أن هذه الإجراءات أدت إلى انخفاض حاد في التعاملات المالية والأنشطة التجارية، مما تسبب في خسائر كبيرة لجميع التجار العراقيين.